الفصل الثامن
قطة فى عالم الذئاب
مر يوما أخر فى حيرة وقلق من الجميع
داخل المستشفى
الجميع منتظر ويتقرب أسترداد ليث وعية وصحته ..
*****
فى منزل فيدرة
القلق بدأ يدق قلب الأم فمنذ أن تركتهم فيدرة لن تعلم عنها شيئا
فدوة : مالك يا ماما حاسة بتعب ولا حاجة
سمية بتعب : أختك قلبي وأكلني عليها ولا حس ولا خبر من ساعه ماقالت مسافرة حتى ولا اتصال
- ماهى نسيت موييلها هنا ياماما اطمنى بتحاول تطمن والدتها وهى أيضا تشعر بالقلق على ش*يقتها فهذة المرة الأولى التى تبعد عنهم ولا تحاول ان تطمئن عليهم وهذة ليست عادة ش*يقتها
- لا مش مطمنة مش مرتاحة اختك عمرها ماعملتها دى بتبق فى الورشة وتتصل تطمن على صحتي اكتر من مرة
- طب اعمل اية اكلم عمى حمدى
-أيوة بلغي الاسطى حمدى ان عايزة اتكلم معاه
- حاضر يا ماما
*************
داخل الفيلا المهجورة
مازالت على وضعها حبيسه الغرفه والقلق ينتأبها على والدتها المريضة وش*يقتها الصغرى فهم بأمس الحاجة اليها .
فيدرة لنفسها ".ياترى ماما عاملة اية وفدوة من غيرى اكيد ماما هتكون قلقانة علية انا عارفة يارب هون عليها وطمن قلبها هى مش متحملة يارب وانت عالم بحالها يارب ردنى إليهم يارب .."
******
داخل المشفى..
هتف اوس بجديه وهو ينظر لوالديه :
- بابا انا عندى مشوار مهم لازم اعملة ولو فى جديد بلغني
عا** : ربنا معاك يابني
سوسن برجاء : اوع تتاخر علينا
ربت أوس علي كتفها بحنان : اطمني يا أمي هوصل مشوار قريب وراجع علطول
تركهم أمام غرفة العناية
ثم اجراء اتصالا بصديقه ليتابع معه كل ما يخص شركته ، وان يتولي سير العمل ...
بعد عدة دقائق كان يصف سيارتة ويترجل منها بسرعة ووصل إلى ممرر الفيلا .
صعد إليها وهو يعلم انها سوف تنهار أمامة وتطلب منة العفو والمسامحة ولكن عندما فتح باب الغرفة وجدها .
تجلس على الارضية ولكن قوية مثل ماتركها رغم انة تعمد ان يتركها يوما كاملا لكي تنهار قوتها وي**ر عنادها ولكن تفاجاة
ب**ودها وقوتها لن تنهز ومازالت تنظر اليه بجمود وعناد
هتفت مرحبا به : أهلا وسهلا شرفت بيتك ومطرحك بردو
أشتعل غضبه ورمقها ببرود ثم همس : يعني عاجبك قعدتك هنا بقى، الحكاية داخلة دماغك ولا وخدها هواية زى بلية صبي الميكانيكي
تعمد ان يسخر منها ولكن كانت صامده وهتفت بقوه :
- شغلى مش هوايه شغلى دة بتعب وبشقى فية وبيطلع عيني فى كل عربية بصلحها عشان انتو تركبو وتعيشو من غير ماتهينو نفسكم ، وفى الاخر مافيش كلمة شكر توحد ربنا ، لكن الاهانة ماشاء الله ماتتوصوش فيها وجرح الكرامة كأنها عادة أو مزاج عندكم حتى نظرة التقليل بنخدها ، نفسي أعرف لية عشان انا بنت لازم اتاهن بنظراتكم وعدم الاحترام ، ليه يعنى بتبصو علية كانى شئ ملوش وجود مليش لازمة فى الحياة انا فضلت اشتغل على انى اكمل دراستي انا هديت حلمي عشان اجيب علاج امى واكلنا وشربنا ودراسة اختى شوفت كتير وقليل شوفت الفلوس بتترمي قدامي بإهانة من بيه محترم طبعا ماالغني لازم يدوس على الفقير ازاى هيتكرم ويدني حسابي فى أيدي ويشكرني ، الشكر مش في حساباتكم لازم إهانة بتعرض لمواقف زبالة بس مش بسكت عن حقي ، انا إللى يديس علية افرومه ، إللى يهين كرامتي مابسكتلوش باخد حقى وانا قدامك اهو لو ليك حق عندي خده
بس وحياة امي واختي انا ماعملتش عربية أخوك ودة آخر كلام هتسمعو مني ..
أوس بشرود.. انتى اية ازاى لسة بالقوة دي ، انا كنت فاكر هاجي الاقيكى منهارة عياط وصراخ وعايزة تخرجي من هنا ، انا قولت اكيد هتترجيني وتتذللى عشان اخرجك من هنا انتى غريبة كدة لية انا اول مرة كلام يهزنى بالشكل دة ومن بنت كمان أنتى حكايتك اية لم ببص فى عنيكى بحس انى قدام قطة وديعة عنيكى ليها سحر علية وتأثير من اول لم شوفتهم لون عنيكى زى عيون القطط لوم غريب وجذاب بحس بنظرة ضياع فيهم .. صدح رنين هاتفه جعله يفيق من شروده ، نظر لشاشته باهتمام ليجد اسم والده .
اجابه أوس بقلق :
- الو ايوة يا بابا ، خير
هتف بدهشه : اية فاق طيب انا جاي حالا
سلام ..
رسم قناع القوه ثم نظر لها بحده وهو يقول :
- ليث فاق الحمدلله وهو هيقرر مصيرك يا قطتي ههههه سلام
غادر المكان بخطوات واسعه ليستقل سيارته يقودها الي حيث المشفي ..
هتف بضجر : والله ماعنده دم داهية لا ترجعك ياشيخ
أوبا لا داهية ترجعك امال انا هخرج ازاى يارب صبرني وخلى ليث ينطق يارب وبعد كدة يموت يتحرق هو وأخوه ، بس اخرج من هنا عشان امي واختي مش عشانى يارب يارب ....
**********
بعد أقل من نصف ساعة كان امام غرفة العناية وعلم بأن تجاوز مرحلة الخطر ..
داخل العناية كان الطبيب المعالج يفحص ليث ليتأكد من جميع اعضاء جسمة الحيوية ويتأكد ان الغيبوبة لم تصيب شئ..
هتف الطبيب بتسال : أسمك ايه ؟
ليث بتعب : ليث
الطبيب بتأكيد : ليث ايه ؟ تقدر تنطق اسمك بالكامل ؟
هز راسه بخفه ثم همس بصوت متعب : ليث عا ** محمد الملكي .
تنفس الطبيب الصعداء ثم عاد عليه بتسأل : حاسس باي حاجه ؟
ليث بتعب : جسمى كلة مت**ر
الدكتور باطمئنان : من أثر الحادثة ، هى كانت كبيرة الحمدلله انت انكتبلك عمر جديد ماتقلقش الجبس هتفضل فيه لمده شهر وبعد كده هتبقي زي الفل والكدمات وكل حاجه هتختفي خلال ايام بسيطه ..
نظر له بتعب ثم ردد علي مسامعه : جبس أيه ؟
هتف الطبيب بقلف : رجلك الشمال كلها متجبسه حاسس بيها ؟
هز راسه نافيا : انا مش حاسس برجلي اصلا
انتابه القلق ثم نظر لموضع قدمه وهتف الطبيب بتسال : مش قادر تحرك السليمة ولا حتى صوابع رجلك حاول كدة معايا
نظر ليث الي قدميه ثم عاد نظره لطبيب : مش حاسس بحاجة
- طيب استريح دلوقتى اطمن ده من أثر الم**ر بس انا هطمن اهلك برة
******
خرج الطبيب من غرفة العناية
توجة الية أوس بفرحة وعا** وسوسن ليطمئنو على ليث
نظر لهم الطبيب باسف : الحمد لله فاق من الغيبوبه بس
أوس بقلق : بس اية اخويا فية حاجه
- في الحقيقه هو عدة مرحلة الخطر
تنفس الجميع بارتياح وردد عا** : الحمدلله والشكر لله
همس الطبيب بحزن : لكن للاسف
قاطعه أوس بقلق : للاسف ايه يا دكتور ، اخوكي حصله ايه بالظبط ؟
هتف الطبيب موضحا حاله ليث الصحيه :
- واضح ان الحادث اتسببت فى ضرر فى العمود الفقرى وده سببله فى شلل نصفي ، بس هنعمل كل الاجراءات والفحوصات اللازمة
كانت الكلمة كفيله ان تدخل الجميع فى حالة من الصدمة والذهول فى أن واحد
عا** بحزن : الحمدلله على كل شئ
هتف بحزن وعدم استيعاب : يعنى ابنى اتشل خلاص
ربت عا** علي كتف زوجته مؤاسيا حزنها : قولي الحمدلله ابنك كان بيموت وربنا نجاه من الموت
(قُل لن يُصِيبنا إلا ما كَتبة الله لنا )
أوس بحزن : انا هسفره برة مصر يتعالج ومش هيرجع غير وهو وماشى على رجلة
الطبيب باسف : بس دلوقتي لسه حالته غيز مستقره
أوس بانفعال : انت مالكش دعوة انت تنفذ وبس المطلوب منك وانا هعمل اجراءت السفر
سوسن بدموع : وانا مش هسيبه لوحده هسافر مع ابنى
أوس بحسم : ماما انا إللى هسافر
سوسن باصرار : ما اقدرش أسيب اخوك في حالته دي انت فاهم ، خليك هنا مع والدك وتابع الشغل
نظر عا** الي كلايهما ثم هتف بجديه : ندخل نطمن عليه وبعدين نتكلم
هتف الطبيب موضحأ : هو لسة مايعرفش حاجة بس لو سأل ممكن تفهموه وضعه بهدوء بعد اذنكم لو محتاجين حاجة انا فى مكتبي
..................
دخل عا** وسوسن ليطمئنو على ولدهم الحبيب وذهب أوس لإجراء بعض الاتصالات وعمل أجراءت سفر ش*يقة للعلاج خارج البلاد
..............
فى غرفة العناية
جلست سوسن بجانب ولدها تقبل جبينه وتبتسم بوجهه تحاول كبت دموعها وتداري وجعها الخفي الذي شطر قلبها لنصفين ...
ربت عا** علي كتفه بحنان ابوي : الف سلامه عليكي يا حبيبي
همس بحزن : الله يسلمك يا بابا
دخل أوس يرسم ابتسامة هو الاخر ، ثم اقترب من ش*يقه بود طبع قبله حانيه اعلي راسه : سلامتك ياوحش الف سلامة وقعت قلبنا ياراجل حرام عليك
ليث بتعب : أنا آسف
هتف أوس مواسيا له : . المهم انك بخير ومعانا بس مافيش تهور تانى
سوسن باصرار : .اياك ياليث ترجع لسباقات دى تانى
هتف ليث بحزن : اطمنو شكلي مش راجع ومش بمزاجى ، انا حاسس ان اتشليت مش حاسس برجلى خالص ولم سألت الدكتور هرب مني ، وانتو كمان عنيكم بتهرب مني ، مش دي نظرة فرحة انى بخير
اكيد احساسى صح حد يقولى حاجة بلاش تسكتو
ربت علي كتفه ونطر له بتحدي وهو يهمس له بحماس : وفيها اية الحادثة أثرت على رجلك لكن هتخف وتبق كويس أوعدك هعمل المستحيل عشان أشوفك واقف على رجلك من تانى فاهم
هتف والده برضا : قول يارب يابنى وربنا مش هيسيبك ولا يخذلك أبدا
همست سوسن لتحفذه بقوه : ان شاء الله هترجع أحسن من الاول
عا** : . بص يابنى دى محنة وبلاء من ربنا لازم ترضا بية وربنا قال أنا ((عند ظن عبدي بى فليظن بى ماشاء ))
دايما يابنى اتمنى الخير وربنا كبير اوى اكبر من الكل وقادر على كل شئ ودة اختبار لصبرك اصبر واحتسب وقرب من ربنا اوع تفكر ان دة غضب من ربنا لا تبق غلطان ربنا لم بيحب العبد بيبتلى فى مال او مرض أو عيال او أى متاع من متاع الدنيا عشان ربنا بيحب نفضل قريبين منة ونطلب منة ونستعين بة فى كل هم وضيق يدخل قلبنا ربنا بيكون مستنى يسمع صوتك ودعوتك وتقربك لية دة اختبار عشان ربنا يخفف عنك أى ذنب ويبدل لك سيئاتك حسات *نحن اقرب اليك من حبل الوريد*
فهمت يابنى يعنى أنت فى فضل ونعمة احسن من غيرك كتير محمد ربنا ونشكر فضلة عندك وقت تراجع حساباتك مع الله وتقرب وتبق افضل وتبعد عن أى حاجة ترجعك لطريقك القديم انت كنت ماشى فى طريق ضلمة وربنا نورلك بصيرتك دلوقتى ابعد عن أصحاب السوء إللى ماحدش شاف وشهم يجو يطمنو عليك عشان تعرف انهم مش صحاب أى كلام الصاحب الجدع مش سيب صاحبة فى زنقة ولا ضيقة ولا محنة بيكون واقف فى ضهرة زى ضلة مش يبعد عنة وهو محتاجلة عشان تعرف دول صحاب فلوسك صحاب مصالح وبس الحمدلله انك وسطنا دلوقتى وربنا قادر يشفيك بس خلى عندك يقين بلاش تفقد الامل فى ربنا حتى لو العلاج طول افضل مع ربنا وخليك قوى وارجع افضل من الاول
ليث بتعب : .اوعدك يا بابا طول ماعيلتى جنبى هفضل قوى واستمد القوة منكم وربنا موجود انا فعلا بعدت عن ربنا واهتميت بحاجات تافة بس اوعدك هكون ليث إللى تفتخر بية وتنسى ليث المستهتر دة خالص
عا** : اوعد نفسك الاول مش توعد غير ليث انة يكون افضل
أوس ينظر إلى والدة ويفكر فى حديثة مع ش*يقة وفجاة جاءت صاحبة عيون القطة وتخيلها امامة وتذكر انة لم تفعل شئ إلى ش*يقة وفجاة
هتف أوس بجديه: .ليث مين لعب فى سرعة العربيه ؟
استغرب ليث من سؤال ش*يقة وتذكر حديث فيدرة وشعر بالالم والعجز و...
.........
حضر حمدى إلى منزل فيدرة
وجلس فى غرفة والدتها
حمدى :خير يا ام فيدرة
سمية :.قولى يااسطى هى فيدرةهتتاخر انا قلبى مش مطمن وخايف عليها وكمان نسيت الموبيل هنا
حمدى بقلق :ماتصلتش من امبارح الصبح
سمية بحزن : .لا والنبى بس عايزة اقولك امانة تنفذها لو جرالى حاجة
حمدى /.بعد الشر عنك خير رقبتى دة غلاوة البنات عندى زى غلاوة عيالى وربنا العالم
سمية : عارفة وعشان كدة بوصيك على فيدرة وفدوة لو اخوهم مش خدهم يعيشو معاة وخاف من والدتة تخلى بالك من البنات
حمدى بدهشه: انتى اتكلمتي معاه
هتفت بحزن : .اتكلمت ووصيتة على اخواتة وهو وعدنى مش هيسيبهم بس من ساعتها ولا حس ولا خبر اكيد والدتة رفضت وجود عيالى اصلها مش اول مرة تعملها ربنا يهديها
- معقول حد يسيب لحمه كده هو جر اية فى الدنيا
اطمنى يا ام فيدره البنات فى عنية وماتحمليش هم حاجة وربنا يخليكي ليهم وانا لو فيدرة ماجتش من هنا لبكرة هسافر بنفسي أشوفها مش تقلقي ، فيدرة دى بنتى إللى مخلفتهاش
ابتسمت له بود : كتر خيرك يااسطى
في ذلك الوقت دلفت فدوه وهي تحمل صينيه الشاي وتهتف بمرح : .اتفضلو احلى كوبيتين شاى إنما اية عجب
ابتسم لها حمدي ثم التقط من يدها الكوب خاصته : من يد مانعدمها
*************
تابع فادي اعماله بالشركة وقرر الذهاب إلى المشفى بعد أن علم من أوس ان ليث استرد وعية .
خرج من شركتة وتوجة إلى سيارتة لكى يستقلها متوجها الي صديقه بالمشفى...
***********
قرر أوس سؤال ش*يقه ، ينتظر اجابته بتوتر ، ومن الواضح أن شرود ش*يقه جعله يتأكد من ظنونه..
........
يتبع
بقلم الكاتبة فاطمة الألفي..