ثم اخذت تدعوهم باسمائهم باسماء وقالت
_ياشداد احضر، ياملاح احضر فاحضره جميعا
وبعد أن حضر الذين طلب منهم العون وقام بانتزاع الجن الذي كان على سيد وقيدوه ثم طردوا إلى حيث غرفه مظلمه داخل بيت السيده وقد طلب منهم هذا الجان السماح والخروج ولكنهم ابوا أن يحرره .
وتناولنا قسطا أو غمسه بين الملاعيين واذ بنا نتحقق من هذا المكان ومن يسكنوا وما يحدث بداخله وانما يفعلونه يضر ولا ينفع أبدًا وانما مايفعلون كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث اتي ومن ثم سنعود إلى حيث مركز الباجور من محافظه المنوفيه لنكمل مع المهدي
( الجمره الملتهبه بنيران الحب )
1998م
وبعد أن رجعنا إلى المهدي والذي كان بعرفته ويستعد للمذاكره ولكنه ماازل ينظر إلى كتابه كان سرحان لبضع دقائق ثم تفقد نفسه وعاد ليقرا من الكتاب ويحفظ ولكنه ذهنه غير حاضرا للمذكره وسرح فيما حدث في يومه منذ أن خرج من المنزل ووصل محطه القطر ومروره بعربه الفول ونزولوا المحطه اثناء انطلاق القطر وعندما رأه الفتاه الجميله وماحدث ما مفتش القطر والي اخره حتى وصل الامتحان وعاد إلى منزله وابتسم دون شعور وتذكر مرارا وتكرارا ما حدث معه اليوم ثم قام من مكانه واتجه نحو الرف الموجود بجوار سريره واخذ منه الراديو والشرايط ووضع الراديو امامه على المكتب ولكنه وجد الراديو مليئ بالتراب وقام بتنظيفه وثم قام بوضع احد الشرايط داخل الراديو وقام بتشغيل غنوه المهدي حافظ واخذ يدندن مع الاغنيه واندمج معها اندماج شديد وكان في حاله من السعاده الشديده إلى أن اخذه الاندماج إلى رفع صوته دون شعور وهو يغني مع الراديو وقام من مكانه ورقص وذهب يمينا ويسارا وهو مندمج وفي غايه السعاده إلى أن دخلت حسناء على حين غفله وقد راته وهو يرقص وتعجبت وتبسمت له وكان في يديها كوب اللبن كعادتها، ورائها المهدي وخجل منها وذهب مسرعا إلى الراديو واغلقه ونظر إلى حسناء وقال
_ماما اتفضلي
_انا اعدت اخبط كتير بس انت مسمعتنيش
حسناء اخذت خطواتها إلى المكتب ووضعت كوب اللبن عليه بجوار الراديو والكتاب وتتابع
_أي مالك انهارده حصلك أي
المهدي ابتسم خجلا وذهب وجلس بجوار حسناء وقالت
_مالي أي مانا كويس اهو
_انما أي ده طلعت الراديو بدري اوي مع انك لسه مخلصتش امتحاناتك مش عاويدك دي
_لا عادي حسيت أني زهقان من المذاكره اولت افك نفسي ربع ساعه وبعدين ارجع اذاكر ده هيفرق معايه شويه
حسناء مزحت معه وقالت
_لكن انت حالته انهارده متغيره خالص انت بتحب ياواد ولا أي
وخجل المهدي مجددا وقد اصابه التوتر وقال
_بحب أي ياماما هو انا فاضي للكلام ده
_ياواد طب عيني في عينك كده
وهرب من نظرات حسناء وقام من مكانه وذهب نحو الشباك ونظر إلى السماء وهو كان يقول
_يعني ياماما هو لو في حاجه انا هخبي عليكي
_لا طبعا
وتعجب والتفت إلى حسناء وظل واقف بجوار الشباك واراد أن يستبين أن كانت حسناء تستهزء به ام كانت على صدق تجاهه وقال
_لا طبعا؟
_ايوه انا عارفه أن ابني مش بيخبي عليا حاجه ولو في حاجه هيقولي بس انا حبيت اشا**ك شويه
وهنا قد اطمئن قلبه وذهب إلى حسناء وقبل يديها كالعاده و اراد أن يغير الموضوع وقال
_تسلمي ايدك على اللبن
_بالف هنا
وقامت من مكانها وهمت بان تغادر من الغرفه وتابعت
_يله هسيبك انا بقي علشان معطلكش على مذاكرتك
_اللي تشوفيه ياحبيبتي
_يله عن اذنك
_العفوه اتفضلي
وخرجت حسناء من الغرفه واغلقت الباب خلفها ثم اتجه المهدي نحو الشباك ووقف ونظر إلى النجوم وقال في خاطره
_انهارده بس عرفت اد أي النجوم جميله جدا وحاجه مهمه في حياه العاشقين
ثم شعر بإنه قد بالغ في شعوره و رد على نفسه وقال
_عاشقين ؟ هو انت لحقت ولا حتى عرفت عنها حاجه
ثم رد على نفسه مجددا وكأنه يخاطب شخص اخر وقال
_ايوه بس ضحكتلي وكانت اجمل ضحكه شوفتها من ساعت ماجيت الدنيا
وظل يخاطب نفسه مرارا وتكرارا
_بس مش كفايه وانت متعرفش هتشوفها تاني ولا لا، لا اكيد أن شاء الله هشوفها، لكن فين، انا لسه فاضلي تلت امتحانات اكيد قابلها فيهم أو على الاقل مره واحده ووقتها هاحول اقرب منها حتى لو كانت نتيجه ده مش متوقعه، بسرعه دي ياعبدالحليم متبقاش متسرع اومال، ايوه الفرصه مبتجيش غير مره واحده، وانت ايش عرفك أن دي ممكن تبقي من نصيبك أو حتى توافق عليك أو ترضي تيجي وتعيش معاك هنا في بيت امك، تفتكر، العقل والمنطق بيقوله أن اللي انت بتفكر فيه مجرد وهم
وملهوش صحه، انت تقصد أني مش من حقي احب ولا الشخص ده بالذات هو اللي مش من حقي، الفكره مش في كده الفكره حجات تانيه كتير، زي أي مثلا، الاسباب، ازاي، بمعني أن في حجات كتير بتحصل قبل ما الحب يحصل، عندك حق في اللي بتقوله طب لو الاسباب دي حصلت ؟ يبقي كده خلاص، مش كفايه، في أي تاني، النصيب لو نصيبك مش هتبقي لحد غيرك، عندك حق
وعاد إلى مكتبه ولم شرايط الراديو والراديو ووضع في اماكنهم على الرف وجلس على مكتبه امام كتابه مجددا ولكن خطر على باله أنه لم يري اصدقائه اليوم وقال في باله
_معقوله اصحابي، معقوله نسيتهم ونسيت اقف معاهم بعد الامتحان زي العاده، لكن يله خيرها في غيرها
وبدا في مذاكرته واندمج مع كتابه بكل تركيز إلى أن اذنت العشاء وقام وتوضئ ثم صلاه ودعا الله بالقبول ودعا بما يتمني قلبه وتشتاق روحه كما دعا أن الله يسبب له الاسباب ليقابل الفتاه التي رأها ثم دعا لاصدقائه وبعد أن انتهي من صلاته ودعا وقد عاد مجددا إلى مذاكرته .
ومر يوم تلو الاخر إلى أن اتي اليله التي قبل الامتحان وهو جالس في غرفته وبعد أن انتهي من مذاكرته ولم اغراضه وذهب نحو شباك غرفته واخذ يناجي ربه وبقوله
_يارب اكتبلي القبول والتوفيق في كل خطوه يارب اديني على اد كرمك وارزقني من فضلك، يارب انا معنديش اسباب بس البنت دي شغله بالي جدا يارب اشوفها بكره في القطر يارب يارب
ثم ذهب وتوضئ وصلاه ودعا الله ثم نام ومرت سعات الليل إلى أن دقت الساعه في تمام الخامسه ونص كعادته والموعد الذي يستيقظ فيه وبعد أن قام وصلي الفجر وارتدي ملابسه ونزل من المنزل ولكن اخذ رضا والدته كعادته وقبل يديها وتابع
وبعد أن وصل إلى محطه القطر في تمام الساعه السادسه وخمسون دقيقه وذهب إلى شباك التذاكر و وقطع تذكرته والتي هي قيمتها ٢5قرش وباقيه معه ٩٥ قرشا وقال
_كدا باقي 95قرشا لو شوفت چومانا هديها ال45قرش بتوعها هيبقي معايه 50قرش هيكفوني وزياده
ونظر في ساعته وجدها في تمام السادسه واثنين وخمسون دقيقه وقال في خاطره
_فاضل 8دقايق كويس اوي، انا ممكن ادور على المحطه ممكن الاقيها، لكن ياتري هي من الباجور ولا كانت راكبه من محطه قبلها، الله واعلم وسيظل يبحث عنها ذهابا وعوده على رصيف المحطه ولكنه لم يجدها وماازل على امل أن يجدها في القطر وقد اتي القطر في تمام الساعه السابعه وقد ركب القطر واخذ يبحث في القطر في عربه تلو الاخري عده مرات ولكنه لم يجدها واخذ يبحث مجددا ويبحث ويتفحص وجوه الركاب وينظر إلى هذه والي تلك ويقطع عربه تلو الاخري ولم يجلس إلى أن وصل إلى بنها وهو يبحث ولكنه نزل وهو متغير الوجه ومازال لا يفقد الامل أيضًا ويبحث على المحطه وهو خارج منها ولكن لم يجدها إلى أن وصله إلى الكليه وماازل يبحث في وجوه زملائه ولكنه لم يجدها ودخل امتحانه وامتحان وقد جاوب على الاسئله بشكل جيد وبعد أن انتهي من الامتحان ذهب مسرعا إلى البوابه وظل واقفا بجوار البوابه ويقول في خاطره
_انا لو طلعت ودورت عليها في أي مكان ممكن تمشي من ناحيه غير اللي انا بدور فيها، علشان كده انا هفضل على البوابه وهشوف كل اللي خارج واول ما تخرج هروح واوقفها واكلمها من منطلق اللي انا بديها تمن تذكره القطر وبعدين الكلام هيجيب بعضو
وظل واقفا نص ساعه ولكنها لم تخرج وبعد مرور لحظات اتي صديقه
حسن ويتبعه صديقه عمرو وهم مبتسمين وصافحوا وبعد أن انتهوا من
السلام وسيعاتبه صديقه حسن وقال
_أي ياعم فينك بندور عليك من ساعه الامتحان اللي فات
_معلش انا كمان دورت عليكو ملاقيتكوش
رد عمرو
_بتدور علينا فين بس مانت عارف احنا بنتجمع فين بعد كل امتحان ولما بنتوه من بعض بنتقابل فين
_معلشي ياجماعه الامتحان اللي فات الدنيا كانت متلغبطه معايه شويه
نطق حسن وقال
_احنا قلقنا عليك كتير وقولنا انك مجتش الامتحان وخوفنا عليك وقولنا لو مشوفنكش الامتحان ده هنروحلك على البيت
وظل المهدي واقف امامهم وهو لا يلتفت اليهم ونظر ناحيه البوابه وقظ اجابهم على ما سألوه ولكن كان وباله منشغل وحدثهم
_لا كتر خيركوا ولله انا الحمدلله بخير ومافيش أي حاجه بس حصل لبس كده ومعرفناش نتقابل بس مش اكتر
ولاحظ كلاهما أن صديقهم المهدي يبحث عن شيئ ما حدثه عمرو وقال
_انت مالك بتدور على حاجه
وتعجب المهدي من سؤالهم وثم انتبه لهم وقال
_حاجه عرفت منين، ااه اقصد يعني حاجه أي اللي بدور عليها
رد حسن وقد قال له
_لا اصلك عمال تبص يمين وشمال وعلي الناس اللي خارجه واكنك اول مره تنزل الجامعه عارف بتفكرنا بايه
_بفكرك بي أي
_باول يوم ننزل فيه الجامعه ولما شوفنا الناس والزحمه والكلام ده
وضحك بصوت مرتفع وضحك عمرو أيضًا، اما المهدي لم يلتفت إلى حديثهم ولكنه ضحك على ضحكهم وان لم يدرك ماقالوا،وظلو واقفين ساعه اخري وقد اقتربت الجامعه على النفاذ من الطلاب وظل المهدي ينظر إلى الطلاب الذي يخرجون من البوابه وحسن وعمرو في حاله من التعب والارهاق من الوقوف في الشمس وحسن قال له
_أي يابني مالك لطعنا في الشمس بقالنه اكتر من ساعه ومش عايز تمشي
_معلشي بس اصل في حد بدورعليه
و رد عمرو وقال
_حد مين مش بقولك بتدور على حد اولتلي لا
_لا ده حد كده كنت مستلف منه حاجه وعايز ارجعهالوا
رد حسن
_حد مين ومستلف منه أي
_لا متعرفهوش
عمرو
_طيب انتو متفقين انكو تتقابلوا فين
المهدي سيصيبه التوتر ويقول
_متفقين ؟
ثم اكمل
لا مش متفقين، اقصد اااه متفقين هنتقابل على البوابه بعد الامتحان
عمرو
_طيب ماحنا واقفين اهو بقالنا ساعه وربع ومحدش جه اكيد خرج وانت مشوفتوش
نظر إليه المهدي بدهشه وقال
_خرج ؟ عرفت منين
عمرو يتابع
_يابني ماهو الناس كلها مشيت اكيد خرج يعني
نظر إليه بنظره فاقده فيها الامل بان يلتقي بالفتاه هذا اليوم وقال
_تفتكر
_ايوه
وحسن قد وضع كتابه على راسه من شده حراره الشمس وقال
_طب مش يله بينا بقي علشان انا كده هيجلي ضربه شمس
و رد عمرو ملبيه
_يله بينا
وكلاهما نظره إلى المهدي وقد نطقو في صوت واحد وقالوا
_وانت جاي معانا ولا واقف
وتردد المهدي ولكنه قوله
_لا هاجي هقف اعمل أي يله بينا
وقد ذهباه الثلاثه إلى المحطه ماشيين وعمرو وحسن يمازحون ويضحكون طيله الطريق ولكن المهدي غير منتبه لهم ولم يمزح معهم كغير عادته ولاحظ زملائه عليه تغير عادته وقد وصلوا إلى المحطه وقام عمرو بجمع منهم النقود وذهب إلى شباك التذاكر ليقطع التذاكر وكانت الساعه في تمام الواحده وسته واربعون دقيقه وبعد مرور الوقت وجاء القطر وركب المهدي وعمرو وحسن القطر المتجه نحو منوف وركبا الثلاثه وجلسوا على المقاعد ومازال المهدي منطوي ومزاجوا غير منتظم
وعمرو قد اقترب من اذن حسن وهمس في اذنه وقال
_ده باين عليه مش طبيعي خالص
_عندك حق، دي مش طبيعه المهدي صاحبنا خالص
_تفتكر مجاوبش كويس في الامتحان
_معتقدتش
_ماتيجي نفرفشه
ونظر إليه حسن مازحا وبقوله
_أي ياعبده مالك ياعم
والتفت اليهم المهدي مبتسما وقال
_مالي أي مانا كويس اهو
رد عمرو
_انت حليت كويس في الامتحان؟
_الحمدلله طبعا
عمرو رد مجددا
_مش باين عليك يعني
_لا حليت كويس طمنوني انتو عملتو أي ؟
المهدي بدا بالخروج عن تفكيره قليلا و قد انتبه اليهم وحاول أن يمزح معهم واندمج معهم في الحوار لكي لا يظنوا به ظن خطأ أو شيئ من هذا القبيل إلى أن وصل القطار في محطه البابور والمهدي قد ودع اصدقائه حسن وعمرو ونزل من المحطه وظل حسن وعمرو في القطار ورجع المهدي إلى منزله ومزاجوا غير سوي كغير عادته كان يحب المرح والتفائل والابتسامه دائما كانت مرسومه على وجه ومرت الايام تلو الايام والمهدي ظل خاطب نفسه كثيرا وحسناء قد لاحظت عليه عده مرات انشغال باله المستمر وقله مذاكرته وكثره وقوفه في شباك غرفته ونظراته إلى السماء وقد اتي موعد يوم الامتحان التالي وقد ذهب المهدي متحمسا إلى القطر وباحثا عن تلك الفتاه في عربات القطار ولم يجدها وذهب ليمتحن وعاد مع اصدقائه ومرت الايام وقد اتي الامتحان الذي يلي وظل يبحث طيله الطريق عن تلك الفتاه لم يجدها سواء كان في ذهابه بمفرده أو اثناء عودته مع اصدقائه إلى أن اتي موعد الامتحان الاخير وقد ذهب المهدي إلى القطر وقد ركب ولكن القطر كان مزدحم في هذا اليوم وهو واقفا بين الركاب وباله منشغل بتلك الفتاه ويفكر فيها ويتخيل لو أنها اتت من خلفه وضعت يديها على كتفيه ونظر اليها المهدي ملبيا ومبتسما وكان يظن أن هذا المشهد لن يحدث في واقعه ولكن بعد مرور لحظات وهو مستغرق في التفكير وشعر المهدي فجأة بان احد قد اتي إليه ووضع يدي على كتفيه وابتسم المهدي وظن أن امنيته قد تحققت والتفت ظنا أنها هي وقال اثناء التفاته
_أنتِ؟