(2) الفصل الثاني

1530 Words
"اما انت بتحبها اوي كدة طلقتها ليه؟" قالها عماد وهو يقف خلف طارق التفت اليه طارق واشاح بوجهه عنه مرة اخرى ووضع رأسه بين راحتيه وهمس بتعب:اقعد ياعماد جلس عماد بجانبه وظل ينظر لصديقه وكان ال**ت يحيط بهم كان طارق يفكر فيما وصل اليه ولا يعلم ان كان هناك اسوء ام هذه هي نهاية الطريق ,نظر لعماد وقال:اخبار الشغل ايه؟! قال عماد بجدية:تمام بس مش جه الوقت انك ترجع شغلك انت بقالك اسبوع مبتروحش تن*د طارق وقال:ان شاء الله انا فعلا محتاج ارجع الشغل **ت عماد قليلا ثم قال:طب مش هتحكيلي نظر له طارق وقال بحده:عماد سبق واتكلمنا وقولتلك دي حاجة تخصيني انا وايمان بس محدش من حقه يدخل فيها عماد بلوم:كدة ياطارق هو في بينا الكلام ده انت من امتى بتخبي عليا طارق بتعب:عماد ورحمة ابوك انا مش ناقص وقت اما ابقى مستعد اني احكي هحكيلك ربت عماد على كتف صديقه وقال بابتسامة:وانا جانبك في اي وقت في تلك اللحظة جاء احمد ومعه لارين والقت لارين عليهم التحية:ازيك ياعماد عماد:الحمدلله ازيك انتي...ازيك يا احمد احمد:تمام عماد:كويس انك جيتي يا لارين كنت عايز اقولكم خبر هيضايقكم نظروا له جميعا باهتمام اما طارق فقد شعر بانقباضه في قلبه واستمع لعماد قائلا:ايمي سافرت امبارح انتفض طارق من مكانه وهتفت لارين قائلة:انت بتقول ايه؟!!!! صرخ بهم طارق بغضب:سافرت!!!!! سافرت ازاي عماد بهدوء:هو اية اللي ازاي طارق بغضب:ازاي تسافر من غير اذني عماد بحده:فوق ياطارق انت طلقتها نظر له طارق بحزن والكلمة تتردد في اعماقه وهمس:طلقتها!! لارين بدموع:ازاي...ازاي سافرت من غير ما تقولي عماد:محدش كان يعرف فجأتهم امبارح الصبح انها مسافرة بالليل نظرت لارين الى طارق وقالت وهي تبكي:كلوا بسببك انت هي مشيت بسببك نظر لها طارق وهمس بذهول:انا! صرخت لارين بآلم:ايوا انت لو مكنتش سيبتها مكنتش سافرت وسابتني حرام عليك هتف احمد بحده:لارييييين اسكتي ثم اردف قائلا لطارق:طارق ممكن نتكلم طارق ببرود:لا احمد بحده:ياطارق لازم نتكلم هتف طارق بغضب:وانا مش عايز اتكلم معاك انت مبتفهمش قالها ثم ركل الطاولة بقدمه وانصرف غاضبا وترك خلفه عماد ولارين ينظرون لهم بدهشة ,هتف عماد قائلا بتعجب:هو بيتكلم معاك كدة ليه احمد بتوتر:هه اصل هو من ساعة اللي حصل وهو اعصابه تعبانه اومأ عماد برأسه متفهما وقال:طيب انا لازم امشي لم ينتظر اجابه منهم ورحل بسرعة اما لارين ظلت تنظر الى احمد بتفحص ثم قالت بترقب:احمد انت تعرف ايه اللي خلاهم يتطلقوا اشاح احمد بوجهه وقال بارتباك:هه وانا هعرف منين يعني ثم اردف قائلا:انا ماشي عندي شغل ذهب وتركها تنظر لاثره بعدم اقتناع حتى اختفى تماما ******************************************************* بعدما اوصلها عماد الى المنزل ظلت في غرفتها تحاول ان تهاتف ش*يقتها ولكن دون فائدة...هي تعلم انها تتآلم ولا تستطيع فعل شئ لها وكالعادة اختارت ايمي الابتعاد كأنه حل لكل مشاكلها ولكن ما لا تعلمه ان الهروب لم ولن يكن حلا يوما ,ابتسمت بسخرية وهي تفكر هل من الممكن ان تحكي ايمي لها شيئا عن ما يآلمها ولكنها علمت من خالها "علي" ان ايمي تفضل الكتمان عوضا عن البوح بما لا تستطيع تحمله ,تخرجها من شرودها صوت طرق على باب الغرفة وتبعه دخول والدها الذي جلس بجانبها وقال:مكلمتيش ايمي هزت راسها بحيرة وقالت:موبايلها مقفول والمفروض ان الطيارة وصلت من بدري سمير بقلق:اومال موبايلها مقفول ليه منه:مش عارفة يا بابا انا قلقانه عليها اوي بعد اللي حصل مع طارق وهي كانت ساكته وبعد كدة قرار سافرها اللي جه فجأة ده قلقني اكتر سألها سمير قائلا:طارق مقلش حااجة لعماد هزت رأسها بالنفي اومأ سمير برأسه وقال:اكيد هيجي وقت ونعرف ابقي حاولي كلميها تاني وطمنيني...هقوم انا اشوف امك من ساعة ما ايمي مشيت مبطلتش عياط منه بحزن:مكناش متوقعين انها هتبعد عنا تاني سمير:محدش كان متوقع اي حاجة من اللي حصلت قالها وخرج من الغرفة واتجه ليرى زوجته اما منه فامسكت هاتفها وحاولت ان تعاود الاتصال بايمي ولكن كان الرد ان الهاتف خارج نطاق الخدمة .زفرت بضيق وقررت ان ترسل لها رسالها لعلها تراها عندما تفتح الهاتف **************************************************** صعد الى غرفته وهو غاضب..اخذ الغرفة ذهابا وايابا ,كانت بداخله نيران لو اخرجها لكان احترق كوكب باكمله..ضغط على اسنانه بغضب وامسك احدى زجاجات العطر الخاصة به والقاها بعنف وهو يصرخ بغضب:ليييييه؟ لييييه غ*ي غبي اصطدمت الزجاجة بالمرآة وحطمتها الى قطع صغيرة ,اخذ يحطم كل الاشياء التي يراها امامه...حاول ان يهدأ من روعه ولكنه فشل ودخل المرحاض ليغتسل ختى يهدأ قليلا فتح الماء البارد لعله يطفئ النيرا المشتعلة بداخل قلبه ....هبط الماء البارد ليغطي جسده لم يشعر ببرودة الماء على جسده مقارنة بما بداخله ,بعد دقائق اغلق الماء واخذ منشفه ولفها حول خصره ووقف امام المرآة واستند بيديه على الحوض وظل يحدق في صورته المنع**ة في المرآة وعيناه التي امتلأت بالدموع وهتف بآلم:مفتش كتير وحسيت بوجع ملوش حل هعمل ايه في الايام اللي جاية من غيرك. "ياعيني ليه بدمعي ماحبيبنا سابنا خلاص وراح دلوقتي نفسك ترجعي ومستعدة تنسي اللي الجراح ليه كدة ياعيني؟ من تاني يوم في فراقنا انا وانتي ليه اشتاقنا مش كنا قلنا وداع مش كنا خلاص فرقنا دلوقتي ايه غيرنا ع البعد ليه ماقدرنا من تاني يوم انا وانتي رجعنا ليه في كلامنا؟ جرا اية ياعيني هو انتي برضه هت**فيني وتبكي بجد؟ واحنا اللي عمرنا ما عملناها مرة وبكينا في يوم على حد ماتردي عليا...ردي عليا ولا هي مش اي حد؟" ******************************************************* استيقظت ايمي بعد ساعتين وهي تشعر بآلم حاد في رأسها ودوار عنيف يجتاح جسدها وهي تنهض...استندت بكفيها على ظهر الفراش واخذت تستند على الحائط وهي في طريقها الى المرحاض شعرت بأن جسدها ثقيل ولا تستطيع ان تكمل طريقها للمرحاض فجلست على اول مقعد امامها ,انتابتها حالة من الاعياء مرة اخرى..امسكت رأسها وهي تشعر بالدوارتحملت على نفسها ونهضت ومشت بخطوات بطيئة حتى وصلت الى المرحاض وفتحت الماء البارد وظلت تغسل وجهها حتى تستفيق قليلا واستدارت لتخرج ولكنها شعرت بالغثيان وعادت مرة اخرى واستفرغت كل ما في جوفها..غسلت وجهها مرة اخرى وعادت الى غرفة المعيشة وجلست على الاريكة واستندت براسها بتعب على ظهر الاريكة وحدثت نفسها قائلة:شكلي خدت دور برد بسبب تغير الجو وبعد قليل قررت ان تعد كوبا من القهوه لنفسها.. *************************************************** وصل الى الشركة..خلع سترته والقاها على الاريكة باهمال ثم جلس خلف مكتبه وعقد يديه خلف رأسه واستند عليها ,كانت هناك افكار كثيرة تدور بداخل عقله...اغمض عينيه مفكرا بارهاق:لحد امتى بقى ظل يفكر الى متى سيظل يخشى الماضي؟ الماضي الذي تسبب في تدمير حياة اقرب الناس اليه..ش*يقه ,الماضي الذي لا تعلم عنه لارين شيئا وان علمت لتركته في الحال ,هتف بداخله صوت يقول:لا لارين بتحبني اجابه عقله بسخرية:وياترى هتفضل تحبك بعد ماتعرف انك كنت عارف اللي هيحصل لصاحبتها ومعرفتش تعمل حاجة وكمان كنت مصاحب اللي عمل فيها كدة؟ تردد الصوت بداخله مرة اخرى:كان غصب عني ما انا حاولت بس معرفتش واهو خالد نات وربنا انتقم منه ظل هكذا في حيرة من امره واتخذ قرار وتمنى ان يستطيع تنفيذه **************************************************** وقفت امام الشرفة وهي تحتضن بين راحتيها كوبا من القهوه الساخنة تراقب سكون الليل وبعيدا عن صوت المطر الغزير في هذا الوقت من العام كان يشكل منظرا مرعبا وفي نفس الوقت رائعا..رغم برودة الجو الا انها لم تكن تشعر بالبرد...بل انها لم تكن تشعر باي شئ سوا ذلك الآلم الذي كان يمزق قلبها..آلم الاشتياق لذلك الحبيب البعيد ,تذكرت هاتفها الذي تركته مغلقا التقطته من على الاريكة وعادت لتقف امام الشرفة وفتحت الهاتف ,وجدت الكثير من المكالمات من ش*يقتها ووالدها ورسالة من ش*يقتها تقول فيها "ايمي انتي كويسة طمنيني عليكي؟" ,اخرجت رقم ش*يقتها وضغطت على الاتصال وانتظرت حتى يأتيها الرد ******************************************************* كانت منه تجلس في حديقة المنزل تنظر لهاتفها من وقت الى اخر لعلها تجد مكالمة من ايمي ,اعادت الهاتف مكانه وزفرت بضيق قائلة:انتي فين بس يا ايمي في تلك اللحظة سمعت رنين هاتفها معلنا على وجود مكالمة جديدة ,التقطت الهاتف بلهفه واجابت بسرعة عندما وجدت رقم ايمي:ايمي انتي كويسة؟ ايمي عبر الهاتف:متقلقيش ياحبيبتي انا كويسة منه بعتاب:طب قافلة موبايلك ليه احنا كلنا هنموت من القلق عليكي اجابتها ايمي مطمئنة:متقلقيش ياحبيبتي انا بس وصلت من السفر تعبانه ونمت ولسه صاحية من شويةونسيت الموبايل خالص منه بقلق:تعبانة ازاي الدوخه تاني ايمي:ايوا بس بقيت احسن الحمدلله منه:سلامتك ياحبيبت استني بقى خليكي معايا عشان بابا عايز يكلمك ركضت بسرعة ودخلت غرفة المكتب حيث يجلس والدها وقالت:بابا خد كلم ايمي التقط سمير الهاتف من يدها وقال بلهفه:ايمان انتي كويسة ايمي:الحمدلله يا بابا معلش قلقتك انا اسفه سمير:ولا يهمك ياحبيبتي المهم انك بخير ايمي:الحمدلله..ماما عاملة اية سمير:كويسة بس هي نايمة ايمي:ماشي سلملي عليها لما تصحى سمير بحنان:الله يسلمك من كل شر يابنتي ايمي:اديني منه كدة سمير:حاضر استجاب سمير لرغبتها واعطى الهاتفلمنه التي اخذت الهاتف وخرجت للحديقة ايمي عبر الهاتف:بقولك ايه يامنه لارين عرفت اني سافرت منه:اكيد عماد قال لطارق وطارق قالها تبدلت ملامح ايمي للحزن زخفق قلبها بجنون لمجرد سماع اسمه وقالت بنبرة حزينه:طب ابقي كلميها وقوليلها متزعلش مني عشان مقولتلهاش وان هبقى اكلمها لاحظت منه نبرتها الحزينة فقالت بحنان:حاضر ياحبيبتي المهم انتي ترجعيلنا بسرعة ايمي:ان شاء الله باي **************************************************** اغلقت ايمي الهاتف وعادت لمراقبة سقوط الامطار بملامح حزينة وآلم حاد في قلبها...آلم اقوى من ان تستطيع تحمله ,اخذت تسترجع ذاكرتها احداث لم ولن تستطيع نسيانها مهما حدث فقد تركت جرحا عميقا بداخلها لن يزول حتى مع مرور الزمان. ***** اخذت ايمي قرارها وخرجت من المنزل دون حتى ان تخبر احد واستقلت سيارة اجرة وانطلقت بها الى حيث تريد ...... في احدى الاحياء الراقية وبداخل شقة كبيرة يدلل د*كورها على انها احدى الشركات كان خالد يجلس خلف مكتبه يتابع اعماله بجدية واضحه ,اما في الخارج كانت تجلس المساعدة الخاصة به تتابع عملها هي ايضا حتى قاطعها صوت انوثي يقول:صباح الخير نظرت المساعدة الى السيدة التي امامها وقالت بابتسامة رسمية:صباح النور اقدر اساعد حضرتك بحاجة قالت السيدة:عايزة اقابل استاذ خالد عبدالرحمن اجابتها قائلة:في معاد سابق قالت السيدة نافية:لا بس قوليله اني عايزة اقابله المساعدة:اقوله مين؟ السيدة:ايمان سمير
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD