الفصل الثاني عشر

2009 Words
في قطعه من الليل في فواها الدوامه وقد لفظتنا تلك الدوامه إلى حيث صحراء اخري تسمي ارض الغرب كما وجدنا الصحراء خاليه تماما ولكن ستلاحظ شئ عجيب وهو أن رمال هذه الارض سوادء وقد تزايدت علينا عتمه الليل من رمالها و رأينا في مقتبل اقصي الصحراء جبل متفرع وعال جدا ويشبه صنوان النخيل وقد قطعنا المسافه وقد ارتفع بينا البساط إلى اعلي الجبل وظل مكمل طريقه إلى أن قطعنا مسيره الجبل ونحن نطير فوقه وقد وجدنا خلف الجبل منزل بعيدا جدا في منتصف الصحراء وقد عمدنا إليه والان أن أعلم مايدور في رأسك وقد اخبرتك من قبل أنه مكان قريب جدا ولكن بعد هذه المسيره لابد لك أن تشعر بطيل المسافه ولكن لا انت المخطي بالنسبالي ولا انا المخطي بالنسبالك وماهي الا وجه نظر كما اخبرتك، انت تذهبت معي ومازلت لا تؤمن ولا تخلص لهذا المكان ولكني انا اذهب إليه بكامل اخلاصي له، فانا اراه قريب ومن حيث قصدته وجدته قريب ولكن انت عليك أن تصحح من وجه نظرك لكي تحظي بما حظيت به، ودعني اخبرك أيضًا أن اخلاصي له ليس بمعني أني احب هذا المكان ولكن الآن قد اوشقنا على الوصول ونحن على قرابه مئه متر من المنزل واذ بنا سويا نسمع صوت دقات طبول وكلما اقتربنا من المنزل وتزايدت الدقات طرديا مع قبولنا نحو ونحن نقترب ودقات الطبول تتزايد وأنا أعلم ما يدور في رأسك الآن، هل هذا ترحيب بنا من اهل هذه البلده ولكن أي بلده الذي يكن بها منزل واحد ولكن سوف يدور في ذهنك شئ اخر، وسوف تقول هل هذا مكر بينا ام نحن فريسه لاهل هذا المكان العجيب،، ولكن دعك من كل هذه الاستفهامات وتعالي نتحقق من الحقيقه نفسها، وبعد أن وصلنا إلى المنزل ونزلنا من على البساط وها الآن انا وانت واقفين امام باب المنزل وقد نري هيئه المنزل العجيبه ونري حجم المنزل وتوسط بنيانه المكون من طابقين وحوله اشجار سوداء جافه و اوراقها ساقطه ولا بها الا فروع جافه وقد تسكنها الخفافيش وكما نري فوق المنزل أن الخفافيش تطير وتحلق ويدخلون من حيث منافذ في المنزل ويخرجون من حيث منافذ اخري وهكذا، وقد تزايدت اصوات الطبول، كما نجد باب المنزل مفتوح ونري بنيانه البالي ربما يشبه الواح الخشب اذ ابتلت ثم تعرضت لأشعه الشمس، وقد اخذنا خطوات لندخل سويا ومازلت اصوات الطبول متعاقبه بعضها وندخل ونسير داخل المنزل ونتخلل خيوط العنكبوت وقد تتابعت خطواتنا ونمشي في طرقه في مقتبل الباب طويله وينري لنا ضوء شعل من النيران وكأنها رؤؤس شياطين و معلقه على جدران الطرقه يمينا ويسارا وكلما دخلنا وتعمقنا تزايدت الشعل وازدادت الاضاءه وتزايدت دقات الطبول إلى أن اوشقنا من قطع مسافه هذه الطرقه وقد وجدنا ستاره سوداء ولا ريب أن خلف هذا الستار اهل هذا المنزل موجودين ولا ريب أيضًا أن مص*ر اصوات الطبول خلف الستار مباشره وهي بنا لنكشف عن الستار واذ نجد خلف الستار أمور وامور الغريب منها والاغرب واذ نجد امراه من الملاعيين وتكن هي سيده هذا المكان ونري هيئتها الغليظه والبشعه من تفاصيل وجها وبشراتها الداكنه السوداء وله شعر اعجد ومدفر ومقعود وبه دبابيس ونظراتك إلى شعرها تجعلك تختنق وكأنك معقود بين العقد والدبابيس وكما أنها ترتدي عباء سوداء واسعه وجالسه على مقعد واسع ومصنوع من الخشب وامامها شعله من النار وبجوارها اوعيه من انواع البخور والسموم السوداء التي يستخدمونها السحرا والعرافين وقد نرها وهي تاخذ الابخره بيديه وتلقيها في النار وفي يديها الاخري كتاب من السحر الاسود مفتوح وتقرا مافيه من طلاسم ورموز ونبره صوتها والتي لا اسمع مثيل لها من قبل، كما نري حولها على الجدران شعل من النيران كمثل الذي رأينهم في مدخل المنزل ولكن يوجد شعله خلف مقعد السيده مختلفه واكبر من باقيه الشعل، وهي على شكل كبش اعور وله انياب وقرون، ومازلت السيده تلفظ وتتمتم بطلاسم من بين شفتيها الغلاظ وتقرا وتردد كما نري حولها دائره واسعه من الطبول والتي يص*ر منها دقات الطبول التي قرعت اذننا انا وانت من حيث مدخل ارض الغرب، ولكن الغريب أن ليس على الطبول احد، ولكن لاريب أن من ياتي الطبول لا تري انت ولكن انا اري جيدا ومازلت السيده تتمتم بطلاسم تشقعر لها الابدان إلى حيث مطلع الشمس ولكن سنقف هنا قليلا ودعني اخبرك بشئ عجيب ماكد ومطقوع فيه الشك باليقين البحت الا وهو أن تلك السيده هي من بني الانسان وله ما له من الاعوان والملاعيين تم القراءه والان قد وضحت لك بعض الامور ولكن ليس الامور باكملها ربما لا تعرف منها الا القليل وانت الآن تتسائل وتتذكر كلماتي عندما قلت لك قبل أن اعرج بك إلى حيث ارض الغرب عندما اخبرتك أن تلك المدينه قريبه من كل مكان وزمان وان فيها تسطيع أن تنصر وتلغب عدوك وفيه تجد ما تتمني والي اخره من أمور شوقتك للذهاب ورؤيه هذا المكان وبعد أن ذهبنا أن وانت انا أعلم انك لا تحب أن تري هذا المكان أبدًا في حياتك ربما توجس في نفسك رعبا بان يمسك اهله بسوء ولكني اخبرتك أن لهذا المكان شرط لتري فيه وما ذكرته لك وانت لم تحقق الشرط فانا لا اري هذا المكان مثل ما تراه انت، ولكن بعد أن رجعت معي إلى غرفتي في عالمي المظلم واذ بك تري أن شرايني قد لفظت قسطا من الدماء في تدوين ما ذكرته لك وكانت كلمات ثقيله ودونت بحبر ثقيل من بين اوردتي ليس بقليل والان تري على مؤشري نسبه الدم في عروقي وجسدي هي 80%ولا تبالي دعنا نرجع إلى مركز الباجور لنكمل باقي الاحداث مع المهدي لنتاول الامور من جوانبها ( اشعال جمره ملتهبه ) 1998م وفي اليوم التالي قام المهدي في تمام الساعه الخامسه ونص وضع يديه تحت وسادته وقد اتي ساعته التي يحملها دائما ووجد الساعه الخامسه ونص وقد دعي بدعاء الاستقياظ وقام من على سريره واتجه نحو شباب غرفته وفتحه و رأي برهان النهار قد طلع وذهب ليحضر نفسه للذهاب إلى امتحانه وبعد أن ارتدي ملابس وصلي ودعا لنفسه وبانشراح ص*ره وتوفيقه في الامتحان وقد اخذ رضا والدته قبل أن ينزل وقبل يديها ونزل ومعه اغراضه ونزل وخرج من منزله واذ تري وصف موقع منزله بين البلده التي تعيش فيها ونري بيته الموجود من ضمن صف المنازل الموجوده موازيا للترعه على بعد قرابه عشرون متر ونري أن الترعه على دفتيها النخل العالي وقد مشيا المهدي وملابسه لامعا متجه نحو ممر موجود على الترعه لينتقل إلى البر الثاني من الترعه وقد اوقف حنتور بالاجره وقد ركب ولديه 75قرشا مصروفه اليومي وهو ركب الحنتور وتأمل ونظر حوله وقد رأي سيدات المركز وهم خارجون من منازلهم ببأهمهم واغنامهم و راينا رجال المركز بعضهم يمشي على قدميهم والبعض الاخر جالسا على دابته وراينا أيضًا سيدات وبنات يأتون من السوق ومعهم خزين بيتهم وظل ينظر يمينا ويسارا ورأي على الناس الاجتهاد والنشاط ووصل به الحنتور بالقرب إلى محطه القطار وقام بدفع اجره الحنتور والتي تبلغ 5قروشا واتجه نحو محطه القطر ودخل المحطه وقد رأي في ساعته أن الساعه في تمام السادسه وتلت وقد شاور عقله وخاطب نفسه وقال _لسه الساعه سته وتلت فاضل على القطر 40دقيقه يظهر أني نزلت بدري ثم رد على نفسه قائلا _لا بدري أي انا نزلت زي عادتي نزلت الساعه سته ورد على نفسه مجددا _لا الطريق كان فاضي إلى حد ما انهارده وشاور عقله ثم قال _هتعمل أي في الاربعين دقيقه دول ياعبدالحليم هتعمل أي هتعمل أي، اه انا عرفت هعمل أي انا هقعد هناك كده وهراجع شويه جايز حاجه وقعت مني اقدر المها وقد ذهب نحو الاستراحه الموجوده على المحطه وفتح كتاب الماده وراجع سريعا ولكنه وجد نفسه على المام تام بالماده وقد ظهرت عليه البهجه والفرحه وقال في سره _ياسلام عليك ياعبده انت فنان، محدش هيقفل الماده دي غيرك أن شاء الله هي الساعه بقيت كام دلوقتي ونظر في ساعته ووجدها كما قال في نفسه _أي ده الساعه 6ونص لسه فاضل 30دقيقه ياتري هعمل فيهم أي، هعمل فيهم أي وفجأه شعر بالجوع الشديد وقال _انا جعان، اول مره تحصلي عادتنا مباكولش قبل الامتحان بس المردي نفسي مفتوحه ياتري ليه جايز علشان حاسس أني مذاكر كويس ومطمن، اكيد هو ده السبب وقال لنفسه وكأنه شخص اخر يخاطبه _يلا بينا انا معايه بقيت مصروفي 70قرشا يلا نطلع نفطر من فوق على المحطه من عربيه الفول وهم بلم اغراضه وكتابه المفتوح واخرج من المحطه وطلب فطار فول وطعميه وبدا ياكل في السندوتيشن واخذه الحديث مع صاحب عربيه الفول الذي كان حديثهم عن اشياء تخص المهدي مثل عمره ما تدرس وعن هوايته واخبره المهدي أنه يدرس حقوق بنها وصاحب عربيه الفول شهد لعبدالحليم بانه اخلاقه وثقافته عاليه ولكن فجأة المهدي تفقد الوقت ونظر في ساعته ووجدها الساعه السابعه ودققتين وقد بث الخوف في قلبه واتسعت عيناه فازعا وقال بصوت مسموع _أي ده الساعه 7ودققتين القطر والامتحان هيفوتني ونظر إلى صاحب عربه الفول وقال _حسابك كام بسرعه _مافيش داعي خليها علينا _حسابك كام بسرعه القطر هيفوتني _6قروش بس المهدي دفع تمن فطاره وجريا نحو محطه القطار متلهفا وقد شحب وجه من فزعا مرور الوقت عليه دون أن يدري ونزل المحطه ووجد القطار بدا بالتحرك وجري المهدي خلف اقطار واتسعت عيناه وشحب وجه وتسارعت انفاسه وقد خرج القطار من المحطه وظل يجري المهدي بكل مالديه من سرعه خلف القطار وبعد أن انتهي من قطع مسافه الرصيف ونزل من عليه وجري على قضبان القطار بكل مالديه من سرعه والقطر بدأت تشتد سرعته والمهدي يجري ويجري بكل ما لديه من طاقه وسرعه وقد تطاير شعره الناعم في الهواء وهو يجري إلى أن اوشق الوصول إلى القطار وهو يجري وتشتد سرعته ولكن القطار قد زادت سرعته أيضًا وفارق المهدي، ولكن المهدي اصفر وجه واتسعت عيناه اكثر واكثر وقال في خاطره _يارب لا يارب الحقو، يارب ما يفوتني وقد لفظت عينه بعض الدموع ثم اكمل وتابع _يارب السنه هتروح عليا انا تعبت كتير يارب يارب يارب وتتضاعفت سرعته وقد وصل إلى اخر عربه في القطار ووضع اغراضه وامسك بالقطار وهو يجري بسرعه شديده وقفز على العربه وركب القطار واطمئن قلبه ولكن انفاست مازلت سريعا لما فقده من طاقه، وسند دهره إلى أن هدأت انفاسه روايدا روايدا تمام قال في سره _الحمدلله يارب احمد واشكر فضلك ثم ينظر إلى نفسه ووجد أن ملابسه قد امتلات بالتراب وقام من مكانه ونفض ملابسه من التراب ومسح على شعره الذي قد تطاير ومرر شعره بين اصابعه وبعد أن ينتهي واخذ اغراضه من على الارض وعمدا إلى داخل القطار إلى أن يمر من العربه الاوله والثانيه وجلس على اول كرسي في العربه الثالثه ووجد مكان واحد فراغ وجلس عليه ونظر إلى ساعته ووجدها الساعه السابعه وربع وبعدها بلحظات وجد مفتش القطار يمر ويراجع التذاكر ويقطع التذاكر لمن لم يقطع على المحطه ولكن المهدي قد تتزايد دقات قلبه وشعر بالتوتر وقال في سره _يااه انا نسيت اقطع تذكره على المحطه، هنا التذكره سعرها مضاعف وأنا الفلوس اللي معايه على ادي لو قطعت تذكره مش هعرف ارجع يارب حلها من عندك يارب اعمل أي اعمل أي وقد خطرت في باله فكره بانه يذهب إلى الحمام إلى أن يغادر المفتش تلك العربه وقام ودخل الحمام ليضع دقايق وبعدها خرج وبعد أن قام بغسل وجه وشعره ورجع إلى مكانه مره اخري وقد اطمئن قلبه ولكنه قال في سره _يارب انا مضظر سامحني أني هربت منه، انا داخل على امتحان ومش حمل اشيل أي ذنب في يوم زي ده بس وعد مني يارب المره اللي جايا وأنا راجع هقطع تذكرتين من على المحطه مش تذكره واحده، واحده _للحصل انهارده وواحده تمن ركوبي المره اللي جايا أن شاء الله ثم سمع صوت المفتش مره اخري اتي من الخلف والتفت المهدي إليه في دهشه وتوتر وقد تزايدت ضربات قلبه وقد اوشق المفتش من أن ينتهي من العربه التي خلفه واوشق بالقبول نحو المهدي مازال جالس على اول كرسي في العربه الثالثه وتزايدت ضربات قلبه ولا يعرف ما يفعل في هذا الموقف وفجأه سمع صوت عزب نقي من الفتاه الجالسه على يمينه وقالت _مالك فيك حاجه المهدي بعد أن التفت وجهوا نحو مص*ر هذا الصوت العزب النقي وقد وجد بجواره فتحاه شقراء عينيها ملون شعره قصير وسايب وطوله يصل إلى ما بين كتفيها إلى اذنيها وترتدي جيب تحت الركبه وقميص بكم ابيض وفوقه بلوفر مشجر ونظر اليها المهدي في هدوء و نسييا امره ونسيا قدوم المتفش عليه وابتسم وهو في حاله اخري من التوتر وقال _ااه ااه ااه حاجه حاجه أي _معرفش انا شايفاك من شويه وانت متوتر وخايف وقمت ورجعت تاني _لا عادي هخاف من أي وهتوتر من أي لا مافيش حاجه _انا متأسفه جدا كان قصدي اساعد ونظر إلى الارض وهي في حاله من الاستحياء الشديد وشكرها المهدي ولكنها لم ترد عليه من استحياها، وفجاه المهدي تفقد امره وقدوم المفتش مره اخري ثم يلتفت للخلف نحو المفتش وقد راي المفتش قد اقترب وقد ازادات توتره وضيق ص*ره وهو لا يعرف كيف يتصرف ونظر إلى الفتاه مره اخري وقال _بصراحه انا عندي مشكله _انا اولت اساعدك بس يظهر انك مش عايز حد يساعدك _بصراحه انا م**وف جدا واول مره اتحط في الموقف ده مش عارف اعمل أي
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD