?الحلقة السابعة ?

4108 Words
تحركت فريدة و هي تصرخ لترفعها من على الأرض . ? كانت بالأصل ريحان عندما سحبت يدها منه بقوة قد فقدت توازنها وسقطت بقوة غضبهما ? ، رفعتها فريدة لتنصدم بنزف أنفها ? كانت ترفعها لتجلسها بجانب الطاولة بعيداً عنه ? تعطيها المناديل و لكن ريحان لم تجلس ظلت تتحرك حتى وصلت لأبعد مكان بجانب باب الحمام . تنظر له بخوف و إرتجاف ? ليست فقط عيونها تبكي و أنفها ينزف بل كان قلبها قد **ر من جديد . ? و ليس أي **ر فكان **رها هذه المرة مختلف ? كانت فريدة ممسكة بأمير الذي كان يصرخ بها قائلا : " لن أجعلكِ تهنئين به . ? سأجعلكِ تندمين عليه ? " و لكنها كانت تضع يدها اسفل بطنها و هي تنهار أرضاً قائلة : " ٱتركه لي . رجاءً ٱتركه لي ? " سأخرج من حياتكَ ? سأخرج من بلدكَ ? و لكن رجاءً ٱتركه لي . ? لقد نجحت فريدة بمساعدة مليكة التي جاءت حديثاً أن يُخرجا أمير خارج الغرفة فبصعوبة استطاعتا التحكم به كان صوته يأتي إلي مسامع ريحان بالغرفة تسمعه قائلا : " ليس طفلي ? ليس طفلي ? لقد طعنت مرة أخرى يا أمي ? لقد تم بيعي مرة أخرى . ? " كانت فريدة تصدمه بالحائط و هي تقول له " عد لوعيكَ . لا يمكن حدوث هذا . عد لوعيكَ ? " و لكن أمير لن يتحمل الوضع ، لقد ضاق بهِ القصر كان ينظر لأمه و للأرجاء و كأن كل شيء طُبِقَ على ص*ره . ? كانت فريدة قد بدأ ضغطها ينخفض . ليذعر أمير و يبدأ في التحرك هارباً من القصر . ? لقد ركب سيارته و بدأ بالقيادة المتهورة خاصته ? كانت فريدة تقول " انتهى انتهى ? لقد انتهى ابني هذه المرة ? " امسكتها مليكة تجلسها على أريكة الصالون كانت قد أحضرت لها دواءها كانت ريحان بغرفتها ترفض تدخل نيجار لترتيب ما حدث بالغرفة فجعلتها تترك كل شيء كما هو . ? جاءت إليها فريدة كانت تجلس بجانبها على الفراش كانت تمسح دموعها و الدم الذي نزل على فستانها الأبيض ? تقول لها : " لا تحزني سيعود لوعيه مرة أخرى . ? . أنتِ لا تعلمين ما حدث لهُ . ? و بدأت فريدة تحكي لها و هي تبكي ? قائلة " أنها من اختارتها له عند إنهائه دراسته و عودته لهم ? كانت تراها أمانة أختها لديها ? و كانت تتحمل كل أخطائها من أجل ذكرى أختها " ?كانت فريدة تبكي و هي تقول " أنا من وقفت أمامه دائما ? أنا من كنت أبرر لها و أدافع عنها أمامه ? كنت أخرجه دائما الظالم دون تفكير ? و لكنها فعلت بهِ ما لم يقبله عقل ? فسلبت منه حقوقه الزوجية و السعادة ? لتهبهم لمن لا يستحق ، ? لقد طعنته بأصعب طعنة يمكن أن يتعرض لها الشريف ? ، ليس هذا و حسب لقد لعبت بمشاعره و حبه للأطفال و نسبت له طفل غير طفله ? " كانت تبكي فريدة و هي تقول " لقد شاهدها بفيديوهات ? بحوزت الشرطة و هي بحضن شخص آخر " و استمرت فريدة بالشرح و التبرير لريحان ? و لكن صُدمت فريدة عندما قالت ريحان لها و هي تمسح دموعها : " كنت أعلم هذا . ? لقد فكرت كثيراً و لم أجد تفسيراً سوى الخيانة . ? و خاصة أنه عقيم و أنها بأخر فترة كانت حاملًا . ? و لكني **ت كي لا أجرحه ? " كانت ريحان تتكلم بشكل متقطع من دموعها و حزنها و أيضا إهتزاز جسمها من شدة ألمها ? فعقلها لا يستوعب ما حدث ? ، كيف يمكن له أن يكشك بها ، ? كيف يتهمها بالخيانة ، ? كيف من جديد يفعل بها هذا ، ? و أيضا بعد السعادة التي عاشاها سوياً كيف تحمل قلبه فعل هذا . ? كانت تتذكر لحظاتهما الجميلة و كلامه الحنون لها و هي تبكي بحرقة و كأن دموعها تتساقط على وجهها لتحرقه ? كانت نائمة على فراشها محتضنة طفلها و هي متقوقعة داخل نفسها تهتز من بكائها ? و كانت فريدة بالصالون تتحدث لكمال الذي أخبرها أنهما بمكتب الشركة و الأمر لديه بعد الآن . جلست فريدة على الأريكة و هي تدعو ربها أن ينجيهم من ذنب لا يد لهم فيه . كانت تناجي ربها أن يصلح لهم الحال . ? و لكن ليس كل شيء كما تتمنى فكان أمير ثائراً كان يهدد أمام عمه أنه سيجعلها تدفع الثمن ? كان يقول له كيف تفعل هذا بي ؟ كيف هنت عليها . ؟ كان ألم أمير هذه المرة مختلفاً فكان ألم الحب أصعب و أصعب ? فكان عقله لم يستوعب أن روحه و قلبه و كل ما يملك بحياته فعل هذا به ? كان كمال يراجعه و هو يقول له " مستحيل ريحان تفعل شيئًا كهذا . مستحيل لشخص مثلها أن يكون خائناً مستحيل ? مستحيل ? " كان عقل أمير قد توقف عن التفكير نهائياً ? لدرجة أنه قال لعمه لا شيء مستحيل ٱنظر إليَّ حتى الطبيب أشفق عليَّ ? كان يُخبرني بحمل زوجتي و كان يخبرني بإستحالة أن أكون أبًا . ? تراجع للخلف قليلا و هو يقول لعمه قائلا : " لأقول لكَ عليك أنت أيضا القيام بفحص الأبوة ? من الممكنـ " و لكن قاطعه كمال بيده التي رُفِعَت و سقطت على وجه أمير بقوة ? ثم أمسكه و بدأ يهز به قائلاً بصوت عالي : " عد لرشدك . عد لرشدك ? " ليتحرك أمير نحو مكتبه و هو يقول " سأثبت لك سأثبت لك ? " و فتح هاتفه و هو يقول " سأجعل الطبيب يقول لك ما قاله لي . " كان كمال يقول له لا تهذي ? ٱترك الهاتف يكفينا فضائح ? كان أمير ينظر لهاتفه وءهو يقول لعمه " هل خفت هل تراجعت عن المستحيلات . ? " و لكنه وجد رسالة صوتية من الطبيب و وجد إتصالات كثيرة فتح الرسالة و هو يوجه الهاتف لأعلى بالمنتصف بينه و بين عمه ? و هو يقول " استمع بنفسك " كان أمير يحاول إقناع عمه أنه عقيم ? بدأت الرسالة ب " أمير أين أنت لماذا أغلقت دون أن تستمع لي و أيضا لا تجيب علي . ما أردت أن أقوله لك بهذا الوقت . " أشار أمير لعمه نحو الهاتف و هو يهز رأسه بثقة و لكن أكمل الطبيب كلامه بالرسالة قائلا " عندما خرجت نتائج زوجتكَ الغير متوقعة ? رجعت للملف الطبي خاصتكَ مرة أخرى ? لأنه يستحيل أن يكون حقيقيًا ? و كانت الصدمة كبيرة ? فهناك من زور أوراق ملفكَ بعد خروجها من المعمل ? لأن جميع الأوراق ليس عليها العلامة المائية المثبتة و الخاصة بنا ? حتى الختم ليس تابعًا للمعمل ? و تأكدت من شكوكي عندما عدتُ للأرشيف لقد وُثقت جميع نسبك لدينا بأنها ممتازة ? و أنهُ ليس لد*كَ أي مانع لتكون أبًا . ? " كان أمير يجلس على مقعد المكتب و كأن جبلاً قد سقط عليه ‍♂️ كان الطبيب يخبره أن يتصل به سريعاً و عليهم معرفة من الذي تجرأ على فعل هذا . ? تحرك كمال ليجلس على المقعد المجاور للمكتب مقابل أمير? و هو يضع يده على جبهته ينظر لأمير . . و لكن كان كمال يشكر الله و هو يقول بصوت هادئ " الشكر لله أنتَ سليم ? الشكر لله يمكننا رؤية أطفالكَ ? يمكننا رؤيتكَ أبًا ? الشكر لله ? " كان برغم الصدمة و برغم أنه لا يوجد على وجه كمال أية تعابير فرحة ? إلا أنه قد ارتاح داخله ليقول له " لقد أخبرتكَ مستحيل مستحيل شخص كريحان أن يفعل هذا ? نحن لا نعيش بغابة . " ? و لكن كان أمير لا يستمع له كان ينظر للفراغ بأعين حمراء متسعة ثابتة ? ليتذكرها و هي تحتضنه بقوة ? و هي تقول : " لم أكن أعلم أن رحمتكَ التي بعيونكَ و قلبكَ الحنون هذا سيكونان سبب علاجي من ألامي ? ، لم أكن أعلم أنه مولد سعادتي و فرحتي ? " . عندما تحين لحظة الوداع . ? تمتلا الاعين بالدموع ? تتفجر براكين الاسى . . فما اصعب لحظات الوداع . ? و خاصة من تحب . ? و كأنها جمرة تحرق القلب . ? و كأنها سارق ي**ق العقل . ?عندما تحين لحظة الوداع . ? كل شيئ يغيب . يموت . يرحل . ? يحترق . ينسى. ? و لا يبقى سوى قلبي . ? الذي لا ادري اين هو . ? لا تبقى سوى نار الاشواق . ? تزداد في مدفاة الحب . و لا يبقى سوى قلب حائر . ? و عين باكية ❤ ♡ ❤ ♡ ❤♡ ❤ ♡ ❤ ♡ ❤ ♡ ❤♡ لقد أظلمت الدنيا بعيونه و كأن السماء ضغطت على الأرض و هو بينهما ? و كأن روحًا من روحه قد خرجت ? كان عذابه هذه المرة مختلفاً ? كان عتابه و لومه على نفسه أقوى عذاب نفسيًا يمر به ? فهو يعيش ألم الحب لأول مرة كما عاش الحب معها لأول مرة ? مع الأسف هذه المرة هو من حطم نفسه ? نعم هو م**ور هناك مكان بالقلب مازال يتألم من ألم الخيانة ما زال ينزف ? و لكن الغريب كيف هانت عليه ? كيف و هي بين أحضانه فرحة سعيدة ي**رها هو و يهينها و يتهمها بأب*ع التهم ? هل القلب لا يعرف محبوبته ? أم ال**ر و الألم الأَذَانُ ما زالوا ينزفون و قد أعموا البصر? الساعة الآن الثالثة بعد منتصف الليل كانت سيارة أمير تدخل القصر و لكن هذه المرة قيادته مختلفة فهو يسير ببطء شديد و كأنه يحمل السيارة و يسير بها و ليس يقودها ? ، لقد أوقفها أمام القصر و وضع جبهته على المقود ? ليتذكرها و هي بفستانها الأبيض و تحركها السريع نحوه لتحتضنه و تضمه على غير العادة فهي نادراً ما تفعلها من خجلها ? ، كان أمير يتألم من آخر كلام لها معه و أنه دوائها و سِرُّ سعادتها ? كان يصدم المقود بجبهته و هو يئن أنين الحزن ? و كأن خنجراً أصاب قلبهِ النازف ليزيد ألمهُ ألماً ? ، جاء لأذنه صوتها و هي تبكي قائله " ٱتركه لي سأخرج من حياتكَ ? سأخرج من بلدكَ ? ٱتركه لي ? " كان يهز رأسه على المقود و هو يقول : " لا لا " ? و بدأ بصدمه بقوة شيئاً فشيأ حتى تدخل سفر و هو يقول : " أمير بيه أمير بيه " ? لقد فتح باب السيارة و حاول إيقافه ليُرجع أمير ظهره على مقعد السيارة ، كان يأخذ أنفاسه بقوة و ص*ره يرتفع و ينخفض من قوة أنفاسه ، ? كان يقول بصوت ضعيف : " كيف فعلت هذا ؟ كيف فعلت هذا ؟ " ? ما زالت ريحان على فراشها تحتضن صورة أبنائها كانت قد هدأت نسبياً فلم يتبقى إلا دموع صامتة حارقة تتساقط ببطء على خديها لتحرقهما ، ? مازالت الغرفة على حالها تُسَطِرُ ملحمة الألم و الحزن ( كنت أنتظر قدوم أمير إليها ? ليلقي بنفسه في حضنها ? كنت أنتظر أن يصرخ باكياً أعتذر منكِ ? فأنتِ ياروحي لا تستحقين ? ) وؤلكن المفاجأة هي وجود أمير بالصالون صامتاً من يراه يعتقد أن رأسهُ قد سقط على ص*ره ?كانت أمه بجانبه تحاول أن تهدأ منه ، و لكنه صامت **تًا تئِنُ له القلوب ? كانت أمه تقول له : " هي أيضا كانت تعلم و لكنها اختارت ال**ت كي لا تجرحك ? " ظلت فريدة تتكلم ظناً منها أن يتفاعل معها حتى و إن صرخ عليها و غضب لأجل كلامها معاها و لكن على غير العادة ? صامتاً شارداً بعيون حمراء ثابتة تملأها الحزن و الندم ? كانت أمه تحنو بيدها على ظهره تقول له : " معك زوجة كالألماس أنا واثقه أنها ستسامحكَ ? فهي لا تستطع العيش بدونكَ ? كيف تعيش بدونكَ و هي لا تتحمل تأخركَ لدقائق ? " كانت تحاول أن تبتسم إبتسامة م**ورة و هي تقول " لقد أكرمكَ الله اليوم ? فلا يمكنكَ فعل هذا ، قم و اسجد لله شكراً ? قم و اذهب لزوجتكَ و لا تتحرك من جانبها إلا و هي قد رضيت عليكَ ? ٱتركها تصرخ و ت**ر و تخرج ما بقلبها و لكنكَ لا تتركها إلا و هي بحضنكَ قد رضيت عنكَ ? " و لكنها تفاجأت بابنها بدأ يتحرك بمكانه و رفع أرجله فوق الأريكة و هو يضع رأسه على أرجلها مغمض العينين ? كان قلب فريدة يعتصر حزناً عليه كانت تضع يدها على فمها حتى لا تخرج صوت آهات بكائها و اليد الأخرى تتحرك على شعره لتحنو عليه لتهون عليه ? و لكن كانت الدموع التي تتساقط من عيون أمير بحزن و **ت تقع كالجمر المتساقط على أرجل فريدة ، كانت اوقات عصيبة تمر على القصر مرة أخرى و لكن هذه المرة مختلفة ، ? و بعد مرور الوقت ما زال أمير جالس بالصالون يبدو و كأنه قرر الحديث وقف و بدأ يتحرك نحو غرفته كان يغمض عينيه و يهز رأسه حزناً ? أعتقد من الذكريات التي ما زالت تجول برأسه لتُؤَنب ضميره و تعذبه ، و كأن ا****ن وحده يصرخ كيف فعلت هذا بها ? وصل للغرفة و لكنهُ توقف ، كالمريض الذي يقف على غرفة العمليات لإجراء عملية خطيرة و هناك حياة أو موت لا يستطيع التراجع عن الدخول و لا حتى إتخاذ القرار للدخول و تحمل فشل العملية و توقف قلبه ? كان يضع رأسه على باب الغرفة و هو يحركها ? ليتذكر أنها أول مكان كان يأتي إليه مُرفرفاً عند عودته ? و لكن الآن حتى الدخول و المواجهة لم يجرأ عليها ? و مع كل هذه المشاعر تحرك الطائر النازف و بدأ يفتح باب الغرفة للدخول ? لقد أصبحت الساعة السابعة صباحاً ، كان يعتقد أنهُ سيجدُها على فراشها تبكي ? كان يظنها جالسة بالأركان منهارة ? و لكنه رأها جالسة على المقعد المجاور للنافذة كعادتها بالصباح تقرأ بعض آيات القرآن ( لقد أتخذتها عادة من فريدة فهي تأخذها قدوة لها دائما ) دخل بهدوء لتنهي ريحان قراءتها و تضع قُرآنها على الطاولة بهدوء كان أمير يترقب حركاتها الحادة القوية و لكنه كان يتفحص ملابسها أكثر فكانت ريحان قد ارتدت فستاناً أ**د اللون ليس هذا وحسب و لكنها كانت مرتدية عليه حجابها بنفس لونه أغلق أمير الباب خلفه و عيونه تنظر للغرفة التي مازالت على حالها ? و لكن طاولة الاحتفال كانت قد وضعت بعيداً بركن الغرفة ، ? كان يسير ببطء حتى يجلس بالمقعد المجاور لها ، ? و لكن قبل جلوسه مد يده و أخذ بو**ي زهور بيضاء من على المقعد و أمسكها بيده بحزن و هو يجلس ? ينظر للورود بيده و بدأ يتكلم قائلاً : " لم أكن أتوقع يوماً أن حلماً اِنتظرته طويلاً يأتي بوقت أتمنى فيه لو إنه لم يأتي أبداً ? " كانت تستمع له و هي صامتة تنظر للأمام ليكمل و هو ينظر للورود قائلا : " تمنيت أن أبقى عقيماً على أن أجرحكِ و أحزنكِ ? ، أنا لم أتي لأشرح لكِ قَدْرَكِ عندي لأني لن أستطيع شرح هذا و إن تحدثت كثيراً ? ، و لا جئت لأقول لكِ أنكِ روحي و قلبي و كل ما أملك بهذه الدنيا ? ، و لكنِ جئتُ لاجئًا لكِ أن تنقذيني من عذابي ? عذاب قلبي ? " كان أمير يتكلم بصعوبة لا يعلم من أين يبدأ و بماذا يبرر ؟ ? حرك رأسه و نظر نحوها و هو يقول : " يا ليتني متُ قبل أن أفعل هذا ? يا ليت ل**ني عُقِدَ قبل أن أقول ما . ما ? " ? و لكن قاطعته ريحان بوقوفها و هي تنظر للساعة و تهز رأسها . نظر أمير أيضا للساعة ثم نظر لها لتبدأ الكلام قائلة : " لقد أنهينا عقدنا بسلام ، ? أنا الآن أحرركَ من كل شيء ? ، لا أريد منكَ أي شيء ? ، و سوف أعيد لكَ كل أموالكِ و حصتكَ بالمستشفى ? " وقف أمير و هو يقول : " لا تكملي رجاءً لا تكملي ? " و لكنها بحدة و قوة أشارت له بإصبع السبابة أن ي**ت ? لتكمل كلامها قائلة : " لقد طلبت منكَ طلباً واحداً عندما دخلت هذا القصر ، ? و هو أن تتركني أعيش حزني بهدوء ، ? و أنا الآن أطلب منكَ أن تتركني لأعيش مع ابني بهدوء ? ? " و تحركت لتأخذ حقيبة سوداء ( حقيبة الأوراق و الصور الخاصة بها ) مكملة كلامها قائلة : " لقد تركت لكَ كل شيء لن أخرج سوى بما أرتديه ? " و تحركت لتخرج من غرفتها كان عقل أمير لا يستوعب ما يسمعه كان يسير خلفها و هو يقول : " كيف يعني ؟ ? ماذا تقولين ? ؟ إلى أين أنتِ ذاهبة ؟ " ? ، و لكنها لم ترد عليه كانت متجهة نحو باب القصر ضمها بقوة من الخلف كان يقول لها : " لا تتركيني رجاءً لا تتركيني ? افعلي بي ما تريدين ? سأنفذ ما تقولينه ? و لكن لا تتركيني ? " كان يحرك رأسه بقوة بجانب رأسها ? كانت حالته يرثي لها ? و لكنها هي أيضاً تأثرت فهذا الحضن كان أمانها و مأواها ? اغمضت أعينيها الدامعة و هي تتألم حزناً ? كان أمير مازال كالطفل معلقًا بأمه راجياً أن لا تتركه ? ، حتى أنه عرض عليها أن يترك هو القصر لفترة لا تراه و لا يزعجها ، ? و لكنها أنزلت يده بقوة من عليها ، ? و مسحت دموعها و هي تقول : " يكفي إلى هذا الحد ، انتهى كل شيء ? " و فتحت باب القصر و خرجت منه كانت تسير بقوة و كأنها ليست هي ، كانت تسير بقوة ? ، فهي الأبية العزيزة لا يمكنها الوقوف و الرجوع و خاصة عندما تكون القضية قضية شرف ? ، فهنا ال**ر يكون مضافًا ? ، و العين مغشيًا عليها ? كان أمير لا يصدق لقد تحرك مسرعاً نحوها و هو يقول لها : " أين تذهبين ؟ " ، ? و أشار نحو سيارته قائلا : " أنا سأوصلكِ لأي مكان ترغ*ين به " و لكنها لم ترد عليه فبمجرد خروجها من القصر أوقفت سيارة تا**ي و صعدت بها و أغلقت بابها بوجهه ? دون النظر ل**ره و لحزنه و لضعفه ? دون النظر لروحه التي ذهبت خلفها ? كان أمير ينظر خلفها و هو يضع يديهِ على رأسه لا يصدق أنها تركته ، ? أما ريحان فلقد بدأت بالإنهيار بمجرد صعودها السيارة ? و الإبتعاد عنه كانت تضع يدها على فمها كي لا يخرج صوتها ? عاد أمير للقصر كانت فريدة لا تصدق ما جرى فهي لم تتوقع خروجها ? أقصى ما توصل له تفكيرها أنها ستصرخ عليه ستقاطعه عدة أيام و لكن لم تفكر أبدا برحيلها ، ? كانت تسأل أمير " أين ذهبت ؟ أين ستبقى ؟ " و لكنه لم يرد عليها توجه نحو غرفته التي كان كل ركن بها يحكي بدموع عنها ? و كأن غرفتها هي أيضا اشتاقت لها بمجرد خروجها منها ? و كأنها أظلمت بعين أمير و ما زال الصباح مشرقاً ، ? جلس أمير على المقعد الذي كانت تجلس عليه ، ? ينظر للغرفة بعيون حزينة و كأنه يشتكي لها كيف سنتحمل فراقها عنا ، ? و لكنه لاحظ حجابها معلقًا على الحائط المجاور للحمام تحرك نحوه ليأخده ، ? و لكن عندما اقترب لاحظ أنها تُخفي شيئاً خلفه ? مد يده و بدأ يرفع حجابها من على الحائط بهدوء ليتفاجأ بهدية ريحان له بعيد زواجهما ? لقد صُدم و سقط الحجاب من يده أرضاً و هو يقف ينظر بعيون متسعة ? كان يهز رأسه قائلاً : " لا يمكنكِ فعل هذا بي ? لا يمكنكِ فعل هذا بي ? " ? تحرك و رفع يده بصعوبة ليلامس إطارات الصور التي ملأت المكان و التي تم إختيار أفضل و أجمل اللحظات بينهما لتقدمها له بيوم كانت تعتقد أنه أجمل يوم بحياتها ? كان أمير يحرك يده على وجهها و هو يبكي ظلماً و قهراً فليس الأمر بيده ? فلقد كان ضحية خداعٍ و زورٍ و خيانة دمرت له حياته ? و أخرجته من كونه هو الشخص السوي إلى شخص مريض نفسيٍّ ? لا يصدق و لا يثق و لا يسلم لأحد بسهولة ? لقد تحول لشخص لا يتمالك أعصابه و لا غضبه و خاصة إن وصل الأمر لذكرى خيانته ? بمنزل د . علي كانت ريحان بجانب شيرين التي تحاول أن تهدأ منها وتمسح دموعها وهي تسألها كثيراً " ماذا حدث ؟ لماذا تبكين ؟ ما الذي أوصلكِ لهذه الحالة ? ؟ ، هل أمير فعل لكِ شيئاً ؟ هل تشاجرتما ؟ " ? و لكن ريحان كانت فقط صامتة و أيضا متعبة لقد أنهكها البكاء طيلة الليل و أيضا النزف الذي بدأ يزيد مع الحمل و سوء الحالة النفسية ? تكلمت ريحان بعد **ت طويل قائلة : " هل يمكنني النوم ? " انصدمت شيرين من طلبها فقالت لها : " طبعاً يمكنكِ " لم تلبث ريحان كثيراً حتى ذهبت بنومها و لكنها كانت تهتز بنومها من أثر البكاء كالأطفال ? كانت شيرين تنظر إليها من حين لآخر لتجد دموعها تتساقط منها بنومها ? كان د . علي يتحدث مع أمير و هو يقول له : " ما بها ؟ ماذا حدث بينكما ؟ " اطمأن امير أنها بمكان أمن ? ، و لكن كان علي يخبرهُ أنها بحاله مزرية ? و أنها لا تريد التحدث معهما بشيء ? ، و لا تأكل و لا تشرب . . . كان علي يقول لأمير يمكننا حل أي شيء و لكن عليكما أولا أن تخبرانا ماذا حدث ؟ ? عليكَ أن تأتي لتصالح زوجتكَ لا يمكنكَ تركها هكذا تبكي ? كان على يحاول احتواء الموقف كان يقول له " استمع إلى ، و إن كانت مخطئة و أنا أستبعد هذا ، و لكن إن حدث فأنتَ أكبر و أعقل " ، ? أمير لا يمكننا ترك الأمر هكذا ? لقد تعودت عليكَ حكيماً رحيماً متسامحاً ، ? و أيضاً إن كنت أنتَ من أخطأ فأنا أعرفها جيداً ستسامح بمجرد رؤيتها لك ? حتى اقول لك اجلب معكَ و ورود حمراء و ما شابه ? صدقني لن تتحمل و ستعود معكَ ، ? و لكن كان أمير أيضا صامتاً يستمع لعلي ? و كأن كلامه يسقط على قلبه ليحرقه ? و كأنه يقف على ص*ره ليُعيق تنفسهُ ? ، و لكن جاء صوت شيرين عالياً : " علي ، علي ساعدنا لقد سقطت ? " رد عليها علي ليقول : " من سقطت ؟ " ? و ألقى بالهاتف و أسرع نحوهما و بدأ بمساعدة شيرين برفع ريحان من على الأرض و تسنيدها حتى تستلقي على الفراش كانت ريحان لم يغشى عليها و لكنها فقدت توازنها فقط ، ? كانت تقول لهما : " أنا بخير سأنام لأتحسن " ? و بالفعل رفعت الغطاء و استدارت لتنام و لكنها مازالت تبكي ? تحدثت شيرين لتقول لها : " أنتِ لم تأكلي شيئًا لا يمكنكِ التحسن بهذا الشكل ، و أيضاً أوقفي البكاء قليلاً " وؤلكنها لم ترد عليهما عاد علي و أمسك الهاتف و هو غاضب كان قد عاود الإتصال بأمير? ، الذي كان سيفقد عقله من القلق ، ? أجاب أمير سريعاً عليه وهو يقول : " ماذا حدث هل هي بخير ؟ " ? و لكنه لم يتوقع غضب د . علي عليه فكان يقول له : " عليَّ أن أعرف ماذا حدث ؟ ? أنا هنا بمقام أخيها و عائلتها علّي أن أعلم ما الذي أوصلها لهذا الحد ? لماذا هذا البكاء و الامتناع عن الطعام و القيء المستمر? " كان صوت أمير يأتي ضعيفًا كان يقول له : " حامل . ? هي حامل . ? " صدم علي و قال له : " هل هذا سبب شجاركما . " و لكن تراجع علي قائلاً : " مستحيل يكون سبب شجاركما . " أكمل أمير حديثه ليقول له : " أنها لديها مشكلة بالنزف أخشى أن تكون ساءت حالتها الآن و من أجله سقطت ? " اتسعت عيون علي كان يسير نحو غرفة ريحان و هو يقول لأمير" ماذا تعني بنزف ؟ ، هل هناك مشكله بالحمل هل هي . . . . " ? شكرا ليكم دائماً و ابدا . سعدت كثيرا بتعليقاتكم الوافره و تحليلاتكم الذي طالت لتصبح مقالات بل قصص اخرى بجد انا محظوظة بمتابعتكم و التمتع بقراءة تعليقاتكم لاني محظوظة كتير بيكم و بحبكم . ❤ ♡ ❤ ♡ ❤♡ ❤ ♡ ❤ ♡ ❤ ♡ ❤♡ لقد أَرْغَم د . علي ريحان على الذهاب معه للطبيب و برغم حالتها و عدم إستطاعتها الحركة إلا أنها ذهبت معهما للطبيب . ? و هناك تم إعطاء ريحان بعض الأدوية الخاصة بالنزف و أيضا المهدئات المناسبة للحمل . حذرهم الطبيب ليقول لريحان : " الحمل ضعيف ? و بجانب مشكلتكِ المرضية فهناك إحتمال وارد لا قدر الله بفقدان الجنين ? و لهذا عليكِ الإبتعاد عن أي إنفعالات أو أخبار سيئة ? و أيضا الحركة الكثيرة على الأقل بالشهر الأول . " ? كانت ريحان تستمع للطبيب و هي تضع يدها على طفلها ? و عيونها الحزينة قد مُلِئَت بالخوف عليه ? ، و كان د . علي يطمئنها ، و يقول لها لن أضغط عليكِ كي تتحدثي ارتاحي عدة أيام هنا و عندما تجدين نفسكِ بحالة جيدة يمكننا التحدث ? ، و عند عودتهم كانت شيرين قد صنعت لها شوربة لقد ضغطا عليها كثيراً حتى أجبراها على إحتسائها بالكامل ?. مضت عدة أيام كان أمير كثير الاتصال بعلي ? كان خائفاً عليها كان يقول لعلي : " يمكننا الإستغناء عن الطفل إن كان هذا بصالحها " ? و لكن إهتمام أمير الزائد و خوفه على ريحان و أيضا تخليه عن حلم حياته و طفله الأول من أجل صحتها ? يزيد من حيرة علي و يزيد من تساؤلاته " لماذا ؟ ماذا حدث بينهما ؟ أين ذهب هذا الحب الكبير ؟ . انتهت الحلقة شكرا لكم جميعا انتظرونا بالحلقة المقبلة من قصة مشاعر بقلم امل محمد لولو ❤ ♡ ❤ ♡ ❤♡ ❤ ♡ ❤ ♡ ❤ ♡ ❤♡
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD