ولكن بعد أن التفت وجد صديقه حسن مبتسا له و رد على قوله وقال
_أنتِ ؟
وتعجب المهدي ثم قال
_حسن ازيك عامل أي، أي المفاجاه الحلوه دي
_لا دانت حكايتك حكايه ودلوقتي انا فهمت انت متغير بقالك فتره ليه
_حسن متفهمنيش غلط
_ياجدع متخلنيش افهمك انت غلط
_صدقني
ولكن رد عليه مقطعا كلامه بقوله
_بس بس بس انا فهمت الحكايه خلاص لينا كلام مع بعض بعدين
_اومال فين عمرو
_علشان كده بقولك لينا كلام مع بعض بعدين، عمرو قاعد في اخر العربيه تعالي نرحله دلوقتي ونتكلم انا وانت بعد الامتحان
وذهب إلى عمرو وقد قام احد الركاب واحد تلو الاخر وقد جلس حسن والمهدي إلى أن اتت محطه بنها ونزلوا من القطار وذهبوا إلى الجامعه وقد ذهب كل منهم إلى لجنته وبعد انتهاء الامتحان قد اجتعمو الثلاث اصدقاء بجوار البوابه وحسن خاطب صديقه عمرو وقال
_طب يله ياعمرو زي مااولتلك وهنتقابل عند المحطه في قطر الساعه 2
وعمرو سيودعهم وداع مؤقت وذهب، والمهدي لم يفهم ما جري ونظر إلى حسن وقال
_هو فين أي، وعمرو راح فين
_انا وزعتهولك اهو علشان نعرف نتكلم
_وزعتوا ؟ وزعتوا ازاي
_اولتلوا أن انا وانت هنروح مشوار عند حد قريبك هنا قريب هنجيب منه امانه وهنجيله على المحطه
ابتسم المهدي ومعجب بتفكير حسن ويقول
_يابني الايه ياحسن
_سيبك مني دلوقتي وقلي أي الموضوع
_الموضوع باختصار أن انا في اول امتحان القطر كان هيوفتني ولحقته بالعافيه بعد ما خرج من المحطه وكان الامتحان هيضيع عليا، وبعدين افتكرت أني مقطعتش تذكره، والفلوس اللي كانت معايه مكنتش هتكفي أني اقطع تذكره في القطر وارجع فاااه في بنت دفعتلي الاجره وأنا كنت مواعد نفسي أني هقابلها واديها الفلوس ومشفتهاش تاني
ابتسم حسن وقال
_هي حلوه؟
صمت المهدي، حسن يكمل
_طب حبيتها
وسيهرب المهدي من سؤله ويهرب بنظارات عينه ويقول
__بحب أي ياعم هو انا شوفتها غير مره واحده
ابتسم حسن وقال
_انت عاوز الصراحه
_ااه
_انت حالتك بالبلاه
_باين عليا ؟
_يابني انت عينك فضحاك
_طيب والعمل
حسن وضع يديه على كتف المهدي وقال
_بص ياسيدي
وفجأه نصبت مشاجره بين الطلاب بجوار البوابه، والمهدي نظر إلى المشاجره وحسن أيضًا وبعد لحظات مرت الفتاه التي يبحث عنها المهدي مرت وقد بالغ في البحث عنها ولم يجدها ولكنها الآن مرت چومانا بجوار المشاجره وهي ماشيه على استحياء كعادتها وناظره في الارض والمهدي نظر اليها وتصور له عينه وكأنها تمر على رمال صفراء في هواء نقي على شاطئ مياه زرقاء تحت ظل سحابه بيضاء وقد يتطاير شعرها ببطئ، وتحرك نحوها المهدي، ولكن حسن صديقه فهم ما جري وانها هي تلك الفتاه وتبسم حسن، اما بالنسبه للعاشق والولهان و المشتاق المتعطش إلى هواء العشق المهدي ظل يسير خلفها و اراد أن يلاحق خطواتها السريعه وبعد أن اوشق على الوصول اليها وقد ندها عليها بصوتا خافتا وقال
_لو سمحت، أنتِ
ولكنها لم تنبه إلى ندائه ربما لم تسمعه وظلت ماشيا بخطواتها السريعه، وظل المهدي يسير خلفها والي أن قال بصوتا فيه دفعه الفضول ونداء الروح إلى الجسد بصوتا جريئا يتبعه نظرات استحياء على الفور وقال هذا العاشق لها
_چومانا
وهنا چومانا توقفت عن خطواتها السريعه ثم التفت فجأة ويصور لك الخيال عزيز القارئ انك تراهم من بعيد وتقترب اليهم ببطئ وان چومانا التفت
لعبدالحليم وهي غير مبتسما والمهدي توقفت خطواته ودق قلبه، وبعد أن نظرت إليه چومانا وهي غير مبتسما وقالت
_مين انت
ثم على الفور تبسمت إلى المهدي وقالت
_ ازيك
وهنا المهدي شعر أنه سعادته قد اسرت به إلى مناطح السحاب وقد تلجم لسانه عن القول وظلت چومانا مبتسما وناظره إلى المهدي وهو واقف لم يتحدث وقد رسم الاستحياء على جميع حواسه وظل واقفا مكانه إلى أن قال له چومانا
_أي انت سمعني بقولك ازيك
وبعد لحظات قليله جدا نطق المهدي تدريجا وظل لسانه غير حر عن الحديث من شده توتره وقال
_اااه تمام، أنتِ عامله أي
_الا قلي انت عرفت اسمي ازاي
و رد وهو يازال متوترا
_انا كنت سئلتك لما كونا اخر مره في وجينا ودخلنا الباب وبعدين انت مشيتي وبعدين
وابتسمت الفتاه وهي غير فاهمه حديثه وقالت
_أي ده كله انا مش فاهمه حاجه
ابتسم المهدي وقال
_انا اقصد أنتِ اولتهولي اخر مره
_صحيح
_ايوه صحيح
_طب قلي عملت أي في الامتحان
_كله تمام وانتي عاملتي أي
_برضو تمام
وصمت المهدي وهو متوتر ولا يجد كلام ليقوله وروح ناظره إليه وهي تريد أن تعرف لماذا قام بايقافها وما يريد منها ولكن ظل المهدي صامتا وروح كان منتظر منه الحديث للحظات طويله وهم صامتون إلى أن قالت له
_طب أي
ونطق المهدي بقوله
_انا متأسف جدا
_على أي
_ أني وقفتك يعني وكلمتك
_انت عاوز تقول حاجه؟
_حاجه ؟ حاجه أي
_شكلك عاوز يقول حاجه
_لا مش عاوز
_طيب ممكن امشي بقي
وهنا قد تسارعت دقات قلب المهدي ولسانه قد لجم عن المخاطبه وكان لا يريد أن يتركها تذهب ولكنه لم يجد قولا ليقوله ولكنه كان مجبرا على قوله
_اتفضلي
_مع السلامه
وفي هذه اللحظه قد ادرات الفتاه وجهاها وهمت بالذهاب إلى حيث طريقها ولكن المهدي قد خاطب نفسه وقال
_ياغ*ي متسبهاش تمشي وقفها وقلها كل حاجه واوعي تضيع منك
وفجأه وبصوت مرتفع وبكل مالديه من جرأ وقال
_چومانا
وتعجب چومانا والتفت إليه مجددا وابتسمت له وقالت
_نعم مش اولتلك انك عاوز تقول حاجه
_بصراحه اه
_اه يله قول
واخرج من جيبه ورقه بخمسين قرش ورقه صحيحه ويقدمها له وقال
_اتفضلي
چومانا ابتسمت له وقالت
_مش اولتلك خلاص
_وأنا مش هقدر اقبلهم
وتابع حديثه
_صدقيني انا كنت مبنمش الليل
_معقولا
_طبعا
_دانت يظهر عليك عدواني بقي
_أبدًا ولله
وظا المهدي مادد يديه وفي يديه الخامسون قرش وروح ناظره إلى العمله والورقيه وقالت
_بس دول خمسين قرش وأنا دفعتلك 45بس
_مانا مش معايه فكه
_ولا انا
_خلاص انا مسامح في الباقي
_لا وأنا مش هقبل منك ازيد من حقي خصوصا انك مرضيتش تقبل مني التذكره
_طيب يله بينا نفك
وابتسمت له وقالت
_يله بينا
ومشيا معها وهو في غايه السعاده إلى محطه القطار وبعد أن قطعوا التذاكر وذهبوا إلى استراحه القطر وقد جلسوا على المقاعد والمهدي اراد أن يخاطبها وقال
_هو أنتِ منين
_انا من دمياط
واندهش المهدي ردد خلفها بقوله
_دمياط ؟
ثم اكمل وقال
_معقولا
_ايوه
_لكن أنتِ كنتي راكبه القطر اللي جاي من منوف
_ده حقيقي، كل اللي حصل أن القطر اللي بيطلع من دمياط لحد بنها فاتني، اضطريت اركب من دمياط لمنوف ومن منوف لبنها
_اااه دي صدفه
_فعلا صدفه
_صدفه عظيمه
وابتسمت چومانا وهي في حاله من الخجل وقالت
_ودي معا**ه ولا أي يافندي انت ؟
_الا صحيح اسمك أي ؟
وابتسم المهدي قد انشرح ص*ره وقال
_اسمي المهدي
_اسمك حلو
_متشكر اوي، الا قوليلي أنتِ في سنه كام
_انا في سنه تالته
_زيي بظبط
_صحيح
_صدقيني دي صدفه من افضل الصدف في حياتي أن مكانتش افضل صدفه
وضحكت چومانا وتابعت
_أي كلام الاغاني ده
وابتسم المهدي وكرر قوله
_صدفه من افضل الصدف في حياتي أن مكانتش افضل صدفه، صدقي حلوه
وضحكت چومانا بصوت في اطار الادب ونظر اليها المهدي ويتأمل في وجها والخيال يصور له كأنها يراها حول ورود على هضبه مليئه بالعشب موجود على اعلي شلال من المياه الجاريه وفوقها الطيور تطوف و وعلي جيبنها الاكليل وكأنها اميره تلك الجنه وقال في خاطره
_دي جميله اوي، لكن ياتري هسيبها ومش هشوفها تاني غير السنه اللي جايه بعد اجازه 100يوم، لا كتير وياعالم هشوفها تاني ولا لا لكن مستحيل افوت الفرصه دي لازم اتصرف ياتري اعمل أي ياتري اعمل أي ياتري اعمل أي
وانتبه لها على صوتها وهي تحدثه وقالت
_المهدي المهدي
_نعم
_مالك بكلمك مش بترد ليه
_معلش اصل سرحت شويه
_اقولك على حاجه
_طبعا اتفضلي
_انا اول مره اقعد مع شاب كده واتكلم معاه واضحك
_هتصدقيني لو اولتلك وأنا كمان
_هصدقك
_لكن انا في حاجه عاوز اقولهالك
_قول
_هو انا مش هشوفك تاني
چومانا قد اصابها الخجل ونظرت تحت قدميها الارض وما استطاعت أن تجيبه والمهدي نظر اليها للحظات وهو منتظر منها الاجابه ولكن الصمت سيظل لمده دقيقه بينهما ولكنه سيكمل وبقوله
_أي مرديتش عليا
_بصراحه مش عارفها اقولك أي، انهارده اخر يوم امتحانات وياتري هنتقابل تاني ولا لا
_بصراحه أن استريحتلك جدا واستريحت بالكلام معاكي كتير
چومانا نظرت إليه وهي لم تجيبه وبعد مرور لحظات أتي القطار والمهدي وتتباعه چومانا قد قاموا بالركوب وجلسوا بجوار بعض كاول مره، وبعد مرور لحظات من جلوسهم چومانا تفقدت شيئا ما وقالت له بلهفه
_أي ده
المهدي نظر اليها متلفها وخائفا عليها وقال
_أي خير
_انا ازاي ركبت معاك
المهدي تتسارعت دقات قلبه وقال
_هو أن ضيقت حضرتك ؟ ليه بتقولي كده ؟
_لا مقصدش انا المفروض كنت ركبت قطر دمياط
المهدي فكر في باله مخاطبا نفسه وقال
_الحمدلله أنها مركبتوش وركبت معايه
ثم انتبه اليها وقال
_ياخبر طيب أنتِ ازاي نسيتي
_معرفش
_خلاص بقي خليكي معايه وانزلي منوف وغيري من هناك
_يله مش مشكله
المهدي كان سعيدا جدا بوجودها بجواره ومرت اللحظات والقطار كان يمشي ويسير وهو ينظر اليها ويتأمل في وجهاها، وروح شعرت بنظراته المتكرره اليها ونظرت إليه وابتسمت والمهدي يحمر وجه من **وفه وادار وجه ثم عاد لينظر اليها وهكذا ومرت محطه تلو الاخري،
والمهدي كان منزعجا جدا بمرور المحطات سريعا وكان لا يريد أن ينزل من القطار أبدًا ولكن على بعد قرابه محطه البابور بحوالي محطتين قد قال لها
_مرديتش عليا يعني
_في الحقيقه انا مش عارفها هنتقابل امتا وازاي
ولكن المهدي تعجب من انتباها لسؤاله الذي سئله لها منذ أن كانوا على محطه بنها وتعجب لسرعه استجابتها للسؤال ولكن چومانا سبقته بالرد على
ما يدور في عقله وبقولها
_مستسغربش انا عندي قوه ملاحظه وتركيز كويسه وفاكره أني مرديتش عليك في السؤال ده لكن مش عارفه هجاوب عليه اقولك أي
_يعني أنتِ مش حابه اننا نتقابل تاني ؟
و چومانا فكرت للحظه ثم نظرت إليه وقالت
_بص هو احنا ممكن نعمل حاجه كويسه