الفصل الثاني (2)

3106 Words
استيقظ أيهم من نومه ونظر للساعا بجانبه فوجدها الخامسة والنصف صباحًا , نهض من الفراش وتوجه كى يُبدل ملابسه , وما هى إلا عدة دقائق وكان يخرج من باب الفيلا متوجهًا للركض كعادته اليومية . تجسدت أمامه كالعادة عدة مشاهد من الذكريات الماضية فشرد بها أثناء ركضه . .. كانت زُهرة واقفة على باب غرفة أيهم تبكى , بينما كان أيهم يضع الملابس الخاصة به بحقيبته فى غضب , وما إن انتهى حتى أغلق الحقيبة وخرج من الغرفة فأمسكت بذراعه قائلة برجاء - الله يخليك يا بنى ما توجع قلبى حرر ذراعه من يدها وتوجه إلى الباب وفتحه تحت صياحها بإسمه ودموعها التى أغرقت وجنتيها , وما إن هم بالخروج من المنزل حتى هتف صبرى قائلًا بتهديد - لو خرجت من البيت مش هترجعه تانى .. سامع استدار ونظر له دون أن يتحدث ثم خرج من المنزل بينما لحقت به زُهرة وهى تهتف بإسمه فى لوعة ولكنها توقفت فجأة ما إن هتف صبرى بجدية - لو نزلتى وراه هتبقى طالق .. عاد من ذكرياته على ارتطام جسد ضخم به وما إن تعرف عليه حتى هتف بابتسامة - رو** نظرت له الفتاة الممسكة بالكلب وعلى وجهها ابتسامة مشرقة قائلة - أول ما شافك لقيته بيشدنى ليك كإنه حاسس بيا تنحنح بخشونة وتحسس رأس الكلب قائلًا - إحنا أصحاب بقى تأبطت ذراعه قائلة - يا بخته بيك والله .. مش ناوى تحطنى معاك فى الخانة دى نظر لها قائلًا بتساؤل يشوبه العبث - الأصدقاء نظرت له قائلة بدلال راقى - إنت شايف إيه ؟ ابتسم ابتسامة واسعة قائلًا وهو ينظر بساعته - أنا شايف إنى اتأخرت جدًا جدًا على الشغل ولازم أمشى حالًا تركها وتوجه مرة أخرى إلى الفيلا راكضًا فنظرت فى أثره قائلة بهيام - تقيل موت بس بردو بحبك ... وصل إلى الفيلا , وما إن صعد إلى الطابق الثانى حيث غرفته حتى التقى بمعاذ الذى هتف قائلًا وهو يحك شعره بيده - صباح الخير نظر له أيهم قليلًا باستغراب ثم هتف قائلًا - غريبة صاحى بدرى يعنى دنا كنت جاى أصحيك هتف معاذ بمزاح - قولت أفرح قلبك مرة وأصحى بدرى بدل ما إنت كل يوم تدينى قصيدة طويلة بسبب الصحيان متأخر ضحك أيهم قائلًا - عقبال ما تنزل تجرى معايا كدا مرة من نفسك وأهو تخلصنى من ميادة ضحك معاذ قائلًا - شكلك كدا قابلتها النهاردة أومأ أيهم إيجابًا فى ملل فضحك معاذ قائلًا - يا بختك يا عم .. بذمتك دى واحدة تتساب هتف أيهم وهو يتوجه إلى غرفته - مش عايزها يا خويا .. ربنا يهنيها بغيرى هتف معاذ بابتسامة حالمة - أهى ميادة دى الواحد يتجوزها ويعملها كل اللى هى عايزاه .. أه بس لو أطولها وأتجوزها دنا مش هخليها تتحرك من مكانها يا عم وهعملها كل اللى هى عايزاه .. دنا هعملها قرد عشان تبقى مبسوطة توقف أيهم واستدار ينظر له قليلًا قبل أن يهتف بجدية غاضبًا - معاذ ركز مع روفيدا شوية هتف معاذ بتهكم - ودى أركز معاها من أنهى حتة بقى هتف أيهم بغضب - معاذ هتف معاذ بهمس ممزوج بالضيق - بلا معاذ بلا زفت بقى صاح أيهم بتساؤل غاضب - بتقول إيه ؟ أشاح معاذ بيده وهو يدلف إلى غرفته مرة أخرى قائلًا - مبقولش أنا رايح ألبس إستنانى عشان مليش مزاج أسوق ميادة ( فتاة فى السادسة والعشرين من عمرها , شعرها بنى قصير يصل إلى بداية أكتافها , بيضاء البشرة , متوسطة القامة , عينيها بنية اللون , جسدها ممشوق ) ... بعد مرور فترة قصيرة كان أيهم ومعاذ قد وصلوا الشركة فلاحظ معاذ تقدم أيهم نحو المصعد بخطوات أشبه إلى الركض فنظر له باستغراب قائلًا - إنت بتجرى كدا ليه ؟ لم يجيبه ودلف سريعًا إلى المصعد فدلف خلفه قبل أن ينغلق المصعد قائلًا - مترد عليا يا بنى بتجرى كدا ليه ؟ نظر أيهم للأرقام المدونة على شاشة المصعد باهتمام قائلًا - عايز أدخل المكتب قبل ما توصل عقد معاذ حاجبيه باستغراب قائلًا - هى مين ؟ نظر له أيهم بضيق , وما إن فُتح المصعد حتى هتف وهو يتوجه سريعُا إلى مكتبه - مش عايزاها تشوفك إنت كمان لحق به معاذ قائلًا بعدم فهم وهو يدلف إلى المكتب خلفه - هى مين دى يا بنى ؟ استدار أيهم قائلًا بهدوء - فتون نظر له معاذ بغير تصديق فتوجه إلى النافذة ونظر منها ليهتف معاذ بسخرية - وأنا بقى ألبس طاقية الإخفى عشان متشوفنيش هتف أيهم وهو مازال ينظر من النافذة - إتصرف .. عارف لو عرفت إنها شافتك قبل ما أقولك إنت حر لم يجيبه بل نظر له بضيق فهتف أيهم بنفاذ صبر - روح لمكتبك يا معاذ قبل ما تيجى زفر معاذ ثم خرج قائلًا بضيق - والله أنا ما عارف أخره عمايلك دى إيه ! ... فى نفس التوقيت كانت فتون واقفة فى انتظار أحد الأتوبيسات العامة كى تستقلها متوجهة إلى الشركة وهى تنظر بساعتها كل لحظة فسوف تتأخر بتلك الطريقة وإن استقلت أحد سيارات الأجرة سوف تنتهى الأموال التى بحوزتها .. قطع أفكارها وصول الأتوبيس فاستقلته سريعًا ونظرت بحزن للمقاعد فلم تجد كالعادة أى منها شاغرًا , تمسكت بأحد المقاعد جيدًا كى تتجنب السقوط ما إن يتحرك الأتوبيس .. وصلت عقب عدة دقائق إلى الشركة وتوجهت إلى المصعد بخطوات أشبه بالركض وهى تسب الزحمام الذى علقت به والذى أدى إلى تأخيرها أول يوم بالعمل لمدة عشرين دقيقة كاملة , بينما كان أيهم يتابعها بعينيه من نافذته وعلى وجهه ابتسامة مشرقة . وصلت إلى المكتب وهى تتنفس بسرعة فنظرت لها أمل ( السكرتيرة الخاصة بأيهم ) قائلة - إيه اتأخرتى كدا ليه ؟ جلست فتون على المقعد وهى تضع يدها على ص*رها قائلة - والله غصب عنى .. أنا وقفت كتير أوى أستنى الأتوبيس لحد ما جه نظرت لها أمل بشفقة ثم هتفت بتساؤل - إنتى ساكنة بعيد على كدا ؟ أجابتها فتون بتعب - أه يعنى شوية أمسكت أمل ببعض الأوراق وأعطتها لفتون قائلة - خدى ده الشغل اللى هتعمليه دلوقتى .. بتعرفى تشتغلى على الكمبيوتر طبعًا مش كدا ؟ أومأت فتون إيجابًا وأخذت منها الأوراق قائلة بابتسامة واسعة - أه الحمد لله فوريرة فيه نظرت لها أمل باستغراب ففهمت فتون نظراتها فهتفت بإحراج - مستغربة يعنى عشان مكملتش تعليمى وكدا نظرت لها أمل بخجل لتُكمل بابتسامة هادئة - أنا كان عندى ظروف منعتنى من إنى أكمل .. دخلت ثانوية عامة وامتحنت وجيبت مجموع كبير كمان بس للأسف مدخلتش الجامعة .. بس أنا اشتغلت فى كذا مكتبة قبل كدا وكان كل شغلى كتابة على الكمبيوتر فتلاقينى عارفة فيه حاجات كتير ابتسمت أمل بود لتهتف فتون ببساطة - اللى مستغرباه بقى هو إنكم وافقتوا عليا هنا .. أنا الصراحة كنت فاقدة الأمل أصلًا إنى ممكن أشتغل فى أى شركة وقولت لو هشتغل ممكن يشغلونى فى البوفية .. بس واحدة صحبتى هى اللى شجعتنى أقدم وهى حتى اللى قالتلى على الشركة دى وقالتلى بما إنك بتعرفى كمبيوتر ليه متقدميش و........... قاطعتها أمل بجدية - نبقى نكمل كلامنا فى البريك لأن الشغل اللى فى إيدك ده لو متسلمش قبل البريك هيبقى يومنا ......... قطعت أمل حديثها ونظرت لفتون بخوف ممزوج بالقلق فابتلعت ريقها قائلة بتساؤل قلق - هو المدير صعب أوى كدا ؟ أومأت أمل إيجابًا قائلة - جدًا جدًا خصوصًا فى الشغل نهضت فتون وتوجهت كى تجلس على المكتب الصغير والذى وضع خصيصًا لها وبدأت فى ممارسة عملها تحت نظرات أيهم والذى كان يتابعها بعينيه من خلف ستاره مكتبه التى تغطى الزجاج الذى يفصل بينهم . ..... بعد مرور عدة ساعات دلفت أمل إلى مكتب أيهم ثم توجهت إليه قائلة بانبهار - هى خلصت كل الشغل اللى إدتهولها .. بصراحة كدا هى رهيبة فى الكتابة .. مكنتش متوقعة أبدًا إنها هتخلص كل الشغل ده فى وقت صغير كدا ابتسم أيهم فنظرت له أمل قائلة بتساؤل - معلش ممكن أسأل على حاجة ؟ هتف أيهم بحنق - أسئلتك كترت أوى على فكرة مش ملاحظة هتفت أمل بابتسامة واسعة - ملاحظة ملاحظة .. بس معلش الصراحة مش قادرة مسألش لوى فمه بتهكم فلم تعبأ بل هتفت بفضول - هو حضرتك ليه وافقت عليها ؟ .. نفسى أعرف بجد هتف بهدوء - تقريبًا سألتينى كدا امبارح وأنا مجاوبتش .. يبقى متسأليش تانى يا أمل نظرت له بخيبة أمل ففضولها يكاد يقتلها لمعرفة سر اهتمامه بها إلى تلك الدرجة , بينما كان أيهم ينظر لها وهو يعلم أنها تكاد تجن بسبب فضولها فهتف مبتسمًا - ريحى نفسك يا أمل بدل ما تطقى كدا نظرت له باستغراب ولكنه تجاهل نظراتها قائلًا - عايزاك خلال الأسبوعين دول تعرفيها كل حاجة عن الشغل .. مش عايزك تمشى غير وهى بقت ممتازة وعارفة كل تفاصيل الشغل هتفت بجدية - الصراحة بعد اللى شوفته .. أحب أقول لحضرتك هما يومين وهتبقى كويسة وأقدر أنا أمشى وقتها هتف بجدية مشددًا على حديثه - أنا قولت أسبوعين يا أمل .. مش عايزك تتسربعى معاها فى التعليم عشان تاخدى أجازة وبعدين يا ستى أهو تقعدى معانا شوية قبل ما تمشى ومنشفكيش تانى ابتسمت قائلة - والله غصب عنى .. حضرتك عارف إن خطيبى شارط عليا مفيش شغل خالص بعد الجواز .. غير كدا كنت فضلت هنا ابتسم قائلًا بود - بالتوفيق ليكى يا أمل .. إنتى من الشخصيات المحترمة اللى أنا هفضل دايمًا معتز بشغلها معايا ابتسمت بفرحة ثم استأذنت وخرجت من المكتب فقابلتها فتون والتى كانت تأكل إحدى ال**ندوتشات والتى قلبت رائحة المكتب بأكمله فنظرت لها بصدمة قائلة - بتعملى إيه ؟ نظرت لها فتون باستغراب قائلة وبعض الطعام عالق بفمها - باكل .. تاكلى اتسعت عينى أمل قائلة - بتاكلى يا حلاوة وكمان فول وطعمية نظرت أمل إلى الطعام مرة أخرى ثم هتفت بصدمة أكبر - وبتنجان مقلى !! نظرت لها فتون بضيق ظنًا منها أنها تسخر منها كونها تأكل تلك الأكلات الشعبية فهتفت بضيق - مالهم الفول والطعمية والبتنجان .. أهم أكل المصرين كلهم جلست أمامها أمل قائلة بجدية - مش بتريق على أكلك على فكرة .. بس الأكل هنا م***ع هتفت فتون باستغراب - ليه يعنى ؟ .. مش إنتى قولتيلى قبل ما تروحى للمدير إن وقت البريك ابتدى وممكن ناكل هتفت أمل بتوضيح - أيوة قولتلك البريك ابتدى وقدامنا ساعة ونرجع تانى للشغل بس الأكل ليه مكان مخصص بنقعد فيه كلنا .. مينفعش تاكلى هنا وتقلبى ريحة المكتب كدا أغلقت فتون الحقيبة البلاستيكية سريعًا قائلة باعتذار - مكنتش أعرف والله .. طيب يلا نروح المكان اللى بتاكلوا فيه ده توجهت أمل بصحبة فتون إلى الكافيتريا الخاصة بالعاملين بالشركة وجلستا تأكلان طعامهما وهما تحتسيان الشاى إلى أن إنتهت فترة الراحة وعادتا مرة أخرى إلى عملهما . ****** فى صباح اليوم التالى وصل أيهم كعادته مبكرًا إلى المكتب ووقف فى انتظار فتون وبدأت ملامحه بالإشراق ما إن رأها تتقدم بخطى سريعة إلى الشركة ثم عاد كى يجلس على مكتبه وصلت إلى المكتب فلم تجد أمل فجلست على مكتبها باستغراب فالساعة الآن الثامنة والنصف وأمل غير متواجدة , وما هى إلا عدة لحظات حتى نهضت وبدأت فى التجول فى الغرفة وهى تتطلع إلى المكتبة الصغيرة الموضوعة والتى بها عدد لا بأس به من الكتب والروايات !! عقدت حاجبيها باستغراب قائلة - إيه الروايات دى !! بدأت فى تفحص الروايات عن قرب وابتسامتها تتسع شيئًا فشىء وهى تجد أن أغلب الروايات بقلم الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس كاتبها المفضل , قطع تطلعها هتاف أحدهم - لو سمحتى يا آنسة استدارت ونظرت للشاب الواقف أمامها قائلة - أيوة .. حضرتك عايز حاجة ؟ هتف الشاب بهدوء - أنا عندى معاد مع أستاذ أ... قاطعته أمل بلهفة قائلة - حضرتك أستاذ مراد ؟ نظر لها مراد باستغراب فى البداية فهو لم يعلم بتواجدها ثم هتف قائلًا - أيوة أنا توجهت أمل سريعًا إلى الباب وطرقته ثم فتحته قائلة - اتفضل دلف مراد فأغلقت أمل الباب وجلست على المقعد تحت نظرات فتون المندهشة من تواجدها وتصرفها بأكمله !! هتفت أمل بتوتر ما إن لاحظت نظراتها - صباح الخير - صباح النور هتفت بها فتون وهى مازالت تنظر لأمل بدهشة مما دفع أمل للتحدث قائلة - إتأخرت شوية أنا عارفة .. بس أصل خالد خطيبى عربيته عطلت وهو جايبنى .. تصدقى كل شوية تعطل بينا ونقعد نصلح فيها سنة .. هى مهكحة حبتين نظرت لها فتون نفس النظرات ف*نحنحت قائلة بتوتر - مالك فى إيه ؟ هتفت فتون باستغراب شديد - إنتى اللى مالك ؟ .. إنتى مشوفتيش نفسك قاطعتى الراجل إزاى أول ما دخل وابتدى يتكلم .. ده حتى الراجل كان مستغرب وأنا كمان اتخضيت لما لقيتك بتتكلمى فجأة هتفت أمل محاولة تغطية ارتباكها - أصل أستاذ مراد كان المفروض يجى إمبارح وهو اتأخر فأستاذ......... قطعت حديثها ونظرت لفتون وهى تفكر في إسم تطلقه على أيهم ؛ فأيهم قد أوصاها بألا تخبر فتون باسمه مطلقًا هتفت فتون بتهكم - إنتى نسيتى إسم المدير ولا إيه ؟ .. هو إسمه إيه صحيح ؟ .. أنا نسيت أسألك هتفت أمل سريعًا - أدهم .. إسمه أدهم أومأت فتون إيجابًا وهى تهتف إسمه عدة مرات بهدوء ثم استدارت ونظرت للمكتبة مرة أخرى قائلة بتساؤل - هى إيه المكتبة دى صحيح ؟ أجابتها أمل بهدوء - ده أستاذ أي... أدهم قالنا نحطها استدارت فتون ونظرت لأمل باستغراب قائلة - أستاذ أدهم ده غريب أوى .. هو أنا صحيح مش هشوفه ؟! - هاااه هتفت بها أمل بارتباك ولكن لحسن حظها لم تلاحظها فتون والتى كانت قد انغمست مرة أخرى فى التطلع إلى الروايات فهتفت أمل فى نفسها - والله أستاذ أيهم ده هيجننى .. مهو لو بس أعرف هو بيعمل كدا ليه كنت عرفت أتصرف .. ده حتى المكتبة دى أنا معرفش هو حطها ليه !! استدارت فتون ونظرت لأمل قائلة بحماس وهى ممسكة بإحدى الروايات - هو أنا ممكن أخد واحدة من دول وأبقى أرجعها ؟ أومأت أمل برأسها إيجابًا قائلة بهمس - مهما كلهم بتوعك أصلًا .. كانت أمل جالسة على مكتبها تنهى بعض الأوراق التى طلبها منها أيهم عقب رحيل فتون بفترة قصيرة , حينما دلف عاملان إلى الغرفة وبدأوا فى وضع مكتبة صغيرة تحت نظراتها المندهشة , وفور إنتهائهم خرجا دون أن يجيبا على أسئلتها حول سبب تواجد المكتبة !! وبعد لحظات من استغرابها دلف أيهم إلى المكتب وهو ممسك بإحدى العلب الكرتونية الكبيرة والتى وضعها أرضًا وبدأ فى إخراج عدد من الروايات والكتب ووضعها بتلك المكتبة , وفور إنتهاؤه إلتفت إلى أمل المندهشة قائلًا بهدوء - لما تعوز تاخد منهم إديها دول أصلًا بتوعها .. عادت أمل من شرودها على صوت فتون وهى تهتف بتساؤل - إيه بقى المطلوب منى النهاردة ؟ ****** بعد مرور أسبوع فى القاهرة .. فى منزل الحاج صبرى كانت شادية جالسة على الأريكة تشاهد التلفاز حينما خرجت زُهرة من المطبخ قائلة - يلا يا شادية تعالى جهزى معايا السفرة نهضت شادية بعد أن أغلقت التلفاز وتوجهت إلى المطبخ وبدأت فى إخراج الصحون فنظرت لها زُهرة قائلة بود - شكلك رايقة النهاردة عن إمبارح - شوية هتفت بها شادية بجمود فابتسمت زُهرة واقتربت منها تربت على ظهرها قائلة بحنان - ربنا يريح قلبك دايما يا بنتى ويزيح عنك كل كرب استدارت شادية تنظر لها بحدة , وما إن همت بالتحدث حتى هتف صبرى والذى دلف إلى المطبخ فى تلك اللحظة مقاطعًا إياها - شادية تعالى عايزك تركت شادية الصحون بعد أن خصت زُهرة بنظرة غاضبة وتوجهت خلف والدها حيث غرفته , دلفت وأغلقت الباب كما أمرها واقتربت منه قائلة - أيوة يا بابا - إقعدى جلست على الفراش بجانبه فهتف بغضب - وبعدين معاكى فى معاملة زُهرة .. كام مرة هنبهك لكلامك معاها ؟ انقلبت ملامحها للضيق بعد أن كانت قد تراخت قليلًا لتهتف بانفعال - دى معاملتى و لوهى مش عاجبها تمشى أحسن من البيت وأهو نستريح من خلقتها الفقر نهض والدها من جلسته قائلًا بغضب - إنتى اتجننتى يا بنت عشان تتكلمى بالأسلوب ده قدامى .. أنا شكلى معرفتش أربيكى لم تجيبه فنظر لها بغضب قبل أن يهتف بتحذير - تتكلمى معاها عدل احسنلك ولازم تعرفى إن ده بيتها وهى ست البيت هنا واياك اسمعك تقولى قدامى ولا تلمحى بإنها تمشى فاهمة .. واللى مش عاجبه هو اللى يمشى اتسعت عينيها بصدمة قائلة بشحوب - إنت بتطردنى يا بابا ؟! .. بتطردنى عشان دى !! نظر لها بجمود غير عابئًا بصدمتها فتوجهت إلى الباب وفتحته وخرجت بخطوات غاضبة لتصطدم بزُهرة التى هتفت بهدوء - يلا أنا حطيت الأكل نظرت لها شادية بغضب وقد تجمعت الدموع بعينيها لتهتف بانفعال - إنتى إيه ؟ .. إنتى عايشة تخربى حياة الناس وبس .. موتى أمى بحسرتها وخليتى أيهم يسيب البيت وجوزتى بنتك المكلكعة لمعاذ وخليتيه عايش فى ق*ف ودلوقتى خليتى أبويا يطردنى شهقت زُهرة ونظرت بصدمة لصبرى الذى كان واقفًا خلف شادية مباشرةً مستمعًا لحديثها وقد بدا الغضب جليًا على وجهه , بينما أكملت شادية حديثها غير عابئة بشهقة زُهرة وقد بدأت الدموع تنهمر من عينيها - أنا هفضل طول عمرى أكرهك .. ياريتك كنتى إنتى اللى موتى بدل أمى نظرت لها زُهرة بأعين دامعة ثم هتفت وهى تن** رأسها بحزن - ياريت يا بنتى .. ياريت توجهت شادية إلى غرفتها بخطوات غاضبة وهى تكتم شهقات بكاؤها بيدها , أغلقت الباب بقوة وجلست على الأرض تبكى قائلة - يا ماما .. أنا مش عايزة أعيش .. ليه مخدتنيش معاكى .. توجهت زُهرة بخطوات شبه راكضة إلى المطبخ , وما إن دلفت حتى جلست على المقعد وأخذت تبكى فاقترب منها صبرى قائلًا - معلش يا زُهرة حقك عليا أنا رفعت رأسها ونظرت له قائلة ببكاء - هتفضل طول عمرها تكرهنى .. ياريتنا ما اتجوزنا .. ياريتنى كنت أنا اللى موت وميرفت كانت فضلت عايشة نظر لها صبرى بضيق لحديثها المتكرر ذاك ولكنها لم تهتم لنظراته بل ن**ت رأسها وأخذت تبكى بصوت مرتفع فتركها ورحل من المنزل بأكمله . شادية ( فتاة فى الخامسة والثلاثين من عمرها , طويلة القامة , قمحية البشرة , جسدها متناسق , تكره خالتها زُهرة بشدة ولا تعاملها كونها خالتها بل زوجة أبيها فقط ) ... فى المساء كانت فتون واقفة بالحمام ترتدى ملابسها عقب استحمامها حينما شعرت بمن يُحاول فتح الباب فارتعدت بخوف فالساعة قد تجاوزت الثانية عشر بعد مُنتصف الليل ووالدتها غافية , ابتلعت ريقها قائلة بخوف - مين ؟ أجابها عادل بهدوء - أنا يا فتون احتدت نظراتها قائلة بغضب - عايز إيه ؟ - عايز أدخل الحمام .. إنجزى ارتدت ملابسها بسرعة أكبر ثم فتحت الباب فوجدته مستندًا بكتفه على إطار الباب الخشبى , ينظر لها بجرأه , همت بالمرور بجانبه فوجدته يسد الطريق أمامها فاشتعلت نظراتها بغضب قائلة بحدة محاولة إخفاء خوفها - إبعد يا حيوان بدل ما أصوت وأصحى ماما وخالو نظر لها بسخرية قائلًا وهو يقترب منها أكثر - طيب صوتى وشوفى مين هيسمعك .. خالك المشلول ولا أمك اللى بتاخد الدوا ومبتحسش بحد بعدها ارتعدت أوصالها أكثر فهى تعلم أنه مُحق ولكنها لم ترغب فى إظهار ضعفها فهتفت بغضب - أنت حيوان ومعندكش دم وأنا هصوت وألم عليك الناس هتف بخبث وهو يحاول تحسس وجنتها بيده - وإيه كمان .. تعرفى إنك بتحلوى أوى كل يوم ابتعدت عنه وأمسكت بالمرأة الم**ورة والموضوعة على الرف الوحيد الموجود بالحمام قائلة وهى تلوح بها أمامه - لو قربت هموتك .. إبعد عنى احسنلك نظر لها وعلى وجهه ابتسامة لزجة قائلًا بعد أن تفحص جسدها بنظراتها الخبيثة - هتروحى منى فين يا بنت عمتى .. مش مهم نصبر شوية تركها وتوجه إلى غرفته , بينما توجهت هى سريعًا إلى غرفتها هى ووالدتها وأغلقت الباب خلفها وأوصدته بالمفتاح .. نظرت إلى والدتها الغافية على الفراش بحزن فهى تعلم جيدًا بأن الدواء يجعلها فى حالة أشبه بفقدان الوعى ولو صرخت لن تسمعها مطلقًا أو تشعر بها من الأساس أخذت الدموع تنهمر من عينيها بشدة وهى تشعر بقلة الحيلة والخوف يتمكنان منها ؛ قلة الحيلة التى عانت منها على مدار السنوات الماضية - يارب ساعدنى ****** فى صباح اليوم التالى كان أيهم جالسًا بمكتبه شاردًا بحالة فتون ؛ فاليوم حينما كان يُراقبها من خلف نافذة مكتبه لاحظ الحزن البادى على وجهها ع** الأيام السابقة , وما أوجسه خِفيه هو رؤيتها تبكى ما إن وصلت للمكتب قبل أن تأتى أمل .. هاتف أمل ودعاها إلى مكتبه ليهتف بلهفة فور دخولها - بردو معرفتيش مالها ؟ هزت رأسها بلا قائلة - هى من ساعة ما جت وهى ساكتة كدا حتى مبتسألنيش كالعادة عن حضرتك .. حتى لما خلصت الشغل إدتهولى ومأصرتش زى أخر مرة إنها تدخله بنفسها لحضرتك ومسكتتش غير لما فهمتها إن حضرتك عصبى جدًا ومعرفش حتى إقتنعت ولا لا أغمض عينيه قليلًا ثم فتحهما قائلًا - خلاص روحى يا أمل خرجت فوجدت فتون كما هى شاردة حزينة فجلست على مكتبها تتطلع إليه باستغراب ممزوج بالحزن .. .... بعد مرور فترة قصيرة نهضت أمل من جلستها بعد أن أغلقت الحاسب الموضوع أمامها قائلة - أنا هروح أكل حاجة .. مش هتيجى ؟ نظرت لها فتون وابتسمت بهدوء قائلة - لا روحى إنتى .. أنا مش جعانة اقتربت منها أمل قائلة بود رغبةً منها فى إخراجها من تلك الحالة - تعالى معايا ومتاكليش يا ستى .. يلا بقى نهضت فتون على مضض وتوجهت برفقتها إلى الكافيتريا , جلبت لها أمل كوب من القهوة حتى يزول الصداع الذى أخبرتها عنه فى الصباح ولكنها ظلت صامتة طوال جلستهما , حتى أنها كانت شاردة أغلب الوقت . ما إن إنتهيا حتى هتفت فتون بهدوء - اسبقينى إنتى .. هروح الحمام وجاية علطول أومأت أمل إيجابًا وتوجهت إلى المكتب , وعقب جلوسها بعدة دقائق دلفت إحدى الفتايات قائلة بجمود - أيهم موجود ؟ همت أمل بالرد ولكن قاطعتها فتون التى هتفت بصدمة - شادية استدارت شادية ونظرت لفتون باستغراب , وما إن همت بالتحدث حتى فُتح باب المكتب فجأة وخرج منه أيهم بسرعة ليتوقف مبتلعًا ريقه بتوتر , أما فتون فاتسعت عينيها بصدمة أكبر قائلة - مش ممكن .. أيهم ******
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD