الفصل الأول (الجزء الثاني)

1112 Words
-ما تبطل تدور وراه وأنت هترتاح... نطق بها أحدهم وهو يجلس أمام ذاك الضابط الشاب..فـ رد عليه بـ برود -أنا مبدورش وراه قد ما المعلومات بتقع فـ إيدي -أنحنى الشاب بـ جسده إلى الأمام وتشدق:يا شريف مش عليا..أنا عارف أنك عاوز توقعه بـ أي طريقة... نظر له المدعوْ شريف بـ عيناه الرماديتان بـ حدة ولم يرد..فـ نهض عن مقعده بـ جسده الضخم المُعضل بما يتحتم عليه من مهنته واضعًا يده في جيبي بنطاله وتشدق بـ فتور -واحد زي جاسر الصياد مش سهل..حاجات كتير بيعملها والكل عارف بيعمل إيه بس محدش بينطق يا مجد... نهض مجد ليقف خلفه ثم وضع يده على منكبه وقال بـ هدوء -أنت لسه منقول جديد يا شريف..فـ أنت متعرفش حاجة -إلتفت شريف بـ عنف وقال بـ غضب:معرفش حاجة!!... ثم لم يلبث أن إتجه إلى مكتبه الراقي بـ خطوات تنهب الأرض وأخرج منه بعض الأوراق ليتشدق وهو يُبعثرها بـ عصبية -أولًا تهديد شركاءه فـ الشغل بـ طرق غير مشروعة وأحيانًا بتوصل للقتل -رد عليه مجد بـ هدوء:وأنت عارف كلهم كانوا أيه -لم يفقد شريف شراسته وأكمل:إختفاء جابر الهواري من أكتر من سبع سنين بعد رجوع جاسر الصياد من سفره بـ ساعات... رفع مجد كتفيه بـ لا مبالاه وقال بـ هدوءه الذي أثار غيظ صديقه -صدفة..وبعدين برضو متنساش جابر الهواري كان أيه -إشتعلت عيناه أكثر وهو يهدر:مش من حقه يقتل..مش هو اللي ف إيديه مصير الناس... تأفف مجد بـ نفاذ صبر ثم ما لبث أن إتجه إلى صديقه ومال بـ جسده إليه وقال بـ نبرة ذات مغزى -ما تقول أنك بتعمل كل دا عشانها!!... تحولت عيناه شريف إلى القتامة وقد تشنج جسده كله عقب ما تفوه به صديقه والذي ينظر إليه بـ قوة وثقة..لم يحيد بـ نظراته القاتمة عنه وقال من بين أسنانه بـ تحذير -خد بالك من كلامك يا مجد عشان منخسرش بعض -عقد ذراعيه أمام ص*ره وقال بـ ثبات:مش دي الحقيقة ولا إيه!..من ساعة أما شوفتها لما فتحت قضية جابر مرة تانية وأنت مش عارف تشيلها من دماغك... إزدادت ملامحه قتامة وقد تقلصت عضلات فكه بـ شدة..رُغمًا عنه شرد تفكيره بـ ذكرى لقاؤه الأول بها..هنا في هذا المكتب بعد إنتقاله من مدينة الإسماعيلية إلى القاهرة..ومُنذ أن إنتقل وهو ينبش في بعض القضايا المُعلقة والتي غُضْ البصر عنها بـ محض إرادتهم..ذلك هو دوره..يقوم بـ النبش في المحظور... دلفت إلى مكتبه بـ خطوات واثقة دون حتى أن تتكلف عناء الطرق على الباب..ثم وقفت أمام المكتب تقول بـ صوتها الأنثوي القوي -النقيب شريف المهدي!... رفع رأسه بـدهشه وغضب من دلوف تلك المُتطفلة دون الإستئذان وهو ينتوي الصراخ والإهانة..إلا أنه إبتلع ريقه بـ صعوبة وهو يرى تلك الحورية ذات العيون الفيروزية القاتلة بـ براءة..تقف بـ شموخ وثقة تتحداه أن يتفوه بما كاد أن يتفوه به... ظل يحدق بها من قمة رأسها إلى أمخص قدميها..لم يستطع منع نفسه من تأمل تلك الفاتنة التي تُعد إحدى بطلات الحكايات الهاربة من كتاب الأساطير..سيدة يعرف أنه لن يراها مرة أخرى وهالة القوة المُحيطة بها تُجبره على ال**ت وإنتظار حروفها الرقيقة لينصاع لما تقول مسلوب الإرادة... أخرجته من تأمله العميق الذي لم تلحظه وهى تقول بـ جمود -ممكن أقعد! نظر إليها بـ عينان متسعتان ثم تنحنح ليُجلي حنجرته ويُحاول إطفاء بريق عيناه الغريب عنه وقال -طبـ..طبعًا أتفضلي... أومأت بـ رأسها ثم جلست بـ رشاقة واضعة ساق على أختها..ليزفر بـ ضيق وهو يُراقب أناقتها..ولكن بلا مُقدمات تشدقت بـ جمود -ممكن أعرف جاسر الصياد محبوس بـ تهمة إيه؟!... إرتفع حاجبها بـ دهشة..ثم ما لبث أن إبتسم بـ قسوة وقال بـ جفاء -وحضرتك مين إن شاء الله! -رفعت أحد حاجبيها وقالت بـ نبرة جافة تحمل الفخر:حرم جاسر الصياد... إرتفع حاجباه أكثر وقد قست معالمه بـ قوة حتىأن يده كانت تقبض على القلم بـ شدة حتى كاد أن يحطمه..ثم تشدق بـ جفاء -أظن تهمته واضحة -لترد عليه بـ تحدي:اللي هي!... **ت قليلًا يُحاول السيطرة على إنفعالاته ثم قال بـ هدوء -القتل -لم تهتز عضلة لها وهى ترد بـ ثقة:مفيش تهمة قتل طالما مفيش جثة..مش دا القانون ولا إيه يا حضرة النقيب! -مط شفتيه وقال بـ برود:وأدينا بندور ع الجثة... أخفضت نظرها قليلًا ثم رفعته مرة أخرى غافلة عن توهج نظراته التي تابعت تساقط خُصلاتها على منكبها لتُغطي وجنتها..ثم قالت بـ تحدي -دا لو فيه جثة أصلًا... عقد حاجبيه يتساءل بـ**ت لترد على سؤاله الصامت -مش ممكن يكون هرب بعد لما إتعرفت عنه كل حاجة... لم يرد أيضًا ولكن عيناه قد بدأت في التوحش..لتخرج هى عدة أوراق تضعها على مكتبه ولكنه لم يتكلف عناء النظر إليه أو حتى إلتقاطه..لتقول بـ لهجة حازة تحمل التهديد -أكيد أنت منقول جديد عشان متعرفش حاجة عن جابر الهواري..الملف دا فيه كل بلاويه واللي جاسر هو اللي سلمها لدولة من تلت سنين..وللإضافة..خاله برضو ليه فـ نفس طريق إبنه..دا من باب العلم بـ الشئ... لم تضف كلمة وهى تتأمل ملامحه الجليدية..ثم نهضت وقالت بـ برود -أظن كدا مفيش تهمة والعسكري هيجي يقولك انهم ملقوش حاجة..وساعتها جاسر هيطلع وأنت هتخسر..بس دا يعلمك لما تحب تتدور ع الحق..متحاولش مع الناس الغلط..بعد إذنك... ثم خرجت بـ خطوات واثقة كما خرجت وهو يتأمل خُصلاتها ال**تنائية التي تتراقص على ظهرها... مر على تلك الذكرى ما يقرب الثلاث سنوات وهو لا يزال يتذكرها ويُعيدها مرارًا على ذهنه حتى لا يفقد بريق عينيها الفيروزية التي أسرته في لحظة... ************************************ وقفت في صالة الإستقبال بـ المطار تنتظر أختها الغير ش*يقة .. وبـ الفعل بعد عدة دقائق أبصرتها قادمة في إتجاهها تُلوح بـيدها بـ سعادة ثم ركضت تحتضنها هاتفة بـ أشتياق -وحشتيني مووووت..موووت يا قلبي -ربتت روجيدا على ظهرها وقالت بـ حنان:وأنتي كمان يا بوسي... أبعدتها عنها تتفحصها جيدًا..لتجدها كما تركتهم مُنذ سنتان..وضعت يدها حول كتفيها وقالت -أيه أخبار روما والمنحة!! -ردت عليها بسنت بـ حماس:روعة..روعة جدًا..خلصت المنحة وأشتغلت فـ أكبر شركة ت**يم هناك... إستمعت لها روجيدا وهما يتحركان إلى الخارج وخلفهم العامل الذي يحمل الحقائب..لتتساءل فجأة -صابر يعرف إنك هنا؟! بهتت تمامًا بسنت ولم ت بل ن**ت رأسها أرضًا خجلًا..هزت روجيدا رأسها بـ يأس وقالت ب عتاب -ليه كدا يا بسنت!!..بتعذبيه معاكي ليه! -رفعت بسنت رأسها فجأة وقالت بـ إستدراك:أبدًا والله..أنتي عارفة أني بحب صابر جدًا..بس آآ... **تت ولم تجدما تقول..لتحثها روجيدا قائلة -بس أيه! -تن*دت بسنت وقالت:مش عارفة..خايفة يا روجيدا..أنا مريت بـ تجربة صعبة أوي وكنت لسه طفلة..مش أكتر من أني خايفة -لتقول روجيدا بـ تقرير:بس صابر مش هيأذيكي -الخوف مش منه..أنا خايفة من التجربة كـ كل مش أكتر..خايفة وهو مش مقدر دا -ضمتها روجيدا أكثر وقالت بـ حنان:فهميه..أنتي رجعتي وجاتلك الفرصة تفهميه وتعرفيه موقفك..صدقني صابر بيحبك بضمير -عارفة... قالتها بـ إبتسامة وتقرير..مر فترة **ت بعدما صعدتا إلى السيارة لتتنحنح بسنت قائلة -روجي..ممكن أطلب منك طلب!! أومأت روجيدا بـ رأسها دون حديث..لتقول بسنت بـ تلعثم -في عشا عمل النهاردة بالليل ولازم أحضره..بس مش عاوزة أحضره لوحدي..فلو أمكن تيجي معايا!!..بليييييز... إستدارت روجيدا تنوي الرفض ولكن بسنت كانت تنظر لها بـ وداعة وبراءة..لتزفر بـ قلة حيلة قائلة بـ هدوء -طيب -تهللت أسارير بسنت وقالت بـ إمتنان:حبيبة قلبي..بصي هروح لمامي الأول وبعدين هفوت عليكي أخدك أنتي وجُلنار -ردت روجيدا بـ خفوت:جُلنار..أبوها أخدها..يعني هاجي لوحدي... **تت بسنت ولم تفتح مجالًا للحديث..هى على دراية بما حدث وذلك الفراق الغامض بينهما...وأكملت السيارة سيرها إلى وجهتهم في **ت كاد يُطبق على أنفاسهم...
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD