وصلت بعد ساعة تقريبًا وترجلت من السيارة أمام ال*قار.. اتجهت إلى الباب الرئيسي وهي تنظر حولها بحثًا عن سيارة حازم لكنها لم تكن موجودة.. تن*دت بحزن واضح ثم دلفت إلى الداخل واستقلت المصعد إلى الطابق المنشود.. عند وقوفه خرجت متجه إلى الداخل ودخلت وهي تقول بسأم :
-صباح الخير
نظرت ميار إليها بلهفة وقالت مبتسمه :
-صباح الفل.. اتاخرتي ليه؟!
وقفت أمام المكتب تنظر إليها بحزن وتن*دت بضيق قائلة :
-على ما لقيت مواصلة.. هو أستاذ حازم مش جاي النهاردة؟
-أستاذ حازم جه استلم الأبحاث ومشي
حملقت بها في دهشة قائلة :
-بجد؟!.. طيب والبحث بتاعي دلوقت يعمل معايا مشكلة
-ربنا ما يجيب مشاكل.. روحي بيته سلميه البحث
فكرت للحظات ثم تساءلت عن عنوانه فقامت بكتابته داخل ورقه وأعاطتها إياها.. نظرت إليها بلهفة ثم تركت المكان وخرجت بل خرجت من العمارة أيضًا واستقلت سيارة أجرة تنقلها إلى العنوان.. أخرجت البحث من حقيبة يدها وراجعت بياناتها التي كتبتها داخل الصفحة الأولى ثم ضمته إليها.. شعرت بدقات قلبها تدق داخل ص*رها فيبدو أن ال*قل أعطى مؤشر للقلب بأنه سيتقابل مع حبيبه اليوم
***يتبع
........
عند وصوله صف السيارة أمام البوابة فأعطت له المال المطلوب وترجلت تطلع حولها.. ثم وقفت أمام فردي الأمن وأعطت لهما البطاقة فدخل أحدهم ليخبر من في الداخل.. وعندما سمحت حياة بدخولها تركوها تدخل.. نظرت إلى كلا الاتجاهين وهي تتقدم إلى الباب الرئيسي وكانت حياة في انتظارها..
وقفت أمامها تطلع إليها بابتسامة واسعة وأعجبت بملامحها كثيرًا وقالت بهدوء :
-عايزه اقابل استاذ حازم
-اتفضلي
دلفت إلى الداخل ناظره إلى الأرض وتلتقط أنفاسها بصوت مسموع يدل على توترها الذي أثر على معادتها.. تركت نجلاء الحديقة ودخلت متسائلة :
-مين يا حياة؟
أجابت وهي تغلق الباب :
-بنوته بتسأل عن حازم
-أول مرة واحده تسأل عن حازم
قالت كلماتها في تعجب ثم رحبت بها وأصرت على أن تجلس على الاريكة وبالفعل نفذت رغبتها.. جلست إلى جوارها وهي تحمل سليم بين يديها.. نظرت فاطمة إليه لتتذكر ذلك الطفل الذي كان معه في الصورة.. بعدها نظرت إلى حياة التي جلست على المقعد المجاور إلى الاريكة وقالت مبتسمه :
-حضرتك جميلة جدًا
ابتسمت وهي تسحب حجاب عباءة الصلاة عن رأسها وقالت بهدوء :
-أنتِ أجمل يا حبيبتي
-شكرًا.. هو استاذ حازم فين
-هو لسه ماوصلش لكن هكلمه واشوفه فين
رفعت الجلباب لتأخذ الهاتف من جيب سروالها واتصلت عليه.. أجاب عليها بعد لحظات لتخبره بوجود فاطمة بعد أن علمت اسمها منها ثم أنهت معه المكالمة قائلة :
-على وصول
أومأت بالإيجاب بعد ذلك نظرت إلى الأمام وهي تفرك في أصابع يديها.. جاءت زهره وجلست على ركبتيها كي تتابع تلوين الشخصيات المتحركة.. اندهشت من وجودها وأول ما فكرت به أنها ابنته أيضًا لكن قالت حياة لتنفي ما فكرت به :
-دي زهره أخت حازم الصغيرة
رفعت زهره رأسها إليها بابتسامة واسعة كما ابتسمت الأخيرة إليها قائلة :
-ازيك يا حبيبتي
ردت عليها بثقل في حروف كلماتها :
-الحمد لله
تعجبت من طريقة حديثها فقالت حياة بهدوء :
-زهره عاملة عميلة زرع قوقعه ويدوب لسه بتسمع جديد وبدأت تتكلم
-ربنا يكمل شفاها على خير بإذن الله
-تشربي ايه بقى؟
قالت مسرعة :
-لاء شكرًا.. هسلم البحث وأمشي
همت أن تتحدث لكن بكى الصغير فنهضت عن المقعد لتأخذه من بين يدي نجلاء وصعدت إلى الطابق العلوي.. أخذت نجلاء تسألها عن العمل وعن حازم كثيرًا وهي تجيب عليها بحسن نية.. حتى فائجتها بسؤال :
-ايه رأيك في حازم؟!
نظرت إليها في دهشة وأخذ قلبها يعلوا ويهبط بوضوح من كثرة الخجل والتوتر كما أصبحت وجنتيها كوردة حمراء خجلت من كلمات عاشقها لها.. لاحظت توترها الزائد لتعلم إنها معجبة به بل وتعشقه ايضًا لتتسع ابتسامتها فيبدو أن زواج ابنها أصبح قريب..
دخل حازم مغلقًا الباب خلفه فنظرت والدته إليه مبتسمه وقالت :
-حمد الله على سلامتك يا حبيبي
قال بجمود وهو يقترب نحو غرفة المكتب :
-الله يسلمك يا أمي
اغمضت عينيها عنوة عندما استمعت إلى نبرة صوته التي اشتاقت إليها كثيرًا واستمعت إلى نبضات قلبها تقرع كالطبول.. دلف إلى غرفة المكتب أولا ليضع أغراضه داخلها ثم خرج متجهًا إليهما وجلس على المقعد المجاور إلى الإريكة واضعًا المفاتيح أعلى المنضدة ناظرًا إلى فاطمة وقال بثبات :
-ازيك يا فاطمة؟!
ابتلعت ل**بها في رهبة وقالت وهي تلهث :
-الحمد لله.. اتفضل البحث
مدت يدها به فأخذه ووضعه أعلى المنضدة قائلًا :
-تعبتي نفسك وجيتي ليه؟
-علشان حضرتك بتزعل من التأخير
قطب جبينه ثم ابتسم وكانت والدته تتابع ذلك الحوار باهتمام واضح.. تشبثت في حقيبتها ونهضت عن الاريكة قائلة بنبرة توتر واضحة :
-أنا هـ همشي بقى
-اقعدي اتغدي معانا
اتجهت إلى الباب بخطوات متوترة قائلة :
-اسفه يا طنط لازم امشي
قالت مسرعة :
-قوم وصلها يا حازم
-استني يا فاطمة هوصلك
التصقت في مكانها تتشبث في حقيبتها أكثر ثم التفتت إليه وتحدثت باضطراب :
-مش عايزه اتعب حضرتك
قال بهدوء وهو يفتح الباب :
-تعبك راحة
التفتت تطلع إليه بشغف ثم خرجت.. لحق بها وفتح لها الباب الأمامي فجلست على المقعد تلتقط أنفاسها بهدوء.. في حين أغلق هو الباب واتجه إلى الباب الثاني ليجلس أمام المقود وغادر إلى وجهته.. طال ال**ت بينهم وهي ترمقه بنظرات سريعة متوترة حتى وجدت نفسها تقول بنبرة حزينة غير واضحة :
-مراتك جميلة ما شاء الله
رفع حاجبيه في تعجب من كلماتها وابتسم قائلًا :
-شكرًا.. لكن حياة مش مراتي أنا مش متجوز اصلًا
وجدت نفسها تلتفت بكليتها إليه في دهشة وتحدثت بابتسامة واسعة :
-بجد؟.. مش مراتك بجد
-أه بجد.. حياة مرات أخويا..
أخذت تلهث بصوت مسموع وفجأة شعرت بالهدوء في قلبها.. فيما كان هو يرمقها بعدة نظرات متتالية وقال بمكر :
-فرحانه علشان مش متجوز؟
شعرت ببلاهة تصرفها مستنده بظهرها إلى المقعد بشده كما قوست ل**نها داخل فاها بالكاد تبتلعه.. توقف عند الإشارة وتأملها للحظات ليكرر سؤاله مجددًا.. مسحت على وجهها بيديها وقالت باضطراب :
-لاء عادي.. ربنا يرزقك ببنت الحلال
-قريب إن شاء الله
أومأت بالإيجاب وقاومت ذلك الخجل الب*ع ونظرت إليه بثبات وتساءلت كي تبدل ذلك الحوار :
-هو حضرتك كنت في النادي قبل ما تجيلي القسم
-لاء.. ليه؟!
اتسعت ابتسامتها واضعه يدها على خدها اليمين فخبأت غمزتها دون قصد ليشعر هو بالغيظ فببساطة يعشق تلك الغمزة ويتفاءل بها.. بينما هي قالت بنبرة إعجاب :
-أصل حضرتك كنت لابس لبس رياضي.. لكن تعرف هو أحلى عليك من البدل
-أه أنا كمان بحب الكاجول.. لكن شغلي حكم عليه لبسي
استمع إلى صوت فتح الإشارة فتابع القيادة إلى وجهته.. فتحت سحابة الحقيبة برفق وأخرجت الظرف قائلة بحزن :
-أستاذ حازم أنا مش هقبل الفلوس دي وشكرًا لحضرتك على المساعدة الغير مباشرة
رمقها بنظرة سريعة ثم انتبه إلى الطريق وقال بجدية :
-ده نص مرتبك
-لاء مش هقبل بالمرتب ده لأنه مش من حقي
-أنتِ شغلك في المكتب صعب وأظن ده حقك
قال محاولًا إقناعها بأخذ الأموال دون أن يُبين لها إنها مساعدة منه لها.. لكنها تفهم هذا جيدًا كما جعلها تشعر ب*عور سيء وتحدثت بضيق واضح :
-مهما ان كان الشغل متعب مايوصلش للمرتب بالمبلغ ده
أومأ بتفهم وأخذ الظرف وضعه خلف محرك السيارة وتابع القيادة في **ت.. نظرت هي إلى الخارج بواسطة النافذة ولمعت عينيها بالبكاء لكنها نجحت في أن تمنع تلك الدموع من الهبوط.. عند وصوله إلى مقر العمل صف السيارة جانباً.. فمسحت أسفل عيناها ثم نظرت إليه بابتسامة حزينة متمتمه بالشكر.. همت أن تفتح باب السيارة لكنه منعها بإغلاق السيارة وقال مضطرًا :
-فاطمة خدي الفلوس لأنه مرتبك.. وكل أول شهر تستلمي المرتب
-لكن أنا لسه ماشتغلتش
زفر بنفاذ صبر وأخذ الظرف يمد يده به إليها قائلًا بحسم :
-خدي الفلوس ده مرتبك وانا واثق في شغلك.. دي مش مساعدة
اخذت الظرف وهي تطلع إليه بحزن قائلة :
-مش همد أيدي على مليم منهم غير لما الشهر يخلص
-عنادية
***
" القصر.."
دخل آدم ينادي حياة فتركت الحديقة ودخلت متجه إليه بخطوات واسعه وثغرها مزين بابتسامة خاصة به.. وقفت أمامه وقالت بشغف :
-وحشتني جدا
-انتِ وحشتيني اكتر يا روحي
قبلها على جبينها بحنان وقبله مثلها على جبين طفله الصغير وهي تقول :
-هنيم سليم وأحضر الغدا
قبلته على وجنته بنعومة ثم تركته متجه إلى الدرج.. تن*د بهدوء وتحرك إلى غرفة مكتب ش*يقه ووقف يدق الباب.. لم يستقبل أي رد فاضطر لفتح الباب يتفقد المكان الخالي من وجوده.. ثم أغلقه وجلس على أقرب اريكة مستندا بمرفقيه على ركبتيه.. بعد لحظات قليلة لفت نظرة ملف أعلى المنضدة.. أخذه وفتح أول صفحة ليقرأ بيانات الفتاة..
دخل حازم مغلقاً الباب خلفه وعندما وجد ش*يقه اتجه إليه قائلا :
-دومي وحشني ماشوفتكش النهاردة
ثم جلس إلى جواره فابتسم الأخير ونظر إليه قائلًا :
-أنت كمان وحشني.. أخبار شغلك ايه؟
-الحمد لله من قضية لقضية لمحكمة
ربت على كتفه من الخف قائلًا :
-ربنا يعينك ويقويك..
ثم مد يده بالملف وتساءل في شك :
-أسم والد البنت ده ماعداش عليك قبل كده؟!
تناول الملف وتفقد الاسم جيدًا لينظر إليه مجددًا قائلاً :
-مش فاكر انا بسمع أسماء بعدد الرمال
أومأ بتفهم وتساءل :
-البنت دي ايه علاقتك بيها
-بتشتغل وبتدرب عندي.. ليه يا آدم؟
-حازم والد البنت دي اللي كان متجوز عمتك كاميليا
حملق به في دهشة :
-أنت متأكد
-طبعًا.. اسمه محفور في ذاكرتي..
ثم أردف :
-خلي بالك يا حازم حاجة زي دي تزعلها
تحدث وهو مازال لا يصدق هذه الصدفة :
-فاهم
..... يتبع