-خلي حازم هو اللي يدخل
-يعني هطردة يا كارمن ده كتر خيره على اللي عمله معاكِ
أومأت بالإيجاب فاتجهت إلى الباب وفتحت إياه وآذنت لهما بالدخول.. دخل حازم ووقف عند مقدمة الفراش قائلًا :
-حمد الله على سلامتك يا كابتن
-الله يسلمك شكرًا على سؤالك
فيما وقف كابتن محمد على بُعد عدة خطوات من الفراش وقال بنبرة واضح عليها الحزن والقلق :
-حمد الله على سلامتك يا كارمن الف سلامة
قالت دون أن تنظر إليه :
-الله يسلمك
استأذن حازم وخرج ليجلس بالخارج فتساءلت فاطمة :
-تشرب ايه يا كابتن
-لاء شكرًا ماليش نفس
انتظرت لحظات ثم استأذنت هي أيضًا وخرجت كي تجلس مع زوجها.. سحب مقعدًا وضعه إلى جوار الفراش وجلس عليه فقالت بوهن دون مقدمات :
-تقريبًا وعدي ليك هيتنفذ
أصابه الشعور بالقلق الشديد وتساءل في توجس :
-حاسة بحاجة يا كارمن؟!
-مش قادرة اوصف الوجع اللي أنا حاسة بيه
رفع يداه وضعها على كف يدها بلطف كما تحدث :
-سلامتك من الوجع.. يارتني كنت مكانك..
ادارت رأسها ناحيته تنظر إليه بنظرات عتاب مؤلمة فلاحظ عتابها له بنظراتها وقال بجدية :
-أنا آسف على كل كلمه قولتها زعلتك مني.. حاسس ان أنا السبب في اللي حصلك..
وضع يده أعلى ص*ره عندما استشعر بغصة في قلبه وتابع بحزن :
-ربنا يقومك بالسلامة.. بإذن الله هفضل جمبك وادعمك وهتلعبي أحسن من الاول
أومأت برأسها وتساءلت بصوت منخفض :
-يعني مش زعلان مني؟!
لاحت ابتسامة على شفتيه وقال بمرح :
-طبعًا هو انا اقدر ازعل منك
تأوهت بخفه بفضل ضحكتها البسيطة التي فلتت من بين شفتيها وقالت بجدية :
-يا رتني كنت عملت حادثة من يوم ما عرفت
تحدث بنبرة حانية :
-بعيد الشر عليكِ
بالخارج جاء عُدي بعد أن جلب العلاج المطلوب ووقف ينظر إلى حازم الذي نهض عن مقعده ليقف أمامه ومد يده إليه وهو يقول برسمية :
-حمد الله على سلامة كارمن يا دكتور
صافحة وقال مبتسمًا :
-الله يسلمك يا متر
وقفت تنظر إليهما ثم أخذت حقيبة العلاج من يد ش*يقها ودخلت بعد أن دقت الباب.. وضع حازم يديه في جيبي سرواله وقال بود :
-لو احتجت اي حاجة كلمني اعتبرني زي اخوك
رفع حاجبيه بمرح وقال مازحًا :
-ما عنديش اخوات..
تعجب من رده لكنه تابع بجدية :
-لكن طالما أنت جوز اختي غصب عني تبقى أخويا
ابتسم إليه وربت على كتفه لكن عُدي وجد نفسه يحتضنه فعقد الأخير حاجبيه قليلًا معلقًا يديه بالهواء ثم بادله بالعناق فقال الأخير :
-طبعًا كان المفروض أوصيك عليها يوم الفرح لكن مش مشكلة
-فاطمة جوا قلبي ماتقلقش عليها
ابتعد عنه يومئ برأسه ثم أخرج مفتاح الشقة من جيب سرواله ومد يده به وهو يشكره بامتنان على استضافتهم.. رفض يأخذه لكن عُدي أصر وهو يشكره مجددًا.. أخذه مضطرًا ونظر حازم إلى ساعة يده واستأذن حتى لا يتأخر عن عمله بالمكتب.. استأذن عُدي ودخل ليرسل له فاطمة ووقفت تتحدث معه للحظات وقبل أن يغادر ودعها بقبلة على جبينها.. وقفت تنظر إليه بابتسامة واسعة وتسأل الله أن يحميه ويبارك فيه
***
" بالشركة.."
في تمام الساعة الثامنة صباحًا وصلت إلى مقر العمل وتركت سياراتها بالمكان المخصص لها ودلفت إلى الشركة من ثم استقلت المصعد الكهربائي إلى الطابق المنشود.. عقب وقوفه خرجت متجه نحو غرفة مكتبها لكنها تذكرت مروان وغيرت مسارها إلى حيث غرفة مكتبه وقد لاحت ابتسامة واسعة على ثغرها..
عند وصولها وقفت أمام الباب ممسكة بالمقبض وكادت أن تدق عليه باليد الأخرى لكنها استمعت إلى صوته العال والذي يبدو عليه الحده والتذمر :
-أنا بحبها يا ماما ومستحيل استغنى عنها
اختفت ابتسامتها فجأة واضعه يدها أعلى ص*رها لكونها شعرت بغصة داخله حيث تابع كلماته الحادة :
-هي يعني المطلقة م***ع تتجوز تاني.. تفكيرك غريب بجد.. واصبري لما تشوفيها الأول بعدين احكمي عليها
**ت للحظات يستمع إلى حديث والدته التي ترفض زواجه من مرام لأنها مطلقة ليرد عليها بذات الحده :
-أنا مش بعصى أوامرك لكن دي حياتي أنا ومن حقي اختار
تن*دت بألم وتحركت متجه إلى غرفة مكتبها فلم تتحمل سماع أكثر مما سمعت.. ومن الداخل تؤيد حديث والدته فهي من حقها أن ترفضها و من حقها ان تتمن لابنها فتاة لم تتزوج من قبل.. دخلت إلى غرفة المكتب مغلقة الباب خلفها بعنف ثم جلست على المقعد الخاص بها تحملق بالفراغ بحزن واضح.. وبكل هدوء هبطت دموعًا ساخنة على وجنتيها وتذكرت كل شيء سيء حدث معها وهي مع مالك.. ويبدو أن الحياة لن تعطي لها فرصة ثانية
***
" القصر.."
في تمام الساعة الثامنة والنصف صباحًا دخلت الغرفة مغلقة الباب خلفها بهدوء.. واتجهت إلى الفراش وجلست على حافته بهدوء وأخذت تتأمله عن قرب.. ثم رفعت كفها وضعته على شعره وخللت أصابعها بين خصلاته الكثيفة وتتفحص ملامحه بنظرة اشتياق واضحة..
لأول مرة منذ زواجهما تنام بعيدًا عن أحضانه.. اقتربت منه وأطبقت شفتيها على جانب رأسه برقه بعد ذلك نظرت إليه عن قرب أكثر وهمست بنبرة اشتياق :
-وحشتني جدًا
ثم وضعت يدها على وجنته تحرك اناملها بلطف على لحيته للحظات حتى استيقظ على لمساتها الرقيقة.. ونظر إليها قاطبًا جبينه فاستقام ظهرها على الفور ساحبة يدها عن وجنته فقال بنبرة نعاس بعد أن امسك بكفها :
-وحشتيني
ثم وضع راحة يدها على شفتيه يقبلها عدة قبلات رقيقة لتشعر بدفء شفتيه وخ*ف روحها برقته معها وتحدثت بنعومة :
-أنت كمان وحشتني جدًا
وضعت رأسها على ص*ره عقب انتهاء حديثها فضمها إليه بكلتا يديه وقبلها على رأسها عنوة وقال بجدية :
-الليل بعيد عنك صعب وطويل يا جنتي.. ربنا يخليكِ ليا
-يا رب ويخليك ليا
رفعت رأسها وقبلته على ذقنه برقه فقبلها هو من شفتيها معبرًا لها بها عن مدى اشتياقه لها.. ابتعد عنها بعد لحظات وضمها إليه ثانية وتساءل باهتمام :
-كارمن عاملة ايه؟!
-الحمد لله بخير والدكتور حدد لها معاد عملية رجليها الأسبوع الجاي..
رفعت رأسها عن ص*ره تنظر إلى الأمام في حزن وتابعت في توجس :
-قلقانه عليها وخايفه يحصل لها حاجة لو الدكتور منعها من لعب الكورة
-مش هيحصل بإذن الله
-يا رب دي الكورة في دمها..
ثم نظرت إليه وتابعت :
-المهم أنا جيت اشوفك وأغير هدومي واروح لها تاني.. مواعيدك ايه النهاردة
رفع جذعه عن الفراش وحك جبينه وهو يقول :
-في محكمة النهاردة الساعة عشرة وبعدها تحقيق بعد الظهر وبعد ما اخلص هروح المكتب
مسكت بيده وضعتها بين راحتي يديه وقالت بنبرة حانية :
-ربنا يعينك ويقويك
رفع كفها إلى حيث شفتيه وطبع قبلة حانية عليه وقال مبتسما :
-يا رب يا روحي ويخليكِ ليا
***
" استديو التصوير.."
عادت اليوم من طنطا واتجهت مباشرةً إلى الاستوديو كي ترى شريف وتخبره بأنها أصلحت علاقتها بأهلها.. عند وصولها صفت السيارة جانبًا وترجلت متجه إلى الداخل لكن أمن البوابة اوقفها فأجابت بأنها أخذت موعد من المخرج شريف.. سمح لها بالدخول فشكرته وتابعت السير وسألت أحدهم عن مكان التصوير ليرشدها بمكانه..
دخلت بحرص ووقفت عندما رأته يجلس خلف شاشة عرض صغيرة وهم يصورون المشهد.. عقب انتهائه طلب بإعادته من جديد وهو يؤكد عليهما ردود أفعالهم.. بدأ المشهد من جديد وتابعهم باهتمام شديد حتى أنهى المشهد وأمرهم أن يجهزوا للمشهد الثاني..
تقدمت جنى خطوتين ووقفت تنادي فالتفت لينظر إليها وقد تحولت ملامحه إلى الدهشة وترك ما في يده واتجه إليها ليقف أمامها ومد يده إليها وهو يتأملها بعينين لامعتين من كثرة الاشتياق.. صافحته بابتسامة واسعة فتساءل باهتمام :
-جني رجعتي امتى وعاملة ايه؟!
-لسه النهاردة وجيت على هنا على طول.. وأنا بخير الحمد لله أنت عامل ايه
سحب يده من يدها وتحدث بجدية وما زال يتأملها بحب :
-بخير طبعًا لما شوفتك يا جنى
أطرقت رأسها بابتسامة خجولة ونظرت إلى يديه لم تجد دبلته لترفع عيناها إليه بلهفة وتساءلت بفضول :
-أنت ليه مش لابس الدبلة؟!
نظر إلى يده اليمنى وعاد بالنظر إليها ثانية وابتسم قائلًا بجدية :
-لاء ما هو ماكنش فيه دبلة أصلا يعني خبر خطوبتي إشاعة
حدقت به في عدم تصديق وشعرت بنبضات قلبها تدق داخل ص*رها وهي تساءل بصوت مبحوح :
-طيب ليه قولت لي انك خطبت؟!
-لأن كنت عايزك تعدي الايام الصعبة لوحدك وانك تقدري تتغلبي على أي شيء.. لازم يا جنى تعتمدي على نفسك مش على حد غير نفسك.. وأنا فخور بيكِ علشان رجعتي أقوى من الأول
أومأت برأسها وتحدثت بجدية ممزوجة بالحزن :
-أنا فعلًا اتعلمت الدرس كويس جدًا وعديت المرحلة الصعبة دي.. وشكرًا على سؤالك عليا كل فترة..
ثم تن*دت بعمق تمسح أسفل عيناها وقالت بابتسامة واسعة كي تغير ذلك الحوار :
-المهم أنا جيت اشوفك وأقولك أن الحمد لله صلحت علاقتي بأهلي
-مب**ك يا جنى وربنا يوفقك في حياتك
-يا رب.. شكرًا استاذ شريف
-العفو أستاذة جنى.. بعد ما اخلص تصوير الفيلم ده عايز اشوفك علشان موضوع مهم
تساءلت بفضول شديد :
-موضوع ايه؟!
ابتسم قائلًا :
-هقولك بعد انتهاء التصوير
لوت ثغرها بضجر وطلبت منه أن تظل هنا لمشاهدة تصوير مشاهد اليوم ليوافق على الفور وجعلها تجلس على المقعد المجاور له بكل سرور
***يتبع