البارت الاول

2041 Words
بسم الله ❤ في احدى المناطق الشعبية في مدينة الإسكندرية استيقظت بطلتنا على ضوء الشمس وهو يدخل من نافذتها و يملأ غرفتها. نهضت قمر من على فراشها بتكاسل لتدعك عيناها و تنظر الى الساعة. نظرت قمر الى الساعة لتجدها ٩ صباحاً. قمر بفزع : يالهوي .. انا نايمة كل ده؟ نهضت قمر من فراشها فجأة لتتجه الى الحمام و بعد ذلك تخرج و ترتدي ملابسها و تذهب الى السوق لشراء الطعام قبل عودة أمها. ....... في مكان آخر. عاد صهيب الى قصره الفخم بعد ان قام بالركض لمسافة طويلة كما يفعل كل يوم و بعد ذلك توجه الى الحمام ليستحم و يذهب الى شركته. ***في السوق*** كانت قمر تجر عربة السوق ذات العجلة الم**ورة بصعوبة وسط ذلك الزحام حتى دعست على قدم شخص بدون قصد. الرجل بوقاحة: ما تحاسبي يا بت. قمر بأدب: انا أسفة مقصدتش. الرجل : هينفعني بأيه أسفك دلوقتي. قمر بحدة : قلت لحضرتك أسفة أعمل أيه اكتر من كده؟ امرأة اخرى : خلاص يبني ديه بنت و ميصحش تزعقلها كده. ض*ب الرجل كف على آخر ثم قال : عشانك بس يا أم محمد. رفعت قمر حاجبيها ثم رحلت دون أن تنطق بكلمة أخرى. قمر بضيق في سرها : محسسني اني دوست على كرامته مش على رجله. تابعت قمر التسوق و كانت تقوم بشراء ما هو رخيص الثمن لأنهم لا يملكون الكثير من المال. ***في سيارة صهيب البارودي*** كان صهيب يتابع أعماله على جهاز الايباد في المقعد الخلفي للسيارة بينما يقوم سائقه بالقيادة فهو لا يحب القيادة على الرغم من تمكنه منها و بالتأكيد كانت سيارات الحراسة خلفه. دق هاتف صهيب فأجاب بجمود : ايوة يا فارس. فارس: صهيب فينك؟ صهيب: في السكة جاي. فارس: طيب هتعمل ايه في الأجتماع ؟ ده كمان ساعة. صهيب ببرود: هعمل ايه يعني؟ فارس : قصدي ان الشروط اللي انت حاطتها ديه مش هيوافقوا عليها. صهيب بنفس اسلوبه : هما اللي محتاجينا مش احنا ... يبقى احنا اللي نحط الشروط على كيفنا و هما هيوافقوا غصب عنهم لأن شركتهم بتقع أساسا. فارس: متأكد؟ صهيب بثقة : مبقاش صهيب البارودي لو مش ده اللي حصل. فارس: تمام. أغلق صهيب الهاتف ثم وضعه في جيبه و أكمل ما كان يفعل. ...... عادت قمر الى منزلها وهي مرهقة للغاية بسبب السوق و الشمس و الزحام و فوق ذلك صعود الدرج بالأغراض وحدها. وضعت قمر ما في يدها ريثما تفتح الباب و بينما هي تفعل فتحت جارتها التي تسكن في المنزل المقابل. اغلقت قمر عيناها ثم قالت بضيق : اوووف يا رب عديها على خير. السيدة ابتسام : يوه بت يا قمر انتي كنتي في السوق؟ التفتت قمر ثم ابتسمت بتهكم قائلة : اه يا طنط هو حضرتك كنتي عايزة حاجة؟ ابتسام: لا يا حبيبتشي اصلي كنت نازلة السوق فلو كنت أعرف كنا نزلنا سوا. قمر في سرها : قدر ولطف والله. قمر: يلا معلش المرة الجاية بقى. فتحت قمر باب المنزل لتدخل بسرعة و تغلقه خلفها دون ان تعطي فرصة لتلك السيدة بالتحدث مرة اخرى. قمر وهي تزيل الحجاب من على رأسها : يا ساتر ولية فضولية و لكاكة. بدلت قمر ثيابها ثم بدأت في طهو الطعام ريثما تعود امها من الخارج ثم والدها. ***في المشغل*** كانت سعاد تعمل وهي تتحدث مع صديقاتها في المشغل. سيدة ما : شوفتوا اللي حصل للبت بدرية؟ سيدة اخرى: حصلها ايه ؟ السيدة: البت جالها عريس غني اوي و الفلوس معاه زي الرز. شهقت سعاد ثم زمت شفتيها و قالت : حظوظ يا عبير ياختي. عبير : اه والله ده البت وشها شبه وش رجلي. أمل : ميصحش يا جماعة اللي بتقولوه ده... الرزق بتاع ربنا. سعاد: وانتي مش شايفة حالنا عامل ازاي؟ أمل : يا سعاد ده ربنا سبحانه و تعالى قال (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (7) ) تقومي انتي تتبطري على النعمة كده؟ سعاد بتهكم: نعمة ايه ياختي ؟ ده الواحد حالته حالة و العيشة صعبة. أمل بتعحب من اسلوبها : نعمة ايه؟ قمر بنتك ديه نعمة من عند ربنا. سعاد بلا مبالاة وهي تنهض من مكانها: ايوة صح. عبير : رايحة فين يا سعاد؟ سعاد: مروحة و هبقى اكمل بعد بكرة. تركت سعاد المشغل ثم خرجت بينما في مكان ما. ***في شركة صهيب البارودي*** دخل صهيب الى الشركة بكامل هيبته ووسامته امام انظار النساء وتهامسهن عليه. ...... صعد صهيب الى الطابق الاخير بالمصعد و ما إن دخل مكتبه حتى نزع جاكيت بدلته و طلب من سكرتيرته الحضور. طرقت السكرتيرة باب المكتب ثم دخلت بعد ان سمح لها صهيب بالدخول. صهيب بجمود: آنسة شروق عايزك تحضريلي ملف متكامل عن شركة (...) و توديه لأوضة الاجتماعات. شروق: حاضر يا فندم. خرجت شروق من المكتب لتقابل فارس امامها. فارس: صهيب جه؟ شروق : اه يا فندم هو في مكتبه. فارس: تمام روحي شوفي شغلك. ما إن ابتعدت شروق عنه حتى قالت في سرها : ايه العالم الو**ة ديه ؟ واحد بيعاملني كأني خدامة و التاني من يوم ما أشتغلت وهو مقاليش شكراً حتى. توجهت شروق الى مكتبها لتفعل ما أمرها به صهيب. ***في منزل السيد عبد العال*** كانت سعاد قد عادت الى المنزل بينما انتهت قمر من التنظيف و طهو الطعام. جلست سعاد على المقعد بتعب اما قمر فقالت بقلق : انتي كويسة يا ماما؟ سعاد بسخرية : وهبقى كويسة ازاي بالحالة اللي احنا فيها ديه؟ قمر: ماله حالنا يا ماما؟ مهو احنا بخير الحمدلله و مش ناقصنا حاجة. سعاد : طب روحي شوفي وراكي ايه. تنحنحت قمر ثم قالت : بصراحة يا ماما شروق كانت قالت انها هتاخدني معاها الشغل بكرة عشان لما أتخرج ان شاء الله يبقى عندي خبرة. سعاد: يعني انتي عايزة ايه؟ قمر: بستأذنك لو ينفع اروح معاها. نهضت سعاد من مكانها ثم قالت : اسألي ابوكي انا داخلة انام عشان تعبانة. تن*دت قمر براحة فمادامت امها لا تمانع فهذا يعني بأن والدها لن يمانع هو الآخر. ***في غرفة الاجتماعات*** السيد فريد : يا صهيب بيه الشروط ديه صعب اننا ننفذها خصوصاً ان ت**يم مجمع زي ده هياخد وقت و جهد. صهيب ببرود: وده هو اللي عندي. فريد: طب هنفكر و نرد على حضرتك. نهض صهيب من مكانه ثم قال ببرود وهو يضع هاتفه في جيبه : الرد يكون عندي بكرة. خرج صهيب من الغرفة ليخرج فارس هو الآخر و تبقى شروق لتجمع الملفات و ترتبها. ***في مكتب صهيب البارودي*** فارس بمرح: يخربيتك ده انت مديتش الراجل فرصة يتكلم. صهيب: لو اديته فرصة كأني بديله مجال للنقاش. فارس: بس انا مش فاهم ... انت ايه اللي خلاك تسيب الشركات الكبيرة و تعمل اتفاق مع شركة واقعة زي ديه؟ صهيب بثقة : مهو لما أخد شركة واقعة و انجحها الشركات الكبيرة هتمضي معايا وهي واثقة. فارس : تصدق صح؟ نهض فارس من مكانه ثم قال : هروح انا أكمل شغلي بقى. ***في المساء*** كانت قمر جالسة على فراشها تنظر الى السماء وهي تتأملها بدقة فهذه هي قمة المتعة عندها و قطع تلك اللحظة صوت هاتفها. اجابت قمر ثم قالت : شروق لسة فاكرة ان عندك بنت خالة؟ شروق: والله اليوم كان مشحون النهاردة يا قمر و صهيب بيه كان عنده اجتماع مهم فمكنتش فاضية خالص اكلمك. قمر: مش عارفه ليه حاسة ان صهيب بيه ده راجل كبير و عجوز و عنده كرش و اقرع و عنده شعر ابيض من جنب راسه. ضحكت شروق ثم قالت: حرام عليكي والله.. يابنتي صهيب ده اخره تلاتين سنة. قمر: يبقى شكله وحش. شروق : لا بالع** ده امور جدا بس بعيد عنك واحد ميعرفش حاجة عن الأدب. قمر: ربنا يصلحله حاله كفاية نم على الراجل. شروق: الا قوليلي هتيجي بكرة الشركة؟ قمر بفرح: اه سألت بابا و هو وافق. شروق : كويس بس انا مش هعرف اجي أخدك لأني رايحة بكرة بدري فأنتي تعالي على ٢ كده تمام ؟ قمر: اوك. شروق: يلا اشوفك بكرة سلام. قمر: سلام. اغلقت قمر الهاتف وهي في غاية السعادة فهي لا تعلم أكثر من جامعتها والتي اقنعت والدتها بأن تدخلها بعد مشقة. قمر في نفسها : اخيرا هشوف العالم برة ازاي ... ده انا مش بخرج من الحارة هنا غير ياما الجامعة او السوق. توضأت قمر ثم صلت ركعتين قيام ليل و ظلت تقرأ قرآن بصوت هادئ عذب فقمر ذات صوت ملائكي في القرآن. ***في قصر البارودي*** كان صهيب يقف في شرفته يحتسي الخمر كما يفعل عادة في هذا الوقت عندما جاءه اتصال من صديقه. اجاب صهيب ببرود: نعم. فارس بمرح: انا غلطان اني بتصل عشان أبشرك. صهيب: أنجز يا فارس في ايه؟ فارس: الشركة وافقوا خلاص و بعتوا على الايميل بتاعي موافقتهم. صهيب بغرور: مش قلتلك هيوافقوا. فارس: كده فاضل اد*ك الحلوة ديه ترسم الت**يم الخارجي. صهيب: اعتبر الت**يم خلص. أغلق صهيب هاتفه ثم رفع رأسه لينظر الى النجوم في السماء فمن قال ان وجود القمر يغطي على النجوم؟ حتى النجوم لها سحرها الخاص بها. ظل صهيب يتأمل النجوم لفترة ليست قصيرة محاولا تناسي ما حدث له في صغره الا أن ذكرياته السيئة تأبى الخروج من عقله. اغلق صهيب عينيه بألم لتنزل دمعة من عينيه و بعد لحظات يدخل الى الداخل ليغسل وجهه و يعود صهيب البارودي الذي لا يكترث بشيء من جديد. ***في الصباح التالي*** استيقظت قمر بنشاط وهي في قمة السعادة فهي اخيرا و لأول مرة سترى مكان عمل صديقتها المقربة و ابنة خالتها شروق. قامت قمر من فراشها ثم وضبت المنزل و حضرت الطعام ليكون جاهز للتسخين فقط و ما إن انتهت حتى وجدت الساعة قرابة الواحدة و النصف. ارتدت ملابسها وهي چيبة و بلوزة و بالتأكيد حجابها. كانت هدوم قمر تدل على ان حالتها الإجتماعية ليست جيدة ومع ذلك فكانت ملابسها نظيفة و منسقة. نظرت قمر الى نفسها في المرآة ثم ارتدت حقيبتها و أتصلت بوالديها لتخبرهما بنزولها. خرجت قمر من المنزل و في ذات اللحظة خرجت جارتهما إبتسام. قمر في سرها: ربنا يستر و اليوم يعدي على خير. نزلت قمر على الدرج كأنها لم ترى ابتسام اما هي فقالت: قمر؟ لم تجيبها فنادت مرة اخرى قائلة: بت يا قمر. التفت قمر لتقول: ايه ده ؟ طنط ابتسام؟ معلش مشوفتكيش. ابتسام: ولا يهمك يا حببتشي... الا قوليلي انتي رايحة فين؟ رفعت قمر حاجبيها ثم قالت: عندي مشوار. ابتسام : ايوة مشوار ايه ده؟ قمر بتأفف: رايحة شغل يا طنط. ابتسام: شغل؟ هو انتي مش ف أولى جامعة باين؟ زفرت قمر ثم قالت: طب معلش انا همشي دلوقتي عشان اتأخرت. نزلت قمر بسرعة من على الدرج لتخرج من البناية و تقول: يا ساتر يا رب جهاز مخابرات في العمارة. كانت قمر تسير في الحارة لتخرج الى الشارع العمومي عندما اوقفها صوت شخص ما. الشخص: قمر... يا قمر.. يا آنسة. قمر في سرها بغضب: لا بقى كده كتير. التفتت قمر الى مص*ر الصوت ثم قالت : نعم يا استاذ علاء في حاجة؟ علاء: مالك قافشة ليه كده؟ قمر بحدة: وحضرتك مالك اقفش ولا مقفش؟ علاء: طب براحة طاه ده الكلام اخد و عطا. زفرت قمر ثم التفتت كي ترحل. قمر : راجل ملزق. وصلت قمر الى الشارع العمومي ثم أخبرت السائق بالعنوان. ....... توقف السائق بالسيارة امام مبنى عملاق وضخم. ترجلت قمر من السيارة وهي تنظر بذهول الى ذلك المبنى ثم قالت في سرها : ماشاءالله ده ايه المبنى اللي اكبر من الحارة بتاعتنا ده؟ دخلت قمر الى المبنى ليوقفها شخص ما من قسم الأستقبال. الرجل: يا آنسة .. حضرتك رايحة فين؟ قمر : احم.. انا تبع الآنسة شروق و.. كادت قمر ان تكمل عندما جاءت فتاة ما و قالت : انتي تبع شروق؟ قمر: اه. نظرت الفتاة الى الرجل ثم قالت: خلاص روح انت يا عبدالله. التفتت الفتاة الى قمر ثم قالت بود: انا ندى زميلة شروق و هي قالتلي ان قريبتها جاية .. انتي هي صح؟ قمر: اه انا قمر. ندى: ماشاء الله اسم على مسمى. قمر: تسلمي... احم .. شروق فين؟ ندى: هي في اجتماع مهم مع صهيب بيه و فارس بيه بس انتي تقدري تستنيها في مكتبها في الدور الأخير الباب اللي على الشمال. قمر بتهذيب: شكراً. تركت قمر ندى ثم توجهت الى المصعد. ....... فتح باب المصعد لتجد قمر امامها صالة واسعة و كبيرة للغاية و يوجد بها غرفتين من الجهة اليمنى و من الجهة اليسرى مكتب خارجي ثم ممر و غرفة مكتب آخرى. توجهت قمر الى الجهة اليمنى ثم حكت م***ة رأسها و قالت: هي البنت قالتلي ادخل يمين ولا شمال؟ ظلت قمر واقفة في حيرة من أمرها و في النهاية حسمت أمرها و قالت : خلاص خلينا في اليمين أحسن. طرقت قمر الباب ثم دخلت و ذهلت من ما رأت فكانت غرفة المكتب واسعة و يوجد نافذة كبيرة للغاية على مدى الغرفة تطل على بحر الإسكندرية اما المكتب فكان كبير للغاية و الكرسي الخاص به مغري للجلوس عليه و امامه مقعدان و يوجد اريكة مقابلة للمكتب ظلت قمر تنظر حولها بذهول حتى لفت نظرها البار الموجود في الغرفة. قضبت قمر حاجبيها ثم قالت: ايه الأزايز الغريبة ديه؟ ذهبت قمر اليها وما كادت تمسك بها حتى سمعت صوت فتح الباب و إغلاقه بقوة. التفتت قمر بسرعة ظناً منها ان تلك شروق ولكنها توقفت فجأة عندما رأت من امامها. يتبع....?
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD