مقتطفات سوداء ..

1108 Words
حينما فزت بالجائزة الثانية للرسم أصبحت مشهورة جدا بين المدارس و بات الجميع يعلم إسمي و لكن لإستلام عمي هادي الجائزة معي ظنوا أنه والدي و أصبحت معروفة بإسم سلام هادي ، حتى أن شادن كان يعجبها الإسم جدا و تحب أن تناديني به كانت تخبرني أنها تحب أن تشعر أننا ننتمي لنفس الإسم و الشخص ، حقا الافضل لو كانت هي اختي أفضل من سلاف و لكنا من نفس الدم لكن أفضل لكن العلاقة لا يحددها نفس الجين بل نفس الرابط الروحي العميق.. أصبحت مدرسة الصفاء هي منزلي و سكانها هم أسرتي و بيتنا هو المدرسة الداخلية التي أعذب بالذهاب لها ، و لكنني مجبورة بالذهاب لها ، لا أحب العطل أبدا لذا استقللت فرصة المسابقة المحلية للولاية كفرصة انتهازية أخرى لعدم الذهاب لسجن منزلنا ، و شاركت فيها بلوحة جميلة رسمتها لعائلتي لكن رسمت وجوههم متغطرسة مثلهم و كان عنوان اللوحة هو النفاق الأسري ، و فازت لوحتي بالجائزة الأولى و صرت بطلة الولاية في الرسم و الفتاة الرسامة الأولى و لم تقصر معي عائلة الصفاء في الدعم و التشجيع و لا العم هادي الذي اغلى من والدي عندي ، كلهم وقفوا معي في حزني قبل فرحي لذا أحببتهم جميعا ، ثم في الشهر الأخير أضطررت للعودة للمنزل لانه ليس لدي عذر آخر للبقاء ، كنت اقول في نفسي شهر و سينتهي و سيمضي و سأعود لهنا ، و ذهب بكل ملل و غربة و وحشة هناك و كانت تقام حفلات كثيرة في المنزل لا أعلم السبب لكنني كنت مجبرة للتواجد فيها و في إحدى ليال الحفلات كن نساء كثيرات و رجال من المجتمع و أنا وجدت نفسي اعرف معظمهم لأن أغلبية منهم شاركوا في المعارض التي كنت فيها أو شاركت بها و فزت ، لذا الكل بدأ بالتأشير علي و الحديث أن هذه سلام هادي و كلهم بدأ بالتحية و أخذ توقيع مني و الحديث معي ، كان الجميع رويدا رويدا يلتمون حولي و عندما بدأت عائلتي بالملاحظة و هم طبعا يجهلون ما يحدث و نطقت امي و اختي المتغطرسة أن ماذا هناك ، قالت لها إحدى السيدات هذه سلام هادي الأولى في الولاية مرتان على التوالي في مسابقة الرسم و فازت في مسابقات كثيرة و أهم عضو يشارك فى ورشات و معارض الرسم ، نظرت امي نحوي و قالت هذه ابنتي و ليس اسم أبيها هادي ، فأخبرتها السيدة أن عضو البرلمان السيد هادي نجيب دائما يكون متواجد معها و يدعمها هو و إبنته شادن و حتى ان الجميع ظنوا أنها إبنته لامه يدعمها كما يدعم الاب إبنته ، صدمت امي لما سمعت هي و ابي و سلاف و عندما سألت سمير أخبرها أنه يعلم أنني ارسم و لكن لم يكن يعلم أنني بطلة في الرسم ، لم يستطع أحد منهم محادثتي لأنه لم يترك لهم أحد فرصة لذلك و عندما إنتهت الحفلة بدأ مؤتمر الأسئلة و المناقشات و انا كنت استمع ببرود و لا انظر لأحد و عندما انتهوا من حديثهم قلت بكل برود : أولا العم هادي هو الاب الروحي لي ، ثانيا شادن هي صديقتي المقربة ، ثالثا اظنه فخر لكم و لي أن أنسب لشخص رائع و متفان و خلوق مثل ابي هادي و بالنسبة للرسم لا أظنه موضوع نقاش أو شئ يهم أحد فيكم و أنا لم اجد سبب مقنع يجعلني اخبر أحدكم بفوزي بأي جائزة لانه كما تعلمت في هذا المنزل كل شئ في حياتي يخصني وحدي و لا يهم أحد في هذا المنزل و نقطة لا أريد فيها نقاش سواء اعجبكم هذا أم لا سيظل اسمي بين الناس هو سلام هادي و بنظري هادي هو حقا من يستحق أن يأخذ لقب ابي ... ، ثم ذهبت بلا مبالاة بالعاصفة الهوجاء التي قمت بها ، لأول مرة شعرت أنني أخرجت مكنون قلبي و قلت ما خبئ داخله حتى لو لم أخرجه كله ، على الأقل تشجعت و قلت ما بخلدي ، اما الايام التي تلت قضيتها في المكتبات بين الكتب حتى لا أختلط بأحد من الأسرة الملكية العظيمة . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ................ . . في تلك الليلة تركت سلام عائلتها في دوامة عجيبة و لم تعرف ما خلقت داخل كل أحد فيهم لذا جلسوا يتناقشوا و لكن ما يضايق أنهم يظنون أنها وقاحة منها لأنها تحدثت هكذا و لكن قطع لهم تسلطهم سمير و أخبرهم أنه من الوقاحة أيضا أن تنجب طفل و تقوم بتجاهله ، من الوقاحة أن يكون لك شقيق و تقوم بالتنمر عليه و من الوقاحة ان تكون اما و انت عار على هذه الكلمة ، و نظر ل سلاف قائلا : لا أظنك في يوم فكرتي في أحد غير نفسك و لا أظنك كنت تشعرين بأن لك اخت أو تدعميها ، يقال أن الأخت الكبرى هي ام ثانية و لكن ماذا اقول في فتاة ليس لها ام تدعمها ليكون لها تحت كبرى تعتني بها ، ثم أردف اصغر البيت يكون هو المدلل ، و سيد الدلال و لكن ما حدث مع سلام جريمة كلنا مشاركون فيها لذا إن تبرأت منا جميعا حقها لأننا تبرأنا منها أولا ... ، وذهب و تركهم و لكن هل حقا هم فهموا كلام سمير ام أنهم حقا متغطرسون أكثر و زادهم هذا تكبر و عدم حياة ، البشر عندما يصلون مرحلة عميقة هكذا من التجبر و قلة الحياة لا يرون شئ إلا أنفسهم و حقا العار أن تنجب و أنت لا تستحق مسؤلية الإنجاب ... . . دخل سمير غرفته و هو يشعر بالم كبير في قلبه فهو قد شارك فى جريمة تغرب روح أخته فوجدت دفئها بعيدا عنهم ، وجدت الأمان في الغرباء و لم تجده من عائلتها ، وجدت الدعم من الآخرين و لم يقدموه هم لها لذا هو لا يلومها أبدا فقد عانت و هم يستحقون منها هذا الجفاء ، و تستحق أن تجد أحدا يحبها يعوضها عن النقص الذي وجدته بينهم لذا ، شعر بالأسف لانه لم يكن قريبا منها و يكون سندا لها و عوضا جميل في هذه الدنيا و لكن الايام بينهم و سيحاول تعويضها عما فاته من حنان و عاطفة يقدمها لشقيقته فيكفي بعد و جفاء ،و إن كان والديهم و سلاف سيواصلون في مسرحية الملوك التي يمثلونها سيتلقون العقاب اللازم لهم و سيتعلمون درسا لن ينسوه و لكن ما يخشاه هو أن يتعلموا بعد فوات الأوان ، لذا دعا الرب أن يفيقوا من غفلتهم التي هم فيها بسرعة قبل أن تعصفهم قدرة القادر ..... . . كانت شادن تجلس بملل فقد إشتاقت لتؤام روحها و أختها الحبيبة الصديقة سلام ، لم تكن اجتماعية أو محبوبة أو ذات كلام كثير إلا مع سلام ، منذ اول مرة تشاجرت فيها معها شجار عنيف لدرجة الض*ب و الحبس احست أنهما اخوات ، و بعدها أصبحن أفضل صديقات على وجه الكون ، ولا تتمنى أن يفترقن أبدا ، لذا قررت أن تقوم بزيارة مفاجأة في آخر أسبوع للعطلة و تقوم بزيارة سلامها و يعدن للمدرسة معا ...
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD