أما النصارى فقد فعلوا ما تعودوا عليه، حيث نكث سانشو بوعوده التي قطعها لعبد الرحمن الناصر، فلم يهدم الحصون التي اتفقا علي هدمها، كما لم يسلم المسلمين ما اتفق علي تسليمه لهم من حصون أخري، ولم يكن هذا ذكاء من سانشو؛ إذ إن أردينيو الرابع لم يزل علي قيد الحياة وسيحاول هو الآخر أن يعود إلي العرش، كما حاول سانشو من قبل، فلم يكن من الصواب أن يعادي سانشو المسلمين، بأن تنكر لعهوده معهم علي هذا النحو، وبالفعل حدث ما كان متوقعًا واستغل أردينيو هذا التطور الجديد في علاقة ليون مع المسلمين وذهب إلي الحكم المستنصر يستنجد به ويطلب التحالف معه؛ ليساعده علي أن يعود إلي عرشه، فأحسن الحكم استقباله ووعده بالنصرة والمساعدة؛ فلما علم سانشو بما عزم عليه الخليفة الحكم المستنصر من مساعدة خ**ه وعدوه أرسل إلي المستنصر وفدًا من أشراف ليون وأحبارها يعرض عليه أن يعترف بطاعته، وأن يقوم بتنفيذ ما تعهد به لعبد الرحمن الناصر