الفصل الخامس
قطة فى عالم الذئاب
داخل الورشة
اقترب منها بابتسامه وهو يهمس بهدوء : فيدرة عايزك تظبطيلى العربية وتزودى السرعة اكتر من المرة إللى فاتت
فيدرة بصدمة: نعم أنت بتقول اية طبعا ماينفعش العربية ممكن تتقلب كدة خطر
زفر بضيق ثم قال : اعمليها أنتى ومالكيش دعوة انا بعرف أسيطر على عربيتى أنا واد مسيطر
هزت راسها بأسي : .أحنا مش بنهزر دة جد فعلا ماينفعش قول حاجة ياعمي حمدى
تحدث حمدي بجدي وهو ينظر لليث : .بص يا باشا أنت كنت مظبط سرعة العربية من كام يوم
ليث بتذكر : من ٣ أيام
- يبقي ماينفعش تزود السرعة غير على الاقل بعد أسبوع ولا عشر أيام كدة هيكون غلط عليك وعلى العربية لقدر الله تتقلب بيك وإحنا يابنى مش نقدر نضر حد دي أمانة المهنة ، ماينفعش اغشك عشان فلوس ولا كلام فارغ دي حياتك يابنى مش لعبة
ليث باصرار : .بس انا عندى سباق ضرورى ولازم اعملها
همست فيدره بجديه : .هو السباق مهم عندك أكتر من حياتك أنا لا يمكن اتسبب فى قتل روح حتى لو انت مش يهمك حياتك فانا مش هشيل ذنب حد ومن الأفضل تلغي فكرة السباق
ليث بتحدي : .مش برجع فى كلمتي ، ودة آخر كلام عندكم
حمدى برجاء : .بلاش يابنى صدقني كدة بتحط روحك فى التهلكة
- .أنت حر بس روح لحد غيرنا يعمل إللى انت عاوزة بس نصيحة بلاش هتندم
ليث بأصرار : تمام ، انا هتصرف
وتركهم وغادر الورشة بضيق ثم استقل بسيارتة يقودها الي مكان اخر ، وهو م**م على تزويد السرعة بأى ثمن مهما كلفة الأمر لن ينهزم ويخسر الرهان ...
وذهب إلى ورشة ميكانيكا فى منطقة أخرى وظل حتى زود الاسطى السرعة ، ثم اعطاه المبلغ المطلوب وقاد سيارتة للعودة إلى منزله والاستعداد غدا للسباق مع صديقة ، وفجاة أنحرفت السيارة ولا يستطيع السيطرة عليها فقد زادت السرعة عن الحد المطلوب وفقد السيطرة والتحكم بالقياده لتنحرف السياره عن الطريق لتدور حول نفسها عده مرات ويحدث انقلاب مروع ....
*********
داخل شركة البكري ..
كان فادى يتابع عملة فى **ت تام ليتفاجئ بصديقه يقتحم غرفه مكتبه وهو يرمقه بنظرات غاضبه :
ثم همس وهو يقترب من مكتبه ليجلس امامه بالمقعد المقابل له :
- .قولت إجى أشوفك بنفسي ، مختفي فين ،، ولا بتسأل عني .. وبتتهرب مني ومنفضلي خالص حتي الفون مابتردش عليه .
_ داخل كدة زى القطر ، خد نفسك الاول وبعدين نتكلم ، قولي تشرب أية
زفر تنهيده القويه ثم هتف : قهوتي المظبوطه
رفع فادي سماعه هاتف مكتبه ليخبر السكرتريه الخاصه باحضار المشروب ثم نهض عن مقعده ليجلس امام صديقه بالمقعد المقابل له وهو يستطرد قائلا :
- مخنوق يا أوس اوي ومدايق من كل حاجه
نظر له باهتمام وهو يتسأل بقلق : مالك يا بني بجد ؟ .أوع تقولي ان الموضوع في بنت .
ضحك فادي وهز راسه نافيا : هههههه مش لدرجادى
تن*د أوس بارتياح : الحمدلله يعنى مافيش بنات أمال مدايق لية بقى وشايل الهم حتى ابتسامتك أختفت أية يابنى فى أيه ؟
لاحت ابتسامه جانبيه اعلي ثغزه ثم همس بحزن :
-.لا من ناحيه بنت الحكاية فيها بنتين كمان
رمقه صديقه بنظرات غامضه ثم همس بمشا**ه : بنتين يامفتري لية كازنوفا ، طب سبلي واحده ههه
- الموضوع مش زى ماانت فاكر ، هم بان يقص عليه كل شيء متعلق بش*يقاته ولكن قطع ذلك الحديث عندما صدح رنين هاتف أوس ، اخرج هاتفه من جيب سترته ثم نظر لشاشته وعاد ينظر لصديقه :
- .أستنى أشوف ليث هو كمان بيتصل ليه ؟
عندما أجاب علي ش*يقه اتسعت عيناه بصدمه فلم يجد المتحدث سوا شخصا اخر
ليهتف اوس بقلق :مين اللي بيتكلم ؟ وفين ليث ؟ ٠
علي الجانب الاخر هتف الشاب :
- .حضرتك صاحب الموبابل عمل حادثة على الدائرى وانا بكلمك من مستشفى الرحمة
ردد بصدمه وجحظت عيناه بقوه وهو يهتف بهلع : .حادثة .؛ و أخويا جراله أية أرجوك طمني
- .انا مش عارف حالتة أنا جبتة المستشفى والدكاترة بيفحصو انا شوفت رقمك وكان مكتوب اخويا اوس اتصلت عليك
نهض واس وسار بخطوات واسعه اشبه بالركض : .انا جاى حالا
لحق به فادى وهو يهتف بقلق : .ليث ماله وحادثه ايه ؟ فهمني يا أوس
همس بصوت مبحوح ونظر لصديقه بتوهان : مش عارف يا فادي ايه اللي حصل ، تعالى معايا نشوف فى اية
- .طب اهدي انا هسوق بلاش تسوق فى حالتك دى
صرخ بصوت جلي وهو يستقل بسياره صديقه : بسرعة يا فادى
جلس فادي خلف محرك القياده وانطلق في طريقه الي المشفي ، وأوس بجانبة يشعر بالقلق والحزن والضياع لا يعلم ماذا أصاب ش*يقة..
وبعد مرور عده دقائق ، كان يصف سيارته امام المشفى ، ترجل اوس علي الفور ودلف لداخل المشفي يتسأل عن حاله ش*يقه ، ليجد الشاب الذي هاتفه واخبره بما حدث .
تقدم اليه الشاب عندما وقعت انظاره عليه : . حضرتك أخوه ؟ انا إللى كلمتك فى الفون
اومي براسه وهو يهتف بقلق : .حد طلع من الدكاترة ؟ عرفت حاجه ؟
- .لا والله ماحدش خرج لسه
نظر له بامتنان : .شكرا انك جبت اخويا
ربت الشاب علي كتفه مواسايا له : .لا شكر على واجب أى حد مكانى كان عمل كده ، ربنا يطمنك عليك .
همس فادي ايضا يحاول التخفيف عن صديقه : .اطمن يا أوس ان شاء الله خير
- يارب
صافح اوس الشاب واخبره بهويته : . انا أوس الملكي
- .تشرفت بمعرفتك و انا محمود مكاوي
- .اهلا بيك انا فادى البكري
محمود : .أهلا وسهلا
ظل أوس فى حالة من القلق والرعب خوفا من فقدان ش*يقة وابنة فهو ليس حمل صدمة فقدانة فهو أغلى من حياتى
وفجاة خرج الطبيب المعالج ليسرع اليه أوس
- خير يادكتور طمني
الطبيب بأسف : .للاسف حالتة خطيرة وفى نزيف فى المخ و**ور فى الساق ، لكن ال**ور مقدور عليها لكن النزيف احنا عملنا إللى نقدر علية بس للاسف دخل فى غيبوبة
أوس بعصبية : .يعنى أية مش عارف تنقذ أخويا انا هنقلة من هنا انا هسفرة برة أى مكان غير هنا
فادى بتدخل : .أهدى يا أوس
الطبيب : أنا مقدر حالتك بس مانصحكش ينتقل صدقني هنا هياخد الرعاية الكامله ، ماينفعش يسافر برة غير لم يفوق من الغيبوبة ونطمن على تحسن حالتة واى حاجة هتكون مش فى صالحة وخطر علية أدعيلو ٤٨ ساعة الجاين لو عدو على خير أن شاء الله هيسترد صحتة ويكون بخير نتاكد ان النزيف ماأثرش على أى عضو فى جسمة
همس أوس بقلق : .يعنى فى مضاعفات ؟
الطبيب : .لم يفوق من الغيبوبة نقدر نحدد الضرر وهو تحت الملاحظة فى العناية ادعيلو هو محتاج دعواتكم دلوقتى عن اذنكم
أنسابت دموع أوس وهو ينظر لصديقه بحزن : .فادى ليث بيضيع منى مش عارف أعملة حاجة هقول أية لامى ولا أبويا أقول أية يا فادى
ربت على كتف صديقه ثم ضمة لص*ره وهو يحاول التخفيف عنه :
- أهدى يا أوس لازم تكون متماسك عشان حالة والدك ووالدتك لازم تكون قوى اتحمل انا هروح المزرعة أجبهم معايا لازم كلنا نكون جنب ليث
همس بضياع : . تفتكر هيتحملو خبر زى ده ، اوع يا فادى تقولهم حالتة قول حادثة بسيطة أى حاجة
- .أطمن ماتقلقش انت خليك معايا على الفون لو فى جديد بلغني
- تمام
قبل ان يغادر فادي المشفي وقف بجانب محمود يهمس باذنه : . محمود ممكن تخليك جنب أوس
- اكيد طبعا
نظر له أوس بامتنان : . لا طبعا احنا معطلينك معانا كتر خيرك على إللى عملته بجد ، مش عارف لو ماكنتش نقلت ليث لهنا كان ايه ممكن يحصل ، انا مديونلك بحياتي
- الناس لبعضيها ، وانا معاك ماقدرش اسيبك غير لم اطمن على اخوك
- مش عارف اشكرك ازاي بجد
ربت محمود علي كتفه ثم قال : -
- لازم تبلغ البوليس والعربية تتفحص انا شوفت العربية وهى بتتقلب ومن غير أى تصادم اكيد دى مقصودة
ردد بصدمة : مقصودة تقصد بفعل فاعل
محمود : لية لاء
أوس باهتمام : وتفتكر البوليس يقدر يثبت حاجة
- .طبعا العربية هتتفحص من الطب الشرعى ويثبت ممكن يكون فرامل بايظ أو مقطوع لو بفعل فاعل وكمان تتاكد من أعداء أخوك بصراحة سرعة العربية كانت عالية عن الطبيعى ودة فى حد ذاتة يثير الشوبهات والشكوك اصل الحادثة حصلت قدام عنية وفى لحظة كانت عربية ليث مقلوبة اكتر من مرة
أوس بتذكر: .السرعة هو ديما بيزود السرعة عشان يدخل فى سباق
محمود بجديه : .وارد فعلا يكون لسة مزودة عن الحد المطلوب ودة خطر على العربية وعلى إللى سايق مش أى حد بيعمل الموضوع دة غير لو متمكن وعارف هو بيعمل اية
أوس بوعيد : وحياة اخويا إللى بين الحياة والموت لو اتاكدت من اللعب فى سرعة العربية لانتقم من إللى عمل كدة والله ماهرحمة
ثم اخرج هاتفه ليجرى عده اتصالات ليتأكد من السيارة وما السبب ورا تلك الحادث
************
بعد اكتر من ساعة وصل فادى إلى المزرعة وتفاجا بة عاصم
استقبله بابتسامته المعتاده : فادي ، حمدلله علي السلامه
فادى يحاول أخفاء حزنة وتوترة : . ازيك ياعمي صحتك عاملة اية
- بخير والله الحمد لله
سوسن بقلق : .فادى انت هنا ياحبيبى طمنى أوس وليث بخير اصلى قلقانة عليهم اوى من ساعة ما صحيت يابنى وأنا مش على بعضى
عا** وهو يحتضن كتفها : .عشان بعيدة عنهم يا سوسن هتفضلى قلقانة كدة
عادت تنظر لفادى بشك : شكلك بيقول فى حاجة اتكلم ولادى بخير
فادى بكدب : .بصراحة فى حادثة بسيطة حصلت مع ليث وهو متجبس بس حالتة كويسة
سوسن بفزع : . ابنى لا قلبى كان حاسس انا قولت ياعا** حد من ولادى فى حاجة ماصدقتنيش
عا** بحزن .استر يارب ان شاء الله خير ، فادى هو بخير اكيد
فادى: .اة والله بخير وانا جاى اطمنكم واوصلكم لعندة أطمنو بقى
سوسن بدموع : .أة ياحبيبى يابنى وديني لابني يا فادي
- .طيب اهدى والله انا جاى عشانكم يلا تعالى معايا جاهزة ولا هتغيرى
سوسن .لا يلى بسرعة
ساعد عا** علي الاتكاء عليه ليصل الي سيارته : . اتسند عليه يا عمي .
بعد ان استقل عا** وزوجته داخل السياره ، شق فادي طريق العوده الي القاهره .
***********
بعد عدة ساعات من توتر أوس جاء الاتصال الذى ينتظرة
ليأكد لة ماسبب الحادث ..
...
يتبع
بقلم الكاتبة فاطمة الألفي..