في الصباح الباكر جلس توماس مع ش*يقته بالخارج حديقة القصر .. أشعل سيجارة وسحب دخانها إلى ص*ره و زفره بالهواء .. في ذات اللحظة كانت تتجه أديل إلى مزرعة الطيور الصغيرة فانتبهت اوجين منها لتشعر بالغضب الشديد منها وتحدثت بنبرة اشمئزاز :
-تلك اللعينة ستكون سيدة من سيدات العائلة
-جوزيف وجان لا يهتمون بسمعة العائلة .. جوزيف هرب وجان وقع في غرام الخادمة
-ماذا سنفعل يا توماس ؟!
سحب أخر ما تبقى من دخان داخل السيجارة إلى ص*ره وزفره بالهواء ثم تحدث بتأكيد :
-جان لم يتزوج أبدا من فتاة المزرعة .. ثقي في حديثي
عقب انتهاء حديثه مباشرةً وجد جان على حصانه يتجول به بجميع انحاء الحديقة .. جز أضراسه يغيظ وقذف بالسيجارة على الأرض بعنف ثم نهض عن المقعد متجه إليه يناديه بصوت عال :
-جان .. جان
أوقف حصانه عن السير يتطلع إلى الأمام بهدوء ثم التفت برأسه لينظر إلى ذلك اللعين الذي يقترب منه وترجل من على الحصان ليقف في مواجهته .. وقف توماس أمامه واضعا يده على الحصان ثم تحدث بنبرة ساخرا :
-صديقك الحيوان .. يتحدث معك !
ليرد عليه ببرود واضح :
-نعم .. لغة خاصة بيننا فقط .. لا يعلم الأ**ق عنها شيئا
ابتسم بخفة ثم تساءل :
-ستذهب معهم إلى منزل العروس اليوم ؟
-نعم .. تحب أن تأتي ؟! .. أعلم انك تحب التدخل في شؤن العائلة
ربت على الحصان ليلفت نظر جان إلى يده التي تربت على حصانه ليشعر بالغضب فيما قال توماس :
-لا .. فلدي موعد أهم من العائلة نفسها
ثم تركه وغادر ظل ينظر إليه بحده حتى اختفى عن أمام عيناه ثم زفر بسأم ونظر حوله ليجد أديل تخرج من المزرعة متجه إلى القصر .. فعاد إلى الاسطبل ليضع الحصان مكانه ثم عاد إلى القصر و وقف أمام باب المطبخ .. لفت نظر الخادمة مكفي وتساءلت اذا كان محتاج شيء .. فنظرت أديل إليه نظرة سريعة ليتعجب جان من تصرفاتها الغريبة معه اليوم .. ثم نظر إلى السيدة مكفي ويبدو عليه الحنق قائلًا :
-أود تغير ملاءة فراشي من فضلك
تركت ما في يدها وذهبت لتنفذ طلبه بترحاب فهي من قامت بتربية جوزيف وجان ودائما تنفذ طلباتهم بحب و رضا .. بمجرد أن غادرت مكفي دخل جان و وقف إلى جوار أديل الذي تقطع الخضار في توتر واضح .. وتضاعف التوتر عندما شعرت بوجوده جوارها مباشرة بينما هو لفت نظره يدها ترتعش فأمسك بها خوفا من أن تجرح يدها دون قصد .. ثم تساءل بعدم فهم :
-لماذا تغييرتي معي أديل ؟!
سحبت يدها المرتعشة من يده وهي ترمقه بنظرة سريعة و قالت بحزن :
-أخبرتك في السابق جان بك .. لقد تعرضت للإهانة بسببك
-و قولت لك لكل عاقبيني يا فتاتي
تن*دت بعمق ثم قالت بنبرة ألم :
-اذا كنت تحمل لي ذرة حب في قلبك .. ابتعد عني جان بك
-ذرة الحب تلك لعائلتي فقط يا أديل .. وأنتِ كل ما تبقى من القلب
احتارت حقا من حديث جان فكيف ينطق بهذا الحديث العذب الذي يحرك المشاعر ؟! .. أخذت تفكر كثيرا ولم تنتبه من جان الذي أغلق باب المطبخ وايضا النوافذ .. ثم تقدم نحوها وأمسك بيدها ليدير إياها إليه وضمها إلى ص*ره بقوة و أحكم ذراعيه على خصرها عنوة مما عقدت أديل بين حاجبيها ولم تحاول التحرر من قيده هذه المرة .. فهي تحمل له الكثير من الحب والعشق نعم تحبه كثيرا وتتمن أن تأخذه وتذهب به بعيدا عن عاداتهم المعقدة فالثري لا يتزوج فقيرة أبدا .. وجدت نفسها تغلق عيناها غارقة في ذاك العناق الذي لم تحلم به من قبل وشعرت برهبة في دقات قلبها المرتفعة وكل دقة تخبر ذاك العاشق انها تحبه كثيرا ثم حدثت نفسها سرًا :
-خذني يا جان بعيدا عن هنا .. لأعيش معك في سلام
مسح جان على جانب أذنها ثم وضع شفتيه على أذنها يقبلها برقة و همس داخلها :
-أحبك أديل .. أحبك كثيرا .. لا يستطيع قلبي أن ينبض بدون قلبك .. تحدثي إلي وانظري لي وأنتِ تضعين الطعام أعلى الطاولة .. حتى اتناول ذاك الطعام بشغف
ابتعدت عنه لتنظر إلى عيناه لتجد الصدق داخلهما فتذكرت البارحة عندما أخبرها بحديث أخبرها به توماس من قبله.. حقا تشعر بالحيرة البالغة ثم حركت رأسها موافقة على حديث جان ليبتسم ثم قبلها على جبينها بحنان .. وجاء يقبل شفاها ابتعدت برأسها فاحترم رفضها وغادر المطبخ .. وضعت يدها على ص*رها الذي يعلو ويهبط برهبة شديدة ثم تناولت السكين واكملت تقطيع الخضار وحديث جان عالقا في رأسها ويتردد كأنها لا زالت تستمع إلى نبرة صوته
***
كانت جين قد جهزت للذهاب إلى المنزل التي تمكث به في باريس وكان جوزيف في انتظارها .. حتى جاء لها اتصال من صديقتها المقربة جوليا وأخبرتها أن والدها في المنزل و يود أن يعلم عنوان الشركة .. لكن أخبرته انها لم تعلم عنها شيئا مع العلم انها تشتغل معها في ذات الشركة .. كما اخبرتها بأنه لم يترك المنزل قط فقد جلس حتى تعود جين ..
عقب انتهاء المكالمة أغلقت الهاتف نهائيا ثم تناولت حقيبة يدها وخرجت متجه نحو الدرج .. و وقفت تنظر إلى الأسفل لتجد جوزيف جالسا يبعث في هاتفه المحمول فأخذت تفكر ماذا تقول له الأن ؟! .. فهي لا تريد أن تذهب إلى المنزل من أجل والدها الذي ينتظرها .. احتارت في حالها حقا وزفرت بسأم ثم هبطت الدرج درجة تليها درجة ببطء شديد لكونها مترددة .. لفتت نظر جوزيف ونهض واقفا يتطلع إليها بجمود على ع** ما يشعر به من إعجاب ومشاعر تبعث في قلبة لها فقط ..
وقفت أمامه تنظر إليه بخجل واضح وقالت بصوت مبحوح :
-لن أذهب إلى المنزل اليوم .. صديقتي لم تأتي بعد ولا استطيع المكوث بمفردي
ليبتسم جوزيف ثم تن*د ب
***ة وقال بهدوء :
-لقد تعودت على وجودك في المنزل يا صغيرة .. ابقي هنا لأكثر وقت ممكن
اتسعت ابتسامتها الجميلة له ليجد قبله يذوب في تلك الشفاه المبتسمة ثم حركت رأسها متمته بالشكر .. غادر المنزل وهو يشعر بالسعادة لأنه سيعود في المساء ويجد الجميلة الصغيرة كما تعود على وجودها .. وحيناها سوف يشعر بالسعادة وسوف ينتزع الإرهاق من بدنه .. وجد نفسه يفكر بها كثيرا فأخذ يحرك رأسه علها تخرج من أفكاره ثم استقل سيارته وهم ان يغادر استمع إلى نداءها العالي فنظر اتجاه باب المنزل حتى خرجت ووقفت تلهث قائلة :
-تسمح لي أن اتي معك إلى الشركة
رحب بها لتشعر بالسعادة واخذ تصفق بيديها ثم استقلت سيارته السوداء الذي يخ*ف قلبها .. تحرك بالسيارة إلى وجهته بينما تناولت جين منديل ثم نظرت في المرآة الأمامية وأخذت تمسح على وجهها وأسفل عيناها فنظر جوزيف إليها بابتسامة خفيفة على شفتيه .. نظرت جين إليه لتشعر بالخجل منه ثم اعتدلت في جلستها ونظرت إلى الطريق من خلف النافذة فيما انتبه جوزيف إلى الطريق ..
تذكرت شيئا ما ولهذا نظرت إليه وتساءلت :
-ما رأيك في زواج القاصرات جوزيف بك؟!
انتظر للحظات وكأنه يقلب السؤال في رأسه ويبحث لها على إجابة ثم تحدث بجدية :
-زواج فاشل .. الفتاة لديها الحق في اختيار شريك حياتها .. وايضا تمارس حياتها دون مسؤولية .. والأهم تكمل طريق التعليم الذي بدأته وهي صغيرة
-كلام صحيح .. ولقد قرأت عن عقوبة زواج القاصر ..
قاطع حديثها بسأم :
-لا تتحدثي معي في القانون وال*قوبات يا صغيرة
ضغطت على شفتيها وهي تحرك رأسها موافقة ثم **تت حتى وصل إلى مقر العمل فشكرته بامتنان ثم ترجلت من السيارة و وقفت تطلع إلى الشركة أولا .. بعد أن ترجل جوزيف قابلته تالة بالعناق وقبلته على وجنته ثم دلفت إلى الشركة برفقته ..
شعرت جين بالحنق وتضايقت كثيرا و همت بالدخول إلى الشركة رأتهم يتحدثون أمام المصعد الكهربائي.. فجاءت تقترب منهم استمعت إلى صوت بيير يناديها بشغف مما لفت انتباه جوزيف الذي تطلع إليه .. و وجده يعانق جين وقبلها على وجنتيها فوجد نفسه يقبض قبضته ويشعر بدمائه تغلي في اوردته مستشعرًا بحرارة الغيرة العالية كأنه سقط داخل بركان .. هبط المصعد ولم ينتبه ودخلت تالة وهو لا يزال واقفا يتطلع إليهم بنظرات حادة مخيفة ولم يفيق من شروده سوى على صوت تالة التي تخبره أن يستقل المصعد.. فدخل وضغط على زر الصعود بعصبية وظل ينظر إليهم حتى انغلق الباب
***
يتبع