حادثة غريبة

1009 Words
أمسكت بيد خالتي نسرين في محاولة اخيرة " خالتي اذا نفذ زوجي تهديده و قتلني هل ستكونين سعيدة؟" ردت " حبيبتي، اعلم انكٍ خائفة لكن لابد وان هنالك طريقة . انا لن ادعكِ سجينة له و انا اتف*ج" بدأت اشتم في داخلي الجميع بمن فيهم نفسي ، جلست جوار الشيخ الذي سألني بعض الأسئلة و كنت بسبب هوايتي في قراءة مواضيع الجن قادرة على اجابة تلك الأسئلة التي هي دلائل على المس . و قرأ عليّ القرآن لفترة قصيرة بينما بقيت في حالة قلق مفتعل لان هذا ماكان يكتب في ماقرأته عمن ادعوا اصابتهم بالمس انهم يتصرفون بغرابة عند سماع القرآن . عندما انتهى اخبر خالتي ان تمر على محله لشراء العسل والزيت المقروء عليه . واعطى تعليمات استخدامه لي و انا استمع بعناية او بالاصح ادعيت ذلك فأنا في النهاية لم يكن بي مَس حقاً! استأت كثيراً عندما اخبرني ان عليّ الذهاب اليه ليقرأ عليّ طوال الفترة القادمة و أردت ان اخبره ان لا داعي لذلك، و بالطبع لم استطع الاعتراف. بعد ثلاثة ايام بالضبط جاءت لزيارتي خالتي نسرين و كنت اشك انها ستجرني الى الشيخ ليقرأ عليّ كما قالت انها ستفعل . عوضاً عن ذلك كانت تسألني بحذر " هل لا زال يأتي لرؤيتك ؟ " فقلت بتصنع للأسى " بالطبع طوال الوقت " قالت و هي تفكر و قد إخاف*ني نظرتها " لقد أخبرتني بذلك سلوى. ان الحل الوحيد هو شيخ عظيم يتحدث عنه الجميع، اسمعيني حبيبتي ألبسي بسرعة نحن سنخرج " انا " الى أين يا خالة؟ " خالتي " لا تسألي فقط ألبسي و ستعرفين لاحقاً " فكرت بأنها ستأخذني الى ذلك الشيخ ، صعدت سيارتها لكننا كنّا متجهات لمنزلها فاستغربت و سألتها لكنها أجابت انها تحتاج لأخذ جارتها معنا. قفزت سلوى الى السيارة ما ان وصلنا و عرفت من حديثها ان خالتي أخبرتها بأن تنتظرها عند باب المبنى السكني. الخالة سلوى عندما سألت خالتي نسرين لتتأكد اني اماني و أجبت بنعم أخذت تردد المعوذات بصوت منخفض كأنني كنت انا الجنية! كان كل شيء يسير بشكل جنوني لكني لم أستطع الإنكار انه كان شيئاً ممتعاً يضاف الى حياتي المملة . قبل هذه الكذبة كان روتيني اليومي هو تنظيف المنزل و مساعدة والدتي في المطبخ ثم إعطاء دروس خصوصية لطلابي . لا أنكر انني استمتعت بالمشي لوحدي في الطريق الى عملي لكن لم يكن شيئاً يشبه هذه الكذبة ! توقفت السيارة عند جبل في أطراف المدينة و اضطررنا للمشي نحو مركز الشيخ الذي كانت طريقه وعرة . بدأت اتساءل بتذمر " لماذا اختار هذا المكان كمقر لعمله ؟ خالتي هل انتي متأكدة انه شيخ حقاً ، هذا يبدو لي كحركة يقوم بها السحرة لعمل تأثير نفسي على الزائرين ! " خالتي وهي تلهث وتكابد للصعود " استمري بالمشي وانتي صامتة سواء شيخ او ساحر ماذا يهمك في الامر طالما انه سيشفيكِ!" توقفت وقد ارعبتني خالتي " خالة نسرين هل تقولين الان اننا ذاهبات الى ساحر ؟ لاني لن اذهب وان كلّف الامر حياتي ! " كنت غاضبة لكن الاثنتين تكلمتا بهمس بينهما شيئاً ما و كنت قد ادركت اننا بالفعل نقصد بيت ساحر ! و قبل ان اتمكن من فعل اي شيء كانتا قد أمسكتا بي الاثنتين و اخذتا تجرانني نحو المبنى الذي لم يعد يبعد سوى أمتار قليلة عنا . بينما كنت احاول الافلات بأي طريقة و انا احذرهما من عواقب الذهاب الى السحرة و انه نوع من الإشراك بالله ، دون جدوى . كانتا م**متين على ارغامي و انا لم أتوقف عن المقاومة و ما ان دخلنا المكان .ذهبت ودست خالتي نسرين المال للمساعد في الخفاء حتى تم أدخالنا بعد لحظات من وصولنا رغم ان هناك أناس اخرين كانوا قد أتوا قبلنا . اجلسنني بالقوة و كانت المرأتين ضعفي وزني و كان شبه مستحيل ان أتمكن من التغلب على كليهما . جلستا بجواري كل واحدة لا تزال تتشبث بي من جهة حرصاً ان لا أقرر الفرار فجأة . كانت الغرفة يملأها البخور و إضاءتها ضعيفة جداً بالرغم من ان الوقت كان نهاراً . في تلك اللحظة ظهر رجل كل شيء في ملامحه كان يخبرني بأنه مخادع . لحية طويلة سوداء و بعض شعرات بيضاء تزينها . يلبس عمامة ثقيلة على راْسه و ملابس غريبة من حقبة قديمة كما لو انه جاء من الماضي منذ ثلاثمائة سنة او شيء ما من هذا القبيل . كانت خالتي قد بدأت تسرد التفاصيل و انا افكر " ماذا تركت لهذا المشعوذ كي يخمنه!" اسكتها الرجل الأربعيني المريب و هو يوبخها " اشعر بالصداع ، رجاء التزمي ال**ت حتى يعود لي اتباعي بالاخبار. " همست سلوى " يقصد اتباعه من الجن يا ساتر يا رب " خالتي نسرين" انا اشعر بالخوف ربما لم يكن يجب ان نأتي أساساً" تكلم المشعوذ و هو يتحقق في وجهي "ارى السخرية في عينيك ِ ، لماذا جئتي ان لم تكوني تعتقدين ان بإمكاني شفاءكِ؟" نظرت بغضب للسيدتين المقيدتين لحركتي" انا لم آتي بملء ارادتي و هذا لا يحتاج ساحراً ليلاحظ" ضحك و كانت ردة فعله غريبة ، لقد كان يبدو لي مختلاً وهو يضحك على ردي مستمتعاً كما لو انني قلت نكتة . عندها انبثق من وعاء البخور دخان أكثف مما كان يتصاعد و **ت المشعوذ و بدأت ملامح الابتسامة تختفي لتستبدلها ملامح مخيفة . بدى الرجل متوتراً و نظراته متقلبة كما لو كان خائفاً عندها استقام واقفاً وهو يقول " لا استطيع ان أتدخل فيما يخص هذه المرأة ، الموضوع معقد جداً و انا لا أستطيع المجازفة باتباعي، ارجوكن غادرن بسرعة!" استغربت و بنفس الوقت شعرت بالسعادة و انا افكر لو كان ساحراً فعلاً لعلم انني كذبت . و بينما الابتسامة في وجهي قالت الخالة سلوى " ارجوك يا شيخنا عالجها فأنا اعلم انك من اكبر الناس خبرة في البلاد في التخلص من الجن ، البنت المسكينة مستقبلها سيضيع ان لم تساعدها !" المشعوذ و هو اكثر توتراً " لا تفهمين ! لا أستطيع مساعدتها ولا حتى اكبر السحرة في عالم الانس .. لقد اختارها احد أبناء ملوك الجن و لا احد يستطيع انقاذها!.. فليكن الله في عونها. بإمكانكن استرجاع ما دفعتنه من عند صالح " كان يقصد مساعدة الشخصي الذي رأيته عند دخولي. ضحكت بصوت خافت لتلتفت لي خالتي نسرين و هي في حالة ذعر لتوبخني عندما بدأ المشعوذ يخرجنا من الغرفة ومن المبنى و هو يقول انه لا يريد ان يعرف احد بأننا ذهبنا اليه .! كانت هذه الحادثة في صالحي لكنها كانت غريبة حقاً. كانت خالتي تبكي دموعاً صامتة طوال الطريق و أحسست برغبة في أخبارها بالحقيقة لكني خفت ان تقتلني اذا علمت . لذلك **تت و دخلت منزلنا و ارتميت على السرير لاغرق في نوم عميق. © ManarMohammed
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD