الفصل الأول

3923 Words
* الهاتف يرن بشكل مزعج و هي من نامت بعد أن بدأت الشمس بارسال أولى خيوطها التفتت للجانب الآخر تتجاهله ، توقف لفترة قصيرة ثم عاد ليرن فسمعت صراخ صديقتها من خارج الغرفة " أجيبي على الهاتف يا مزعجة " أسندت كفيها على فراشها و اعتدلت تجلس على ركبتيها بينما الغطاء لا يزال على رأسها ، عينيها مقفلتين و هي تبحث بكفيها عن الهاتف بينما تشمتم صديقتها ، الهاتف ، الجريدة ..... و الأهم رئيس التحرير في الجريدة السيد " دافيد روبنسن " الرهيب أمسكت الهاتف أخيرا لتفتح فقط عينها اليسرى ، فتحت الاتصال و نست أن تخرس صوتها " اللعين الحقير ما الذي يريده مني ؟ " و عندما وضعت الهاتف على أذنها وصلها صوته الساخط و الصارخ " أنا أسمعك يا تانيا فقط انتظري حتى تفشل المقابلة عندها لن تتخلصي مني " تأففت بضجر و تحدثت " ما الذي تريده منذ الصباح ؟ " " كيف تجرئين كيم تانيا ؟ " " هل اتصلت حتى تهددني ؟ قل ما لد*ك و الا أتركني لأنام " " إن عدت للنوم تأكدي أنك ميتة اليوم ..... هيا بسرعة تعالي لأن ذلك الكاتب الغامض قبل أخيرا اجراء مقابلة معنا " أبعدت الغطاء عنها ثم نزلت عن السرير و تقدمت للنافذة ، أبعدت عنها الستار و حدقت بنفسها في الزجاج فتوسعت عينيها بسبب شعرها الذي يبدو و كأنها كانت بحرب في قن دجاج " و ما دخلي أنا بالكتاب المهووسين أرسل أي أحد غيري " " لو كان بامكاني ذلك لما تردد يا مسببة المشاكل " " اذا سوف أقفل ... " و بسرعة تحدث " انتظري هو قال أنه لن يجري المقابلة سوى بلغته الأم و أنت الوحيدة التي تتقن الكورية " " ياله من مجنون .... لما يحيط نفسه بكل هذه العظمة ، إن كان سيجري المقابلة بلغته الأم لما يكتب بلغات أخرى ؟ هذا المعتوه " " اسمعي اذا لم تكوني أمامي في غضون نصف ساعة ، ثلاثين دقيقة و العد بدا من الآن فودعي عملك بالجريدة كيم تانيا " قالها و أقفل الخط بوجهها و هي صرخت بغل منه " لا يمكنك يا حقير أنا لا زلت أدفع أقساط السيارة " عندها فتح باب الغرفة و أطلت عليها صديقتها ايما و تحدثت " كيم متذمرة الفطور جاهز " " أغربي عن وجهي ايما " قالتها بينما تتقدم و دفعت الباب ليقفل بوجه ايما التي رمشت عينيها ثم عبست و التفتت تسير نحو الطاولة و الأخرى بدون حتى حمام ارتدت ثيابها و التي لم تتعب عقلها و تفكيرها في اختيارها ، بنطال جينز أزرق ضيق ، قميص قطني أبيض يحمل كتابة ب**ئة عليه باللون الأحمر ثم سترة جينز و حذاء رياضي أبيض ، ليس أبيض بالكامل بسبب الغبار عليه أما شعرها فقد جمعته كعكة فوضوية و حملت حقيبة ظهرها التي وضعتها على كتف واحد و هاتفها الذي وضعته بجيب سترتها فتحت باب غرفتها فوجدت ايما مرة أخرى تقف بينما تحمل قطعة خبز محمص عليها بعض الزبدة و المربى " عزيزتي تانيا ....... " و قبل أن تكمل كلامها تانيا فعلا أخذت قطعة الخبز و تجاوزتها لتتحدث " لا تحلمي أن أعيرك سيارتي مرة أخرى " قبل أن تعترض ايما أو بمعني أصح قبل أن تترجاها كانت تانيا قد خرجت و أقفلت الباب بقوة ، ضغطت على زر المصعد ثم وضعت كفها بجيب سترتها بينما تحرك قدمها و بكفها الأخرى تأكل قطعة الخبز في تلك اللحظة وقف بجانبها جارها الذي يقفل الزر العلوي لقميصه و يضع نظارة ، يحمل منديل و دائما ما يمسح أنفه المحمر طوال أشهر السنة ، أي أن ذلك السائل لا يعتمد على الشتاء أو الزكام إنه هكذا وفقط شعرت تانيا بغثيان عندما حدقت به و هو ابتسم لها ليمسح أنفه بينما يص*ر صوتا ، اقتربت من سلة قمامة صغيرة و تركت الخبز يقع داخلها و ابتلعت ما كان داخل فمها مرغمة و هو تحدث عندما عادت لتقف بجانبه تضع كلا كفيها بجيوب سترتها " صباح الخير آنسة تانيا " وضعت كفها على قلبها و هي تقاوم حتى لا تتقيأ بوجهه و أجابته " صباح الخير سيد غابرييل " ابتسم لها عندها فتح باب المصعد فدخلت بسرعة بينما لا تزال تحاول السيطرة على غثيانها و هو مقابل لها ، حاول الدخول و لكنها رفعت ذراعيها بوجهه و تحدثت " لا يوجد مكان سيد غابرييل " ضغطت بسرعة حتى أقفل الباب و هو توسعت عينيه و استغرب ثم رفع كفه ليحسب كم شخصا كان بالمصعد و لم يرفع سوى اصبع واحد " لقد كانت لوحدها " أما هي فقد أغمضت عينيها بينما أص*رت ذلك الصوت كأنها تتقيأ و هي تحاول السيطرة على رد فعلها و ، لقد تتخيلت مخاطه الذي كان يمسحه ثم لوحت على نفسها لتتحدث بينما عينيها محمرة مليئة بالدموع " الهي ارحمني من هذا الغابرييل يوما ما سيقتلني أقسم " فتح باب المصعد في أسفل العمارة و هي خرجت لينعشها الهواء بينما تسير نحو سيارتها ذات اللون الأزرق ، السيارة التي تعمل من أجلها و تعتز بها جدا ، ابتسمت و اقتربت منها لتضع كفها عليها كأنها تربت عليها و تحدثت " حبيبتي هل نمت جيدا ؟ " ابتسمت ثم دنت لتقبل الزجاج عندها مرّ بقربها مراهق يسكن أيضا بنفس الحي و والدته تمتلك مطعما خاص بالطعام الكوري و تحدث بسخرية بينما يحمل هاتفه الذكي و على كتفه محفظته " مجنونة الحي " سكنت مكانها بينما شفتيها ممدودة و شعرت بالغضب يعتريها و التفتت لتصرخ بصوت قوي " أنت سوجين أيها المراهق التافه سوف ترى " و هو فقط رفع كفه و لم يكلف نفسه عناء الالتفات و لوح لها يعني أنه لا يهتم لها و هي تمتمت " سوف أخبر السيدة يي يونغ عن كل أفعالك يا أرعن " فتحت الباب و صعدت ثم أقفلته و ليس بقوة لأنها سيارتها الغالية ، وضعت حقيبتها على المقعد بجانبها ثم وضعت حزام الأمان ، عدلت المرايا و عندما رفعت رأسها حتى تتأكد من جانبها و هي تستعد للانطلاق قابلها مرة أخرى غابرييل بينما يبتسم و أنفه أحمر فأشاحت بسرعة عنه و داست على البنزين لتنطلق بسرعة " ا****ة عليه جعل شهيتي تسد ....... " حاولت تناسي ذلك المنظر المقزز فشغلت المذياع و بدأت تحرك أناملها على عجلة القيادة بينما تتمتم مع تلك الكلمات الغريبة هي كيم تانيا ، عمرها ست و عشرون سنة ، تعيش في مدينة بيرن السويسرية ، من أب كوري و أم سويسرية و لكن مطلقان و كل منهما يعيش بمكان ، والدها عاد لكوريا منذ عدة سنوات الا أنها دائما على تواصل معه أما والدتها فهي تقيم مع جدتها في احدى القرى الخاصة بالريف السويسري ............. و علاقتها معها جيدة جدا و بذكر والدتها هاهي تتصل مثل كل يوم ، ابتسمت عندما ألقت نظرة على الهاتف و رأت أنها هي ثم وصلته مع مكبرات الصوت الخاصة بالسيارة و أجابتها ببهجة " صباح الخير ليفيا " " متى ستسعدينني و تقولين أمي يا فتاة ؟ " قهقهت بسخرية و ردت " عندما تردين التحية بدون تذمر ليفيا " تن*دت الأخرى بتحسر ثم تحدثت " دعينا من هذا أخبريني كيف حالك ؟ " " مثل كل يوم ليفيا ..... ماذا عنك ألم تجدي رجلا ؟ " " تانيا ....... " قالتها بنبرة تهديدية و الأخرى أجابتها " ماذا ؟ هل تنوين البقاء عزباء مدى حياتك ؟ " " لقد جربت مرة و لم ينجح الأمر و سعيدة لأنني حصلت عليكِ " " يالك من عنيدة ليفيا .... " " أخبريني متى تنوين زيارتنا لقد اشتقنا لك أنا و جدتك " عندها نفت و تن*دت لتتحدث بصوت بائس " لو تعليمن يا ليفيا ما الذي يفعله دافيد روبنسن بابنتك ..... هو ينافس حتى حقي في التنفس " " أعتقد يا تانيا لو لم تكوني مجتهدة و عملك جيد لما اعتمد عليك لتلك الدرجة " " إنه حقير ليفيا .... " " اذا لن تأتي ؟؟ " " لا أعلم حقا و لكن ما ان تسنح لي الفرصة سوف آتي و نمرح معا ثلاثتنا " " سوف أنتظرك ........ بالمناسبة هل تناولت فطورك ؟ " " لقد كنت أنوي تناوله و لكن صادفت غابرييل منذ الصباح " " ابنتي ..... هكذا سوف تصبحين هزيلة ان استمريت بمقابلته كل صباح " و قبل أن تجيبها كانت الاشارة الحمراء قد أنارت و هي تجاوزتها لتصدم دراجة هوائية و التي صاحبها وقع على الأرض فتوقفت بسرعة بينما عينيها توسعت و شهقت بفزع فتحدثت والدتها بقلق " تانيا .... " " أمي أقفلي سوف أحدثك لاحقا " " ما الذي حدث ؟ " " أعتقد أنني قتلت أحدهم " قالتها و مباشرة أقفلت الخط و أبعدت حزام الأمان و نزلت بسرعة ، ركضت نحو المقدمة و صاحب الدرجة كان قد استقام بينما ينفض ثيابه ، اقتربت منه هو الذي يرتدي ثيابا سوداء و يضع القلنسوة على رأسه ، وضعت كفها على ذراعه و تحدثت " هل أنت بخير سيدي ؟ هل تأذيت ؟ " رفع رأسه و نفى ثم سحب ذراعه من بين كفيها و دنى ليحمل دراجته بيما حرك كتفيه بطريقة غريبة و ابتعد و هي حاولت اللحاق به و تحدثت " رجاء يا سيد .... يجب أن نسوي الأمور القانونية " عندها أجابها هو بدون أن يلتفت لها بينما يصعد على دراجته " أنت المخطئة " " أعلم هذا لذا أريد تسوية قانونية .... " التفت بجانبية و أجابها " لا بأس لا أريد منك أي تعويض " قالها و غادر و هي توسعت عينيها ثم رفعت كتفيها متعجبة ، أين يمكن أن تجد شخص يتنازل عن حقوقه بسهولة هكذا ؟ و لكن عندما التفتت رأت شرطي المرور يوقف دراجته النارية بقرب سيارتها فتن*دت بأسى لأنها تتوقف حاليا بسيارتها في مكان خاطئ " ا****ة ما الذي أتى به هذا الآن ؟ " اقتربت و هو أخرج دفتر المخالفات و عندما وقفت بقربه تحدث " مرحبا آنسة تانيا " وقفت أمامه و مدت كفها " سلمني مخالفتي المعتادة و دعني أغادر " وضعها بكفها و تحدث بابتسامة " انها الثالثة هذا الشهر ... انخفض العدد عن الشهر الفائت " زمت شفتيها تبتسم رغما عنها بوجهه ثم صعدت السيارة و غادرت لتشتمه عندما ابتعدت " الحقير كأن لا أحد في المدينة غيري " * في جهة أخرى و في نهاية طريق ترابي محفوف بأشجار الصنوبر العالية و في جزء غائم من المدينة ، فتحت البوابة الكبيرة و دخلت الدراجة ، سار صاحبها بها حتى توقف أمام النافورة في الحديقة و المقابلة للباب الخشبي الكبير ، إنه تقريبا أحد القصور الصغيرة التي بقيت على حالها منذ العصور الوسطى مع الكثير من التعديلات العصرية من الداخل وضعها في موقف خاص ثم أبعد القلنسوة السوداء عن رأسه و ظهر شعره الأ**د و تفاصيله الغريبة عن هذا البلد ، وضع كفيه بجيوب بنطاله الرياضي و سار نحو الباب ليصعد بضع درجات رخامية بخفة و عندما أصبح أمام الباب فتح ليستقبله رجل يبدو في عقده الخامس ، ملامحه كذلك آسيوية و ابتسم " مرحبا بك سيدي " ابتسم بيكر و أومأ فقط ليسير و السيد رافي سار خلفه فارتفع كتفي بيكر بحركة لا ارادية منه و الآخر شعر ببعض الأسى اتجه بيكر نحو الدرج و صعد ليسير في الرواق المؤدي لغرفته و السيد رافي لا يزال خلفه حتى توقف عندما وضع كفه على مقبض الباب و التفت له ، ارتفع كتفيه مرة أخرى و غمز بعينيه ليتحدث " سيد رافي سوف أبدل ثيابي و أنت باشر في الاستعداد لاستقبال المراسلة الصحفية التي سوف تجري المقابلة معي " " حسنا سيدي " أص*ر صوتا غريبا كالشخير و بنفس الوقت هو شد بقوة على كفه الحرة و فتح الباب ليدخل و السيد رافي تن*د بأسى من أجله ، أما في الداخل فبيكر قد أسند نفسه على الباب و شعر أنه بائس و يائس بالرغم من أن المتلازمة تحسنت كثيرا عن سنوات مراهقته ، أصبح يتحكم فيها كثيرا ولا تخرج عن سيطرته إلا اذا توتر ليست المتلازمة وحدها من تعكر صفو حياته ، بل حياته نفسها تعكر صفو قلبه و أيامه ، بيون بيكر ، يبلغ من العمر ثلاثون سنة ، كاتب ناجح و ترجمت أعماله لعدة لغات و رغم الصيت الذي حققه إلا أنه لا يزال غير معروف لدى وسائل الاعلام ، صورته هي فقط ما يمكنهم رؤيته و لكن كشخصية و حياته الخاصة ، هو للآن لم يجري أي مقابلة و السر الذي يجعله يائس فهو كونه ابن غير شرعي للنائب البرلماني " كيم داي هان " ، أجل كيم فهو يحمل كنية والدته التي كانت ابنة لعائلة مرموقة و وغنية ، والدها أبعدها عن كوريا و أنجبت ابنها في سويسرا و عاشا معا هناك بعيدا عن والده حتى توفيت عندما بلغ السابعة من عمره ثم أصبح جده لأمه الوصي عليه ليترك لاحقا كل ثروته له ....... كل شيء أورثه له وحده ربما الانعزال والابتعاد عن الناس و أعينهم هو ما ساعده ليكون كاتبا ناجحا ، كاتبا يخاطب مشاعر الناس و يلمسها عندما يلمس مشاكلهم و معاناتهم تن*د ثم ابتعد عن الباب و سار ببطء ليفتح باب الحمام و هناك بعد أن أبعد سترته السوداء و قميصه القطني الأبيض وقف أمام المرآة ليحدق بنفسه ، غمز بعينيه اليسرى ثم ص*ر منه صوت شخير و هذا جعله يبتسم ببؤس ، اليوم هو قرر كشف حقيقته و واقعه لمعجبي كتاباته ........... قرر فعل الكثير و لكن هذا هو الظاهر حاليا ألم يكن هو من عالج النقص في حياته بـ " النقص " ، عالج الخريف الذي يعيشه بـ " خريف الشباب " ، ذلك الشعور الذي استوطنه و جعله يشعر بالفراغ مع أن شعور الفراغ لم يبتعد عنه ، الكثير من القضايا التي طرحها عن طريق شخصيات ابتدعها خياله و لكن مشكلته الأكبر لا تزال تقف ندا له ، ان كان يدفع الناس للتغلب على مصاعبهم فليتغلب هو كذلك على تلك الصعاب ......... فليعامل متلازمته كشيء عادي ، بل كشيء دفعه للنجاح " إنه الوقت لتكون بيون بيكر فعلا " قالها و سار نحو المرش ثم وقف تحته ليفتح المياه ، أغمض عينيه و المياه تسللت لجسده و هو وضع كفه على الجدار أمامه ، و غير متلازمته هناك والده ، والده الذي كل يوم يقرأ المقلات عنه و عن الانجازات التي يصنعها في الدفاع عن حقوق المدنيين و المضحك أنه سن قانونا لحماية الأبناء الغير الشرعيين و جلب لهم حقوقهم ، هو من رفض مرارا و تكرارا مقابلة ابنه ، ابنه الذي كان يسافر كل تلك المسافة من سويسرا إلى كوريا ليقابله و لكنه دائما ما يرفض فيعود خالي الوفاض أغمض عينيه و نفى فوقت البؤس و الضعف قد انتهى ، اليوم ستكون البداية و اليوم سوف يتغلب على كل مصاعبه ، انتهى من حمامه فلف المنشفة حول خصره و خرج من الحمام ، فتح باب آخر و دخل وسط الخزانة التي هي عبارة عن غرفة ثم سار نحو ثيابه و التي وضع كفه عليها حتى يختار منها ما يجعله ذو شخصية مرنة و جذابة عندما تحاول الظهور أمام الناس يجب أن تتجنب الألوان التي كنت تختبئ خلفها في البداية ، أي لا الوان داكنة بعد الآن أو بمعنى أصح سيتجنب الأ**د عندما يكون بيون بيكر ، على الأقل في هذه المقابلة لذا أخرج قميصا أبيض ، بنظال جينز ذو لون أزرق فاتح ، ارتداهم ثم وقف أمام الدرج الزجاجي الذي يحمل ساعاته السويسرية ...... مظهره هذا تناسبه واحدة ذات سوار جلدي فوقع اختياره على واحدة بلون سوار أزرق أما الساعة فكانت بأرضية بيضاء و عقارب فضية بسيطة للغاية و لكن فخمة بذات الوقت حذاء أ**د بسيط و تسريحة عادية ثم لتكتمل ثقته بنفسه وضع عطرا رجولي قوي يسيطر على الحواس و هكذا أصبح جاهزا و خرج من غرفة الخزانة و تقدم ليحمل هاتفه الذي كان على سريره تفقده و لم يجد أي رسالة من شقيقه ، الوحيد الذي كان يتواصل معه كلما ذهب لمقابلة والده ، يعلم أنه استغلالي و لكن لا ينكر أنه يجعله يشعر بالسعادة عندما يتقبله و يناديه بأخي ، حتى عندما يلجأ له كلما وقع بمشكلة هذا يجعله يشعر بشعور جيد و أنه يملك ما يعيش من أجله و إن كان قد وجد سبب جديد لذلك جلس على طرف سريره و عاد يراسله " هل أنت بخير ؟ أنت لست واقع بمشكلة أليس كذلك ؟ " ضغط على الارسال ثم استقام و وضع هاتفه بجيبه و سار ليفتح الباب و يخرج من غرفته ، وضع كفيه بجيبه و نزل الدرج الذي تمتد فيه سجادة حمراء بأطراف ذهبية حتى وصل لنهايته فوجد السيد " رافي " بانتظاره في آخرها و ابتسم " أين تريد شرب قهوتك سيدي ؟ " " في المكتب سيد رافي " قالها و سار نحو مكتبه ، بل نحو ملاذه و المكان الذي يقضي فيه جل وقته * توقفت بالسيارة أمام الجريدة و رفعت رأسها تحدق نحو المبنى ثم رفعت كفها لتضع أناملها على ساعتها التي على معصمها و همست لنفسها " متأخرة لخمسة عشر دقيقة ...... سوف أزور طبيب الأذن و الحنجرة لاحقا " تن*دت ثم حملت حقيبتها و هاتفها و نزلت لتقفل الباب بهدوء ثم وضعت كفها عليها تربت عليها و تحدثت " ابقي بخير حبيبتي حتى أعود لكِ " قالتها و ابتعدت لتدخل و لوحت لعامل الاستقبال و تحدثت من بعيد " اهتم بسيارتي " " أحبك آنسة تانيا " " اذا أحب حبيبتي " " سوف أحرسها لك حتى تعودين " أرسلت له قبلة طائرة عندما دخلت للمصعد و قبل أن يقفل الباب هو وضع كفه على قلبه و كان سيغمى عليه ثم ركض للخارج و أغدق السيارة باهتمام كبير أما هي فقد كانت تضحك بهستيرية " الغ*ي ...... يا الهي هذا البلد مليئ بغريبي الأطوار " تخلصت من نوبتها و حاولت أن تتحكم بملامحها و تجعلها غاضبة استعداد لمواجهة " دافيد روبنسن " الرهيب ، فتح باب المصعد و كأن أول وجه قابلته هو وجه ذلك الرهيب و هو أمسك بمعصمها و سحبها خلفه بينما يتحدث بغضب " لقد تأخرت لخمس عشرة دقيقة و هذا يعني أنك مطرودة كيم تانيا " " لحظة ........ لما تسحبني اذا " التفت لها بعد أن توقف عن المشي و صرخ مرة أخرى بوجهها " اخرسي .... " و بعدم مبلاه أجابته " تجعلني أشعر أنك ايفان الرهيب " توسعت عينيه و أجابها " ماذا ؟ ..... كيف تجرئين كيم تانيا ؟ " سحبت معصمها من كفه بقوة و سارت قبله نحو مكتبه الذي كان يسحبها اليه من قبل و تحدثت " بربك هو كان على الأقل قيصرا و يمتلك الكثير من المال أما أنت معدم " " كيم تانياااااااااااااااااااااااا " قالها بصراخ و هي فقط أقفلت الباب ، باب مكتبه بوجهه أمام أنظار جميع العمال ، تنفست براحة ثم سارت نحو مكتبه و جلست على مقعده بينما تنتظر دخوله و لم يتأخر حيث فتح الباب و دفعه ليصدم بالجدار و هي ابتسمت له أما هو فقد أشار لها بسبابته " أنت .... كيف تجرئين ؟ " عينيه أصبحت حمراء و هي أخيرا أدركت أنه انتهى وقت المزاح فاستقامت بسرعة و وقفت على الجانب " آسفة سيدي كنت أمزح معك فحسب " " سوف أجعلك تمزحين للأبد يا تافهة " أقفل الباب بقوة و سار نحو مكتبه ليجلس عليه و تحدث بسخط " تجرين المقابلة مع بيون بيكر ثم تترجمينها و غدا أريدها منشورة " عندها تحدثت باعتراض " و لكن سيدي أنا لست من فريق الأخبار الفنية و الثقافية " " لا أريد اعتراضا ....... سوف تقومين بها و إلا فعلا ودعي عملك يا مسببة المشاكل " عبست و رفعت كفها تمثل ضربه " حسنا " و في تلك اللحظة رفع رأسه نحوها فحكت شعرها تتظاهر أنها كانت تفعل ذلك من قبل و هو تحدث " غيري ثيابك و كوني راقية قليلا " و هذا لم يعجبها فعدلت سترتها و وضعت كفيها بجيبها و تحدثت بتغطرس " لا تتدخل في ثيابي أنا لست ذاهبة لمقابلة شي**بير " ضغط على كفه و تطاير الشرار من عينيه و هي انسحبت بسرعة و عندما أمسكت بمقبض الباب تحدث هو خلفها " خذي معك مصور " " حسنا " أجابته حتى بدون أن تلتفت له ثم فتحته لتخرج ، أقفلت الباب و تعمدت أن يكون ذلك بقوة و سارت نحو قسم المصورين و هي تشتم " اللعين سوف أجعله يدفع الثمن عندما تتبدل الأدوار ..... فقط انتظر يا دافيد الرهيب " وضعت كفيها بجيوب بنطالها و وقف أمام قسم المصورين بينما تسند نفسها على اطار الباب و تحدثت " أريد مصور محترف " و الجميع تجاهلها إلا شخص واحد وقف و هو يحمل كمرته و أص*ر صوتا عندما سحب مخاطه " أنا جاهز آنسة تانيا " وضعت كفها على قلبها و التفت بسرعة تحاول منع غثيانها و سارت تخرج و هو بسرعة حمل حقيبة الكمرى و لحق بها بينما ركضت من جهة أخرى مساعدة دافيد الرهيب تحمل لها الأسئلة التي يجب أن تسألها للكاتب و لا يجب أن تخرج عن نصها " آنسة تانيا الأسئلة أنت لم تأخذيها " أخذتها منها بسرعة و غادرت قبل أن يستقل معها غابرييل المصعد و تلك المساعدة تحدثت بصوت عالي حتى تسمعها " يقول دافيد الرهيب لا يجب أن تخرجي عن نص الأسئلة " * جلست داخل سيارتها و أمسكت بمقودها بكلى كفيها و هي تحدق أمامها و تضغط على المقود عندها تحدث غابيرييل " هل أنت جائعة آنسة تانيا ؟ " حدقت فيه بجانبية و تحدثت بسخط " و من سيشعر برغبة في تناول الطعام في هذا الوقت ؟ " قالتها و شغلت المحرك لتنطلق نحو العنوان الذي منح لها ، بيرن مدينة رائعة بتفاصيلها القديمة و التي مزجت ببراعة مع سبل الراحة الحديثة و لكن المكان الذي تقصده ربما هو بعيدا قليلا عن وسط المدينة و قلبها لذا قادت حتى أصبحا بالضواحي ثم اتخذت طريقا جانبي ترابي تحفه أشجار الصنوبر العالية على جانبيه " آنسة تانيا ؟ " امتنعت عن التحديق به و أجبته " ماذا ؟ " " هل أنت كورية ؟ " تن*دت و أجابته " أنا أمتلك الجنسيتين " " كيف تعلمت الحديث بالكورية و أنت عشت هنا فقط ؟ " " أبي علمني " " و لكن ما أعلمه أن والد*ك مطلقان و ....... " عندها أوقفت السيارة بقوة و هو تمسك بحزام الأمان ، حدقت فيه بسخط و تناست غثيانها منه و صرخت بوجهه " و هل تتحرى عني يا لعين ؟ " نفى بسرعة و هو يرفع كفيه و أجابها " أقسم أنني فقط سمعت الحديث بالمكتب " قالها و سحب مخاطه للأعلى و هي كانت ستتقيئ بوجهه فأشاحت بسرعة و فتحت النافذة لتخرج رأسها و تحدثت بتهديد " اذا اتسخت سيارتي ودع حياتك " * وقف بيكر أمام زجاج نافذة مكتبه التي تطل على الحديقة الأمامية و وضع كفيه خلف ظهره بينما عينيه ترمش ثم تغمز بدون سيطرة خصوصا أنه متوتر لأنه ينتظر وصول المراسلة الصحفية و التي تأخرت كثيرا عن الموعد الذي تم الاتفاق عليه هي دقائق فقط مرت حتى رأى البوابة الكبيرة تفتح و سيارة زرقاء بدت مألوفة تدخل ، سارت تلك السيارة حتى توقفت أمام النافورة و فتح الباب الأمامي الذي بجانب السائق و نزل منه غابرييل ثم فتح باب السائق و نزلت منه " كيم تانيا " ، رسمت شبه ابتسامة على شفتيه وشخر بصوته و هو يحدق بها ، ربما سعى لمقابلتها شخصيا و لكن لم يعلم أن الصدفة قد تجمعهما قبل هذه اللحظة ...... هل كانت صدفة ؟؟ " جيد كنت أحتاج لشخصية عابثة مثلها " سارت تانيا و غابرييل خلفها لتدق الجرس و بعد مدة فتح من طرف خادمة شقراء ممشوقة القوام و ترتدي تنورة سوداء و قميص أبيض يجعلانها تبدو مضيفة طيران و ربما هذا جعل تانيا تحدق بثيابها و لكنها عنيدة جدا و وضعت كفيها بجيب بنطالها و تحدثت " نحن هنا من أجل المقابلة الصحفية مع السيد بيون " " بالتأكيد آنسة هو ينتظر منذ مدة " قالتها و تنحت عن الباب لتفسح لهما المجال بالدخول ثم قادتهما نحو المكان الذي كان ينتظرهما فيه السيد رافي و بعدها غادرت ليقدم السيد رافي كفه لها و تحدث باللغة الكورية " مرحبا آنسة تانيا " مدت كفها تبادله التحية بينما هي مستغربة و تحدثت " كيف تعرف اسمي ؟ " " أنت صحفية مشهورة و جريئة لذا يكون عار علي اذا لم أتعرف عليك بينما أنا أفتخر بك " ابتسمت بشك ثم سحبت كفها عندها مد غابرييل كفه و تحدث بلغته " مرحبا أنا غابرييل ... " و لكن السيد رافي حدق فيه بنوع من التقزز خصوصا عندما سحب مخاطه ، التفت و ترك يده معلقة و تانيا شعرت بالغضب لمعاملته لغابرييل بازدراء لذا وضعت كفها على كفه و خفضتها له و همست " لا تهتم به ولا تظهر ودك للجميع " أومأ بخفة ثم سحب مرة أخرى مخاضه و هي سارت قبله بينما تشتمه " مقزز وضيع ....... " طرق باب المكتب فسمح بيكر للطارق بالدخول ، فتح الباب و تقدم و من خلفه تانيا و غابرييل و تحدث " لقد وصلت الآنسة كيم و المصور سيدي " التفت بيكر و تحركا كتفيه بدون سيطرة ثم غمز و هذا ما جعل عيني تانيا تتوسع عندما اعتقدت أنه غمز لها
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD