وقف جاد من مقعدة الأساسي وجلس علي الكرسي الجانبي لمكتبه مقابل يحيى ثم أردف بعدها :
- زي ما أنت عارف انا لسه متخرج مبقليش سنه ولسه منقولين هنا قريب انا وانت من شهر علشان القضية ، يعني محدش في المنطقه عارفنا شكلاً ، هما عرفنا اسماً وبس .. ومحدش من المجرمين أو كبار البلد يعرفنا اوي يعني يعرفونا اسم بس ، انا بقا استغليت دا .
نظر له يحيى بعدم فهم قائلاً :
- ايوا بس دا ايه علاقته بالخطه واننا نوصل لحسين والراجل الكبير .
- ما انا جياك في الكلام اهو ...، بس يا سيدي انا هقرب من حسين جدا .
- طب ودا ازاي يا عم جاد .
- زي ما قولتلك أن احنا محدش عارفنا شكلاً ،فانا هروحله علي أني رجل الأعمال المصري اللي عايش في دبي و.... .
- استني كدا بس ... اوعا تكون قاصد اللي في دماغي .
- ايوا هو " شاكر مرزوق الأسواني " .
- انت ع**ط يا جاد ... انت هتنتحل شخصيه شاكر .. طب افرد هو جيه مصر وعرف بكدا والخطه تفشل وتروح فيها انت والظباط .
- علي أساس أنى غ*ي يعني ، انا اتكلمت مع شاكر لأنه ابن خالي ومتفق معاه علي كل حاجه وخليته يكون هو جاد علشان لو حسين عرف أن في حد بيحقق في قضيته يعرف هيحاول يتخلص مني فهيبعت رجالته لدبي ، بس ان شاء الله مش هيكتشف حاجه ... وحتي لو اكتشف فدا مش هيأثر زي ما قولتلك .
- طب وانت هتبدأ منين وأمته .
- انا اتكلمت مع اللوا وهو قالي مجيش القسم خالص علشان الأمان وعيون حسين اللي موجوده في كل مطرح دي .
- ايوا بردو مجوابتش ، هتبدأ منين وأمته .
- بُص يا سيدي انا هبدأ من بكرا بس مش هروحله انا هخلي رجل اعمال شاكر يتصل بيه ويقوله اني عايز اشاركه في كل شركاته ومصانعه .. تمام .. وبعدها بأسبوع هروحله علي أني لسه نازل مصر بسبب عيد جوازي من رولا الأسواني .. وطبعاً رولا دي اختي بس هي مولوده في دبي فخدت الجنسيه الأمراتية ..، فهمت بقا .
- طب واختك هتنزل مصر امته .
- انا هسافر بكرا علي أني جاد علشان كاني هحضر حفله عيد جواز رولا وشاكر ، وهرجع بيها علي أني شاكر .
- طب وافرض شكوا فيك وراحوا المطار وطلبوا يشوفوا الكاميرات وساعتها هيشفوك وهيعرفو انك نفس الشخص .
- لا أطمن من النحيه دي اللوا كلم وزير الداخليه وهو مأمن كل حاجه .
فتح يحيى عينيه بدهشه قائلاً :
- هي وصلت لوزير الداخلية يا جاد .. هما خطر للدرجادي .
- عايز واحد بيخ*ف بنات الناس والشوارع وبيجبهم من ملاجأ وبيخدوهم علي أساس الجواز ويروحوا يبيعهم علشان يشتغلوا بنات ليل يبقي ايه يا سي يحيى ... الكائن دا واللي وراه بيدمروا حياة بنات كتير اوي اوي .. وانا مش هسمح بكدا لان انا عندي اختي وممكن يحصل فيها كدا .
- وانا دوري ايه بقي .
- انت بقي اللي هتروح لحسين مع فتحي علي انك واحد مدمن واهلك طردوك ومراتك طردتك كمان ومحتاج شغل اياً كان ايه ... وهو ساعتها هيشغلك معاه وهيخليك تحت ايد فتحي يعني مهمتك تجيب البنات مع فتحي .. وبكدا دا هيبقي سهل وآمن لما الظباط يروحوا هناك علي أساس أنهم مخطوفين والبنات المطلوبه .
- بس انت قولت انهم بياخدو فوق ١٤ وأقل من ٢٥ واحنا هنا في الأكبر من كدا .
- لما تروح وتبدأ شغلك معاهم وحسين يستريحلك هكلمك وهقولك تقولهم ايه وفتحي طبعاً هيحب فكرتك وهيقنع بيها حسين .
- طب تمام كدا ، بس انا هروحلهم امته وكمان هعمل ايه مع جوري .
- قبل مارجع من دبي هتروح لفتحي للقهوة اللي تحت بيته وهو هيود*ك ... وانت كلم جوري وقولها علي انك في مهمة كبيرة هتغيب فيها لشهر .
- شهر .. يبقا اترحم عليا انهارده ...، هههههه هههههه .
وقف جاد وهو يضحك علي يحيى قائلاً :
- ههههه طيب يا عم المرحوم اتفضل من هنا علي شغلك .
وقف يحيى مودعاً جاد ثم خرج ، جلس جاد علي مقعده الأساسي سانداً وجهه علي راحة يده يفكر فمَ اقدم عليه .
***
بڤيلة محمود ، دخلت سارة المنزل وهي تتأفف منه ، رأتها نغم لترقد بأتجاهها تعانقها وهي تقول :
- يا وحشه زعلانه منك خالص .
ابتعدت نغم عن سارة وهي تنظر لها بلوم ، ضحكت سارة من تعابير وجهة نغم ثم تقول :
- هههههه معلشي بقا يا نونا بس والله الموضوع طق في دماغي فجأه فمفكرتش في حاجه خالص غير اني نزلت واشتريت الهدوم .
غمزت نغم لسارة بمكر تقول :
- طق في دماغك بردو ... مش عليا انا سارسور هااا .
نظرت لها سارة بتوتر تقول :
- احممم احممم ...، قصدك ايه انا مش فاهمة .
- والله عليا انا يا ساسو ... طب تعالي يلا وريني اللبس الجديد .
نظرت سارة لمحمد الذي كان يقف من بعيد ينظر لهم ، ثم نظرت لنغم وهي تقول :
- تمام تعالي نقعد في اوضتي علشان الجو هنا مستفز وبارد .
- يلا يا مفؤسه هههه .
نظرت لها سارة بخجل ثم صعدت ، لتنظر نغم لمحمد وتضحك ثم صعدت ورائها ، اما عنه فذهب وجلس مع والدته و والده ومحمود في الحديقه يتكلمون ويتحدثون في أمور الحياة ، اما بداخل غرفتها تقف هي ونغم يرتبوا الملابس ويضعوها في الخزانه ، لتقول نغم لسارة :
- انا عارفه يا سارة كل حاجه .... انتِ لسه بتحبيه .
نظرت لها سارة وتركت ما بيدها لتتركها وتذهب تقف في الشرفة ، ذهبت ورائها نغم ووقفت بجانبها تقول :
- مالك يا سارة ... انا عارفه انه جرحك بالطريقه دي بس والله محمد بيحبك .
لم تسمع منها أي رد لتقول مرة اخري :
- يا سارة متظلميش محمد ... محمد مكنش يعرف انك بتحبيه ... ولما عرف حاول يكلمك كذا مرة بس انتِ مكنتيش بترودي وتتجاهليه ... هو حتي مقدرش يوضحلك ولا حتي يتأسفلك علي سوء فهمه وعلي نرفزته وكلامه .. والله محمد مفيش اطيب منه ... بس انتِ قربي منه اكتر وحاولي تسمحيه .
نظرت لها سارة التي كان وجهها يملئه الدموع ثم تقول :
- اسامحه علي ايه يا نغم ... علي عدم شعوره بيا ولا علي كلامه اللي بيجرحني ولا علي ايه .... يا نغم محمد كل اما يجي يكلمني انا اه بتجاهله بس من جوايا نفسي يحاول اكتر واكتر ... بس بتفاجأ بيه وهو بيقول كلام بيجرحني ... كلام هو مش عارف اد ايه بيجرح اي واحده وخصوصا لو الكلام دا من حد هي بتعشقه مش بتحبه بس ... انا اتجرحت معاه كتير اوي يا نغم ودا وهو مش بيحبني اومال لما يحبني ونتجوز هيعمل ايه .
- يا سارة يا حببتي محمد مش قصده كدا خالص .... هو لو كان وحش ودايما بيجرحك مكنش كلم بابا وقاله أنه عايز يتجوزك ... ووالله محمد كلامه زي الدبش ... اكيد معرفش يرد عليكي او عرف يرد ازاي فقال أي كلام بدون تفكير ... لكن اقسملك أنه بيحبك ونفسه انك ترجعي زي الأول ضحكتك ماليه المكان وتكوني علي طبعتك ..
- بجد يا نغم يعني هو بيحبني بجد .
- والله بيحبك .. محمد بيموت فيكي .
- بس لا بردو انا هعذبه وهجرحه زي ما جرحني .. لا وكمان دا مش دبش لا دا مستفز وبارد .
ضحكت نغم عليها وعلي تقلب سارة تقول :
- يخربيتك يا بنتي ايه التقلب المفاجئ دا مش كنتي بتيعطي ... مالك قلبتي كدا وجو الأنتقام دا .
ابتسمت سارة وهي تقول :
- لا اتعودي علي كدا ... ويلا علشان ننزل تحت .
- يلا بس روحي انتِ وانا هظبت الطرحه وانزل .
- ماشي متتاخريش علشان مش عايزه اقعد معاه لوحدي .
- ههههه حاضر يا ستي .
ذهبت سارة للأسفل حيث يجلس الجميع أما عن نغم فهندمت حجابها وملابسها وخرجت من غرفة سارة وسارت في رواق المنزل ( الطُرقة ) ، وقفت عند غرفة شادي التي كانت توصفها سارة لمهرة هي وجميع الغرف ، فهي لم تنسي وصفها ، نظرت حولها فلم ترى احد لتفتح الباب وتدخل بها ثم تقفل الباب ، بعد أن اقفلت الباب تجولت بالغرفة وهي تري فِراشه الكبير نسبياً ذات اللون الأ**د وعلي المكتبين المربعين الصغيرين الموضوعين علي جانبى الفراش بنفس اللون ، اتجهت للفراش تملس عليه وعلي ثغرها أبتسامة حالمة ، نظرت لخزانته وهي تفكر بىء ، وقفت واتجهت لتلك الخزانه وفتحتها ، نظرت علي ملابسه وهي تملس عليها ، أخذت تيشيرت اسود قطني ذات رسمة خيوط العنكبوت ، ووضعته بحقيبتها الصغيرة ، ثم اتجهت إلى التسريحه وهي تنظر للعطور التى عليها ، امسكت بزجاجة عطر من بينهم وهي تستنشقها بهيام عاشقه ، لتسعل بشده عندما وجدته امامها يبتسم بحب ، عندما دخل شادي غرفته تفاجأة بها تمسك بعطرة المفضل ، ليظل ناظر لها مبتسماً إلا أنه خرج من عالمه ونظراته علي سُعالها ، ذهب وأحضر لها الماء واعطاها لها بخوف ، أخذت منه الماء وشربته ، أعطته كوب الماء وهي خافضه بصرها من فرط خجلها ، اخذ منها الكوب وضعه علي الطاولة ثم ذهب لها وقال :
- انتِ كويسه دلوقتي .
لم ترد عليه بل اكتفت بهزه من رأسها تعبر عن انها بخير ، ليبتسم لها ويقول بمزاج :
- شكلي كدا جيت في وقت مش مناسب ... صح .
- لم ترد عليه ايضاً بل تركته وخرجت من غرفته سريعاً من خجلها ، ضحك شادي عليها وهو يقول :
- بحبك يا مجنونه .
***
بداخل غرفة فارس ، خرج فارس من الحمام مرتدياً بنطاله الجينز لكنه عارياً الص*ر لم يكن يرتدي تيشيرت ، نظر حوله ليري مهرة واقفه أمام المرآه تلملم شعرها لكي ترتدي الحجاب ، ابتهج قلبه وهو ينظر لها وهي علي وشك ارتداء حجابها التي تخفي به شعرها الحريرية الذي عشقه وعشق ريحته العطرة ، اتجه لها كالمسحور لا يدري ما يفعله ، اقترب منها ليكون قريباً منها جدا وهي التي رأته من خلال المرآه خفق قلبها بشده ، وضع فارس يده علي خصرها وزال الحجاب من علي رأسها قبل أن ترتديه لتظهر رقبتها البيضاء أمامه ، نظر لرقبتها بحب ثم هبط بشفتيه علي رقبتها يقبلها قبلة شغوفه بمعني كلمة شغوفة ، اغمضت مهرة عينيها بقوة لا تعلم ماذا تفعل هل تتركه يفعل ما يريده ام ماذا ...، لم يكتفي فارس بقبله واحده بل غمرها بعدة قبلات علي رقبتها التي اشعلت به نار الشوق لها ، لكنه تحكم بنفسه وأبتعد عنها وهو يقول :
- بحبك .
ثم ذهب للفراش وأخذ التيشيرت من من عليه يرتديه ، اما هي ففتحت عينيها عندما قال لها احبك ، نظرت له بحب شديد ثم أخذت حجابها لكي ترتديه ، انهت ارتدائه وكانت علي وشك خروجها من الغرفه لكن يد فارس منعتها من ذلك ، نظرت له وهي تقول :
- بعد اذنك يا فارس سبب ايدي عايزه انزل اتأخرنا عليهم .
لم يتركها فارس بل أقترب منها وهو يبتسم لها وبيده شيء ، تغيرت تعبير وجه مهرة من تقدمه هذا تقول بحنق غاضب :
- سيب يا فارس بقي ألااا ، انت ليه عايز تعمل حاجه غصب عني .. انت ليه كدا زيه هاااا .
اختفت أبتسامة فارس بعدما سمع منها ذلك الكلام ، نظر لها بعتاب وحنق .. ترك يدها واعطاها ما كان بيده وهي نظارتها الطبيه ، ثم قال لها بعتاب وانزعاج من كلامها :
- انا اسف يا مهرة اسف يا بنت عمي ... مش هقربلك تاني ولا حتي هحتك بيكي علشان بتكونيش قريبه من واحد قذر مش محترم و م***ب ، اتفضلي نضرتك ، ومتقلقيش مش هتلاقيني في أوضتك تاني .
ثم تركها وخرج من الغرفه وعلي ملامحه الأنزعاج ، اما مهرة فجلست علي الفراش تبكي وتشتم تلعن نفسها علي ما قالته له .
***
في الحديقه حيث الجميع يتحدث ، انضم لهم فارس بعد أن ابتسم لكي لا يلاحظوا شيء ، وقف بجانب مقعد محمد وهو يقول :
- صباح الخير يا جماعه .
ردوا عليه بالمثل ليقول لهم :
- انا رايح اجيب جنا من المدرسه .
استغرب جاسر هذا ليقول :
- وليه كدا يا فارس هي هتعرف تيجي .
ليقول محمود :
- لا يا جاسر .. اصل جنا هتقعد معانا هنا .. اصل انا مش هسبها مع القذر دا .
- نظرت له سيهام بصدمه تقول :
- نعم يا محمود ... جنا مين دي كمان اللي هتيجي تقعد معانا .. هو بقي ملجأ ولا ايه .
انصدم الجميع من ردة فعلها ليقف محمود غاضباً يصرخ بها :
- انتِ مالك اصلا مين يجي ومين ميجيش ... دا بيتي وانا الراجل وانا اللي تقول اه اللي يحصل واللي ميحصلش ... ودا يبقي بيت ولا اخويا قبل ما يكون بيتك وبيت ولادك ... فاهمه يا سيهام .
نظرت له سيهام بغضب تقول بحنق :
- ماشي يا محمود ماشي .
ثم تركتهم وصعدت للأعلي ، جلس محمود مرة اخري يستغفر ربه ، ليقول له جاسر :
- مكنش في داعي يا محمود ت**فها اودامنا كدا .
- بلا ق*ف يا شيخ ... سيبك انت منها .. المهم جنا ومهرة .
ليقول فارس مبتسما :
- طيب يا جماعه انا همشي بقا ... بااي .
ثم ذهب وخرج حيث سيارته وجلس بها وما أن جلس حتي اختفت ابتسامته ورجع انزعاجه مرة اخري .
***
امام مدرسة التربية الحديثة للغات ، بداخل فناء المدرسة كانت تجلس علي مقاعد المسرح المدرسي وحيدة شاردة ، لا تعلم ما مصيرها الأن ، زوج والدتها الذى تخاف منه ومن نظراته ، ها هو زواج فارس من شقيقتها تم ... متي ستنتهي منه ومن تلك النظرات ، سألت نفسها سؤال .. هل مصيرها سيكون مثل مصير شقيقتها ، هل ستخسر مثلما خسرت شقيقتها ، هل والدتها ستصدقها ام ايضاً ستكون مثل شقيقتها ، مهلاً مهلاً ... انها تتحدث عن والدتها ..، والدتها التي لم تتصل بها تلك الفترة التي جلست بها عند خالتها .. لم ترفع سماعة الهاتف تطمأن عليها .. عن أي أن تتحدث هي ... أم انجبتها هي واختها ورمتهما ولم تهتم بهما من أجل ذلك القذر ... أم لا تستحق تلك الكلمة .. ، ايقظها من عالمها هذا يد وضعت عليها ، نظرت جنا لوجه تلك اليد إذا بها فارس ، تعجبت جنا من ذلك لتقف وهي تقول له بأبتسامة حزينه :
- ازيك يا أونكل فارس ... حضرتك هنا ليه .
امسك فارس وجهها يقول بأبتسامة تطمأنها :
- الحمد لله يا حببتي ، انا هنا علشان اخدك معايا .
نظرت له بأستغراب تقول :
- مع حضرتك فين بقا .
- بيتك .
اختفت أبتسامتها سريعاً قائلة :
- بيتي ... يعني عند ماما .
مسد علي شعرها يقول بحنان :
- لا بيتك اللي هو بيت اختك وبيتي .
نظرت له بدهشة عارمة تقول :
- يعني انا هعيش معاك انت ومهرة و سارة أونكل شادي واونكل محمود وطنط سيهام .
- ايوا يا حببتي هتعيشي معانا كلنا .
- انا بحبك اوي يا أونكل .
- وانا بموت فيكي يا حببتي .... يلا بقا علشان نروح ولا عجبتك قاعدة المسرح .
- طب وماما هتعمل معاها ايه .
- سيبك دلوقتي ... انتِ تعالي معايا دلوقتي علشان عاملك مفاجأة .
- بجد مفاجأة ايه .
- تعالي وانتِ هتعرفي .. يلاا .
- دقيقه هروح اجيب الشنطة من الـclass وهاجي .
- تمام مستنيكي في العربيه .
اومأت برأسها ثم ذهبت إلى حيث فصلها ، اما عنه فذهب وخرج من المدرسة وركب سيارته منتظرها وهو يفكر فما سيفعله بهذا المسخ .
***
بأحدى الملاهي الليلية ، يجلس عمرو وعا** كما اعتادا دائماً ، ليقول عمرو :
- انا عندي خطه اجيب بيها مهرة لحد عندي من غير تعب .
رد عليه عا** وهو يرتشف من المشروب :
- وايه هي بقي .
- خديجه .
***
ذهب الصباح بكل ما به وحل محله الليل ، بداخل بناية جاسر ، دخل الجميع البيت ، خلعوا الأحذية ودخلوا إلى ردهة البيت وكان سيتجه كل منهم إلى غرفته لولا صوت جاسر الذي توقفهم :
- استنوا علشان عيزكم .
جلس الجميع بردهة البيت " الصالون " لتقول فاتن :
- مالك جاسر في ايه .
- انا كلمت محمود انهارده عن محمد وسارة وهو ووافق .
نظر له محمد بفرح قائلاً :
- بجد يا بابا .
ابتسم جاسر :
- ايوا بجد يا محمد .
- تسلم يا احلي بابا في الدنيا والله بحبك .
نظرت له فاتن تقول :
- مب**ك يا حماده .. يبقي كدا نجهز الشقه بتاعته .
- اكيد هنجهزها بس لما نبقي نسمع موافقة سارة الأول .
اومأت فاتن برأسها ليقول محمد بداخله :
- هتوافق يا بابا متوافق .
ثم يقول وهو يقف :
- طب اسبكم انا وادخل انام .
ليوقفه جاسر :
- لا قعد انا لسه مخاصتش كلامي .
جلس محمد مرة اخري ، ليقول جاسر لنغم :
- كنت عايز اكلمك في حاجه يا نغم .
نظرت له نغم بحزن وهي تعتقد أنه يريدها بشأن ردها عن زواجها من باسل ، لم تعلم ما تقوله أو تفعله لكنها فكرت جيداٌ بحديث مهرة وأخذت قرارها ، لتقول نغم بصوت حزين :
- عارفه يا بابا انك عايز تكلمني عن باسل .... وانا موافقه .
***
كانت مهرة واقفه بالمطبخ تجلب ماء من المبرد ، أخذت الماء وصعدت به إلى غرفتها ، وضعت الماء علي المكتب المربع الصغير الذي يوجد بجانب الفراش ثم جلست عليه وهي تفكر بما تفعل ، ان فارس لم يتحدث معها اليوم ، حتي عندما سألته لماذا جلب جنا إلى هنا لم يرد عليها بل سارة هي من قالت لها ، وأيضاً عندما حاولت أن تعتزر له لم يجيبها وأيضاً عندما قالت له حبيبي تجاهلها ، فإنه غاضب حقا ، لم تعلم كيف تصالحه ، انها خائفه من ذلمك لدرجة أنها لم تتحكم بكلامها وردات فعلها ، ضمت مهرة ركبتها إليه ص*رها وتسند ذقنها علي ركبتيها تفكر ، تفكر عندما كان يجقترب منها أو يقبلها في هذان اليومان كانت تصده وهو يفهم ويبتعد عنها وانه ايضاً نام علي الأريكة لكي لا تخاف منه أو يكون ذلك مضايقه له ، فكرت أن رجل غيره كان غضب منها واخذ حقه غصباً ، فكرت بقبلاته كيف كانت رقيقه وهادئه ومليئه بالعشق وقارنتها بقبلات ذلك المسخ ... ذلك القذر ، قامت من علي الفراش واتجهت نحو الخزانه ، فتحتها ونظرت لقمصان النوم وهي تفكر بشىء ما ، أخذت قميص ودخلت به الحمام .
***
بغرفة ثانية ، واقف في الشرفه ينظر للسماء بحزن لا يعلم لما هي خائفه دائماً منه ... أنه يسعى أن يجعلها مطمأنه بحبه ودعمه وتفهمه لها ، لا يعلم لماذا توجعه وتجرحه بكلامها دائماً ، كم يتمني ان يحطم رأي ذاك الحيوان الشيطان لأنه السبب بأن بجعها خائفه هكذا ، أنه يتألم فعلاً من تجاهلها لكنه حزيناً منها ولا يمكن أن يتكلم معها .
***
خرجت مهرة من الحمام ووقفت أمام المرآه لتشهق بقوه عندما رأت نفسها ، تقول :
- ينهار ابيض هو انا هروحله كدا وهيشوفني كدا لالالالا ..... اسكتي بقا انتِ لازم تصلحي جوزك ... هعملها ومش هت**ف .
امسكت الروب وارتدته ثم أزاحت المطاطه من شعرها وتركته مفروداً علي طول ظهرها ، اتجهت حيث الباب وفتحته ونظرت في الرواق فلم ترى به أحد لانهم كلهم نائمين ، خرجت واقفلت الباب وذهبت حيث بابا فارس ، وقفت أمامه وهي خجلة ، لكنها تنفست الصعداء ثم فتحت الباب ودخلت ثم اقفلته ، نظرت في الغرفه لتراه واقف في الشرفه حزين ، ابتسمت ثم اتجهت واقتربت منه بخطوات بطيئه هادئه لتكون واقفه ورائه تمام ، لترفع يدها ببطء تحاوط بها خصره وتضع رأسها علي ظهره ، تفاجأ فارس من ذلك .. واستغرب بعض الشىء ، امسك فارس يدها وأبعدها عنه ثم دخل إلى الغرفه بدون حتي ان ينظر لها ، ابتسمت مهرة ثم دخلت ورائه مرة اخر وعانقته من الخلف مرة اخري لكن هذه المرة قبلته علي ظهرة قبلتين رقيقتين ، تسمر فارس مكان من فعلتها ، لم يكن يتوقع ذلك ، لم يتوقع أن حزنه منها سيجعلها جريئه هكذا ، لكنه قرر أن يلعب معها قليلاً ، أبعدها عنه مرة اخري يقول بحنق مصتنع :
- عايزه ايه يا مهرة مش انا زيه ليه جيتيلي بقا ... هااا .
وألتفت لها لكي يكمل كلامه لكنه وقف مبحلق بها وبما ترتديه ، فان هذا القميص كان يظهر اكثر مما يخفي ، فكان قصير جداً يصل لنصف فخذيها وكان له فتحت ص*ر واسعه مغطاه بقماش شفاف ولونه زهري ، كان ينظر لها بحب وعشق متناهي لكنه ابعد نظره عنها لكي لا يضعف وهو يكمل كلامه :
- امشي يا مهرة بعد اذنك انا عايز اقعد لوحدي .
شعرت مهرة باليأس لأنه لم يتأثر بذلك ، لكنها لم تيأس ، لتقترب منه لتكون أمامه مباشرة ، وهو يعلم قربها منه لكنه يتجاهلها ، امسكت مهرة وجهه بين كفيها وادرات وجهه لها ، لتنظر لشفتيه وهي تغمغم امامها :
- اسفه يا حبيبي .
لتقبله مهرة بكل حب وشوق وأسف وخجل لكن دون احتراف ، تفاجأ فارس من ذلك واندهش بذلك . لكن ذلك أسعده جدا جدا ، ابتعدت عنه وهي تتنفس بصعوبه وتركت وجهه ، اما هو فأمسك وجهها وابتسم يقول بحب :
- بحبك .
- وانا كمان .
ليحملها ويضعها علي الفراش ، وينام بجانبها ... ليمد يده لشعرها يمسكه بين راحته يضعه قرب فمه يستنشق رائحته ، كانت مهرة تتنفس بصعوبه بالغه لا تقوي علي الحركه فقط تنظر له ، ترك شعرها ونظر لها ثم نظر لنحرها ، ليقترب منه ويقبله عدة قبلات شغوفه تحمل كل العشق والحب ، بلعت مهرة ريقها بصعوبه وهي تنظر له ، ليمسك فارس يد مهرة ويخلل أصابعه بين اصابعها لتتشابك اليدين ، لينظر لها ويهبط علي وجهها يغمرة بقبلاته الرقيقه ليصل إلى شفتيها ليقبلها بشغف ، وهنا دخلو عالمهم الخاص عالم لا يدخله إلا الأحباء العشاق ، ليعلنا هذا الليل اتحادهم كنفس واحد وجسد واحد وروح واحده وقلب واحد و حب واحد ، ليكون القمر والنجوم والوقت شاهدين علي ذلك .
يتبع.....