ازدردت ل**بها بصوت مسموع وأخذت تحمل الطماطم بتوتر واضح فقد علمت أن جان جاء هنا من أجلها .. وشعرت بالحرج لأن الكثير هنا يعرفها ، وضع البائع الطماطم على الميزان ليجده مضبوط ثم اعطى إليها ، واستلم منها المال ثم وضعت الطماطم في السلة وذهبت بخطوات سريعة ، فيما وضع جان الطماطم ، وسار خلفها بخطوات سريعة وقبض على مرفقها ليوقفها ، ثم أخذ سلة الخضار من يدها وذهب ، فاتسعت عيناها وتطلعت حولها لتجد الكثير من المارة ينظرون إليها ، ثم سارت خلفه بخطوات سريعة وطلبت منه أن يتوقف ولكن بلا جدوى ..
حتى وصلوا إلى سيارته وقام بوضع السلة في المقعد الخلفي ثم فتح لها الباب الأمامي و وقف ينظر إليها ، تأففت عن ما فعله معها ، وحاولت أن تأخذ الطلبات ولكن منعها جان ، فنظرت إليه بتذمر قائلة :
-أرجوك جان بك دعني أذهب .. سوف اتأخر على جدتي التي تمكث وحدها
-اذا ادخلي إلى السيارة وسأذهب معك إلى جدتك
استقلت السيارة مضطرة فأغلق الباب وقبض قبضة النصر ، ثم جلس أمام المقود واتجه كما تقول له أديل ، ثم شغل أغنية فرنسية رومانسية هادئة ، وكل كلمة حب في الأغنية يوجهها إليها ، لتنظر إلى الاتجاه المعا** بابتسامة خجولة تزين ثغرها ، عقب وصولهم إلى المنزل الصغير ترجلت من السيارة وأخذت سلة الخضار ، ثم اتجهت نحو المنزل ودخلت لتعانق جدتها الجالسة على اريكة شبه قديمة ، وتبادلوا العناق والاشتياق ، ثم وضعت لها كل شيء بنظام في المطبخ والثلاجة ، ثم ودعتها وخرجت على الفور من أجل جان ..
تفاجأت بـ كيفن ابن عمها الذي ابتسم حينا رآها ، فنظرت إلى السيارة لتجد جان مشغول في هاتفه ثم عادت بالنظر إليه ، وبعد تبادل السلام صافحها كيفن وشدد على يدها الناعمة ، ثم قال :
-سعيد لرؤيتك يا ابنة عمي
حررت يدها من يده وهي تقول :
-كيفك كيفن ؟ .. وكيف العائلة ؟
-ناقصنا وجودك معنا يا أديل
نظرت إلى جان وفي نفس اللحظة رفع عيناه عن الهاتف ليرى أديل وابن عمها ، وعلى الفور استأذنت أديل من كفن وطلبت منه أن يدخل إلى جدته أولا ، ولكن أصر أن يوصلها فأخبرته أن جان بك معها ، لينظر كيفن إلى سيارة جان متعجبا فيما هرولت أديل إلى السيارة وجلست على المقعد وهي تقول في توتر :
-أذهب جان بك على وجه السرعة
شغل محرك السيارة وتراجع للخلف ليضبط السيارة ثم غادر ، فيما أخذ كيفن يسحب دخان سيجارته ويزفره في الهواء وهو يتطلع إلى السيارة بحده حتى اختفت من أمام عيناه ..
استندت أديل بظهرها إلى المقعد تزفر بهدوء ، تخاف كثيرا من كيفن ولا تحبه لأنه متهور وهو من أصر على مكوث الجدة وحدها ، لأنها تدخل في كل كبيرة وصغيرة تخصه ، وكل شيء يفعله سيء للغاية ولا يحب من يتدخل في أمورة ، تساءل جان عن ذاك الشخص لتجيب عليه بكل هدوء وتعرفه به ، ثم حالفهم ال**ت حتى وصلوا إلى القصر وهي تفتح الباب تمتمة بالشكر إلى جان ، ليمسك يدها ورفعها إلى فمه وقبلها برقة ، ثم تركها تذهب ودلفت إلى القصر راكضة ..
ثم ترجل من سيارته ودلف إلى القصر ثم صعد إلى الطابق الثاني ، وجاء يفتح باب غرفته استمع إلى صوت ضحكة فتاة فادحة ، فعقد حاجبيه متعجبا ثم اتجه نحو الصوت ليجده يص*ر من غرفة توماس ، فوقف أمام الباب مباشرة واستمع إلى صوته وضحكة الفتاة مجددا ، علم أن شيئا ما خاطئ يحدث داخل تلك الغرفة اللعينة ، ثم فتح الباب فجأة لتصرخ الفتاة مفزوعة واضعة الملأة على جسدها ، فيما نظر توماس إليه في دهشة ممزوجة بالغضب ، فيما أغلق جان الباب على الفور و وقف يتطلع إلى الفراغ بصدمة بالغة ، فالقانون هنا لا يعاقب على بعض من هذه الجرائم الفاضحة ، ولكن هو لم يتربى على هذه العادات ، بل تربى على الأخلاق والدين الإسلامي الذي هو على الورق فقط في هذه البلدة ..
بعد لحظات خرج توماس وبكل وقاحة وبخه على دخوله المفاجئ ، ليفيق جان من صدمته ثم صاح في وجهه بعصبية :
-أنت شخص وقح .. ولا تستحق أن تكون من عائلة اورليان
ض*به توماس على ص*ره ليتراجع للخلف قليلا وهو يتحدث بحده ممزوجة بالسخرية :
-والذي يعشق خادمته هو من يستحق أن يكون من عائلة اورليان ؟!
ثم ضحك ساخرا وقاطع تلك الضحكة التي تص*ر ضجيج مزعج لكمة جان القوية التي سددها في وجهه ، لينصدم توماس من ردة فعله فيما أخذ جان بتلابيبه وسدد له عدة لكميات بغيظ واضح ، ثم تفادى توماس لكمية ودفع جان للخلف بقوة ليسقط أرضا وبكل غل لكمة بقدمة جوار عيناه اليسار ، فوضع يده على عيناه يتأوه ، فيما دخل توماس إلى غرفته ، بينما صعدت السيدة مكفي إلى الطابق الثاني على وجه السرعة ، عندما استمعت إلى صوت الشجار وخلفها أديل ، وعقب وصولها شهقت عندما رأت جان على ذاك الوضع ، و ركضت إليه وساعدته على النهوض ثم تفقدت عيناه برفق ، فيما بقيت أديل واقفة مكانها تنظر إليه بقلق واضح ، وتفاجأت بوجود فتاة تخرج من غرفة توماس راكضة إلى الدرج لتنصدم أديل ثم عادت بالنظر إلى غرفة توماس ، رأته واقفا يتطلع إلى جان بعينين تشبه عينين الشيطان ، وفي يده مسدس وحتما سيفعل شيء مجنون به ..
رفع المسدس ببطء حتى صوبه اتجاه جان الذي يغمض عيناه ولم ينتبه له وايضا السيدة مكفي التي تواليه ظهرها ، فركضت أديل دون تفكير إليه وابعدت ذراعة عن جان لتخرج الرصاصة في الحائط ثم صرخت من صوت إطلاق الرصاصة ، فيما التفتت مكفي إليه بفزع ورهبة شديدة ونظر جان إليه بحده ممزوجة بالصدمة ، فلم يصدق أن ابن عمه حاول قتله للتو ، حقا شخص مجنون ويفعل أفعال شيطانية ، بينما دفع توماس أديل بقوة لتسقط أرضا متأوه ، فاتجه جان إليه بخطوات واسعة وقبض على عنقه بقوة وباليد الأخرى أخذ المسدد من يده ، وشدد على عنقه أكثر حتى اصطبغ وجهه باللون الأحمر ، وكل من يحاول فعله الأن هو التحرر من قبضة جان الذي ستقتله بسحب يده من على عنقه ولكم بلا جدوي ، فنهضت أديل و وقفت بينهم ماسكة بذراع جان محاولة تحرير عنق ذاك الو*د ، من أجل جان وليس من أجله هو ، أخذت تترجى أن يتركه وهي تبكي فتركه جان من أجل فتاته ، ثم ادخله إلى غرفته بدفعة ليسقط أرضا ثم أغلق الباب ..
ثم التقط انفاسه بصوت مستمع وص*ره يعلوا ويهبط ، فيما ذهبت السيدة مكفي لتجلب حقيبة الإسعافات ، بينما نظر جان إلى فتاته التي لا زالت تبكي ثم رفع يده ليمسح دموعها الساخنة ، ثم ضمها إلى ص*ره ، وبادلته بالعناق وازدادت في البكاء ، وأخذ يقبلها على رأسها بقوة ثم هبط بقبلاته إلى أذنيها و وجنتها ، ثم شدد بالعناق متمتما لها بالشكر على إنقاذ حياته من توماس ، لتجد نفسها تقول دون تفكير وبكائها ينطق قبل شفتيها :
-اضحي بحياتي من أجلك يا جان
اتسعت ابتسامته وشعر انه يستمع إلى أسمه لأول مرة في حياته ، فقد خرج أسمه من بين تلك الشفاه التي تشبه الفراولة الحمراء ، وقدمت له حياتها كتضحية من أجله ، فماذا يريد اذا ، وهل يتمن القلب أكثر من أن العيون التي عشقها تتمنى ؟! ، يكفي يا القلب ذاك الشعور التي لم تشعر به من قبل ، يكفي حب حبيبة القلب للقلب ..
وقفت السيدة مكفي تطلع إليهم في دهشة ولم تصدق ما ترى عيناها ، ثم تنحنحت بخفة لينظر جان إليها ثم ابتعدت أديل عنه بلهفة ، والتفتت إلى سيدة مكفي لتشعر بالخجل ثم غادرت راكضة ، فابتسمت مكفي ثم أخذت جان إلى غرفته لتعالج الجرح الذي تسبب توماس به ، وتحدثت معه عن أديل ليخبرها بكل شيء
***
لم ينسى الذي رأى اليوم قط ، فباله لا زال مشغول بابنة عمه أديل ، الذي رآها مع جان اورليان اليوم وأخذت الأفكار تأخذه إلى المدى البعيد من الأفكار ، ومن وقاحته ظن بها السوء ، في هذه القرية البسيطة عار أن البنت تتزوج دون علم والدها ، أو تختلي برجل وحدها ، هذه هي عادات معظم القرى في هذه البلد ، بعد دقائق من التفكير الذي ارهق رأسه وبدنه ، غادر منزله الكبير الذي حصل عليه من المال الحرام ، وذهب إلى منزل عمه الصغير البسيط ..
سيحاول معه اليوم أن يوافق على زواجه من أديل ، وكالعادة رفض والد أديل وبشدة ليغضب كيفن منه كثيرا ، وقد سأم من الحديث في ذاك الحوار ، كانت والدة أديل كانيا واقفة خلف الباب تستمع إلى حديثهم بخوف ، من أن يأثر كيفن عليه ، وبعد لحظات استمعت إلى صوت ذاك الحقير على عمه ، فهمت بالخروج من المنزل متجه نحو منزل والد كيفن المجاور لهم ، وأخذت تدق الباب حتى فتحت ش*يقة الذي يصغره بسنتين وأخبرته بكل شيء واستمع الوالد حديثها ، وذهبوا إلى المنزل وتشاجر مع ش*يقة من أجل عمه ، ليقول كيفن بكل وقاحة :
-اذا لم توافق على زواجي من أديل سأجعلك تقضي ما تبقى من عمرك في السجن
وجه ذاك الحديث إلى عمه ليحدقن به في ذهول وعدم تصديق ، ثم تابع بابتسامة ساخرة :
-استطعت أن أخرج جدتي من المنزل ، واستطيع أن أخرجكم جميعا
*** يتبع