شيروفوبيا

الفصل الحادي عشر

وقد هز الاب رأسها، كما انحنو الابناء إلى الابنه تعظيما لها في حب أبيها وبعد أن اقبلت الابنه إلى حيث أبيها وقد قبلت يديه وهمت بان تقبل قدميه ولكن منعها الاب وقام من على كرسيه ووضع التاج بجواره وامسك ابنته من مكنبيه وهو مبتسم وقال

_ليست لكي أن تقبلي قدميا، فانتي ابنتي الباره وخلفيتي في ممكلتي

الابنه شعرت بالتوتر واذ بها تقول

_لماذا انا ياابي، يمكنك أن تتاخذ من احد اخواتي خلفيه لك بدل مني

_لا

وقام الاب بالنظر إلى جميع ابنائه وباشاره بيديه امرهم بالانصراف وقد ادي له التحيه والتعظيم ثم انصرفه وقد تعجبت الابنه وقالت

_لماذا لا ياابي

_أنتِ ابنتي الباره وانتي الذي تسبريني برا لا يبره لي احد من ابنائي

_ولكنك قولت لي لابد على من يخلفك أن يكون ذكر وليست انثي

_نعم وها أنتِ ستجلبي لي الذكر ذاك

_ولكن

مقاطعه من الاب قائلا

_كفي عن هذا الحديث نحو تلك الاستفاهامات، ولكن دعينا أن نري عملنا

_سمعنا وطاعه ياابي

_اريد منك أن تبريني برا عظيما وان تجلبي لي

وسبقت الابنه بالرد على أبيها وقالت

_الخليفه ؟

وحاول الاب أن يصحح من مفهومها ودار حولها وهو يحدثها وقال

_لا اقول الخليفه، لان لا احد يخلفني في عالمي هذا ولكني ساقول الحليف، الحليف الذي بوجوده سيعلو شأني وتكبر سلطتي كما أن ملكي سيغزو الوجود باكمله ويخضع لي كل الملوك المتمردين على سلطاني

نظرت الابنه إلى أبيها ثم نظرت تحت قدميها وقالت وهي ملبيا طاعه أبيها

_سمعنا وطاعه ياابي سمعنا وطاعه

_هي الآن عليكي أن تنصرفي وسنلتقي بعد عده ساعات عند اقصي منتهي ملكي

_سمعنا وطاعه يابي

الابنه قبلت يد أبيها والاب قبل راسها وانحنت له ثم انصرفت ورجع الاب إلى التاج واخذه وضعه على راسه ثم تربع على عرشه مجددا

وبعد أن انصرفت الابنه ومر قسطا من الوقعت إلى أن اتي موعدهم هي معي الآن اركب بساط الريح لنذهب إلى اقصي هذه المملكه التي سيلتقياه الاب بابنته هناك، وبعد أن ركبنا البساط وقد خرجنا من القصر وقطعنا مساحه القصر باكمله وقد وصلنه إلى اقصي الممكله وحدودها واذ بنا على جبل عالي ووجدنا الاب وابنته هناك واقفين في قطع من الظلام الحالك والابنه شعرت بالتوتر والاب كعادته ظهر عليه سمات الهدوء والثقه ونظرت إليه الابنه وقالت

_تحيا ياابي

_تحيي بذكري وملكي وسلطتي

_ماالامر الآن

وشاور الاب باصبعه السبابه إلى نحو مدينه بعيدا جدا اسفل الجبل كما أن تلك المدينه تضئ نورا وكانها حبه من اللؤلؤ ولكن يتسلل منها دخان اسود وقال الاب قاصدا تلك المدينه

_تلك

ونظرت الابنه نحو المدينه ثم نظرت إلى أبيها وقد بلغ العجب تعبيرات وجها وقالت

_ولكن ياابي انك اخبرتنا انهم اقوام ضعفاء واننا اقوي منهم ونحن لسنا بحاجه اليهم

_نعم ولكن نحن بحاجه إلى احد منهم ليكن ملكنا هو الملك المطلق والقائم والذي سنغزو به كل بقاع الارض

_ولكني لدي بعض الاسئله

_كفي عن هذا

_سيتشتت عقلي أن لم املئه فارغته واضع الاجوبه في محلها

_ساخبرك بكل شئ ولكن في حينه

_اريد اجابه واحده فقط من تلك الاجابات الآن

_ماهي

_هل ياابي حقا كما اخبرتنا اننا سندخل النار

_نعم

_سمعنا وطاعه ياابي سمعنا وطاعه

وهنا علمت انا وانت أن لهذه الابنه بعثه إلى تلك المدينه وقد كلفت بهذه البعثه من قبل الاب ولكن الابنه قد بث الخوف في قلبها وبعد أن ركبنا انا وانت بساط الريح وذهبنا من هناك وقد علمنا أن الابنه قد انفطر قلبها من البكاء ورميت في احضان أبيها وطواها الاب بين جناحيه واصرت الابنه على كثره البكاء وقالت

_انا خائفه ياابي

وقد هون عليها الاب وضمها في ص*ره واخذ يمرر يديه على شعرها وقال

_لا تخافي ولا تحزني أني معكِ ولكن اتركك أبدًا، ليس من شأن الملوك وابناء الملوك أن يبكوا ويخافوا خصوصا أن كانت بعثتهم إلى مثل هذه الاقوام

كما اخبرها أنه سيدعمها ولن يتركها للهلاك بين هذا القوم

ولكن لن تنتهي الحكايه بعد

تم القراءه

لم ولن تنتهي الحكايه بعد وقد عودنا الآن إلى غرفتي إلى عالمي المظلم، ولكن يشغلك أمور كثيره تريد أن تعلمها وابرزها كيف لابنه تبر أبيها تدخل النار بسبب برها، جميعا نتناول الحديث عن ميزيا البر وجميعا نتمني أن نحصل عليه ولكن من الصعب أن يكون البر مدخل النار خصوصا إذا كان الاب عادل بين راعيته ويجاهد من اجل سلامه وطنه، أي بر هذا ولكن دعك من هذا واستمع لي جيدا لكي لا تقع في الفخ

وأنا الآن ساخبرك بشئ اصدق من الصراحه ربما المخادع يتسجد في دور الصادق إلى أن تقع فريسته في مصيدا الفئران

وقد تناولنا سوايا هذا النوع من البر في اطار بسيط ولكن سنخوض في عمق الاحداث ولكن كل شيئ في حينه، لم تقفل القضيه بعد سنعود في وقت ما ولكن دعني اسري بك إلى مكان وزمان معلوم لتناول نوع اخر من البر وانت سنحدد سويا هل هذا النوع مدخل النار ام لا وهي بينا اركب معي على بساط الريح لننتقل إلى مركز الباجورمن محافظه المنوفيه في عام الثامنه وتسعون بعد الالف وتسعه مائه

( اقتحام ملعون )

1998م

نحن الآن في مركز الباجور من محافظه المنوفيه في عام 1998و اننا في غرفه شاب في سن الواحد وعشرون والذي هو حاصل على السنه الثالثه من كليه حقوق بنها واقامته في محافظه المنزفيه، مرحبا بك في منزله وغرفته المتواضعه في منزل بسيط المكون من طابقين وهاهو يسكن في الطابق العلوي من المنزل الذي يطل على ترعه عموميه في المركز، والان قد اتي الليل والمهدي جالس على مكتبه الموجود بغرفته البسيطه ويقوم بمذاكره الماده التي سيمتحن فيها غدا وهو الآن جالس ومندمج في مذكرته وسنتعرف سويا على الغرفه انا وانت، هو الآن جالس على مكتبه وبجواره مكتبته الخاصه ثم في الناحيه الاخري موجود بها دولابه الخاص والشماعه التي يعلق عليها ملابسه و سريره وبالجوار كما أنه لديه رف معلق على الحائط عليه بعض متعلقاته مثل مجالاته وصور المهدي وام كلثوم وعبدالوهاب وبعض المطربين الذي يفضل أن يسمعهم كما بالجوار أيضًا راديو صغير وشرايط الراديو، وبعد مرور لحظات وكاد المهدي أن ينتهي من مذاكرته وباب غرفته سيترك وستدخل والدته حسناء مبتسما له وفي يديها كوب من اللبن وقام المهدي من مكانه مستقبلا والدته وقال لها وهو مبتسما

_ماما

_مساء الخير ياحبيبي

وتابع خطواتها إلى أن وصلت إلى المهدي واخذ منها كوب اللبن وقال لها

_مساء الخير عليكي ياحبيبتي

وجلسان سويا

_هعطلك عن مذكراتك

_لا أبدًا انا خلصت

_طب طمني اخبار المذاكره أي

_الحمدلله الامور ميت فل وعشره كله بتساهيل ربنا وفضله

_ونعمه بالله ربنا يوفقك ويكتبك من العليين يارب

_اللهم امين، احلي دعوات بسمعها في حياتي مبسمعهاش الا منك

وابتسمت حسناء وقالت

_اومال يعني هتسمعها من مين انت واد بكاش

_على رأيك هسمعها من مين يعني

_الا قلي صحيح انا لما دخلت عليك من شويه وأنا باخود هدومك اللي هتتغسل وانت بتذاكر لاقيتك سرحان وفضلت سرحان شويه وبعدين رجعت كملت مذاكرتك اقدر اعرف انت كنت سرحان في أي

المهدي قد انشرح ص*ره وقام من مكانه واتجه نحو شباك غرفته واخذ نفس عميق وهو قال

_يااااااه ياامي، حلم كبير نفسي احققه وسرحت فيه شويه بتامل يعني وخدني ناحيه القاهره وجمال القاهره وسكان القاهره اللي بعشقها من كل قلبي

ابتسمت حسناء والمهدي اكمل قائلا

_ياما نفسي اخدك واعيشك هناك في شقه على النيل وافرشهالك من احسن مكان في القاهره وجبلك التلفون ابو سلك والراديو ابو شاشه وننزل نتمشي كل يوم انا وانتي في وسط القاهره ونعدي على قصر النيل وبرج الجزيره وننزل كل يوم نشتري مستلزمتنا من شارع فؤاد

الام ابتسمت له من حلمه الراقي والذي يخلوه من المحارم والطيشان وثم اكمل المهدي وقال

_وده كله كوم واني اطلعك حجه كبيره كوم تاني خالص

وابتسمت حسناء وقالت

_يااه انت خيالك واسع اوي كل ده

وقامت حسناء من مكانها وذهبت بجوار المهدي وهو واقفا بجوار شباك غرفته وتتابعت حديثها وقالت

_شقه على النيل ووسط القاهره وقصر النيل وحجه كبيره يااه ياعبدالحليم، لكن عارف انا كل اللي نفسي فيه أي

رد المهدي بدفعه من الفضول

_أي هو

_أني اشوفك متوظف في مكان كويس واشوفك مع بنت الحلال اللي تساهلك وبعدها اطلع عمره واحط ايدي على الكعبه كده

وغلب عليها البكاء واكملت

_وبعدها مش عايزه حاجه تاني من الدنيا غير أني اموت وربنا راضي عني وأنا مطمنه عليك

وسالت الدموع من عين المهدي ولكنه تمالك اعصابه وضم حسناء في حضنه وقال

_بس بس أنتِ بتعيطي ليه دلوقتي

وابتسما والدموع كانت الدموع على خديه وقال

_وبعدين احنا هنقلبها نكد ولا أي

ورجعت حسناء عن حضنه ومسحت دموعها وابتسمت وقالت

_معلش اصل كل ما اسمع سيره الكعبه عنيا بتدمع قد أي حلم بعيد

المهدي مسح دموعه وقال بكل مالديه من ثقه ووضع يديه على منكبي حسناء وقال

_وحياتك عندي لهحققلك كل اللي بتتمنيه وكل اللي يخطر على بالك وميخطرش على بالك

_ربنا يسعدك يابني وينولك مرادك

ثم تفقدت الوقت وقالت

_صحيح هي الساعه بقيت كام وانت هتقوم الساعه الخامسه ونص

_متقلقيش الساعه لسه مجتش تسعه

_لا يله علشان هتقوم بدري والوقت ميسرققكش

_حاضر انا هكوي هدومي وهصلي ركعتين وبعدين هنام

_يحضرك الخير والقبول كله يارب

ومسك يديها وقبلها وقال

_ويباركلي فيكي

وبعد أن انتهوا من حديثهما، وقد المهدي قبل يد حسناء قبل أن خرجت من غرفته وجلس ويشربا كوب اللبن ثم قام بجمع كتبه ووضعها في اماكنها ثم اخرج من دولابه ملابسه وقام بكويها ثم اخذ الكوب اللبن الفارغ معه وهو خارج ليتوضأ ثم عاد وصلاه ركعتين ودعا ربه بكل ما تمني قلبه من امنيات وبعد أن انتهي من صلاته وجلس قليلا وونظر إلى القمر تامل إلى القمر الساطع وهو جالس على مصليته ثم يتدرع لله وبكلمات وقال بصوتا خافتا

_يارب خلقتني من قبل والم اكن شيئا فلا يعجزك امنياتي وكلماتي التي ادعوك بها منذ ست سنوات انا عارف يارب أن الامنيات صعبه لكن انت

اكبر من كل حاجه وطلاباتي على اد يقيني بك ويقيني بك كبير اوي

وظل يدعو ويدعو وبكي وابتسم في دعائه إلى أن دقت الساعه العاشر وبعدها قام من مكانه ولم مصليته ووضعها على كرسي مكتبه وقام بقفل شباك غرفته وذهب إلى سريره نام وقرا دعاء النوم ثم استغرق في نومه بعد مرور دقائق قليلا جدا ربما تكن ثواني .

ولكن بعد أن نام المهدي وقد عام الهدوء في غرفته بل في القريه باكملها واذ بي اري واسمع اشياء لا يشعر بها المهدي ولا تراها انت عزيزي القارئ، ولكن يمكنني أن اخبرك بقليل منها وبقدر ما يستوعب عقلك وبقدر ما يسمح لك أن تعلم، دعني اخبرك أني رايت مرده وعشيره من الشاطين قد تسللو من نفاذه الغرفه واقتحموا الغرفه ومنهم من يحمل في يديه الحديد ومنهم من بديه النيران ومنهم من بديه الكرابيك والقيود كما اري عشيره منهم تدخل الغرفه وفي يديها طبول وقد نصبوها في الغرفه وقامه الدق عليها واذ اري الشياطين تطوف وتحلق فوق المهدي وهو نائم ومستغرق في نومه فلنقف هنا قليلا ولنذهب إلى حيث مكان ليتبين لن أمور اكتر انت بحاجه لمعرفتها لكي يكتمل لك الامور شيئا فشيئ وهي بنا لنذهب إلى منزل الملاعين في ارض الغرب بعد الجنوب

تم القراءه

( منزل الملاعين في ارض الغرب )

مجهول قريب

ماهو منزل الملاعين ؟ واين هو منزل الملاعين ومن هم الملاعين؟

في مكان قريب، قريب جدا، قريب من كل زمان ومكان وهي بنا إلى حيث بقعه في الارض قريبه ومعاصره لكل الاجيال معاصره وقريبه من كل بلده واهل وعشيره، ذلك المكان هو مأوي لكل ضال ومأكل لكل جائع وشربه هنيئه لكل ظمأن، فيه تبلغ الاماني وتحقق المراد وتحظي بالسعاده المطلقه، فيه تغلب عدوك وتنتصر لنفسك وتسطيع أن تجعل الدنيا تحت قبضه يدك فيه تبث الشكوي وفيه يرجع الحق وفيه تجد جميع اعدائك مكبلين بالحديد والنار وان امرت بجلدهم لسخر لك من يفعل ما تريد، وفيه تجد لك ساترا من المهاجمين وفيه كثيرا مايحبك ويخلص لك و(لكن)

دعنا نقف قليلا عند ذكر كلمه لكن ؟

أي أن لكن هنا تبعث على الاستفهام وماهو الاستفهام هو فهم الشرط وتحقيقه أي لا تحظي بكل سمات هذا المكان الا عند تحقيق الشرط، وتحقيق الشرط ماهو الا الاستجابه والاخلاص لذلك المكان فاذا اخلصت له ولأهله وجدت ما تمنيت وانتصرت على كل من عاديت وكيف تحقق الشرط بأن تهبك نفسك لهذا المكان وتخلص له ولكن دعني أن اخبرك بشئ مهم جدا كما وعدتك سابقا بانني سانبهك بكل شئ

فان وهبت نفسك لهذا المكان سوف تفقد اشياء مقابل ماتجني منه ربما تفقد كل الاشياء المتناقضه مع اخلاصك له، واخلاصك له ماهو الا وجه نظر يمكنك أن تراها صح ويمكنك أن تراها خطا، وهي اشباه برسومات الثري دي المتعدده الاوجه والتي تراها بأوجه مختلفه كلما غيرت موضع رؤيتك له ولكني لن اغصبك على شئ ساترك لك هذا الامر بين يد*ك وهي تعالي معي لنتحرك وهي اركب على بساط الريح لينطلق بينا البساط إلى حيث هذه البقعه ومن حيث خرج بينا البساط إلى صحراء خاليه وقد انطلق البساط بكل ما لديه من طاقه وبأقصي سرعه إلى حيث الجنوب ثم اخذ اتجاه المشرق ثم رجع إلى المغرب واذ انطلقنا إلى عنان السماء واذ وجدنا دوامه قائمه على تسعين درجه وتحلقها اللوان الطيف وقد دخل بينا البساط