وقع زمام الفكر على مواجهته حتى خرجت مريم من غرفتها واتجهت بتسلل إلى الأعلى وقليلا ما كانت تفعل ذلك ، المتها قدمها قليلا حتى وقفت أمام غرفته بقرع طفيف ...
رفع رأسه محظرا من الطارق ..نهض بجسده الرياضي حتى فتح الباب ليتفاجئ انها من تُلقب نفسها شقيقته !
زفر بحدة غير مفهومة ثم عاد للداخل ووالها ظهره بضيق ونظر لشرفة غرفته واضعا يداه في جيوب بنطاله الأ**د ، نظرت مريم بغيظ وهي تتساءل بحيرة لماذا يحملها طيلة هذه السنوات ذنب لم تقترفه :-
_ ممكن اطلب منك طلب ؟
ضاقت عيناه بإتجاه الشمس الذي لاحت للذهاب بعودة قريبة أردف بصوت رجولي رخيم :-
_ اتفضلي ،وبسرعة عشان مش فاضيلك
شعرت بألم قدماها يصرخ فأقتربت لكي تجلس بأقرب مقعد ، زاوى المقعد من فراشه بالصدفة حتى لمحت الورقة وهي تجلس ، شعرت بالفضول الحارق لمعرفة سر هذا الورقة التي تبدو أنها خاصة بالفتايات ....بدأت في الحديث وحاولت تتجنب النظر اليها :-
_ انا عايزة اعمل عيد ميلادي والكل رافض
زفر بغضب حتى توجست من صوت زفيره الذي يعلن ثورته الجنونية التي تسكن بداخل هذا الرجل ....
قال بصوت يهدد :-
_ والمطلوب مني ؟
لم تستطع تجنب الورقة أكثر من ذلك ، استغلت أنه ينظر للأمام وأخذت الورقة بخفة من جانبها ثم قالت مراوغة :-
_ المطلوب منك أنك ...
توقفت عندما قرأت أول كلمات ، تورد وجهها من الغضب الذي لما تعرف أنه انتابها ! ، مزقت الورقة لقطع ولم تأبه لاظهار غضبها حتى سمع حفيف الورق وهو يتمزق واستادر لتتسع عيناه بذهول .....
نهضت والتمعت عيناها بالدموع :-
_ يعني كلكم رافضين تفرحوني بعيد ميلاد بس حضرتك مش بترفض انك تتسرمح مع بنات ويبعتولك كلام وقح كدا .....
لم يبذل مجهود عندما اقترب منها ووقف أمامها وعيناه قد أ**دت من الغضب ..هتف بها :-
_ احترمي نفسك يا مريم عشان هتندمي
اتسعت عيناها بعنف وهتفت به وجسدها ينتفض بشيء مجهول يسري بداخله دون أن تعرف ماهو :-
_ لو ما احترمتش انت نفسك وبطلت تمشي مع بنات انا هقول لبابا وافضحك ...
اغمض عينيك حتى يتمالك اعصابه ولكن لم يستطع ، جرها من يدها وخرج من غرفته ، قالت وهي تبكي :-
_ رجلي حرررام عليك ، مش قادرة امشي
لم يكترث لصراخها بل فتح غرفتها ودفعها بداخلها حتى وقعت على مقعد وثير أمام المرآة
حملق بها بعنف وشراسة ثارت بمقلتيه :-
_ اللي المفروض يحترم نفسه انتي ، تيجي اوضتي ليه ؟! ، تفتشي في حاجاتي لييييييه !؟ ، مالكيش أي حق في ده ، لو بس اتجرأتي وعملتيها تاني استحملي اللي هيحصلك
ارتعش جسدها وأرادت أن تنهض ولكن الم قدمها منعها ثم أشارت له بيدها وهي على حافة الثوران :-
_ ليااااا حق ، واعمل اللي انا عايزاه انت مش هتمنعني ، ومش خايفة من تهديدك وهقول لباااااابااااا
اقترب منها وكاد أن يصفعها حتى منعته يداها التي اسرعت لاختباء وجهها وهي تنتفض من الخوف وتصرخ
ايقن بداخله انها لو كانت رجلا لالقاه أرضاً من اللكمات ولكن سيقلل من نفسه أن فعلها مع فتاة وبالأخص هذه الصغيرة الحمقاء .....قال بتحذير وتهديد :-
_ ما بتهددش ، ولو شفتك في اوضتي تاني هروح انا اللي اقول وهيبقى شكلك وحش قدامهم
قالت جملتها لتستفزه وتغضبه وهي على اتم المعرفة انها ستغضبه حد الجنون :-
_ ليه هو انت مش أخويا ؟
مرر يده على شعره وهو ينظر حوله حتى رأي مزهرية قد غرس بها بعض أزهار الريحان ، القاها بغضب على الأرض ونثر كتبها بقوة حتى صرخت بذعر أن يصيبها شيء من ثورته الغاضبة ....ثم هتف بها بشراسة قد احمرت لها عيناه :-
_ مش أخوكي ، وانتي مش أختي ، انا بكرررررهك ،
بكررررررهك ،انتي فاااهمة ، ياريتك كنتي متي
اتت كريمة راكضة إثر صوتهم العالي ، نظرت لمريم بقلق ثم قالت بتحذير :-
_ امكم في اوضة الصالون اللي على الجنينة عشان كدا مش سامعة ، بطلوا خناق قبل ما تسمعكم
رماها بنظرة عنيفة وقاسية ثم القاها بجملته الأخيرة قبل ان يخرج من الغرفة :-
_ انسانة حشرية ولا تطاااق
جلست كريمة على حافة المقعد التي تجلس عليه مريم وربتت عليها كي تهدأ وتجفف عيناها ولكن مريم كان قد غلف قلبها الألم من كلماته القاسية
_______________________________ الحمد لله
وقف بسيارته بعيدًا عن المكان المنشود ليترجل منها بنظراته المهيبة التي تتأرجح بين طياتها سمات الشراسة التي ولدت في طباعه العنيفة ..ليتحرك بإتجاه المبنى المضاء بأنوار تتراقص بغنج وتتمايل على ظلال رجال الحراسة الذين ينتشرون حول المكان منعا لدخول المتسكعين أو ذوات خلق الشجار المفتعل كعادة الملهى الليلي كل يوم ....يُزين الواجهة الخارجية لوح مضاء كبير منقوش عليه اسم الملهى ...."كنوز القمر "
ارتسم اسمه على نظراته الثاقبة الحادة ....الفهد
وارتاب رجال الحرس بعض الشيء لهذا الذي يقترب منهم بهيبة مدمرة وتجسدت به سمات الرجولة بكل معانيها ، نظروا لبعضهم وسمحوا له بالدخول دون جدال .....
مالت الانوار التي تتناغم مع الالحان الصاخبة بالداخل على وجهه البرنزي الذي لفحته اشعة الشمس بعض الشيء لتزيده جاذبية مذهلة ....جالت نظرته الزاهدة في مشاهد العري حوله للشيء الذي اتى إلى هنا بحثًا عنه خصيصًا ....
وتقدم بإتجاه قاعة الرقص حينما لمح فتاة بردائها القصير تنهض لتذهب لمكانٍ ما ....،جذبها من يدها بحدة بإتجاه حلبة الرقص مع أعتراض الفتاة بغضب ولكن استكانت بيده عندما التفتت لترى نفسها ترقص مع اوسم رجل رأته حتى الآن ، نظرت له بأنبهار ثم رمقته بدلال وقالت :-
_ اسمك إيه ؟ أول مرة اشوفك هنا !
رمقها بنظرة ازدراء ثم سحب نظرته منها سريعا كأنها ستدنس ،ولكن فعل ذلك لكي يراقب المكان جيدا ويبحث عن "حداد" بسهولة ومن بعيد ، تحرك على انغام الموسيقى وعيناه في جميع جهات الملهى كالفهد الذي يترقب فريسته ...
__________________________________ استغفر الله
دلفت فتاة بزيها الدراسي لمراحل التعليم الثانوية إلى مكان واسع تتجمع به ادوات المطبخ لهذا الملهى ...
ركضت بطفولية لسيدة تواليها ظهرها وشددت الانتباه بعملها بشكل مُتقن حتى شعرت بالخطوات الراكضة خلفها ،لتستدير بفضول حتى ارتمت فاطمة بين ذراعي امها بسعادة وهتفت وهي تقفز كالطفلة :-
_ الحمد لله الامتحان جه سهل وحليته كله صح يا ماماااا
ابتسمت الام بمحبة وسعادة لفرحة ابنتها التي كانت شديدة الخوف من صعوبة هذه المادة الدراسية التي لم تحالفها الظروف حتى تأخذ بعض المراجعات الخاصة بها مثل زملائها ...قالت الام بتنهيدة ارتياح غلبت سعادتها :-
_ الحمد لله ، فضلت ادعيلك طول الليل
ثم انتبهت لوجود ابنتها في هذا الوكر العفن وصاحت بغضب :-
_ صحيح ، انتي إيه اللي جابك هنا ؟ ، مش نبهتك مليون مرة ماتجيش هنا تاني
انكمشت تعابير وجه فاطمة بتذمر وضيق ثم مالبثت أن عادت لمرحها المعتاد وقفزت مرة أخرى وهي تدندن بصوتها العذب مقطوعة من لحن شعبي ..
ولم تستطع الام منع ابتسامتها ...حتى أتى ذلك الكريه ودلف بداخل المطبخ ، تسمر مكانه وهو يراقب حركة فاطمة المرحة من بعيد وينظر لها بنظرات مفترسة شهوانية .....اقترب للداخل أكثر حتى لمحته الام وجذبت ابنتها خلفها برعب ...قالت وهي تنتفض خوفا على ابنتها من نظرات ذلك الافعى :-
_ حداد ؟ انت رجعت تاني ؟!
قهقه حداد وقال وهو يفترس بنظراته تلك التي تقف بتذمر خلف والدتها وتأبى نظراتها الخوف بل تتحدى :-
_ آه جيت ، أزاي ما اجيش للقمر
بلعت الام ريقها برعب ثم التفتت وهي تأمر ابنتها بالرحيل ولكن تحرك سريعًا و اعترض حداد بل وجذبها بقوة من يدها مما جعل فاطمة تصرخ عاليًا وتلكمه بيدها ولكن لم يأبه ذلك البغيض حتى مرر يده على رأسها كي ينزع عنها حجابها ولكن توقف قليلا مع حركة الام وهي تلكمه على كتفه بغضب و دفعها هو بعصبية ثم أخرج سلاحاً ابيض من جيبه وهدد فاطمة به مع آنات الام بألم من نتيجة الدفعة التي القتها على حافة مقبض أحد الاجهزة الكهربائية التي اصطدم بجانب جسدها بقوة ....قال بحدة موجهًا الحديث لفاطمة :-
_ هتقلعي الطرحة دي وتطلعي تغني في الصالة ولا اخلي امك وابوكي المطبلاتي يحصلوا مرزوق الله يرحمه
اطرفت فاطمة بذعر وهي ترى ما بيده وقلبها يدق بهلع فهي تعرف أنه مجرم قاتل ويستطيع فعل أي شيء ...لم ينتظر اجابتها ففي خلال ثواني كان حجابها بيده ويلقيه أرضًا ثم جذبها للصالة بالخارج ولم يكتشف بعد أن عيون الفهد تنتظره بالخارج وأن قلب الفهد هو ما بيده الآن ...حتى الفهد لم يدرك ذلك بعد ......
هل الوحش الذي يستوطن بداخل هذا الفهد سيترك قلبه بيد الافعى ....ماذا سيفعل ؟
______________________________ أن بعد العسر يسرا
قالت الفتاة وهي ترقص بنظراتها الجريئة على وجه الفهد :-
_ما بتردش عليا ليه؟
زفر بضيق وانتفخت عروقه من الغضب واقسم بداخله لولا مهمته لكان دفعها عنه كالقمامة حتى لمح حداد يقترب وبصحبته فتاة يبدو من مظهرها انها لم تتعدى مراحل المراهقة وتخفي وجهها بيدها لذا لم يلاحظها بل صب تركيزه مع ذلك المجرم الذي يبحث عنه ....
آمر حداد فاطمة بالغناء وهي تقف وتنظر حولها بجسد ينتفض من الرعب وعيناها تغرقها الدموع حتى انتبهت لابتعاد حداد وهو يتجه لوالدها الذي يجلس بوسط الفرقة الموسيقية بنظرات مصدومة لرؤية ابنته هنا ...
وجه حداد حد السكين بجانب الرجل الكبيرالاشيب الذي يجلس بقدم مجبرة نتيجة احد المشادات في الملهى وقال:-
_ اخرس خالص وإلا مش هتشوف بنتك تاني ، انا مزاجي النهاردة انها تغني ،ولو اتكلمت هخادها قدامك ومش هتشوف خلقتها تاني ..
جف ريق الاب "مصطفى" وهو في حالة عجز تام عن أي حركة بسبب قدمه النصف مشلولة ،ثم نظر لابنته بلمعة دموع العجز والاسف عن حمايتها من هذا الكريه ون** عيناه للأسفل بحسرة والم .....
كانت تترقب الذي يتمايلون حولها على انغام الموسيقى بخوف يجتاح اوصالها المرتجفة ويدفعه هذا وذاك بينهم حتى اصطدمت بكتف جدار بشري كان يتجه لحداد بنظرة كادت أن تغرز اظافرها برقبته حتى صاحت به وكأنها أرادت أن تخرج غضبها على أي شيء :-
_ ما تفتح يا اعمى ،هو انا نقصاك ،غبي
تسمر مكانه وهو يواليه ظهره ولكن بعد دقيقة استدار ونظر لها نظرة ارجفتها من شدة غضبها ولكن دخل بعالمًا آخر عندما رأى عيناها الباكية برعب وشلال شعرها الذي تدرج لاهثا للهبوط حتى اعلن تمرده حولها ...
رغما عنه نظر لوجهها الصغير المحاط بشلالات شعرها الاسود الذي يمتد للاسفل واقسم انه لأول مرة يرى فتاة تمتلك هذا الطول والكثافة من كتل الشعر ....
خرج من غيمات هذه الدائرة الذي سرقته لدقائق بشكل جديد العهد عليه ثم تركها بنظراته الغاضبة المتوعدة واتجه لحداد الذي لمحه وهو يخرج شيء من جيبه بخوف ويضعه بجيب مصطفى سريعا حتى جذبه فهد من ياقته بعنف :-
_ وحشني ، مش قولتلك هنتقابل تاني وهجيبك
تهته حداد وهو يلعن الشيء الذي جعله يأتي إلى هنا اليوم واجابه بقلق:-
_ وانت والله يا فهد باشا
اطرفت فاطمة بعدم تصديق وهي ترى حداد وكأنه يُزج إلى مصرعه بنظراته الخائفة هذه وطافت ابتسامة شامته على وجهها وشعرت بالامتنان لهذا الرجل الآخر حتى اتسعت عيناها وهي تراه يجذب والدها ولم يراعي قدمه الم**ورة حتى سقط والدها وهو يتأوه.....ركضت عليه بذعر ...
لم يلاحظ فهد حقا قدم مصطفى عندما جذبه للتفتيش حتى تفاجئ بسقوط الرجل أمام ناظريه متألمًا ....
صرخت فاطمة ببكاء وهي تضم والدها ثم نظرت لفهد بغضب ......اصابها الجنون بعد أن رأت والدها هكذه ولم تشعر كيف نهضت وصفعته على وجهه بكل قوتها حتى اصبحت عيناه كتله من الجحيم والصدمة
______________________________