الفصل الثامن (8)

2864 Words
الحلقه (8).. " هو ليّ 2" ، بين مـــدّ وجزر . ------------ حدق مــاجد به بتركيزِ شديدٍ ، قام بالإمساك بقميص سليم من أخرهِ بأطراف أصابعه وبنبرة متسائلة أردف : - هي هــدومك متبهدلة كدا ليه يابني ؟! ، هو كان في حد عاجبه القميص ، فـ عزمت عليه بيه وهو رفض . إفتعل سليــم الضحك ليردف من بين أسنانه التي إصطكت ببعضهــا وهم يجلسوا معًا داخل حجرة المكتب بالمؤسسه وقد انضم لهم -أوس- : - لا يا خفيف الجو حر مش أكتر ، وإنجز بقي خلينا في المهم . رفع ماجد أحد حاجبيه في تلك اللحظه ، أطرق برأسه يفكر قليلًا قبل أن يلتفت إلي سليم قائلًا بنصف عين : - إنت قتلت أمجد العــزالي يا أبو النسب صح ؟! . ضيق سليــم عينيه بثبـات مكورًا قبضة يده وقد إحتدم الدم بعروقهِ لينهض واقفًا ثم يستدر ناحية صديقه ومـا أن وقف أمامه حتي مال عليه بخفة قائلًا : - هو إنت كُنت عــارف ، إنه بيضايق المــدام ؟! أسرع ماجد بوضع كفه علي فمه وقد استدرك ما قاله لتوه ،عــاد بجسده للخلف فوق مقعده ثم تابع بنبرة مُتوترة : - مراتك طلبت إنها هي اللي تقولك بنفسها .. أيه ؟! ، في أيه ! .. إنت هتتحول .. مش عاوز أموت دلوقتي ، سيبني أعمل لـ أخرتي شوية طيب .. أختك هتبقي أرملة ! ص*رت قهقه عالية من فم أوس الذي يتابع المشهـد بنوبة ضحك هستيرية .. أستقام سليم في وقفته مجددًا ليقول بحدة : - ما هو دا العشم يا عم مـاجد وإنت طلعت قده . ماجد وقد أدرك حُزن صديقه : - يا سليــم والله كُنت هقولك من غير ما تقول كدا ، كُل الحكاية انها طلبت تتكلم معاك بنفسها ، ودا اللي حصل ؟ سليــم بإبتسامة خفيفة من جانب فمه أعقبها حديثه الهائم في صورة ابنته الصغيرة : - اللي حصل إني عرفت الموضوع دا من نيروز ، مش من نوراي . مــاجد كاتمًا ضحكتة : مخلف رويتر مـا شاء الله ، البت دي ليها مُستقبل مُبهر في عالم المُخابرات . جاب أوس ببصره بين الإثنين ، فـ لم يتخيل يومًا بأن تولد علامة وطيدة بينه وبين سليــم النجدي ابدًا ، وما لم يخطر علي باله قط أن المنصب لا يُغير طبع المرء ، بل المـرء هو من يوظف المنصب وفقًا لطبعه وإنسانيته وهذا نموذج حي علي حديثه ، فقد أدرك جيدًا بأنه إذا ساءت أفعال المرء .. ساءت ظنونه ومن حَسُن فعله قبل قوله ، دائمًا ما تكون ظنونه أنقي من القُطن الأبيض ... في تلك اللحظه تابع أوس بنبرة هادئه متوجهًا بحديثهِ إلي سليم الذي هدأت فرائصهُ قليلًا : - بالمُناسبة ، خلوني أقترح فكرة نطبقها هنا في المؤسسـه لو عجبتكم . نحا سليم بصره إليه وكذلك ماجد الذي رمقه بترقُب جليّ فيما استئنف أوس حديثه باستفاضة : - أنا بقول لو تبقي المؤسسـه فيها فصـول لتعليم أساسيات القراءه والكتابة للأطفال العادييـن ، يعني نحاول نخليها مُختلطة نوعًا مــا .. وبكدا هيحصل اندماج بين الفئتين من الأطفال فيبدأ أطفال الداون إنهم يحبوا الناس ويتفاعلوا معاهم وما يحسوش انهم مُختلفين عن الباقي ، يعني نوسع مدارك الأطفال والأهالي بحُب وتفاعل الطرفين .. فكرة الدمج دي هتسهل علينا كتير وهنبدأ بسهولة نحدد تطور الأطفال في المؤسسـه . رفع سليــم حاجبيه في إعجاب فقد نالت هذه الفكرة إعجابه بدرجة شديدة ، أومأ برأسه في ثبات ليردف بهـدوء : - جميلة جدًا الفكرة ، بس تعتقـد الأهالي هيقبلـوا بدا .. يعني إنت عارف مُجتمعنا ، 5% بس اللي بيوعوا أولادهم بإحترام الإختلاف والباقي بينفر من أطفال الداون ! ماجد مؤيدًا لحديث سليــم : - عندك حق في اللي قولته ، طيب أيه رأيك نعمل إجتماع لأولياء الأمور ونعرض عليهم الفكرة وبعدين ناخد برأي الأغلبية . أبدي سليــم موافقته المبدأية لـ هذه الفكرة ، فقد استعمرت عقله وتمني لو تنته بالقبول من قبل أولياء الأمور .. خرج من صومعة شروده علي صوت أوس وهو يردف بنبرة هادئه وقد اندمج كُليًا في الحديث : - بس طبعًا بعد موافقة أوليـاء الامور ، هنحتاج علي الأقل 3 بنات .. ويكونوا خريجي كُليات كويسه وعندهم خبرة بالتعامل مع أطفال الداون ، علشـان يكونوا مُراقبين ليهم جوا المؤسسـه وكمان يراقبوا تفاعل الفئتين مع بعض وهل تخطوا الاختلاف بينهم ولا في عقبات ! ماجد بإعجاب شديد : - ما شاء الله عليك بجد يا أوس ، إنت شخصية مُكافحة جدًا بتفكرني بواحـد .. تحب تعرف قصته ؟! -------- - طبعًا كـان مُكافح جدًا ، ومش بس كـدا كـان حنون أوي علي أمه وأخته ..وطول الوقت بيشتغل علشـان يوفر لهم كُل حاجه يحتاجوهــا ... راجل أوي ورجولته ظهرت في أول موقف له مع الأميرة التائهه . أردفت نـوراي بتلك الكلمات وهي تجلس في حلقة مستديرة بصُحبه رامي ونيروز وكذلك أنهــار ، إنبطحت أنهار علي جانبها الأيمن وقد وضعت خدها علي راحتها وقد إندمجت في حديث نـوراي وقد خيّم عليها غمامة من القلوب الحمـراء لتردف بنبرة حالمة : - الله يا أبلة وأيه كمان ؟! ، وقعوا في حُب بعض مش كــدا ! هزّت نوراي رأسها إيجابًا ليفتر ثغرها عن إبتسامة هائمة لتردف : - البطلة حبت تهرب من الظروف وقساوة الدُنيا عليها ، سـرقت عربية البطل وجريت وهو طبعًا قدر يرجع عربيته تاني بس بعد ما أجهدته وطلعت روحه .. ووقع في حُبهــا وهي كانت دايمًا بتشوف فيه بطل أحلامها ، كانت حاسه إن بيه الدُنيا هتخاف تقسي عليها تاني وأبواب السعاده هتتفتح لهــا ، حصلت ظروف كتير وناس حاولت تبعدهم عن بعض ، بس الرجولة بتفرض نفسها في أي موقف .. وما سابها غير وهم عندهم طفلين زيّ القمـر . رامي بمخيلة طفل تميل للتصور : - طيب ، انا عـاوز أكون بطل زيّه يا طنط أوشين ؟ ، وأكون بطل علشان نيرو تحبني . أطلقت نوراي قهقه خفيفة .. داعبت أصابعها النحيلة خُصلات شعره ، أدركت نيروز بأن الحديث بشأنهــا وما نشبت تصيح ببراءتهـا : - لا .. انا حلوة . رامي وهو يمسك كف يدها براحته الصغيرة : - أيوة إنتِ حلوة .. وانا البطل وهتجوزك . أنهـار ومازالت علي وضعها لتلوي شدقها بتفكه قائلة : - يا خويا عليك يا حنين ! ، كُل الناس بقيت تحب وتتجوز .. ما بشوفش في حياتي غير ثُنائي في كُل مكان أروحه .. حتي فرغلي (الجمجمة بتاعتي) ، جبت لها جُمجمة اسمها سُندس وحبوا بعض ، وإمبارح لسه قافشه ذبابتين بيكتبوا كتابهم ..إلااااا انا .. هعيش وهموت سنجلاية كدا .. مش لاقيه اللي يقولي صباح الخير بالليل حتي .. عُمي البصر والبصيرة .. دا انا ملكة جمال كفر أبو نقاوه . نـوراي وقد سعلت من فرط ضحكها لتقول بهدوء : - أيه كفر أبو نقاوه دا ؟! انهار بفخر بالغ : - اللي بيغنوا يقولـوا .. اتف*ج ع الحلاوة حلاوة .. دي بلدي ونقاوه نقاوه .. أهم دول كانوا بيمدحوا في كفرنـا . رامي بإستنكار : - صوتك وحش يا أنهــار ، علشان كدا مافيش بطل هيحبك . أنهـار وهي تلوي شدقها بإستنكار : بلا و**ة .. دا انا أخر حاجه سمعتها عن الأبطال ، كانوا أبطال 73 .. قطيعـة .. وع رأي المثل .. السنجلة جنتلة والإرتشباط إحباط . ---------- - الف سلامة علي معاليك يا أمجد باشــا . أردف الطبيب الخاص بأمجد العزالي في إحترام وافر فيمـا رمقه أمجد بإستهجان ، وطفق يضع رأسه علي الوســادة بألم نال منهُ ، ترجل الطبيب خارج الغرفة.. فيمـا وقفت دينا زوجته تضع ذراعيها أمام ص*رها وبنبرة جامدة قالت : - إيه علاقتك بمدام نوراي يا معالي الوزيـر ، علشان جوزهـا يدفنك حي بالشكل دا ؟! أمجد بصوتِ أجشٍ ينم عن غضبه العارم من حديثها : - دينا ؟! ، أخرجي برا الأوضه ، ومش عاوز كلمة زيادة .. إنتِ فاهمة ؟! تجهمت معالم وجهها بحنق بيّن ، ذأبت في سيرهـا حتي أصبحت خارج الغرفة قد صفقت الباب خلفها بعصبية مُفـرطة ..ض*ب بقبضته الفراش ليقول بنبرة تهديديه فجّه : - وحياة أمك ما هرحمك يا سليــم ، هاخد منك كُل حاجه وهرميك في السجن زيّ الكلب . --------- حركت قدميها في الهواء بإعتراض ، تُعنفه بصرخات تص*ر منها ، فيمـا يحملها هو نحو الداخل ومن ثم أنزلهـا لتنظر إلي هذه الشقه بإستغراب شديد وقد قطبت ما بين حاجبيها .. جابت ببصرهـا المكان بأكمله ، لتلتفت إليه من جديد وتجده ينظر إليها بثقته المُعتـاده ، تنشقت الهواء داخلها وبنبرة ثابتة تابعت : - أيه المكان دا ؟! ص*رت عنهُ غمزة حانية ليتجه إليها وقد أمسك كفها الصغير بين راحته ، عـَبرت قسمات وجهها عن الإمتعاض منهُ ، فهي لا تُريد قُربه أبدًا فقد أسـاء الظن بها ولم تكُن هي سوي رحيمة بقلبه .. تغاضي تمامًا عن مُحاولتها لإبعاده ، ســار بها ناحية أحد الأبواب ومـا أن فتحه حتي أطلت هذه الغرفة التي قد طُليت باللون الزهــري ، مرسوم علي جُدرانها ذاك الوشم اعلي قبضتيهما .. (مفُتاح يُعانقـه قلب ) ، وكذلك إمتلأت الجدران بصورهمـا وكأن قلبيهما رغم الفراق يتصلان ، برقت عينيها من شدة الفرحة التي حاولت جاهدها إسكاتها داخلها ، بدأت تشق الإبتسامة ثغرها لتقول بنبرة مهزوزة وقد تلعثمت قليلًا : - حلوة أوي الأوضه دي .. بجد تجنن ، شبه أوضتي بالظبط . أفلت كفه منهـا ، ومن ثم استدار ليواجهها لتتلاقي أعينهمــا فيما تابع هو يرمقها بحُب ظاهر للعيان : - انا كُنت عايش هنــا .. وظبطها كدا علشان نعيش فيها سوي .. مبسوطة ؟! اومأت نسمه برأسها عدة إيماءات ومازال الإنبهار هو سيد الموقف ، وهنا رفع هو قبضته أمامها ليردف بنبرة حانية : - أخبار الوشم أيه ؟! أخفضت نسمه بصرها تتفقد موضع الوشم علي كفها لتقول بنبرة خافته : - موجود . وما لبثت أن أنهت كلمتها حتي وجدته يُحاوط خصرها بذراعيه ، كمَن يجد وردته قد ذبلت من شدة الإعياء والجفاف فـ ود أن يُعيدها إلي أزهي نُضرتهـا ، عَبرت قسمـات وجهها عن إنعـدام رغبتها في إقترابه منهـا لينصاع لحديثها الصامت وهي ترمقه ببرود وهنا أبعد ذراعيه مُجددًا ليقول بنبرة هادئة : _علي العموم .. مش هضايقك لو إنتِ مش عاوزه دا ..بس انا بحبك ، ويمكن دي الحاجة اللي عُمري ما هفقد الأمل فيهـا . نسمه بنبرة أشبه للبُكاء : - بس انا عاوزه أمشي من هنا ، ولو سمحت ما تجبرنيش علي حاجه انا مش عوزاهـا . عا** بإبتسامة خفيفة : يعني إنتِ مش عاوزه تعيشي معايا في مكان واحد ؟! أشاحت نوراي بوجهها للجهة الأُخري ، وقد أومأت برأسها إيجابًا ليردف هو بنبرة ثابتة : - طيب تمام .. تعالي . ترجل عا** خـارج الغرفة ، ومن ثم قام بفتح الباب الخارجي علي مصرعيهِ قائلًا بثبـات ظهر جليًا في مُقلتي عينيه : - أتفضلي يا نسمه .. أرجعي الڤيلا . مشت نسمه من**ه الرأس تتجنب نظراته لهـا ، لتهـرول خارج الباب فيما رمقها هو بنظرة خائبه بثت الحُزن في أعماقهـا ، لا شك انها ترفُض حكمه عليها في السابق وبأنها عشقته بناءً علي جمال خلقته وعندما أصابها الأذي ، ظن بأنها لن تلتفت لها .. ولكن لا بأس فهي لا ترضي رؤيته وهو ينظُر لها بضعف لم تعتاده منه .. قـام بغلق الباب ما أن والته ظهرهـا تهبط الدرج ، فيمـا وقفت هي لوهلة تقفز صورته أمامهـا مما يزيدها ألمًا .. تن*دت بعُمقِ لترفع أصابعها إلي وجنتها تتخلص من أثر الدموع عليها ... فكرت قليلًا قبل أن تلتفت عائده للباب من جديد ، ترددت لدقائق كي تقرع الباب ولكنها حسمت أمرهـا فطفقت تطرقه بهمة فاتـــرة ، إبتسم هو من خلف الباب ، يتوقع هذا جيدًا ، فـ نسمه كما هي لم تفقد ذرة من جمالها الداخلي ، كل ما فقدته هو الوزن ، ويجب عليه أن يعترف بأنه كان يعشقها وهي علي هيئتها السابقة كثيرًا ولكنها أصبحت ذات جمال خاص .. خاص لهُ هو فقط ... قام بفتح الباب بهدوء وقد تصنع الدهشه من عودتها ليقول بنبرة ثابتة : - رجعتي يعني ؟! نسمه بنبرة متوترة : - بص أنا هعيش معاك في البيت ، علشان إنت جوزي في الأول والأخر يعني ، بس... قاطع عا** حديثهـا مرددًا بظفــر أثار حنقها : - أنا أيه ؟! نسمه بعصبية خفيفة : هو انا قولت حاجه غلط ، وبعدين ما تمسك في كُل كلمة بقولها ، انا هعيش معاك بس مش هيكون في بينّا أي حاجة .. لو موافق تمام .. وإلا أمشي أحسن ؟! لم يأتها إجابة منه حيث قام بوضع ذراعيه أمام ص*رهُ ، بينما استدارت هي لتغادر المكان وهنا قبض علي ذراعها قائلًا بلهجة آمرة يخالطها الصلابة : - موافق . --------- - إنتِ رايحة فين ، فهميني ! قالها زياد وهو ينظُر لزوجته بضيق فيما طفقت هي تضع ملابسها داخل حقيبة سفرهـا دون أن تنبس ببنت شفةٍ ، وهنـا تابع زياد بنبرة عالية بعض الشيء : - آلاء ..انا بكلمك ؟! رفعت آلاء بصرها ترمقهُ بثبات وداخلها يموج من الوجع ، تابعت بإبتسامة فاتره لم تصل إلي شفتيهــا ... - مسافرة يا زياد .. هسافر لأي مكان أغير جو .. وأفوق من اللي انا فيــه ، وإنت اسمع كلام مامتك .. انا مش زعلانه ، لو زعلانه كُنت طلبت الطلاق منك ، بس انا عوزاك أسعد حد في الدُنيا .. وانا عارفة إن سعادتك هتكون في طفل منك . زياد بنبرة مُنفعلة : لأ غلطانة .. سعادتي معاكِ إنتِ وبس ، إحنا اللي بنعملها يا آلاء .. لحد أمتي هفهمك إن انا ماليش غيرك . آلاء بإنفعـــال جمّ : وانا لحد أمتي هستحمل وجع .. واستحمل شماته الناس فيا وتدخلهم في حياتي علشان ربنا ما أرادش إني أكون أُم ، الأمهات اللي هم عارفين كويس أوي وجع غياب النعمة دي ما رأفوش بحالي .. إنت كـ راجل هتستحمل انك ما تبقاش أب لحد أمتي ؟! ، بلاش تضحك علي نفسك يا زيـاد .. وجب الفُــراق . -------- - بأقولك أيه يا وردة قلبي .. هو إحنا مش هنجيب أخ لـــ رامي بقي ولا أيه ؟! ، أصلي شايفك كدا ما بتفارقيش حُضن أُمــك ! أردف ماجد بتلك الكلمات وهو يغمزها بعينيه أثناء جلوسه إلي الفراش ، فيمـا تابعت روفيدا وهي تجلس إلي منضدة الزينة قائلة بثبـات : - يعني عـــاوز أيه يعني يا ماجد ! . ماجد وهو يصر بأسنانه : - هاعوز أيه بس يا بومة قلبي .. بس ربنا بيقول حُضن جوزك أولي من حُضن أمك وكلك نظر بردو . نهضت عن المقعد في الحـــال ، تحركت ناحية الفراش ومن ثم جلست عليه ترمقه بنصف عين : - فين الشيكولاته يا ماجد ؟! ، ومن أمتي وإنت بتنساها من ساعة ما أتجوزنا . ماجد وهو يض*ب رأسه بتذكر : - اوووبس .. قولت ليّ بقي ، اه يا طفسه .. يا أم كرش إنتِ . إنقضت عليه روفيدا تض*به بقبضتها الصغيرة وقد إمتعق وجهها غيظًا ممـا قالهُ فيما تابع هو بقهقه مرحة : - كرش صغنون يا حبيبتي ، تلاقيكي حامـل ! روفيدا وهي تلوي شدقها : - لا مش حامل دا كرشي . طفق ماجد في تلك اللحظه يض*ب كفيه بالآخر في نوبة ضحك إحتلته ليقول بظفـــر : - أهو إعترفتي بنفســك ! ، الإعتراف بالحق فضيلة بردو . --------- استبهـــــر الليل وكثرة ظُلمتهُ فيما تسلل ضـوء خافت إلي الغرفة ليزيد من تدفئه الجو العــام بهــا .. تراص الأربعــة إلي الفراش جنبًا إلي جنب .. الوالدين يحتلان طرفي الفراش وبينهمـا يوجد الطفلين ، رفع سليم ذراعه للأعلي قليلًا حتي مــال ناحيتها كذلك فعلت هــي ليقترب كفيهما من بعض ومن ثم تشابكت أصابعهـا بحُب حــــارف ... رمقها سليم بنظرة هائمة وكأنه يراهــا للمرة الأولي ويقع بحُبها بل ويهيم بها وجدًا ، لم يُخفِ تنشب قلبهِ بحُبهـا فهو صريع هواهـــا وبدونها يضل طريقه نحو الحيــاة . تنهــد سليــم بأريحية شديدة لترتسم إبتسامة حانية علي ثغره مردفًا : - تعرفي .. إني مُستعد أبيع الدُنيا دي كُلها ، وأعيش اللحظة دي في كُل دقيقه من عُمري ؟! ، البنت اللي بعشقهـا وأحلي طفلين منهــا .. انا ليه ما أخ*فكم ونعيش مع بعض علي جزيرة لوحدنا ! قـال ذلك وهو ينظُر لطفليه بتمعُــنِ ، فهذا الصغير يُشبهه كثيرًا في صغره بينمـا جميلته قد ورثت عنهُ حنكته وذكائه ولم تتركها نـوراي دون أن تضع ب**تها عليها ، فـ الصغيره قد أخذت وجنتي والدتهــا الممتلئتين وقد إصطبغتا باللون الوردي .. نــوراي بسعادة : طيب ومستني أيه ؟! ، تعالي نروح للجزيرة بتاعتنــا ؟! قطب سليــم ما بين حاجبيه ليردف بتساؤل : - جزيرتنــا ! نـوراي وهي توميء برأسها في حماسة بالغة : - أه .. حـــي شُبــرا يا سليــم ، يالا نرجع زيّ زمان .. نقضي فيه كام يوم .. انا وإنت والولاد ، وتنسي الشُغل دا شوية . إِفتر ثغرهُ عن إبتسامة حانية ، رفع حاجبه يُفكر فيما قالت ليرخيه مُجددًا قائلًا بإبتسامتهُ الجذابة : - بقولك أيه يا أوشيـــن ؟! ، تعالي جنبي . هبّت نوراي من مكانهـا ، إنتصبت واقفـه لتسرع بوضع وســادة بجانب صغيرتهـا ومن ثم استدارت إلي الطرف الأخـر ، أفسح لهـا المجال قليلًا لتستلقي هي بجانبه وهنـــا تابع بنبرة هادئه : - أكيد عاوزة تروحي الحـــي ؟! نوراي بطفولة أسرته : أوي أوي. رفع سليــم رأسها إليه قليلًا ليلثم جبينها قائلًا بحسم : - انا تحت أمــر أحلي أوشيـــن . --------- " في صباح اليوم التالي،،، هــرولت في هذه الرقعة الفارهـــة داخل النـادي ، تدور داخل هذه المساحات فقد إعتادت ذلك بل أدمنته ، وقفــت تلتقط أنفاسها التي تلاحقت بقوة ، يرمقهـا هو بإهتمام وافــر فقد رفض ذهابها بمُفردهــا ... وفي تلك اللحظه جلست إلي الأرض من فرط الإرهــاق ليأتيها صوتًا لم تسمعه مُنذ فترة ، إلتفتت ناحية مص*ر الصوت .. إبتسمت إبتسامة لم تصل إلي عينيها لتردف بنبرة ثابتة : - أستــاذ عادل ؟! .. أزيك ! عادل وهو يرمقها بإعجاب : - كويس يا أنســه نسمة . قطع حديثهما مجيئه ، حين هتف بصوتِ جهوريٍ من خلف هذا الـ .. عادل ، قائلًا بصرامة : - مـــدام يابني ! ، بس ليك وحشه ! قالهـا عا** وهو يربت علي ظهر عــادل بقوة جعلته يندفع للأمــام قليلًا ليستأنف حديثه ملتفتًا لهـا وهو يلقي لها قارورة ميـاة : - أشربي . تناولتها نسمه منهُ فيمـا استدار عادي بوقع بطيء يخشي مـا سيراهُ فـ هذا الصوت مألوف بالنسبه لهُ بل مألوف جدًا ، وكذلك هذه اليــد ، قد سبق لهـا وأن مستهُ بسوء ... حدق عـــاظل به في ذهول ، تلعثمت العبارات في حلقه .. وبدأ جبينه يتندي عرقًا قائلًا بتلعثم : _ إنت !!!!! يتبع #علياء_شعبان
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD