وقف أمام غرفة ذاك اللعين توماس وقام بفتح الباب دون استئذان ودخل مغلقا الباب الله ، ليجده ممددا على فراشة يدخن سيجارة بكل برود ، وقف جان أمام الفراش معقد ذراعيه أمام ص*ره يتطلع إليه بحده ، فيما ابتسم توماس يخفى ليقول جان بصوت رجولي عنيف :
-لقد انقذتك من الموت وانقذتني من جريمة ب*عة .. فابتعد عنها توماس .. أديل ليست مثل الفتيات التي تأتي بهن إلى هنا
اطفأ سيجارته وهو يزفر الدخان للأعلى ثم نهض وتقدم نحوه ليقف في مواجهته وهتف ببرود :
-مثلهن يا جان .. لا تجعل جمالها ي**عك
لاحت ابتسامة ساخرة على شفتيه ثم استدار نصف استدارة لينظر إليها باشمئزاز قائلا :
-أخلاقها وهدوئها هم من جعلوني أقع في عشقها عشقا .. وليس جمالها
داعب ل**نه بين شفتيه وتحدث بوقاحة :
-اذا اجعلني أختبر لك أخلاقها
ليستقبل لكمية قوية من جان جعلته يلتفت بجسده ثم سقط على الأرض ، ولم يكتفي جان بل ركله في أحشائه بغل عدة مرات متتالية حتى صرخ توماس متألما ، فتركه جان وقبض على عنقه من الخلف قائلا بفحيح مرعب :
-ابتعد عن فتاتي يا توماس .. وإلا سأقطعك قطع صغيرة و اضعها للكلاب
ثم تركه وغادر غرفته فيما نهض توماس واضعا يده على بطنه التي تؤلمه ، ثم حرك رأسه بخفة وعيناه المخيفة توحي إلى الشر ، ثم تناول الهاتف واتصل على كيفن ابن عم أديل ، وأخبره أنه في حان دورك ..
بعد أن طلبه والده ليتحدث معه ، دلف إلى غرفة مكتب وأغلق الباب كما طلب منه ، ثم جلس بجواره على الاريكة ليتحدث والده عن أوجيني و زواجهم ، ليغض جان عيناه فقط للحظات من للهدوء ثم فتحهما ونظر إليه قائلا :
-لا أحب أوجين .. ولا أود الزواج منها
هتف بحده :
-جان لا تعصي أوامر والدك
عقد ما بين حاجبيه وقد تذكر والدته ليقول بتأكيد :
-ليت أمي معنا الأن .. لكان زواج جوزيف لن يتم ولن اتزوج من أوجين
غضب والده من حديثه ثم نهض من مكانه ليقف خلف المكتب وطلب من جان أن يتركه ويذهب ولكن لم ينفذ رغبته ، جان يعلم ان والده يحب زوجته كثيرا وكلما تذكرها كلما يؤلمه قلبه أكثر وأكثر ، ثم تناول برواز صورة زوجته الراحلة ونظر إليها بألم واضح ، وقال بنبرة بكاء :
-والدتك لن يكررها الزمن .. فكانت رمز للقوة والشجاعة .. كانت سندي وكل شيء جميل .. والأن هي أسفل التراب
نهض من مكانه و وقف بجوار والده وقبل رأسه بحنان ثم أعتذر عن حديثه ، ليحرك رأسه بخفة ثم قال بصوت منخفض :
-اتركني معها قليلا يا جان
مسح جان على صورة والدته ثم تركه وذهب ، فيما جلس دانييل بك على المقعد يتأمل ملامحها ويتذكر صوتها الناعم الذي لا زال عالقا في أذنيه ، و ذكرياتها معه عالقة في عقلة ، لن ينساها أبدا وسيظل القلب يعشقها والعين لن ترى غيرها
***
مددت جين على اريكة الغرفة وعليها غطاء خفيف ، فيما مدد جوزيف على الفراش ويتابع شغله على الحاسوب ، وينظر إليها تارة ويتابع شغلة تارة أخرى ، فهي قررت ألا تنام بجواره اليوم بسبب غلاف المجلة الذي تبدل ، وكل قنينة وأخرى تتقلب على الاريكة ولم تشعر بالراحة أبدا ، واستعدت بمرفقها على يد الاريكة لتستند برأسها على يدها ، وتزفر بصوت مرتفع حتى لفتت انتباه جوزيف الذي نظر إليها مضيق عيناه قليلا ثم نظر إلى الحاسوب ..
رمقته جين بعدة نظرات سريعة وأخذت تهمس بحنق :
-يريح بدنه على الفراش الواسع .. ويتركني على الاريكة .. حقا الرجال انتهت من الحياة
ارتفع إحدى حاجبيه ينظر إليها فقد استمع إلى الهمس ولكن لم يفهم كلماتها ، ونظرت جين إليه رأته ينظر إليها فزفرت بسأم وأخذت تضبط الغطاء بعصبية ثم وضعته على رأسها ، فابتسم جوزيف ثم تسأل باستهتار :
-لما أنتِ حزينة لهذا الحد ؟!
رفعت الغطاء عن وجهها ثم نفخت للأعلى لتمحى خصل شعرها التي على عيناها ، ثم التفتت برأسها لتنظر إليه رحمه متسائلة :
-هل جربت إحساس الفشل من قبل ؟!
ارتفع حاجبيه بثقة قائلا :
-لا .. انا ناجح دائما
لتجز على أسنانها بغيظ وقالت بنبرة بكاء :
-اذا لا تسألني لما أنا حزينة لهذا الحد
وجد نفسي يضحك ضحكة عالية فغضبت جين كثيرا واص*رت صوتا بكل على غضبها المفرط ، ثم وضعت الغطاء على رأسها ، فيما نهض جوزيف متجه نحوها و وقف ليسحب الغطاء من عليها ، وحاولت أن تأخذ الغطاء مجددا ولكن لم تستطيع والقى جوزيف بالغطاء بعبدا ، قد جلس أمامها وكتف يديها وهو يقول :
-أوعدك ستكونين بطلة غلاف المجلة دائما وأبدا .. هذه غلطة ولن تتكرر
حررت يديها من قبضة وهي تومئ برأسها بتذمر فطلب منها أن تنعس على الفلاش ولكن رفضت بعند ، فحملها على ذراعيه وشدد عليها بقوة وهي ترفص بقدميها ، ثم وضعها على الفراش وقال بحسم :
-ستنامين هنا اليوم
ثم اطفأ الانوار و وضع الحاسوب اعلى المنضدة ، ثم مدد بجوارها وهي تواليه ظهرها ، ثم اغمضت عيناها وبعد دقائق ذهبت إلى النوم ، بينما لا يزال جوزيف مستيقظا ، ثم نهض من مكانه بهدوء وجلس على الأريكة ليفتح الحاسوب وفتح غلاف المجلة للشهر السابق وأخذت بفحص ملامح الجميلة جين ، وهمس :
-كيف لا ارى غلاف المجلة من قبل ؟! .. حقا فتاة جميلة
ثم افتح صورة الغلاف الجديد وقارن بين تالة وجين ، ثم زفر بسأم وأغلق الحاسوب ونظر إلى الفتاة النائمة ، ثم نهض متجه نحوها و وقف ينظر إليها بإعجاب واضح يمسح على وجنتها بظهر يده برقة ، ف*نهدت جين وتململت على الفراش لتنم على ظهرها ، ليبتسم جوزيف ثم اقترب من شعرها يستنشق اكرها مغمض العينين ثم وجد نفسه يهبط لأسفل وقبلها على انفها برقة ، ثم أخذ قبلة رقيقة من شفاها وتعمق بها مغمض عيناه ، وشعر بنبضات قلبه تدق برهبة بالغة للمرة الاولى ، ثم ابتعد عنها لينظر إليها بابتسامة خفيفة ويبدو عليه السعادة الذي لم يشعر بها من قبله ، عشق الفتاة الصغيرة من الوهلة الأولى ، عشقها القلب الذي ينبض الأن بفضلها وبفضل عينيها الحميلتين ..
ثم استقل مكانه ينظر إليها بنفس الابتسامة ثم أخرج تهنيده قوية من ص*ره وذهب إلى النوم بأريحية
***
في الصباح كان بيير يلتقط بعض الصور الاحترافية لفتاة ، وعندما رأى جوليا صديقة جين المقرب التقط أخر صورة على وجه السرعة ، ثم تقدم نحوها مناديا عليها ، لتلتفت إليها بابتسامة وتسعة وصافحته بسعادة ، وجاءت تتحدث تسأل هو أولا وبحده :
-العروس لم تأتي بعد ؟!
لتختفي ابتسامتها فجأة ثم تن*دت بهدوء وتساءلت بخيبة امل :
-لما أنت مهتم بها لهذا الحد ؟!
-العمل .. من أجل العمل ومستقبلها
قذف تلك الكلمات بحده بالغة لتتعجب جوليا من طريقة حديثه ، ثم قالت له بهدوء :
-لم يخبرني بموعد عودتها
ثم تركته وذهبت ليقف يدخن سيجارة للحظات ليست قليلة ، واستمع إلى تالة تنادي فالتفت إليها وقالت بثقة :
-التقط لي باقي صور المجلة
سحب أخر دخان من السيجارة ثم زفره في الهواء وهو يتطلع إليها بجمود ، ثم القى بالسيجارة على الأرض وتقدم نحوها وهو يضبط شيئا ما بالكاميرا ، ثم وقف يقول لها كيف تقف ليلتقط الصور ..
أما داخل مكتب جوزيف كان ارنو يتشاجر مع فيليب على عدم نزول الإعلان حتى الأن ، وارنو لم يعلم بيع الأسطوانة لشركة أخرى ، وأخبره ارنو أن جوزيف كان مشغول في زواجه ليجيب عليه بحنق :
-هذا ليس من شأني ارنو .. كان ينتهي من الشغل اولا ثم يتزوج ..
ثم مد يده إليه متابعا :
-اريد السي دي الخاص بالإعلان
ليعقد ذراعيه أمام ص*ره يتطلع إلى ذاك الو*د بحده وقال بتحدي :
-لن تأخذ السي دي .. ولا تستطيع أخذه إلا بإذن من جوزيف
ليضم يده إليه ويبتسم بثقة بالغة يعلم سببها جيدا ، وهو انه كان يمتلك نسخة أخرى من الإعلان وقام ببيعها ، ثم تن*دت بعمق وترك ارنو ليغادر ، وعقب خروجه مباشرة اتصل ارنو على هاتف جوزيف ، الذي لا يزال نائما ومد يده إلى ادراج الص*ر ليأخذ الهاتف ينظر إليها معقد حاجبيه ، ثم تحدث معه بنعاس ليخبره ارنو بكل شيء ، وقال جوزيف بسأم :
-حسنا .. سنتحدث في وقت لاحق
***
قبل أن يذهب إلى المزرعة ذهب إلى غرفة حبيبته أديل حتى يطمئن عليها ، ولكن تفاجأ انها ليست في غرفتها فأغلق الباب ، ثم اتجه نحو المطبخ ليجد السيدة مكفي وتساءل عن أديل لتخبره انها تضع الفطار على المائدة ، فاتجه نحو الغرفة و دخل متجه نحوها بخطوات بطيئة وهي تضع الأطباق بشكل منظم ، ويبدو عليها الارهاق و واضح من تعبيرات وجهها انها تشعر بألم ، وجاءت تأخذ طبق تفاجأت بيد أخرى تأخذ ذاك الطبق و وضعه جانبا ، فنظرت إليه ونظر إليها هو الأخر ثم تساءل بهدوء :
-لماذا خرجتي من غرفتك اليوم ؟!
-أنا بخير .. مجرد جرح سطحي
وضع يده على بطنها مكان الجرح ثم جلس على ركبتيه ، وقبلها على بطنها لتعقد حاجبيها ونظرت حولها خوفا من أن يأتي أحد ، بينما رفع جان رأسه متمتما بالاعتذار مجددا ، فقالت بالهمس الممزوج بالخوف :
-لقد سمحتك يا جان .. أرجوك انهض قبل أن يراك والدك
امسك بيدها وقبلها برقة ثم نهض واقفا ليقبل جبينها برقة ، ثم ابتعدت أديل عنه و وضعت باقي الأطباق في توتر ، ثم خرجت وظل جان مستند بمرفقه إلى المقعد ينظر إلى الفراغ ويرى أديل كأنها لا زالت واقفة ، دخلت أوجيني و وقفت بجواره تطلع إليه في دهشة ولم ينتبه لها ، ثم القت عليه الصباح ليفيق من شروده وينظر إليها ثم بادلها بالصباح وجلس على المقعد ، فجلست على المقعد المقابل له وقالت دون مقدمات :
-لقد تحدثت أمي معي في أمر زواجنا
وضع في فمه عنبه ومضغها بهدوء ثم ابتلعها ونظر إليها ببرود قائلا :
-أحب أديل وأنت تعلمين ذلك
*** يتبع