المهدي بعد أن رجع إلى منزله وجالس مع اسرته ووكانوا يتناولون العشاء وظهر عليه الانبساط بسبب الجواب الذي ارسل إليه من شوقي المهدي الذي قام بتبليغوا فيه بعودته إلى مصر وابتسم ونظر إلى زوجته وقال
_اما حتت خبر
چومانا نظرت إليه وابتسمت وقالت له
_هو اللي بسطك كده
_مش عارف يمكن هو اللي مخلي مودي حلو انهارده
_واي هو الخبر ده يمكن نفرح معاك
_تفتكري شوقي عبدالحكيم
چومانا رددت الاسم وكانت تفكر وشعرت أن الاسم ليس بغريب عليها وقال
چومانا
شوقي المهدي، شوقي ؟
ثم فكرت للحظات ثم نطقت وقالت
_ لا مش فاكره بصراحه
و حدثها المهدي بقوله وقال
_شوقي عبدالحكيم اللي كلمتك عنه في خطوبتنا، الراجل اللي كنت مقيم عنده اول ما نزلنا انا وانتي القاهره قبل الخطوبه
وهنا چومانا قد تذكرت هذا الشخص وقالت
_ايوه ايوه افتكرته
ثم صمتت للحظه ونطقت والغيره في عينها وقالت
_مش ده اللي انت كنت اعد في بيته قبل ما نتجوز وكان عاوز يجوزك بنته
وفجأه وقد اصاب المهدي بنوبه ضحك شديده وضحك وقرقع وعليا صوته وطال الضحك للحظات و چومانا شاهدته ما ضحكه اعتبرته ضحك عادي ولكن بعد أن طال الضحك المرتفع للحظات طويله واولاده قد نظره إليه وكانوا لا يفهمون وهم اول مره كانوا يروا ابيهم يضحك بهذه
الطريقه كما أن چومانا نظرت إليه وبتعجب ولكن
وطال الضحك وهي بنا انا وانت ايها القارئ لنعرف ما سبب هذا الضحك سناخذه نظره هناك في الركن القريب، إلى حيث ارض الغرب في جوف منزل الملاعين وقد راينا هناك أن السيده جالسه امام شعله النار وقد رمت البخور وحركت يديها فوق النار كاداء للسحر ثم اخذت البخور مجددا من الوعاء والقته مره اخري واشتعلت النار
وإذا بها تقرا طلاسم تقشعر له الابدان وتحضر ارواح تشيب له الرؤؤس وإذا بها تنطق بصوتها الغليظ وقالت
_انزلوا عليه بالاغلال
ثم نطقت بطلاسم غريبه ولكنها طلاسم ملعونه وتسمي بالسحر الاسود الملعون وإذا بها اكملت وقالت
_انزلوا عليه بالاغلال وبالحديد قيدوه
ولاحقت كلماتها في سياق ملعون وقالت
_وبالجمر والحديد القوه في غايه بئر العبيد
ثم اخذت من وعاء البخور بقبضتها والقتها في النار وقد هبت النار وارتفعت وإذا بها قد اكملت وقالت
_وبالماء والملح رشوه، وباللهيب المغلي حموه واقعده عليه عقدا
ثم اخذت كتاب كان موجوده بجوارها وكان اسمه اعوان المرأه الملعونه وإذا بها فتحت الكتاب ومرت صفحاته امام عينيها وقرات ما فيه من سحر اسود وطلاسم واكملت كلمتها واؤمرها وقالت
_اقعده عليه عقدا فيها سبع عقد وفي كل عقده سبع عقد وبين كل عقده وعقده سبع عقد وفي كل عقده سبع، حتى يعقد في العذاب المهين ويرجع لاصله الذليل ويبيت كالذي قبله ويكن عبره لمن بعده
وبعد ذلك وضعت ا الكتاب بجوارها وحدقت بعينها بغضب وقد قالت
_في خدمه ناجيني
وبعد أن رجعنا إلى المهدي وقد وجدنا موجه الضحك قد زادت، وقد سار القلق بين اولاده قائما امام اعينهم وهم كانوا يرون ابيهم على هذه الحاله كما أنه زوجته استعت عينيها بقلق وخوف ونطقت وحدثت زوجها وقالت له
_مالك ياحليم
وكان المهدي لم ينطق ومستمر في ضحكه .
وهي لنعود سريعا لنري السيده وهي جالسه وكأن حضر امامه مارد من عفاريت الجن وإذا قد أمرته، بل امرتهم جميعا وقالت
_حيلو عليه بالقيود .
وذهبنا سريعا إلى منزل المهدي وقد وجدناه مستمر في ضحكه وثم رفع رأسه ونظر إلى چومانا وقال لها
_اه منكو ياجنس الستات
ثم عاد واكمل ضحكه الشديد
وقد القينا نظره في منزل السيده وقد وجدناها قد اخذت عروسه ورق موجوده بجوارها على المقعد ثم قامت بغرز الدبابيس في اعينها ثم القتها في النار وقد طفا على وجه السيد الغضب وقد قالت وكانت ترا شيئا في الخفاء وتامره وقالت له
_العنوهم بحق الملاعين واعقدهم في وحلهم وفي خدمه ناجيني اسعوه .
ثم رجعنا إلى منزل المهدي وظل مستمر في الضحك ولكنه بعد مرور لحظات قليله قد هدا روايدا روايدا وروح قد قالت له
_مالك ياحليم
وبدا أن يهدا روايدا روايدا وكان يقول
_خلاص خلاص مش قادر
_هو أي اللي بيضحك الضحك ده كله
وبعد أن هدء المهدي وقال
_مش عارف
ثم تفقد موبايله وقال لزوجته واولاده
_هو موبايلي فين ؟
ردت عليه چومانا وقالت
_فوق في الاوضه
المهدي نظر إلى ابنه عدي وقال له
_عدي بعد ما تخلص اكلك اطلع هاتلي الموبايل من فوق
_حاضر يابابي
ولكن ردت عليه ابنته زهره وقالت
_انا خلصت اكل يابابي وهطلع انا اجيبه
وقامت زهره ابنته وعمدت إلى غرفه والدها وظلت چومانا مندهشه وقالت له
_مكملتليش ؟
المهدي نظر اليها بدهشه وقال
_مكملتلكيش أي؟
_الحكايه
تعجب المهدي وقال
_حكايه أي؟
_انت كل اللي قولته شوقي عبدالحكيم واعدت تضخك بطريقه فظيعه
المهدي قد تعجب وقال
_اه انا نسيت صحيح
چومانا ظلت الدهشه تغمر عينيها وقالت
_نسيت أي
وفجأه وقد سمعوا صوت ابنتهم زهره تصيح وتصرخ بصوت مرتفع من فوق من الطابق العلوي من داخل عرفه المهدي و چومانا، وقد قام المهدي و چومانا و عدي مسرعين وفازعين إلى حيث مص*ر الصوت، وبعد أن وصلوا إلى الغرفه وقد وجدوا الغرفه مغلقه وظلت ابنتهم تناجي وتصرخ وتستغيث بابيها وامها، والمهدي و چومانا وعدي ظهر عليهم الشتات، وكان المهدي يحاول فتح الباب وقد حدث ابنته التي بالداخل اثناء محاوله فتح الباب وكان يقول لها
_زهره ياحبيبتي مالك ؟
وظلت زهره لا تفعل شيئ الا الصراخ ونطقت چومانا وقالت
_يابنتي مالك فيكي أي
ونطق المهدي وقال
_زهره افتحي الباب
ولكن ما كان على زهره الا الصياح الشديد والذي سبب في هول أبيها وامها واخيها وقد ناجتهم بصوتا مرتفع وقالت لهم وهي تستغيث بهم
_مش قادره يابابي الحقني ارجوك، الحقيني يامامي
وفجأه سمعوا صوت المنشار الالي داخل الغرفه التي بها زهره والذي دهشهم صوته ولم يفهموا ما هذا الا المهدي لانه قد رأ في حدثته القديمه قد صاحوا مع ابنتهم وبعد مرور لحظات راه المهدي سير دم كان يسير على الارض خرج من داخل الغرفه إلى الخارج من تحت عقب الباب وقد صرخ الابوين بصوت مرتفع بينما كان عدي يبكي أيضًا وقد انقطع صوت ابنتهم زهره فجأة المهدي قد اخذته الصدمه ورجع للخلف وعينه تغمرها بالذهول و وظل عدي وروح واقفين امام الباب ويبكون ويصيحون، وبعد مرور لحظه قد فتح الباب قليلا جدا وقد دخلت چومانا وعدي إلى حيث داخل الغرفه والمهدي هم يتقدم خطواته التي راجعها ليكي يدخل
ولكن الباب قد اغلق بشده قبل أن يصل إليه وقد سمع صوت صراخ زوجته وابنه عدي من داخل الغرفه وكانوا يستغيثوا به وهو بالخارج وكان يحاول أن يفتح الباب ولكنه مغلق ولكنه قد شته عقله وهديت اعصابه من قله حيلته وقد رجع للخلف مره اخري وإذا به قد سمع صوت من الطابق الاول وقال له
_عمو حليم
والتفت المهدي وراه تحت بالرسيبشن الطفل قوسيم وفي يديه الكوره خاصته وكان يبتسم وقال
_عمو حليم تعالي نلعب مع بعض
ثم قذف قوسيم الكوره التي بيديه بقوه نحو المهدي، المهدي راه الكوره وهي تأتي ليه بالتصوير البطيئ وقد تحولت الكوره إلى رأس شيطان ضاخمه وهي موجها إليه وقد فر منها المهدي نحو السلم وقد وقع على السلم وتدحرج إلى أن وصل إلى الطابق الاول، وقام مسرعا بحث بانظاره عن تلك الرأس الملعونه ليفر منها ولكنه لم يجدها والتفت يمينا ويسارا ولكنه لم يجدها أيضًا ثم بحث عن الطفل قوسيم ولم يجده أيضًا ثم بعد لحظه هبت الرياح من النوافذ داخل المنزل، وجري المهدي مسرعا نحو الغرفه التي بها زوجته وابنه وابنته وبعد أن صعد السلم وعمدا إلى الباب وكان يحاول فتح الباب مجددا وقد نادا عليهم وقال
_چومانا ؟ عدي ؟ زهره ؟ انتو فين ؟ حصلكو أي ردور عليا
وهنا قد تمكن من فتح الباب بعد معناه شديده ولكنه لم يجد امامه إلى حائط سد وقد اخذه الذهول رجع للخلف وعينه قد طاف عليها الهول واخذ يهذي وعينه كانت لامعا ومتسعه وقال
_مش ممكن مش ممكن
وشعر بان قدميه لم تعد تطيق أن تحملوا وجلس على الارض وبعد أن
هدئت الرياح وفجأه قد اتي كلا من چومانا وعدي وزهره من غرفه اخري وفروه إليه مسرعين واحضتنوه والمهدي نظر اليهم بلهفه واحضتنهم وقال
_انتو كويسين ؟ مالكو هو أي اللي حصل
وإذا بهم كانوا يبكون، وروح نطقت وقالت
_احنا بخير
وبعد أن هدئوا جميعا كان على المهدي أن يتماسك ولا يبين لهم مدي خطوره ما حدث وقرر على أن يتغاضي عنه لكي لا يبث الخوف والعله في قلوب ابنائه ولكنه اسر ماحدث بينه وبين زوجته وفي اليوم التالي قد ذهب إلى عمله ولكنه كان متعب جدا في هذا اليوم وكان لا يقابل احد ولا يريد أن يتحدث مع احد وظل في مكتبه إلى أن اتي موعد استقبال شوقي عبدالحكيم في المطار وقد خرج من مكتبه واخذ سيارته واتجه نحو مطار القاهره واثناء رجوعوا من المطار بصحبه شوقي عبدالحكيم وهو رجل حسن المظهر ويظهر عليه هيئه رجال الاعمال الاثرياء وإذا به قد نظر إلى المهدي وكان يراه أن حالته النفسيه ليست على مايرام وقد حدثه وقال
_أي ياحولم انت مش مبسوط انك شوقتني ولا أي، ولا تكنشي شايل هم البنزين اللي هتوصلني بي الاوتيل
المهدي ابتسم وقال له
_مقدرش ياشوقي بيه، انت عارف غلاوتك في قلبي اد أي
_اومال أي الوش اللي انت لابسه ده
_انت نازل اجازه يومين مافيش داعي اعكنن عليك بمشاكلي
_على رايك ياعم سوق خلينا نوصل
ابتسم المهدي وشوقي اكمل
_انت هتوصلني الاوتيل وهترجع تاخودني كمان اربع ساعات هنوصل مشوار صغير انا وانت
وبعد أن قام بتوصيلوا و ذهب المهدي إلى مطعم على النيل وجلس بمفرده ونظر إلى النيل وكان يفكر وظل مزاجوا عكر مما حدث له امس وظل جالسه مده طويله ولكن وفجأه قد اتت سوزان وجلست امامه دون استاذن وضحكت وقالت لهم بعد أن جلست
_اهلا يابشمهندس أي الصدفه دي
المهدي تفاجئ بوجودها واعتدل في قاعدته وضحك لها ضحكه خفيفه وقال لها
_مدام سوزان ازيك
_معلش بقي لو كنت قطعت عليك حبل افكارك
_لا أبدًا
_مالك يابشمهندس
_ولا حاجه
_هتزعلني منك ؟
_مش فاهم
_احنا مش متفقين اننا المفروض بقينا اصحاب ولا أي
_برضو مش فاهم
_لا انت مش مجمع بس لو ركزت هتفهم أن المفروض الصحاب مش بيخبوا على بعض حاجه
المهدي ضحك وسوزان اكملت
_انت عارف اننا مشكلتنا واحده ؟
المهدي تعجب وقال
_مشكلتنا واحده ازاي
ثم دفعه الفضول وقال
_وانتي تعرفي اصلا أي هي مشكلتي ؟
_مش بس كده دانا كمان عارفه انك اعد هنا ومجيتي مكنتش صدفه ولا حاجه
المهدي قد اصابوا شيئ من الضيق قال له
_أنتِ بتراقبيني بقي ؟
سوزان ابتسمت ونطقت بكل ثقه
_برضو انت مش مجمع يابشمهندس، لو براقبك اقدر اعرف مكانك لكن مقدرش اعرف أي اللي جواك
المهدي قد انتبه له جيده وفي هذه اللحظه شعر أن سوزان تعرف شيئ عن ماحدث له وقد قال لها بكل هدوء
_طب وبعدين ؟
ثم اخرجت سوزان من شنططها ملف وقامت باعطائه لعبدالحليم وقالت
_اتفضل
المهدي اخذه وقال
_أي ده ؟
ثم اطلع عليه، وسوزان اكملت حديثها وقالت
_ده كشف بحسابي في البنك ده غير الاصول
المهدي شعر بعدم فهم مايحدث وضع الملف على الطرابيزه بتهاون وقال
_ايوه وأنا مالي ومال الكلام ده مش فاهمك يعني بصراحه ولا عارف أنتِ عايزه أي ؟
_ماهو ده لي علاقه بالموضوع اللي هفتحك فيه
المهدي ازدات توتره وفضولوا وقال
_موضوع أي ؟
_انت شوفت الحساب بعينك وبس شويه الفكه اللي فوق الرقم الصحيح يغطوا ثروتك ويمكن اكتر كمان، ده غير الاصول
_انا برضو مش فاهمك
سوزان تحدث معه وقد ظهر عليها الاسي النابع من حديثها وقالت
_نتكلم بقي في مشكلتنا، انت عارف أي هي مشكلتنا، مشكلتنا هي الوحده، ايوه الوحده، مع انك متجوز ومخلف بس دايما حاسس بالوحده، وأنا بعاني اشد معناه من الوحده، انا كنت فاكره لما هنزل مصر هحس بالونس والعشره والجيره وكل كلام اهالينا اللي سمعناه منهم زمان، لكن دلوقتي الطوابع اتغيرت والمبادئ اتغير وبقي كلو يقول يله نفسي ومافيش أي حاجه في الدنيا فضلت زي ماهي، بس انت عارف أن انا عمري ماحسيت بالامان، غير معاك انت
المهدي رفع حجبيه وقد طاف عليه شئ من الغضب وظهر وجه ولكنه كان كاتمه والتزم بالصمت وسوزان اكملت حديثها وقالت
_حسيته لم لما رجعت مصر واتعاملت معاك حسيت انك امين وفعلا انا معاك بحس بده مش كلام، وأنا هاجي معاك بصراحه وهطلب منك انك تتجوزني وكشف الحساب اللي ورتهولك علشان متفكرش أني طمعانه في حاجه
وقد فاض الغضب على وجع المهدي و رد عليها بدفعه وغضب وقال
_أنتِ بتقولي أي ياست أنتِ، أي التخاريف دي أنتِ بتهزري صح؟
سوزان شعرت بال**ره ونطقت بهدوء وقالت
_لا انا بتكلم بجد
_انا في أي ولا في أي أنتِ باين عليكي بتخرفي
ثم قام وذهب تركها وغادر والغضب قد ملئ وجهوا، وقد ذهب إلى طبيبه الخاص الدكتور هشام وبعد أن دخل عيادته وجلس وقص عليه ماحدث من سوزان والدكتور حدثه وقال
_وبعدين
_طلبت مني الجواز
الدكتور هشام ضحك بصوت مرتفع وقال
_عظيم عظيم