شيروفوبيا

الفصل العشرون

المهدي قد اصابه تعجب شديد ونظر اليها لبضع لحظات وهو لا يستيطع الحديث والي أن اتي القطر وهو كان لم يتحدث و چومانا قد جريت على القطار بمجرد وصوله للمحطه وبعد ركبته جالست كعادته بجوار الشباك وقد نظرت إلى المهدي وقد وقف واقترب منها عده خطوات وهو ناظرا اليها وكان لا يستيطع الحديث وقد تحرك القطر والمهدي كان واقف مكانه ينظر اليها والقطار قد ابتعد شيئا فشيئا إلى أن غادر المحطه وظل وقف لبضع لحظات وهو في حاله من الدهشه العجيبه ثم عاد إلى منزله وبعد أن دخل المنزل وجد حسناء في انتظاره وكانت جالسه في منتصف الصاله وقد نظرت إلى المهدي وهي في حاله من الغضب وقد القته بكلمات قاسيه وفقالت

_حمدلله على سلامتك يابيه يابتاع الهانم

المهدي بعد أن اغلق الباب خلفه واتجه نحو حسناء وواقف امامها وقال

_ماما أي اللي حصل ؟

_ولله يعني هي محكتلكش حبيبه القلب

_صدقيني انا مش فاهم أي اللي حصل وارجوكي ريحيني

_انت اللي مش عاوز تريح نفسك ومن يوم ماعرفتها وانت اتغيرت وحالتك بقيت زي الزفت

_ياماما ارجوكي ريحيني

_هستريح لو بعدت عنها وأنا مش هسمحلك انك تكلمها تاني

_يعني أي الكلام ده

_يعني يانا ياهي

_ياماما أنتِ لي بتعملي كده وبتحطيني ادام الامر الواقع

_ده اخر كلامي ومفهوش نقاش

_طيب افهم طيب ولا مستخصره فيا أني افهم

_كفايه اللي انت حاسس بي ده كفيل يخليك تبعد عنها

_طيب ولو اولتلك أني مقدرش اعيش من غيرها

_تبقي ولا ابني ولا اعرفك

وها هنا قد اخذ المهدي صدمه عظيمه في قلبه وترك حسناء ودخل غرفه نومه ورمي نفسه على السرير ووضع راسه تحت الوساده وبكي بشده إلى أن اخذه النعاس وحلم بصوت قد اتاه في المنام وقد قال له

_لا ريب انك في شتات مبين ولكن ليس لك مفر من مواجه بين امرين

والامرين لهم حقا عليك في الطاعه، الامر الاول وهي طاعه الام والتي له حق عظيم عليك والامر الثاني وهو حق طاعه القلب عليه وان لم تطيعه فسيظل ينتقم منك طيله حياتك وهاالان الامر بين يد*ك يمكنك أن ترجح احدي الكفتين ولكن هنا تنازل يعوض وتنازل لا يعوض، أن تنازلت في حق قلبك لاتسطيع لن تسترضيه باي فتاه اخري وان كانت على بساط الملك، وان تنازلت قليلا في حق الام فسوف ترجع اليها وتسترضيها

ثم فاق من نومه وهو في حاله من الشتات الشديد وقد جلس على سريره واذ به قد قام و ردد بعض الكلمات التي سمعها في الحلم وقال

_فعلا انا في مواجه بين امرين، والامرين لهم حق الطاعه عليا

ثم فكر للحظه ثم قال

_طاعه الام وطاعه القلب

ثم فكر للحظه وقال

_وأنا دلوقتي ممكن اختار بين كفتين، كفه الام وكفه القلب

ثم ضاق ص*ره وذهب إلى شباك غرفته ونظر إلى النجوم والسماء وإذا به قد قال

_ياتري مين في ايده يساعدني اعمل أي بس

ثم فكر للحظه وقال

_انا مش لازم ابعد عن چومانا أبدًا، وبرضو مستحيل اتخلي عن امي، ازاي احاول اوفق بينهم وأنا مش فاهم أي سر خلافهم أو بمعني اصح ليه امي مش راضيه عنها خصوصا انهم اول مره يتقابلو واظن اول مقابله مستحيل يحصل حاجه تخلي حد يقفل من ناحيه حد بالطريقه دي، امر

عجيب جدا

_انا هنزل مصر وهروح لروح وهاحول افهم منها أي اللي حصل مع امي واكيد لو عرفت أي اللي حصل ممكن اقدر اصلح اللي حصل

وفي اليوم التالي وهو متهيئ للنزول وبعد أن خرج من غرفته وإذا به قد وجد حسناء جالسه في صاله المنزل وكانت غير مبتسمه ولكن المهدي اتقرب منها وقام بتقبيل يديها ثم ابتسم في وجهها وقال

_لولاني زعلان منك لكن أنتِ امي ومينفعش اقصر في حقك

حسناء نظرت إليه وظلت غير مبتسما وقالت

_على فين اومال

_نازل اقابل صحابي

_لا مافيش نزول

المهدي قد ضاق ص*ره وقال

_ليه مافيش نزول

_علشان انا عارفه انت رايح فين

_رايح اقابل صحابي

_انت كداب

_شكرا، شكرا ياامي كتر الف خيرك

ثم تركها وعمدا إلى الباب وحسناء استوقفته بقولها القاسي عليه وقالت

_اولت مافيش خروج يعني مافيش خروج

ثم قامت من مكانها واقترب منه عده خطوات وقالت له

_لو نزلت من البيت ده مترجعهوش تاني

المهدي قد استلقي صدمه قد اقذفت في قلبه ثم اتجه نحو غرفته ودخل واغلق الباب خلفه وبعد أن دخل فتح دولابه وانزل شنطه السفر من فوق دولابه وقد وضعها على السرير وفتحها ثم اخرج من دولابه ملابسه وقد رصها في شنطه وبعد أن انتهي من لم متعلقاته من الدولاب ومكتبه والرف الموجود بجوار سريره، اغلق الشنطه وخرج من الغرفه وفي يديه شنطته وحسناء كانت جالسه على كرسيها في الصاله وإذا بها قد قالت له بعد أن نهضت من مكانها وكانت في حاله التعجب لافعال ابنها والدموع قد لفظت على خديها من عينيها والمهدي قد اتجه نحو الباب وقبل أن يفتحه وضع الشنطه على الارض ثم التفت إلى حسناء ونظر اليها وجد الدموع على خديها ثم التفت إلى حيث طريقه واخذ الشنطه وفتح الباب وخرج منه

وبعد أن خرج المهدي من منزله ونزل إلى مصر ومر ثلاث ايام وإذا بنا نري چومانا جالسا في غرفتها داخل لكنده في وسط القاهره ثم ترق باب الغرفه وروح اتجهت نحو الباب وقامت بفتح باب وإذا بها قد تفاجئت بوقوف المهدي امام الباب وهو قال لها والدموع على خديه

_انا موافق، موافق أني اتجوزك

ولكن لم تنتهي الحكايه هنا، المهدي بعد أن نزل إلى مصر وذهب إلى حيث صديق كان لابيه سابقه في الجيش، وكان اسمه شوقي عبدالحكيم، وكان يقيم في القاهره وكان على صداقه قديما وقويا بوالد المهدي، المهدي قد ذهب إليه عندما وصل القاهره وقد قص عليه قليله مماحدث معه وطلب منه أن يوفر له فرصه عمل معه وكان لدي محل تحف في شارع فؤاد وبالفعل قد اشغل معه المهدي واصبح المهدي يعشق التحف والانتيكات وبعدما استلم شغله ذهب إلى چومانا وطلب منها الزواج وهي كان عملها في هذا الوقت قد كان في محل ملابس في شارع فؤاد أيضًا وظلوا على هذا الحال منذ عام 1998م إلى عام 2008م وكانت چومانا قد طلبت من المهدي مراراه وتكرارا أن تعطي جزء من رصيدها في البنك ليعمل به مشروع خاص لنفسه ولكنه قد أبي أن ياخذ منها المال وقد اعطها مهله بعد تخرجه إلى أن يبني نفسه ثم يتزوجها، كما أن المهدي قد اقام في منزل شوفي المهدي لفتره تصل إلى سنتين وبعد ذلك قدر على الاعتماد على نفسه واخذ سكن بمفرده في عام 2002م وكان شوقي عبدالحكيم يعتبر المهدي وابنه الثاني وكانت له ابنه اصغر من المهدي بعده سنوات وكانت هذه الابنه تستلطف المهدي ولكن المهدي لم يشغله احد سوي چومانا، ولكن بعد أن سافر شوقي المهدي إلى انجلترا في عام 2005م وقد صفي مصالحه في مصر وسافر مع ابنته الوحيده إلى انجلترا ولكن المهدي لم يياس وقد اقترحت عليه چومانا بان يقوم بفتح محل انتيكات وقد دعمته بمبلغ من المال وقد اشترط عليها المهدي أن يكون حصه لها من الربح بقدر المبلغ أو شريكه بهذا الجزء وافتتح محل في شارع فؤاد عام 2006م ثم نجح مشروعه في وقت قياسي جدا وفتح محل تلو الاخر وكبره مشروعه إلى أن كبرت ثروته شيئا فشيئا وقد تزوج چومانا في عام 2008م وقد اخذ لها شقه ملك وقد كتبها باسمها وكانت ثمن الشقه تصفيه لحصه چومانا في نصيبها من ممتلكاته وهي من اقترحت عليه ذلك كنوع من الدعم له ولكي تبث فيه الحريه في ممتلكاته لان المهدي كان حريصا جدا أن لا ينال أي منفعه لنفسه من مال چومانا وظل المهدي يعيش مع چومانا حياه زوجيه سعيده ولكن كان يشغله امرين

الامر الاول أن في بدايه زواجه من چومانا كانت چومانا لديها اعاقه في حملها وقد ندر المهدي في نفسه ندرا وانه إذا حملت امراته سيذهب إلى حسناء ويسترضيها وبالفعل قد تعالجت چومانا عند طبيب جيد اسمه ثروت وعبدالحيلم يتباشر بذلك الطبيب جدا ويعشقه، وفي شهور حمل چومانا الاولي، ذهب المهدي إلى مركز الباجور من محافظه المنوفيه ليسترضي حسناء والدته بعد غيابه عنها لاكثر من 10سنوات، وقد طرق باب المنزل وهو مشتاق اليها وقد فتحت له و الباب وبعد أن فتحت له وكأنها كانت تنتظر قدومه وعلي علم بذلك وبعد أن فتحت الباب ابتسمت وبكت من فرحتها وقالت

_المهدي ابني حبيبي وحشتني كنت عارفها انك جاي

المهدي رميا نفسه في حضن حسناء وبكي وحسناء بكت أيضًا، والمهدي قد قبل يديها وراسها وبعد السلام والترحيب حسناء كانت مشتاقه إلى المهدي جدا لكنها لم تفتح معه أي موضوع فيما حدث في الماضي والمهدي قد قال لها

_انا جاي علشان اخدك تعيشي معايه في القاهره

_ياااه ياعبده شوفت كان حلمك من زمان واد*ك حققته

_اللي بيتعب بيلاقي

_طمني عليك بتشتغل فين دلوقتي

_انا عندي سلسله محلات تحف وانتكيات في وسط البلد وكمان اعد في شقتي ملكي

ضحكت حسناء وقالت

_الحمدلله يارب أني شوفتك وانت بتحقق اللي نفسك فيه

_وأنا جاي انهارده علشان تيجي تعيشي معايه

حسناء وجهها قد تغير ثم قالت

_اعيش معاك فين ؟

_معايه انا ومراتي

_انسي

_ماما بلاش ننكد على بعض ارجوكي انا جاي ومش همشي من هنا الا ورجلي على رجلك

_وأنا مش هاجي معاك عمري وبعد ما سبتني علشانها عاوزني اروح واعيش معاها ويبقي انا عملت أي وبعد غيابك عني 10سنين عاوز ترجع واكن مافيش أي حاجه حصلت

_صدقيني ياامي انا تعبت اوي في حياتي ودلوقتي بقيت احسن بكتير ومافيش أي اعاقه في طريقي غير انك تبقي معايه

وظل المهدي وحاول كثيرا بان يقنعها أن تذهب معه ولكنها رفضت باصرار شديد وقد ذهب وهو خائب الرجا في استصحاب حسناء معه إلى القاهره ومرت السنين وهو يودها كل وقت وحين وظل على هذا الحال منذ عام 2010الي أن اتي عام 2013 وقد تغير حياه المهدي تماما ورغم ذلك الا أن المكر والخداع ظل موقود له باستمرار

تم القراءه

( مرحبا بك ايها الجحيم )

2013م

في عام 2013م نحن الآن في شقه المهدي وزوجته چومانا، شقته الموجوده بمدينه القاهره في برج متوسط في وسط القاهره، كما نري أن المهدي نائم ومستغرق في نومه نري جمال شقته وهي متوسطه الحجم ومتوسطه كمستوي اجتماعي، وقد دق المنبه الموجود بجواره على الكمودينه في تمام الساعه السابعه صباحا وقام المهدي وجالس على سريره للحظات ثم تفقد عدم وجود چومانا زوجته والتي كانت نائمه بجواره على السرير وقام بالنداء عليها بقوله

_چومانا، چومانا