الفصل الخامس

2470 Words
دخلت اللعبة رغما عني ، كان علينا قتل بعضنا البعض ، ونعرف أن الناجي سيكون خادما لنظام بنام ، أتعرفون لعبتنا تشبه لعبتكم ، فأنتم تتقاتلون بين معارض ومؤيد لنظام بلادكم ، تتقاتلون وتسبون بعضكم ، والفائز دائما هو النظام. أجريت تحالفا بيني وبين المقاتلين ، وتحدينا نظام بنام ، أطلقوا علينا اسم المتمردين ، وكل من ينضم إلينا يقتل في الحال ، هذا في الحقيقة وارد جدا ، إنما الغريب أن هناك من أهل بنام من يؤيد نظامها ، رغم شدة فقرهم وجوعهم ، كل ذلك من أجل بضع قطع من الخبز ، حتى استفاقوا أخيرا ، حين قتل منهم من قتل على يد نظام بنام واتحدنا سويا. لقد تركت بطولة الفيلم لأنه لن يتحقق الآن ، فالنهاية ربما ليست مستحيلة ، ولكنني أعرف أنها قد تقترب في أي لحظة ، فهل سنراها في الحقيقة يا ترى؟! فجأة اختفى من المكان ، وكأنني كنت أتخيل ، ولكن.. هل هناك دولة تسمى بنام مثلما قال ذلك الفتى؟ وما هي لعبة الجوع؟ إن ما قاله يشبه ما يحدث في دولة أعرفها ، ولكنني لن أخبركم عنها ، لأنكم ربما تعرفونها جيدا. (حكاية سعيد ) يسعدني أن أبوح بما ظل حبيسا داخلي لسنوات وسنوات ، أيها الطبيب ، فكل من كانوا قبلك لم يشغلوا بالهم لما أتينا من الأساس ، ولكن تشغلهم التقارير اللعينة ، الكل يريد أن ينجح في عمله ، وأن نتظاهر بالشفاء لكي يحظى بترقية ويعلو شأنه ، الكثير يخرجون هاربين من العلاج بالصدمات الكهربائية ، لم يستمع أحد لنا ، وكأننا آلات تحتاج للعمل بالطاقة الكهربائية. بعضنا يختلق قصص وهمية فقط للتقارير ، مع ابتسامة راقية ليفرح الجميع بشفاء واهٍ ، ولكن دائما البداية هي مربط الفرس ، وليست النهاية. من يقول أن هناك حكاية واحدة قادتنا للجنون ، بالأحرى يكون هو ذاته شخص مجنون ، لسنا مجانين كما تظنون ، نحن أناس قادتنا حياتنا البائسة ، لهروب العقل من مساره الطبيعي إلى عالم آخر ، حيث أفكار وردية سبحنا داخلها وهنئنا ، حتى تأكدنا أن صراعنا في دنياكم هو الجنون ذاته ، كنا نحارب على دنيا فانية ، أما دنيانا الآن هي الحياة الحقيقية ، كالخيط الرفيع المسمى البرزخ ، إنه الرابط الوحيد بين الدنيا والآخرة. لن أطيل عليكم ولكننا لسنا مجانين ، نحن هاربين ، نحن مرضى نفسيين ، ولكن بالخارج لا يعرفون سوى أننا مجانين ، ينظرون لثيابنا الرثة ولحيتنا النامية بلا تهذيب ، أليس من الجنون أن ننظر للمظاهر دون النظر للباطن؟! كنت ذا مال وعز وجاه ، فتبدل الحال من الهناء للشقاء ، تلك الفتاة التي سرقتني منذ كنت طفلا في المهد ، فتحت أعيني على أعينها ، خطفتني ، أصبحت أسيرها ، تربينا كأخ وأخت ، ولكن المشاعر تنمو وتأخذ مسارها دون أن ندرك أي اتجاه تسلكه ، فيا ليت ماتت قلوبنا قبلما نولد ، ويا ليتنا بلا عيون ، فإن العيون تفتن بهن.3 من منا يحب فتاة ثرثارة تنم على صديقتها التي أخذت منها أحمر شفاه؟ أو الأخرى التي تحسدها لأن أظافرها طويلة أو عيونها كحيلة؟ نحن نحب بأعيننا ، فيسحرنا إما جمال وجوههن أو سحر أجسادهن. كانت عائلتي وعائلتها أقرب الأقربين ، بالمناسبة هي ابنه عمي ، اسمها من اسمي ، أنا سعيد أما هي فقد اختاروا اسما يحمل معنى اسمي ، اسموها هابي ، كنت مسئولا عنها مسئولية تامة ، لم يجرؤ أحد قط من الاقتراب منها ، وأيضا لم أسلم من غيرتها ، تلك الفتاة التي تحدت من في الأرض جميعا كي نكون سويا. حين كبرنا ، خسر أبي كل ما يملك في صفقة دخلها دون إجراء أي دراسة جدوى لها ، كنا نسكن بجوارهم ، بڤيلتنا بمنطقة التجمع الخامس بالقاهرة الجديدة بحكم القربى ، فانتقلنا إلى حي الحسين العتيق ، حياتنا انقلبت رأسا على عقب ، لم أيأس رغم ما كنت أعانيه من اكتئاب ، كنت أقابلها بالجامعة رغم اختلاف كلياتنا ، كما حلمت دخلت كلية الطب ، أما أنا فتحقق حلمي منذ دخولي كلية الحقوق ، لأصبح مستشارا يوما ما ، كانت تعاملني وكأن شيء لم يحدث. قديما كانت كابنتي ، لا أجعلها تدفع شيئا حتى لو كان ثمن علكة ، ولكنها أصبحت تدفع لي وكأني أصبحت وليدها ، لا أنكر أن هذا لم يرق لي ، ولكنني كنت أرى فرحتها حين أمزح وأخبرها بأنها أمي. كنت أزورهم في بيتهم أحيانا ، فلم تختلف مقابلة أهلها ، **ابق عهدهم كنت ابنا لهم كما كنت من قبل ، لم يتغير شيئا أبدا ، حتى انفجرت قلوبنا الوردية شوقا إلى بعضنا البعض ، حينما أنهيت دراستي الجامعية وأصبحت محاميا تحت التدريب ، وانتهى حلمي بأن أصير مستشارا ذات يوم ، فأنا صرت فقيرا من سيتوسط لي! طلبت مني ذات يوم أن أقابل أبويها لأحدثهم بشأن خطوبتنا ، قلت لها سمعا وطاعة ، فمن الآن سنصبح وجهان لعملة واحدة ، الشمس والقمر ، قالت متسائلة: إذا من منا الشمس ومن القمر؟ قلت: أتعلمين أنا أرى أنك الشمس والقمر ، فوجهك قمر منير ، أما الشمس فهي تنبع من قلبك لتحرق من يقترب مني من الفتيات ، ثم لتنير وجهك بعدها ، تنظرين إلي وكأن شمسا أخرى ربما أتت من كوكب بلوتو تحترق يوميا شوقا إليك ، أولم تعلمي كم أحبك؟ حبيبتي لو كنت أستطيع إهدائك السماء لما ترددت أبدا. ابتسمت لي ، ثم احتضنتني كما لم تحتضني من قبل ، همست قائلة: عدني أن تظل معي إلى الأبد. أجبتها قائلا: نحو الخلود حيث لا مكان للظلمة ، ستكونين منبع ضيائي ومص*ر قوتي. اتصل والدي وحدد موعدا مع عائلتها ، كان اللقاء لطيفا في بدايته ،حتى طلبت أن أتزوجها ، وانقلبت الجلسة رأسا على عقب ، لم تشفع لنا القرابة بين الأسرتين ، قام والدها بطردنا شر طردة ، وحكم على ابنته بألا تراني. أصبح لها سائق خاص ، يذهب معها أينما تحركت وكأنه ظل لها ، حتى أوهمت أباها أنها لا تأبه لي ولا لطردي ، وأصبحت تراسلني على هاتفي وأبادلها الرسائل ، اكتشف أباها ذلك فقام بضربها وتعذيبها ، وكأنها ليست ابنته. عبر المجرات تجالس الملائكة ؟وروحي مكثت في الأرض لتجالس المجرمين وأراذل الناس؟! حقيقة لا أعلم. (حكاية بلال ) ‏ أهلًا بكم ، لقد سمعت منك مالم يسمعه أحد من قبل ، ولكني وددت بأن أكون آخر المتحدثين فأنا القاتل أنا المظفر دائما ، أنا الذراع الأيمن للخالد على هذه الأرض ، حقا فهو يشبه عزازيل كثيرا ، لا أعرف هل هو شيطان من ضمن الشياطين ، أم أنه بشري طغت صفاته الشيطانية على صفاته الملائكية.. فمن قبض روح الأرض كان ملاكا ، ولكن الأراض قديما شربت دماء الشياطين ، ونحن البشر مزيج من الطين والنور والنار ، مطعمة بقبس من روح الإله. لا تفغروا أفواهكم ، وسأدعكم تلقبونني بالمجنون ، فأنا الذي انقلبت على ولي نعمتي حتى جننت وقبعت هنا مع المجانين ، وكأني واحد منهم ، الآن أبوح بذنبي لعلي أتوب ، أو أعود للخلف سنوات عدة حتى أرجع طفلا ، فأحاول إصلاح ما قد أفسدته ببيتي. كنت قديما أدعى بلالا ، الشاب الذي ذاق الذل من القريب قبل البعيد ، مثل البعض منكم ، حياتي انقلبت بعدما عرفت الحقيقة ، فمن يصدق طفلا رأى أمه وأبيه على مضجعهم بصحبة رجل وامرأة آخرين؟ تلك ظاهرة منتشرة ، قد لا يعلم عنها الكثيرين منكم ، وتسمى بالتبادل ، لا سيما أن هناك أعمال مشينة أكثر من ذلك ، كم****ة الأخوات والآباء والأمهات فيما بينهم ، لا تفزعوا ، لا أنتظر منكم التصديق أيها الحمقى ، لا عليكم ، سأكمل لكم حين رأيتهم ظللت مثلكم ، فاغرا فاهي أنظر لهم مشدوها بما أرى ، العجيب أنهم تفاجئوا بوجودي ، ولكن لم يغضبوا ، ولم أشعر بأي شيء بعدها ، أدخلوني لأرى! أرى المزيد من الفجور وربما الدياثة ، فالد**ث حتى لا يشم ريح الجنة ، جعلوني أنظر وكأني واحد منهم ، كنت في الرابعة عشرة وقتها ، كما تخيلتم كنت قد أتممت سن البلوغ ، كنت بالغا لأشعر بالإثارة مما أرى ، ولكن أثار على من! أمي؟! رأيت الفرحة في أعينهم وهي تطالعاني من أسفل إلى أعلى ، **روا شوكتي حين أدخلوني إلى عالمهم القذر ، مجرد إثارتي جعلتني أخطو أولى خطواتي إلى الجحيم ، حيث ابتعدت عني الجنة كابتعاد الشمس عن كوكب بلوتو. انتهت الليلة ، وطالت الليالي وهم منغرسون في الضلال ، ففي النهار يظل أبي الرجل الصارم ، صاحب الكلمة الذي يبجله الكثيرين ويحسبون له ألف حساب ، وبالليل يتحول صاحب الكلمة إلى الكهنة المازوشية ، نعم لقد سمعتموها جيدا ، أبي كان شاذا بكل ما تحمله الكلمة من معاني ، من المازوشية للس***ة للنكروفيليا للواط ، آآه يا قلبي لا تحزن! لقد كان يحمل جميع أنواع الشذوذ بين جنبات جسده ، لقد كان باحثا عن المتعة ، لا أظن أنه يحمل في هرموناته مرض عضوي ، فلقد كان مخبولا ، كان يستمتع بضرب أمي له ، تلك السيدة الرقيقة كما كنت أعتقد ، أصبحت على يده امرأة س***ة ، تستمتع بضربها إياه ، بل كانت تضربني معه وكأنني مشترك في حلبة المصارعة ، ولكنني كنت في معظم الأحيان أكتفي بالمشاهدة ، لا أقترب ولا أبتعد ، راغبا في متعة حيوانية من إناث أقل ما يقال عنهن أنهن ح*****ت بشرية ، أليس المنحدرين من آدم نشئوا من امتزاج حيوان منوي ببويضة؟ كانوا ح*****ت لم تتشكل بعد لبشر. كبرت وفطنت بأنهم ملعونون ، وأني أشاركهم تلك ا****ة ، قررت أن أثور ، خفت من الانغماس معهم رغم علمي بأني أحمل لعنتهم ، قررت الخلاص من نفسي وتخليص البشر منهم ، قررت حرق أجسادنا النجسة المفعمة بروح عزازيل ، ولكن شاء القدر ألا أموت ، وبفضل جار لنا يدعى ميشيل رافع طبيب نفسي ، **ر باب الشقة حين اشتعلت ، تركهم يستغيثون وأخذني إلى بيته وأنا أختنق ، ثم طلب المطافئ بعدما تأكد من تفحمهم. لم أكن أعلم لماذا أنقذني ولماذا تركهم ، ولكنه فاجأني يوما حين أخبرني بحقيقة مرضهم ، كانت كلماته تخبرني بأنه مريض مرضا ما ، ربما معقد أو مكتئب حقيقة لا أعلم ، ولكن كلماته دائما كانت تحمل جملة أحفظها عن ظهر قلب؛ لا بد للوباء أن يقتلع من جذوره ، لا بد وأن تنتهي تلك المهازل ، إلى متى سيظل هؤلاء الموبوئين في كوكبنا ، حتى يصاب الآخرون مثلهم؟! - سألته عن قوم لوط وعما كانوا يفعلون ، لماذا لم يعالجهم الله؟ نحن الآن مجبرين على التعايش مع ما يسمى المثليين ، لماذا لم يعالجهم الله بدلا من أن يهلكهم؟ - فقال أن قوم لوط كانوا كالوباء ، والوباء علاجه الحرق حتى لا ينتشر ، أول من فعل تلك الفعلة من قوم لوط كان رجلا يريد أن يمسك بذلة على جار له ، فاعتدى عليه جنسيا ، وأعجبه الأمر فأخبر به صديقا له ، بعدها انتشر الخبر بمدينتهما ، فاستلذوا تلك الفعلة الجديدة ، حتى أنها أصبحت عندهم كالأكل والشرب ، باتا يفعلونها في الشارع ، وفي بيوت الندوة ، بل أصبحوا يخرجون خارج حدود مدينتهم في غارات على مدن أخرى ، ليغتصبوا الباقين من المدن المجاورة ، أي فساد وغفلة كانوا بها ، لقد كان يجب إحراقهم عن بكرة أبيهم ، وفعلا هذا ما كانوا يستحقونه. - سألته ذات يوم لما تكرههم إلى هذا الحد؟ ضحك ضحكا هيستيريا ، ثم أدخلني غرفة خشبية ، لم تكن ظاهرة من الخارج ، أظن أنها غرفة سرية ، كانت أرضيتها تؤدي إلى سرداب ، أدخلني ذلك السرداب فوجدتني داخل غرفة ، حجمها كحجم شقة مثل شقتنا ، ولكن ارتفاعها لم يتعدَ المترين ، ذهلت من الإضاءة المختلفة فقد كانت كمتحف أوروبي ، حيث وجدت تماثيل في البداية ظننت أنها بشرية ، ولكنها لم تكن كذلك. الملمس كان بشريا ، وكنت أظنه برع في نحته ، حتى أخبرني فيما بعد أن ظني الأول صحيح. - حين سألته لما لا يعرضها على الملأ ليجني الآلاف من فنه؟ - فأجابني أنها أجساد حقيقية محنطة بالطريقة الفرعونية. - سألته كيف فعلت ذلك؟ فحسب علمي لا أحد من العلماء حتى الآن استطاع أن يكتشف فن التحنيط الفرعوني. ابتعد عني ثم اقترب من إحدى المكتبات التي بالغرفة ، وأخرج مخطوطات صفراء يبدو أنها قديمة ، وريقاتها كانت مصفرة وسميكة أكثر مما ينبغي ، نظر إليها ثم إلي ، ثم همس قائلا: لم أكن أتوقع يوما أن أعرف سر التحنيط الفرعوني ، ولكن ذات يوم كنت أملك بيتا في الأقصر ، كنت لا أنام بالأيام في ذلك البيت ، ولا أشعر بحاجتي للنوم ، وحين أخرج منه أقع أرضا ، وحينما يعيدونني إلى بيتي مرة أخرى أستفيق في ثوان ، وكأن شيئا لم يكن. علم الشيخ عبد العظيم الهلالي ما يحدث ، وذات يوم وجدت من يطرق باب البيت ، كانت هناك أصوات تحذرني من فتح الباب ، فتحت الباب رغما عني ، وكأن قوى أخرى أجبرتني على فتحه ، رأيت نورا يقتحم قلبي حتى أغشي علي. كان أول يوم أنام فيه في هذا البيت ، حين أفقت وجدته يجلس بجانبي ومعه برديات فرعونية ، تعد كنزا أو ربما أعظم اكتشاف في العصر الحديث ، منها تلك الوريقة سر تحنيط ملوك وأنصاف آلهة الفراعنة ، كما كانوا يظنون ، سألته عن قله نومي. فقال أن من يسكن ذلك البيت كان عليه ألا ينام لسببين؛ أولهما حتى يفكر كثيرا فيستخرج الكنز ، الثاني أن يظل قلبه يعمل ، وذلك ليثبت للحراس بأن المحنطين جميعهم لا زالوا أحياء ، وليخبرونا بأنهم عائدون يوما ما ، أخذت كنزي ومن وقتها وأنا هنا ، حملت رسالة التخلص من البشر العائمين في الأمراض التي لا علاج لها ، أباك وامك كانا شديدي المرض ، فتركتك لتحرقهما مثلما تمنيت أنت. وجئت بك لأنك لم يمسسك مرض ، قوم لوط حين استمروا في طغيانهم أبادهم القدير جميعا ، ثم أردف قائلا: أتعرف كيف أحنط الموتى؟ - أجبته بلا. - فأخبرني بأنه يستخرج كل أعضاء الموتى قبل موتهم ، أي حين يحتضرون ، ثم يضع البعض بالثلاجة ، أما الباقي فيكون هناك مرضى ولكن بأمراض عضوية ، يجدد لهم أجسادهم بأعضاء هؤلاء. - سألته أليست تلك بجريمة؟ - أخبرني بأنهم من الأساس كانوا يحييون كالأموات ، ثم أخبرني عن حلم رجل يدعى هتلر ، كنت قد سمعت عنه ولكنني لم أتعمق بقصته. هتلر كان يريد أن يحكم العالم ، وذلك الحلم أتاه بعدما أقنعه أحد الصحفيين بنظرية تسمى "ما تحت البشر" هذه النظرية أتاحت له تقسيم العالم؛ النازيين والأوروبيين هم فوق البشر ، أما فئة تحت البشر فتجمع الأفارقة ، بما فيها نحن أصحاب البشرة الخمرية والمثليين جنسيا ، ومصابي متلازمة داون. كرهت هتلر بيني وبين نفسي ، أظن أنه شعر بذلك ، فابتسم لي وقال: سنتابع خطته ، ولكن على المثليين فقط ، هم وباء لابد من تطهيره ، لقد تم تطهيره منذ آلاف السنين ، ولكنهم عادوا من جديد. أصبحت الطعم الذي يجلب المرضى ، بعدما وضع جثة تشبهني في موقع جثث أبي وأمي ، لتتوهم الشرطة بأني لم أنجُ معهما في حادث حريق المنزل ، ذات يوم قابلت أحد المثليين ، وكان تعارفنا على أحد مواقع التواصل الاجتماعي ، كنت مترددا هل يفعلها معي أم لا؟ أدخلته شقتي ، كان مترددا. - سألته: ما بك؟ ألم تفعل ذلك من قبل؟ - قال: لا ، ثم نظر إلي نظرة مطولة واستطرد قائلا: حين فعلتها قديما كان رغما عني ، لقد اغتصبني شخصا ما ، أحب أن يقول شيئا ثم صمت قليلا ناظرا إلى الفراغ.. وأكمل لن يهمك أن تعرف قصتي ، ولكن لابد أن تعرف أنني في صراع نفسي منذ سنوات ، لا أعرف لماذا اليوم بالتحديد ضعفت حواسي ، وقررت خوض تلك الرذ*لة ، تبا دعني وشأني فلن أفعلها ثانية. فجأة دخل الرجل ومعه سكينا يريد قتله مثلما يفعل ، فوقفت أمامه محاولا حماية الفتى ، ضرب ضربته فانغرست في عنقي ، قالها بلال ولم يكمل كلامه ، يبدو أنه لن يستطيع أن يقص باقي حكايته ، كان الجميع ينظر إلى بلال مصدوما ، حتى أنا لم أكن أتوقع أن حكايته مأساوية إلى هذا الحد.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD