سام:
بعد خروجي من الحمام و الذي أخذته فقط حتى أجعلها ترى آثار جريمتي ، هي مرت من أمامي تتجاهلني كعادتها و حملت القميص و دخلت للحمام حتى تغير ثيابها ، جلست على طرف السرير من جهتي و لم تلبث كثيرا من الوقت حتى خرجت و بسرعة سارت نحو مكانها ، تمددت و أولتني ظهرها
التفت بجانبية و لمحت كفها على ثغرها و اهتزاز جسدها و هذا لا يعني سوى أنها تبكي بينما تختبئ بعيدا عني ، تمددت في مكاني و جذبت علي الغطاء الذي نتشاركه بدون أن نتشارك ألامنا بل نحن نسببها لبعضنا البعض و بكل احترافية
أنا لست نادم و لن أندم على دموعها ...... و رغم برودها و صمتها إلا أن هذه الدموع تجعلني أدرك أنني لا أزال أملك مكانة بقلبها رغم خيانتي لها ، أنا أحبها رغم كرهها لي و هي لن تتخلص مني ولا من جبروت حبي لها
أغمضت عيني و مثل كل ليلة يبتعد عني النوم عندما تهاجمني أحلام يكون صراخها فيها عاليا ، فتحت عيني و وضعت كفي على وجهي أبعد العرق ثم اعتدلت في مكاني و التفت لها و كعادتها تنام بعد أن تجف دموعها و أنا أقترب منها بعد أن يغيب وعيها
وضعت كفي على كفها التي تضعها على بطنها و أغمضت عيني لتظهر أمام عيني عينيها الضاحكة ، رنت في أذني ضحكتها المبتهجة و عدت لبراءتي و لكن كل شيء تلاشى بعد أن فتحت عيني و دنوت ، أجل أمام شفتيها تسقط قسوتي و يسقط جبروتي فأتحول لطفل صغير و أسرق منها القبلات ، حتى المكان ما بين عينيها أنا قبلته و هكذا أجسد ما قاله الشاعر عندما توعد حبيبته أنه لن يبوس كفيها و لكنه وجد نفسه يبوس ما بين عينيها حتى شبع ....... الفرق بيني و بينه أنني لا أشبع ، أنا فقط أستل منها لقيمات تزيد من جوعي و الذي لن تطفئه امرأة غيرها
ابتعدت و هي لم تتحرك و لم تفتح عينيها بينما أمارات النوم تبدو عليها فتن*دت و كآخر لمسة أنا ربت على شعرها ثم أبعدت عني الغطاء ، وضعت قدمي على الأرض الباردة و تقدمت نحو باب الشرفة الزجاجي و وقفت أراقب قطرات المطر
حتى و هي ترى وشمي و لكنها لا تفهم أنه اسمها ، تحسبني تحولت و لكنني لم أتحول كليا ، كل شيء محوته في حياتي إلا هي و رغم انتقامي منها لم أكن قادرا على كرهها ..... في النهاية هي لا ذنب لها بما فعله والدها و أنا فقط كنت سبابا و بدون قصد في موت جدها
أغمضت عينيّ و عادات لي ذكريات ليلة زفافنا ، يوم موتها على يديّ أنا في أكثر الليالي التي يجب أن تحيا فيها و كان ذلك قبل سبع سنوات مضت
// ..... تمسكت بكفها و سحبتها معي و هي تجر ثوبها الثقيل و معه تجر حزنها و خذلانها ، تجر دموعها و صرخاتها المكتومة و جدي و عمتي كانا يقفان خلفنا أسفل الدرج ، صعدنا نحن و لم ألقي أي اهتمام لما تعانيه في مجاراتي و كل ما كان يدور برأسي كلماتها و هي تصرخ بكرهها لي و تخبرني أنها لن تكون لي أبدا
ستكونين لي سارا أقسم
وصلنا لغرفتي و فتحت الباب لأدفعها للداخل بقوة ثم دخلت و أقفلت الباب و هي صرخت من خلفي
" أكرهك ... "
التفت لها و بسرعة اقتربت لأمسك برقبتها بكفيّ معا و ضغطت عليها بينما أدفعها حتى استلقت على السرير ، شددت على كفي و خرجت كلماتي
" لست مخيرة .... أنت سوف تحبينني حتى و لو كذبت من شدة الصدق "
وضعت كفيها على كفي و حاولت أخذ أنفاسها لتنزل دموعها عندها فقط أنا أبعدت كفي عن أنفاسها و وضعتها على وجنتها حتى أمسح دموعها السخية
و هي وضعت كفها على عينيها و من جديد نبست من بين شفتيها
" أمقتك ... "
عندها اجتاحني الجنون و ابتعدت حتى لا ألقيه عليها ، وقفت أوليها ظهري و هي اعتدلت ثم استقامت و من جانبي حاولت المرور حتى تغادر الغرفة و لكنني بسرعة أمسكت بذراعيها أجذبها لي
" أين تعتقدين أنك ذاهبة ؟ "
و هي بعينيها التي يتجمع بهما حقدها علي أجابتني
" إلى أي جحيم إلا جنتك "
ابتسمت بسخرية و أجبتها
" أنت تحلمين سارا ...... تريدين الجحيم و أنا سأصنعه لك "
حاولت دفعي عنها و أنا جذبت طرحتها بقوة أستلها من بين خصلاتها بقسوة و رميتها أرضا ثم سحبتها نحو السرير و دفعتها بقوة لتتوسده ثم اعتدلت و بنظرات خائفة تدعي القوة و الثبات تحدثت
" اياك أن تقترب مني .... "
أبعدت سترتي لأرميها أرضا و فتحت ربطة عنقي لأبعدها ثم شرعت في فتح أزرار قميصي و أجبتها
" أنت زوجتي و عليك حقوق يجب أن تأديها "
تراجعت للخلف لتصرخ بغضب و صوت تقهقر بكاء
" ا****ة استيقظ و افتح عينيك فلما تحولت لشيطان ؟ "
خلعت قميصي و رميته بقوة على الأرض و اقتربت أكثر لتبتعد هي بينما تحاول مسح دموعها بظهر كفها ، انها خدعة تستدعي براءتها حتى تضعفني أمامها و لكن محال أن أستجيب ، الشيطان الذي ينام داخل كل منا استيقظ عندما علمت بما جهلته لسنوات
اقتربت أسند ركبتي على السرير و بفكها أنا أمسك كفي و ابتسمت و بكل برود أجبتها
" والدك السبب ...... "
وضعت كفيها على كفي التي تشد بقوة على فكها و تحدثت بصعوبة
" و أنت كنت السبب في موت جدي "
عندها أجبتها بقهر جعلته يبدو قسوة فقط
" و أنت تكرهينني بسبب هذا فلما لا تستطيعين الشعور بما أشعر به ؟ "
" لأن ما ارتكبه أبي كان قدرا و لكن أنت ..... أنت قتلته قهرا على ابنه "
صرخت بقهر منها أجبها
" و أنا عشت ميتا ...... عشت بدون روح و عندما جعلتك روحي تبين أنك من سوف تستلين روحي "
نزلت دموعها و عندما خف ضغطي على فكها هي نبست بما أمقت سماعه
" أكرهك .... "
و بدون سيطرة على نفسي أنا صفعتها بقوة لتسقط على السرير ، تجردت من حبي و من كل انسانية أنا امتلكتها في يوم و هاجمت أنوثتها بكل طغيان ، وضعت كفي على ثغرها حتى لا تخرج صرخاتها و مهما قاومتني أنا فقط انتقمت لها و لنفسي
شعرت بأظافرها تخدش كتفي بقوة عندها أنا تركت نفسي اللاهثة عليها و أبعدت كفي عن ثغرها ، وضعت كفيّ على الفراش أستند عليهما و ابتعدت عنها قليلا فقط بينما لا ازال عتليها و هي كانت فقط تحدق في السقف و دموعها تصنع حبلا لا منتهي
فجأة هي هدأت و ما عادت تواتي بأي حركة ، ما عادت تواتي حتى بهمسة تحمل صرخة ، أنا لست نادما و لن أندم فدنوت من جديد و استليت أنفاسها بقبلة عنيفة عفيفة و ابتعدت حينها فقط أغمضت عينيها و تن*دها العميق خرج و نبست
" عدني بعد الليلة أنك لن تطارحني الحب إن كنت قد أحببتني يوما "
و على عهود الرجال أنا أسير فما كان مني إلا أن وعدتها
" بعد أن جعلتك لي ...... بعد أن أذللتكِ في فراشي أنا سوف أمتنع عنكِ ما دام الكره يقف بيننا "
ابتعدت عنها و استقمت لأقترب من النافذة و هي لمحتها على الزجاج تحاول الاستقامة و بثقل جرت ثوبها الأبيض الذي تلطخ بآثاري عليها ، تضع كفها على ص*ره تثبت سقوطه و سارت بخطى ميتة نحو الحمام ، فتحت الباب و قبل أن تدخل هي توقفت لتقول كلمات بصوت هادئ ع** الثورة التي كانت تثيرها من قبل
" لا تتوقع أن الكره من بيننا سيختفي يوما ولا تعتقد أنني سأسامحك في ليلة تائهة "
دخلت و أقفلت الباب خلفها و أنا التفت للسرير المبعثر بجنون بينما كفي لم تبتعدا عن جيوب بنطالي ....... //
و فجأة اختفى الماضي من أمامي و رأيتها هي تبعد الغطاء عنها و اعتدلت لتضع قدميها على الأرض ، لم ألتفت و لكن راقبت ملامحها و كل حركاتها لغاية استقامتها و مرورها بقربي تسير نحو الحمام و أقفلت الباب
هكذا نحن نعيش وسط الموت و نتظاهر بالحياة أمام ابننا ....... هكذا كنا ولا أدري إلى متى سوف نبقى هكذا