مجهول على الاطلاق
وبعد أن عدنا انا وانت إلى غرفتي ومأواي واذ ترايني وأنا اكتب بين سطوري في جوف عتمتي على اضاءه شمعتي وما احلله واعقب عليه فيما يخص شأن المهدي وحلمه الذي رأه
هل تسأل احدا يوما اطفاء الجمره الموقده بالماء وهي تفور من غيظها، هل هذا رحمه بها ام قسوه عليها ؟
ام قطعه من الثلج مشتغل اسفلها شعله من النار وهل ياتري ذوبانها لتعود لدورتها الاولي رحمه بها ام قسوه عليها
وها هنا المعادله تناقضه وهناك فرق بحت بين الفاعل والمفعول، لذا من الواجب ترك الاجابه لنتيجه مابعد المعادله ولتفرق بين دفه النجاه من غيرها
فلنعتبر أن الجمره قبل اشعالها تكن قلبك المتصل باحشائك وقد دفعه حميه الشغف فاوقده نيران العشق إلى أن شت لهيب الجمره بنيران لم يكن الخلاص منها سهل أبدًا ولكن القدر المحتوم لا بستاذن احد عند الدخول بل أنه اشبه بالقطار الجاري على اقصي ما لديه من سرعه ولايقف عند رغبه احد في النزول
وبعد أن نفذ الا**جين حول الجمره وبدات تتأكل من غيظها إلى أن تخلت عنها موجات الهواء المسببه لاستمراريه دعم بقائها موقده
كان لابد على قطار القدر أن ياتي ليشت لهيبها
وهل ياتري طلب نزل الامطار في تلك اللحظه سهلا على الجمره، لم ولن اجيبك ولكني ساترك لك الخيال إلى حيث منتهي مدارك الابصار لتضع نفسك مكانها وتطبق المعادله على نفسك وها هنا ستجيب نفسك ذاتيا ولكني سانصحك نصيحه لم ينصحها لك احد غيري وأنا الآن بعد أن اخترقت عقلك واعلم مايدور في راسك تجاهي والا قد احرقك لهيب الجمره ونزول عليك امطار مشبعه بمواد اشد عليك من من لهيب الجمره
والان وانت في غرفتي واذ تراني وأنا جالس على مكتبي وامامي مجلدي وأنا اكتب فيه وإذا تري يدي قد تشنجت وخر قلمي الموصل بعروقي والذي سقط من بين اصابعي وصار متعلقا بعروقي والتي بدات تنتفض من فقد الكثير من الدماء لكتابه تلك الكلمات الاخيره والتي تبلغ قوتها اكثر من قوه الرياح والتي استفذت فيها مخزون كبير من دمي وإذا تري على مؤشري منصوب دمي قد وصل الي٥٧% وهي بنا قبل أن يطاردنا قطار النفاذ من هذا المكان المظلم ونصبح انا وانت سويا في الجحيم واذ تراني وأنا اجاهد وامسك قلمي مره اخري واحول أن اضع يدي على المكتب وبين اصابعي قلمي وحاول مواصله الكتابه بين سطوري والتي امتلـأت كثيرا من صفحات باحبار من السم الاحمر الملعون ولكني الآن أعلم ما يشغلك ويشغل تفكيرك، يشغلك امر النصيحه ولكن لن تحصل عليها مني دفعه واحده ولن تاخوذها مني دون مقابل، ستعلم المقابل فيما بعد ولكني دعني اخبرك انك ستحصل عليها على مراحل وقبل أن انصحك فلابد على أن اخضعك نعم ساخضعك عزيزي القارئ وقبل أن اخدعك ساكذب عليك ولكن في النهايه ستعلم أنها الصراحه والحقيقه والتي يخبيها عنك الكثير من الناس وانت الآن قد شت عقلك وتقول في خاطرك انا اقرا كتابنا ام اخاطب مختلا، لا يمهني ماتفهمه عني ولكن يهمني أن تفهم كلماتي وهي بنا اركب معي على بساط الريح لنرجع قليلا إلى مركز الباجور من محافظه المنوفيه إلى حيث غرفه المهدي
تم القراءه
( ماحدث لا يستطيع اللسان لفظه )
1998م إلى 2013م
وبعد مرور عده ايام من التفكير والاستفهامات التي وجهت المهدي ولكنه على امل بان الرؤيه التي راها في المنام ويتمني لو ينال منها كل خير وكان في حين من الوقت كان المهدي واقفا في غرفه نومه بعد صلاه العشاء واذ قال في خاطره
_يارب انا عارف انك مش هتسيبني وانت هتنصرني واكيد اطفاء الجمره اللي كنت ماسكها في ايدي في المنام اكيد انك هتلاقيلي حل اكيد انا واثق من كده
وبعد مرور عده دقائق والمهدي ذهب إلى سرير ويجلس عليه قليلا ثم وجد قذف حجاره صغيره من الشارع على شباك الغرفه ونظر المهدي وتعجب ثم نهض وعمدا إلى الشباك وتحرك خطوه تلو الاخري إلى أن نظر من الشباك واذ به راه چومانا واقفه اسفل المنزل وفي يديها كتاب عبدالحيم، المهدي ينظر اليها وهو لا يصدق وتزايدت ضربات قلبه ودخل مسرعا واتجه نحو باب الغرفه و اراد أن يخرج دون أن تشعر به حسناء كانت نائمه في الغرفه المجاوره له في هذا الوقت وقد نزل المهدي وخرج من المنزل وذهب وواقف امام چومانا واذ به وجد وجها حزين ولكنها قد ابتسمت له ابتسامه من وراء حزن وبعد أن اقترب منها وبادله تلك الابتسامه ووقف امامها وقال
_چومانا ؟
_ايوه ازيك عامل أي
تعجب من سؤالها وقال
_انا ؟
ثم رد لكونه ليس على مايرام سبب غيابها عنه وقال
_ مش عارف
_مش عارف أي ؟
_مش عارف أي اللي حصلي، لكن سيبك مني طمنيني عليكي أنتِ
وقد بكت چومانا بصوت منخفض وقالت
_انا مش كويسه انا مش كويسه ياحليم
ودمعت عينه وقال
_مالك فيكي أي
_تعبانه اوي، وعندي مشاكل ملهاش اول من اخر ومنعني من الخروج وهيغصبوني على الخطوبه وهيعملوها بعد شهرين، غير انهم حبسيني في البيت واخر مره معرفتش اقابلك وأنا جايا بتأسفلك وبرجعلك الكتاب
ثم قامت باعطائه الكتاب وفاخذه المهدي واثناء بكائه وقال
_كنت حاسس بيكي وبكل كلمه اولتيها
_صحيح؟
_ايوه صحيح، الا بجد أنتِ عرفتي مكاني ازاي
ابتسمت چومانا وبعد أن مسحت دموعها وفقالت له
_حزر فزر
تبسم المهدي وصمت وفكر قليلا ثم قال
_بجد ازاي
_الكتاب مكتوب عليه اسمك الثلاثي روحت الكليه انهارده الصبح وعرفت من الاداره عنوانك
ضحك المهدي وقال
_برافو
ثم شعر بالخوف عليها وقال
_لكن أنتِ هتروحي ازاي والليل ليل كده
ردت چومانا والحزن يملئ وجها وقد كان قولها
_مش عارفه لكن انا مش عايزه اروح
تعجب المهدي وقال
_اومال هتعملي أي ؟
_انا سبت البيت وخرجت من غير ماحد ياخود بالوا وناويه مرجعش البيت تاني
_معقولا الكلام ده مش ممكن
_معنديش حل تاني ومستحيل اسلم نفسي ليهم واعمل حاجه انا مش راضيه عنها
_طيب هتعملي أي دلوقتي
_هنزل على القاهره وهعد هناك في أي لكندا لحد ما ادبر مكان وشغل مناسب
_لا لا مستحيل اللي بتعمليه ده هيضيع مستقبلك
_مأدميش حل تاني وانت لازم تساعدني
_انا رقبتي ليكي لكن انا في ايدي أي اعملوه
_تبقي تسئل عليا
_انا مستحيل اتخلي عنك لكن انا بنصحك انك ترجعي البيت ونفكر بالعقل ونشوف هتعملي أي
_انا خلاص نويا مرجعش البيت تاني
صدقيني انا مش هبقي مطمن عليكي كده
_بالع** كده انا هبقي في امان
_امان أي اللي هتبقي فيه وانتي هتبقي بطولك وعايشك لوحدك وهتبقي مطمع لناس كتير
_متقلقش الواحده الحره محدش يقدر يهوب ناحيتها طول ماهي مبتديش لحد فرصه يتطاول عليها
وظل المهدي يقنعها بان تعود إلى البيت ولكنها اخدت قرار بان لا تعود أبدًا وبعد مرور مده من الحوار المهدي قد قال لها
_طيب لكن انا هشوفك ازاي تاني
_انا هركب قطر الساعه 12هوصل القاهره على 2صباحا هعد في المحطه لحد ما النهار يطلع وهناك اللنكدات كتير، هشوف مكان وهعد فيه يومين تلاته اريح اعصابي وبعدين هدور على شغل واكيد هنتقابل تاني لو لما الدارسه ترجع
_لا انا مستحيل استني ده كله مشوفكيش
_لكن انا هبقي في القاهره وصعب اجيلك
_أنتِ مش هتيجي انا اللي هجيلك
ابتسمت چومانا فرحا وقالت
_صحيح، لكن هيكون مشوار بعيد عليك
_مش مهم، المهم أني اطمن عليكي
_طيب انا همشي بقي علشان الوقت اتاخر ومش عايزه اسببلك أي مشاكل
_لا انا هاجي معاكي اوصلك لحد اطمئن انك ركبتي القطر
ابتسمت چومانا وقالت
_بجد انت اجدع حد قابلته في حياتي
_اديني خمس دقايق هطلع اغير هدومي وانزلك
وذهب المهدي وعمدا إلى غرفته مجددا بغرض تغير ملابسه وقد كان خائفا يتراقب وقد كان حذرا من شعور حسناء بشئ وبعد أن انتهي من تغير ملابسه ونزل لها سريعا ومشيا مع چومانا وعمدوا إلى حيث محطه القطار وبعد أن وصلوا إلى المحطه ودخلوها چومانا نظرت إلى المهدي وقالت
_عن اذنك دقيقه واحده
ثم غادرته وعمدت إلى العسكري الموجود بالمحطه وفاخذت من جواره شنطها الكبيره ثم شكرته وعادت بالشنطه إلى المهدي والمهدي شهد ما حدث وقال لها
_أي ده
_دي شنططي كنت سايبها مع الشويش اصلها تقيله عليا، وكان صعب اروح بيها لحد عندك وارجع بيها تاني المحطه
_انا تعبتك معايه اوي
_ياخبر ده انا اللي تعبتك معايه ويظهر كده شقلبتلك حياتك
المهدي ضحك لها وقال
_للأجمل
چومانا نظرت إليه وتعجبت من رد فعله ثم قالت
_ها ؟
_ايوه شقلبتيها للاجمل
وبعد أن وصلوا إلى مقاعد المحطه وقد جلسوا سويا، چومانا حدثت المهدي فقالت له
_ياخبر انت لازم تمشي دلوقتي مش لازم تقعد القطر لسه فاضلو اربع سعات
_مستحيل امشي واسيبك ولا حتى بعد اربع ساعات
_اومال أي
_انا هقعد معاكي هنا ع المحطه لحد الصبح مش هخليكي تمشي في قطر12
وحاولت چومانا بان تقنعوا أن يعود إلى بيته ولكنه أبي أن يتركها وحيده وظل جالس بجوارها إلى أن ذهبت چومانا في النوم وقد وضعت راسها على كتف المهدي دون ادراكها وظل المهدي ينظر اليها وقد تأمل في وجهها الجميل وقال في خاطره
_يااه بقي معقولا الجمال ده كله يتبهدل كده، الجمال ده لازم يعيش في قصر
ومر الوقت والمهدي قد كان يتامل في جمالها ثم بعد عده ساعات قد اتي القطار الساعه السادسه صباحا والمهدي أيضًا غفلت عيناه وفقاموا سويا على صوت القطار وهو يقترب من المحطه وروح فتحت عينيها ونظرت إلى المهدي وهو مرهق جدا وقالت
_ياخبر، النهار طلع
فقام المهدي ومسك شنططها وقال
_يله مافيش وقت
قامت چومانا معه ومسك يديها وروح نظرت إليه وابتسمت ثم وقف المهدي فجأة ولاحظ أنه مسك يديها دون شعور ثم ابتسم لها وقال لها
_هشوفك تاني امتا
_بعد بكرا كويس
_كويس اوي
ثم اتي القطار واستقر على محطه ووقف وركب المهدي القطر معها إلى أن وضع شنططها فوق السحاره الموجوده بالقطار ثم قام بتوديعها ونزل من القطار وروح جالست بجوار الشباك والمهدي بعد أن نزل من القطر واقترب من چومانا وهي جالسه بجوار الشباك بداخل القطر وهو خارج القطر ونظر في عينيها وقال
_خلي بالك من نفسك
_وانت كمان
_انا في حاجه عاوز اقولهاك بس مش عارف اطلعها
_مش عارف تطلعها ليه بقي
_مش عارف
_قول يله مافيش وقت
ثم بدا القطر يتحرك والمهدي كان يمشي معه ببطئ وروح تردد قولها وكانت تقول له
_قول يله مافيش وقت
والقطر تتزايد سرعته والمهدي يزداد في خطوته وروح ظلت تقول له
_يله ياحليم قول القطر هيفوتك قبل ماتقول
_مش قادر
والقطر تتزايد سرعته والمهدي ظل ممسكا بالشباك ويجري مع القطار وروح قالت له
_يله ياحليم يله بسرعه قول
القطر تتزايد سرعته والمهدي يكأد أن يفارقه القطر ولكنه اخرج ما في قلبه بجمله فقال بصوتا مرتفع
_انا بحبك
ثم فارقه القطر وفارق الرصيف وذهب مسرعا والمهدي بعدها شعر بانشراح الص*ر والسرور الشديد وابتسم
وبعد أن خرجه المهدي من المحطه والسرور فاض على وجه وعاد إلى المنزل ولكن اثناء دخوله المنزل اوجس في نفسه قلقا خشيا بان تري حسناء وتسئله اين كنت ولما خرجت من المنزل ولكنه فتح باب المنزل بترقب حتى دخل المنزل والتفت يمينا ويسارا ثم تحرك بخطوات هادئها إلى أن وصل إلى باب غرفته وفتح الباب ودخل واغلق الباب خلفه واتجه نحو السرير والذي وجد عليه بجماته التي تركها من بضع ساعات وامسك بجاكت البيجامه ولكن في تلك اللحظه دخلت حسناء دون استأذان والغضب يملئ وجها وقالت له
_انت كنت فين ؟
التفت المهدي وهو في فيجعا من القلق وقال
_ماما ؟