أُداري العُيونَ الفاتِراتِ السَواجِيا وَأَشكو إِلَيها كَيدَ إِنسانِها لِيا قَتَلنَ وَمَنَّينَ القَتيلَ بِأَلسُنٍ مِنَ السِحرِ يُبدِلنَ المَنايا أَمانِيا وَكَلَّمنَ بِالأَلحاظِ مَرضى كَليلَةٍ فَكانَت صِحاحًا في القُلوبِ مَواضِيا حَبَبتُكِ ذاتَ الخالِ وَالحُبُّ حالَةٌ إِذا عَرَضَت لِلمَرءِ لَم يَدرِ ماهِيا وَإِنَّكِ دُنيا القَلبِ مَهما غَدَرتِهِ أَتى لَكِ مَملوءً مِنَ الوَجدِ وافِيا صُدودُكِ فيهِ لَيسَ يَألوهُ جارِحًا وَلَفظُكِ لا يَنفَكُّ لِلجُرحِ آسِيا وَبَينَ الهَوى وَالعَذلِ لِلقَلبِ مَوقِفٌ كَخالِكِ بَينَ السَيفِ وَالنارِ ثاوِيا وَبَينَ المُنى وَاليَأسِ لِلصَبرِ هِزَّةٌ كَخَصرِكِ بَينَ الن**دِ وَالرِدفِ واهِيا وَعَرَّضَ بي قَومي يَقولونَ قَد غَوى عَدِمتُ عَذولي فيكِ إِن كُنتُ غاوِيا يَرومونَ سُلوانًا لِقَلبي يُريحُهُ وَمَن لي بِالسُلوانِ أَشريهِ غالِيا وَما العِشقُ إِلا لَذَّةٌ ثُمَّ شِقوَةٌ كَما شَقِيَ المَخمورُ بِالسُكرِ صاحِيا
الفصل الأول مساعد طيار
رغم الليل الذي اسدل ستاره علي البسيطة واستكانت جميع مخلوقات البارئ الا انه لم يستكين، راح يشق سكون الليل بصوت اقدام فرسه العربي وهو يض*ب الرمال من تحته مخترقا سكون الليل بصهيله
فارس ملثم بالسواد فلم يري منه غير اعين حادة كصقر ذاوي بين حاجبيه
صحراء مفتوحة كبحار لا حدود لها، وفرسه سفينة تشقها وهو لها ربان يظلله اجنحة صقر ابيض يناقض سواد الليل الذي **ا المكان يتبع خطي الفارس من علياء كأنهما ظلان فهو ظلا لفارس يرمح فرسه بالوديان والفارس ظلا لصقر انطلق في الخلاء
توقف الفرس عن العدو واستكان فارسه وهبط الصقر علي كفي صاحبه استجابة لأمره
الفصل الاول
بمطار لندن حيث تحط رحال وتشد رحال لأرجاء المعمورة، اختلفت طرقهم واسباب ترحالهم ولكنهم اجتمعوا علي اختيار الجو كي يحملهم لوجهتهم
شاهين ذلك الصقر العربي الذي لا يحط بقدامه علي الارض الا ليلتقط فريسته فكان الشموخ سمته والكبرياء سميه .....لم تكن الوسامة ما تميزه بل الهيبة التي تحيط به ساهمت اعين حادة وانف شامخ يستقر بكبرياء فوق فما رفيع متشدد بصرامة علي اظهار تلك الشخصية القوية المهابة من الجميع
يمشي بخطي ثابتة بارض المطار متجها لاستقلال طائرته المستقرة بممر الاقلاع منتظرة امرا لتحلق عائدة به لبلاده، لمح كابتن الطائرة مقدما عليه مما انبأه بوجود خطب ما مما اثار غضبه فهو لا يهوى ان تعطل خططه لأسباب هاوية
-اعتذر سيدى ولكن سنضطر لتأخير الرحلة قليلا
احتدت ملامحه فهو لا يكره اكثر من اهمال موظفيه
اكتفي بالإشارة لمساعده الشخصي الذي تقدم وتحدث بلهجة حادة
-وما سبب تأخر المساعد هذه المرة؟
امتقع وجه الكابتن وهو يخبره بتلعثم
لقد.... تلكأ قليلا وهو يحاول ترتيب كلماته واردف
-كان يقارع الخمر ولن يستطيع تولي مهمته ،لن يسمح له بذلك
زفر شاهين بحنق فهو لا يحب المستهترين فكان لابد ان يجيب هذه المرة بنفسه موجها حديثه لمساعده
-انهي عقده وابحث لي عن مساعد طيار اخر
التفت مساعده الشخصي ناحية الكابتن يستفسر منه عما سيتم بخصوص رحلة عودتهم
-والان ما الحل؟ فنحن لسنا ببلادنا لنحل الامر ولن ننتظر مجيئ مساعد اخر من هناك
هز الكابتن رأسه نافيا وهو يطمئنه
-لا تقلق سيدى لقد حللت الامر ولكن المساعد سيصل بعد دقائق
-ولما لم تخبره قبل ذلك بوقت كاف ؟
-للأسف لم اعلم بأمر المساعد الا من ربع ساعة مضت حين تأخر لذلك تصرفت والمساعد بطريقه لهنا
برر موقفه عله ينجو من بطش شاهين الذي لا يدع احدهم يستخف به وكم اراحه وصول مساعده الذي سبق وطلبه
-ها قد وصل
هتف بها واسرع ناحية المساعد يحييه فهو كطوق النجاة الذي التقطه من بحر غضب الهيثم
ذوي بين حاجبيه حين رأى ملامح مساعده فحانت منه التفافة ليري سبب هذا الذهول ، حورية متجسدة تتهادى بخطواتها كفرس عربية ....خصلات فحمية متجمعة بجديلة فرنسية رقيقة ترتاح علي قميص ابيض اختفت اطرافه بداخل سروالا اسود رسم خصرها بحرفية ......جمال عربي أسطوري راهن نفسه علي ذلك فما كان هذا الجمال الدافئ ليكون ذو دم إنجليزي متبلد
توقفت خطواتها أمامهم ورسمت ابتسامة اصابت قلوبهم وهي تعرف عن نفسها
' مرحبا، طيار مساعد ماهي الجابر '
ابتسم لنفسه فقد **ب الرهان فهو كالصايغ الموهوب وقد كانت النساء ماسات ،ولم يسبق ان خاب تقييمه لهن
رحلة مفاجئة غاب عنها مساعد الطيار وكانت هي المنجد بهذا الوقت، فور طلب كابتن مراد منها الحلول مكان زميل تغيب عن رحلة خاصة ستقلع بعد ساعة من مطار لندن لدولة عربية، اسرعت بتلبية طلبه كونها لن تضيع فرصة اضافة ساعات لملفها
رجلين بملامح عربية احدهما يملك ملامح هادئة تنم عن طيبته ربما اما الاخر فذو هالة من العظمة جعلتها ترتعد فحين التحم بصرها مع خاصته شعرت انه نفذ لداخلها مما وترها وحمدت ربها ان نظاراتها السوداء حجبت تلك المشاعر عنه وكم وجدت ان اسمه يليق به كثيرا حين عرف عنه الكابتن
-' الشيخ شاهين الهيثم'
ازالت نظاراتها الشمسية فظهرت اعينها كي تكتمل ف*نتها، بحر من العسل بمقلتيها خ*فت انفاسهم حين ازالت ما كان يحجبهم
عيون واسعة محددة بأهداب طويلة اصطفت كحراس لجوهرتيها الغاليتين
-' مها '
خرجت من فمه كتسبيحه لجمالها الذي ابدع الخالق بتصويره
-' سبحان الله'
تسبيحة اخرى خرجت من فم مساعده جهرا فتأهبت جميع حواسه وعادت برودته المعتادة
-هلا ذهبنا
قالها الكابتن علي عجالة ورافقها لممر الاقلاع حيث ترابط طائرة الهيثم منتظرة امرا لتحلق عائدة للوطن
اتسعت اعينها من الصدمة حين رأت الطائرة ودار بخلدها سؤالا واحدا ما مدى ثراء هذا الشاهين ؟ فهي ظنت ان الطائرة ستكون بالحجم الطبيعي لأى طائرة خاصة وهو ما استغربته حين طلب نايف مساعدا ولكنها فهمت السبب الان فالطائرة تشابه الطائرات الرئاسية العملاقة ....ابتلعت صدمتها وتبعت الكابتن لكابينة القيادة
استقر بمقعده وهو مسلطا نظره علي كابينة القيادة ...نوع جديد لم يمر عليه وسيحرص ان يستكشفه ولكن ليس الان فعمله دائما ما كان له الاولوية
انهي عقد هذا المساعد واحرص ان يتلقى جزاء ا مناسبا لما فعله
القي بأوامره لمساعده الشخصي وغاص بتركيزه بعدد من الملفات التي سيناقشها باجتماعه تاركا كل شيء خارج عقله بالوقت الحالي