الفصل السادس عشر

1987 Words
و رد المهدي ملاحقه لحديثها بسرعه استجابه وبقوله _أي هي _احنا ممكن نحدد يوم سوا ونيجي نشوف نتيجه الامتحانات _صدقي فاكره جهنميه مخطرتش على بالي خالص _أي رأيك _تسلم دماغك وتفكيرك طبعا وصمت للحظه واكمل كلامه وقال _هنتقابل امتا _ممكن نستني كمان اسبوع أو 10ايام وتحدث بينه وبين نفسه وكان مستبعد التوقيت وقال _يااه لسه هستني اسبوع أو 10تيام ثم انتبه اليها وقال _خلاص اتفقنا خلينا في المضمون ونيجي بعد اسبوع وضحكت چومانا بصوت منخفض والمهدي أيضًا ضحك وتابع _خلاص يبقي نتقابل في القطر ده وهو جاي من منوف _هو هيبقي اصعب عليا لكن معنديش مشكله _لو كده انا ممكن اجي واركب القطر بتاعك _لا هيكون اصعب عليك خليني انا اجي واركب القطر ده واللي هيعدي على محطتك چومانا تفقدت أنها لم تعلم محطته وقال _الا صحيح انت محطتك فين _انا من مركز الباجور _يعني المحطه إلى بعد اللي جايا مش كده _هو كده _خلاص عد 7تيام من انهارده ونتقابل في القطر اللي بيفوت على محطتك الساعه 9كويس كده _كويس اوي، يعني انهارده 1في الشهر هنتقابل يوم 8مش كده _مظبوط ومرت محطه تلو الاخري والمهدي كان يعد الثواني واللحظات السعيده والتي كان لا يريدها أن تنتهي أبدًا، إلى أن أتت محطته وقام بتوديع چومانا وغادر القطار وغادرالمحطه أيضًا وقد كان مبتسما فارحا وعاد إلى منزله ودخل على والدته وكانت جالسه على الطرابيزه في الصاله وكانت تقوم بتحضير الخضار التي ستطبخه وذهب اليها المهدي وهو يغني غنوه المهدي حافظ ويقول بصوت مرتفع وهو مبتسم ومقبل على حسناء وقال _وميل وحدف منديله وكاتب على طرفه اجيله وامانه يادنيا امانه وكرر وقبل يد حسناء وراسها وكرر الاغنيه وحسناء نظرت إليه وهي متعجبا قد ابتسمت له وقالت _طيب يابني قول سلام عليكو و رد عليها مزحا _وعليكو السلام _لا انت كمان بالك رايق ودمك خفيف، ربنا يروق بالك دايما _ويخليكي ليا يارب وجلس بجوارها على كرسي وحسناء قالت له _عملت أي في الامتحان _أنتِ شايفه أي _اللي انا شايفاه ملهوش دعوه بالامتحان دي مش فرحه حد راجع مبسوط وجاوب كويس _اومال دي فرحه أي _دي فرحه واحد فرحو بعد بكره وضحك بصوت مرتقع وحسناء تابعت _اومال انت فاكر أي ياواد انت، انت حالك مش عاجبني بقاله فتره _لا اطمني ياست الكل انا مش فرحي بعد بكره ولا حاجه وقام من مكانه وهو عمدا إلى غرفه نومه واخذ يكرر اغنيه المهدي مجددا إلى أن دخل غرفته واغلق الباب خلفه، ومرت اللحظات والدقائق والسعات وبعد مرور عده ايام وقف المهدي في شباك غرفته ونظر إلى القمر الذي كان ساطعا كاملا وتأمل فيه وقال في خاطره _ياتري بتعملي أي دلوقتي ياروح، ياتري بتبصي على القمر زيي ولا لا، وياتري بتضحكي دلوقتي ولا نايمه ولا صاحيه ولا بتاكل ولا بتشربي ولا بتعملي أي، وياتري لما بتخرجي من البيت بتروحي فين وعند مين وياتري اهلك حلوين زيك كده وكويسين وذهب إلى الراديو الموجود على مكتبه وقام بتشغيل الاغاني ودندن ثم اترتفع صوته معها وبعد مرور لحظات دخلت عليه حسناء وفي يدها كوب اللبن والمهدي بمجرد أن راه حسناء عمدا يديه إلى الراديو واطفاه ثم نظر إلى حسناء وابتسم ولكنه لم يقوم ليسيقبلها كعادته والي أن اتت حسناء إليه وقامت بوضع الكوب على المكتب وجلست بجواره وتاملت في وجه وابتسمت وقالت _مالك ياعبده _مالي أي ياماما منا كويس _مبقيتش تقلي كلام حلو زي زمان ليه وابتسم المهدي وقام وقبل راس حسناء وجلس مكانه مجددا وقال _ياسلام وادي دماغك ياست الكل وهو انا ليا بركه الا أنتِ _اتغيرت اوي ياعبده _اتغيرت ازاي _من ضمن الحجات اللي اتغيرت انك مبقيتش تقوم وتستقبلني وأنا داخله عليك الاوضه وابتسم المهدي يعبأ بقول حسناء أو لا يريد أن يعبأ بقول امه ولكنه قال _مقدرتش اتغير معاكي بس أنتِ محبكه الموضوع شويتين _انت شايف أني انا اللي محبكه الموضوع، عموما انت حر وعارف مصلحتك فين ثم تركته حسناء وغادرت الغرفه وكان غير مبسوطه وابتسم المهدي من هذا رد الفعل وقام من مكانه ونظر إلى القمر واخذه التأمل فيه ومر يوم تلو الاخر إلى أن أتي اليوم الذي يلي كان موعده مع مقابله چومانا غدا في القطار ولكنه قد فعل طقوسه التي قبل النوم توضأ وصلي ودعا ولكن ليس بكثره مثل الماضي واخذ ينظر إلى القمر والنجوم وكان يحدثهم اكثر من الدعاء، ونام على سريره وتقلب يمينا ويسارا ولكن كان لم ياتيه النوم أبدًا واخذه التفكير في چومانا وكيف سياقبلها غدا وكيف سيحادثها وما سيقوله لها وكيف يرها مره اخري مجددا وكل هذا الاسئله تدور في باله واخذ يفكر ويفكر في كل لحظه كان معها فيها وكل كلمها قد قالها لها وقالتها له وفكر مرارا وتكرارا وتقلب يمينا ويسارا وظل تفكيره قائما وظل مستيقظا إلى أن اتت الساعه سابعه ونص صاحبا وقد غلب عليها الارهاق ولكنه قام من على سريره واعد نفسه للنزول، وخرج من منزله حتى اتجه إلى المحطه وبعد أن قطع تذكرته وواقف منتظر القطار والقطار قد اتي إلى المحطه والمهدي واقف على الرصيف منتظر وقوف واستقرار القطار ليكي يركب وكان متحمسا لرؤيه چومانا ومشتاق جدا ولكنه خطر في باله شئ حدث نفسه اثناء مرور العربات القطار من امامه واخذ القول _ياتري هي في انهي عربيه، نسينا نحدد هنتقابل في انهي عربيه، لكن ملحوقه أن هركب في اخر عربيه وهدور في عربيه عربيه لحد ما الاقيها أن شاء الله وقد توقف القطر وركب المهدي في اخر عربه من القطر وظل ينظر يمينا ويسار وبحث عن چومانا ونظر في وجوه الركاب حتى انتهي من العربه الاولي والثانيه وقد دخل على العربه الثالثه وقد وجدها في اول كرسي كاول مره كانت جالسه فيها، وتزايدت دقات قلبه من السعاده وقد ابطئت خطوته وفكر كيف يقول لها في بدايه المقابله وكيف يخاطبها وخاطب نفسه بقوله _زي اول مره اتقابلنا فيها قاعده في نفس المكان وباصه من الشباك حتى وصل اليها وقال وهو مبتسما _صباح الخير وقد التفت إليه چومانا ابتسمت ابتسامه خفيفه وقالت _المهدي اتفضل اقعد وانشرح ص*ره وجلس بجوارها وقال _متشكر اوي ولكن چومانا تفقدت المحطه وقالت _هو انت مش اولتلي هتركب من الباجور انت ازاي ركبت الا صحيح احنا في محطه أي والتفت نحو الشباك وحاولت أن تتعرف على موقعها ولكن المهدي ابتسم لها وقال _انا فعلا ركبت من الباجور انما أنتِ مختيش بالك من المحطه _صحيح ركبت من الباجور انا مختش بالي خالص معلش اصل سرحت شويه وكمان منمتش من امبارح _بجد منمتيش من امبارح زيي بظبط _انت كمان _ايوه _طيب انا نمتش علشان عندي مشكله انما انت منمتش ليه المهدي دفعه الفضول وقال _مشكله أي خير ثم تغير لون وجه چومانا وظهر عليها الضيق تدريجا ولم تجيبه ونظرت من الشباك ولكن المهدي كان يراقب مايحدث وقد ازداد فضوله وقلقه وقال _مرديتش ليه مالك أنتِ كويسه ؟ چومانا نظرت اليها نظره اسف وهزت رأسها يمينا ويسارا نافيا، المهدي تغيرت تعبيرات وجه السعيده إلى قلق وتوتر على چومانا وقال _مالك ؟ _مافيش شويه مشاكل كده وحيروحوا لحالهم، على فكره انا مكنتش هاجي بس انا وعدتك اننا هنتقابل، لكن انا مش هقدر اكمل الطريق ولازم ارجع البيت المهدي تزايدت ضربات قلبه وقد شحب وجه واتسعت عيناه وقال _انا مش فاهم أي اللي بيحصل ومش فاهم أنتِ فيكي أي _حقيقي انا مش هقدر اكمل ولازم انزل المحطه اللي جايا وقد قامت چومانا من مكانها وفي يديها شنططها وهمت بان تتجه نحو الباب ولكن المهدي وقف امامها وقال _چومانا انا لازم افهم أنتِ فيكي أي ومش هينفع اسيبك تمشي غير لما اعرف أي مشكلتك چومانا نظرت حولها و رأت عده اشخاص من القطار ينظرون اليهم وقد بث الاستحياء في نفسها ونظرت في الارض والمهدي قد راه رد فعلها وفهم ماجري ونظر إلى چومانا وقال _طيب يله بينا هننزل سوا المحطه اللي جايا وعمدوا إلى باب القطار إلى أن وصل بهم القطار إلى احدي المحطات ووقف، ونزلوا من القطار، چومانا تحركت عده خطوات وخلفها المهدي إلى أن وصلت في مكان ظل وقفت وقف امامها المهدي ودفعه الفضول والقلق من ابهام الامر وقال _مالك ياروح فيكي أي ؟ _معليش شويه مشاكل مافيش داعي اعكنن عليك _وأنا بقولك لازم افهم في أي _انت ملكش ذنب تشيل هم مش همك ولا ذنب مش ذنبك ارجوك انا ليا عندك طلب ولو عملتو هتبقي ريحتني رد المهدي بفضول شديد دون تردد بقوله _اعتبريني نفذته _ابعد عني وهنا المهدي كان يشعر بان رصاصه قد اصابت قلبه وارتخت اعصابه وصمت قليلا ورد بعد لحظات وبقوله _مستحيل چومانا نظرت إليه في تعجب وقالت _هو أي اللي مستحيل بظبط _مستحيل اللي أنتِ بتقوليه ده، انا لازم اقف جانبك لحد ماتحلي مشاكل وبعدين اللي أنتِ عايزاه انا هعملهولك لو هيريحك _لكن و رد عليها المهدي وقاطعها بقوله _ملكنش انا مش همشي ولا هسيبك تمشي غير لما اعرف أي الحكايه چومانا نظرت إليه وقد كانت على وشق أن تخبره بما يتعاني وتعبئ ولكن التردد كان يمنعها ولكنها قالت له بشيئا من الاستسلام _انت مسر يعني _اه مسر ومش هينفع تمشي الا لما اعرف _انا هقولك باختصار شديد، كل الحكايه اننا متعرفناش على بعض كويس ونسيت اقولك أني يتما الاب والام وعايشه مع عمي واسرته بقالي 5سنين، امي توفت وأنا لسه في ابتدائي ووالدي توفاه من 5سنين ومن ساعتها وأنا عايشه مع عمي ولكن عمي عاوز يجبرني على حجات انا مش عايزها و رد المهدي سريعا وقال _أي هي الحجات دي ؟ _عمي عنده ابنه الكبير اكبر مني بتلت سنين، من واحنا صغيرين كان متفق مع بابا انهم هيجوزنا لبعض لكن انا مش عايزاه، خصوصا أن بابا قبل ما يموت قلي أنه اختارهولي من وأنا صغيره ولكن قلي أني ليا حريه الاختيار لو حبيت وهز راسه فاهما وقولها ثم قال لها _انا كده فهمت الحكايه، يعني عمك عاوز يجوزك لابنه غصب عنك _دي مجمل الموضوع، لكن في تفاصيل تانيه كتيره وكبيره انت متعرفهاش وأنا من ساعت ماسبتك اخر مره وأنا مضحكتش ودايما قاعده في اوضتي مبكلمش حد مباكولش مع حد مبخطلتش بحد، انا مليش حد في الدنيا يحميني مليش حد يجبلي حقي مليش حد ينصرني وها هنا في هذه اللحظه ياعزيزي كنا نشاهد چومانا والمهدي وكانت چومانا تبكي بكاء بصوت منخفض ونظرت تحت قدميها وانفطر قلبها من البكاء ’ والمهدي ونظر اليها وسالت الدموع على خديه وتمني لو يضمها في ص*ره ويمسح بيديه على شعرها ليهون عليها مصائبها ولكنه عاجز عن فعل ذلك ولكن البكاء قد غلب عليه بشده ولكن كان يبكي بصوتا مكتوم إلى أن رفعت چومانا راسها ووجدت المهدي يبكي على بكائها إلى أن ابتل وجه من كثره الدموع و بعد أن رأت منه هذا البكاء استوقفت بكائها وهدئت روايدا روايدا وبعد أن وقفت عن البكاء نظر اليها المهدي وقد هدا أيضًا، وروح قد قالت له _انت بتعيط سامحني _أنتِ اللي سامحيني وخرج من جيبه منديل وقام بمسح دموع چومانا بمنديله وروح ظلت واقفا وكانت تنظر إليه وهي في حاله من الصمت والسكينه وبعد أن انتهي من مسح دموعها وقد هدئا البكاء بينهم قفالت له چومانا _مش عارفه اقولك انا اسفه ولا متشكره _أنتِ متقوليش أي حاجه خالص، احنا دلوقتي لازم نفكر هنعمل أي _في الحقيقي انا مش عارفه هتصرف ازاي المهدي فكر للحظه وهو وضع يديه على راسه ويفرك بشعره ثم قال لها _اسمعي، أنتِ لازم تشتكي عمك لحد يكون بيعملوا حساب، يعني لو عندك خال أو عم اكبر منه أو أي حد في العيله أن مكنش فيه شوفي شيخ البلد اللي انتو فيها لازم لازم متستسلميش _للاسف مليش اعمام غيره، هو عمي الوحيد وقرايب والدتي معرفش عنهم أي حاجه، ولو روحت لحد من البلد اكيد هجيب العار ليا وليهم وبكده هيصمم اكتر على اللي في دماغه المهدي فكر في حديثها وقال _فعلا عندك أي، لكن أنتِ مش لازم تستسلمي أبدًا وثم فكر مجددا وقال _طيب عرفيني تفاصيل اكتر علشان اقدر اوسع دايره تفكيري چومانا ابتسمت من اهتمامه ولم ترد عليه ولكن المهدي قال _أنتِ بتضحكي ليه ؟ _انا بجد متشكره اوي، انت بجد حد محترم وطيب يعني واقف معايه وبتفكر معايه وخليتك تعيط معايه بجد مش عارفها اقولك أي المهدي قد احمر وجه وقال _متقوليش حاجه انا لازم اساعدك تتخلصي من المشكله دي چومانا تفقدت الوقت وقالت _لكن انا لازم اروح مش هينفع اتاخر على البيت هما ميعرفوش أني خرجت اصلا المهدي تتزايد ضربات قلبه و زاد توتره وقال في خاطره _لو مشيت دلوقتي يبقي اكيد عمري ماهقابلها تاني ثم نظر اليها وقال _لكن انا هشوفك تاني ازاي _مش عارفه _مستحيل اسيبك ومعرفش اشوفك تاني قبل ما تحلي المشكله دي لازم نحلها سوا وده وعد مني چومانا ابتسمت وقالت _اسمع انا ممكن اكلمك بالتلفون _لكن انا معنديش تلفون _صحيح _طب انا ممكن ابعتلك تلغراف وفكر المهدي وكان يقول لها _تلغراف، لكن تضمني منين أني انا اللي استلم التلغراف چومانا لم تفهم ماذا يقصد ولكنها قالت له _يعني أي مش فاهمه _يعني اكيد امي هي اللي هتستلم التلغراف ولو هي اللي استلمته هتبقي كارثه وفكروه الاثنين سويا وروح بعد مرور لحظات قالت له _طيب انا هقابلك ازاي
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD