الفصل الرابع

3257 Words
الفصل الرابع --------------- ضاقت بى الدنيا وضاق بى حالى مددت لى طوقا قلت هذا نجاتى غمرتنى بحنانك فأنت لى حلالى سرقك منى القدر فأظلمت بعدك أيامى **ليساء** -------------------------------- ..نزل سنمار من الشركة مذهول لما شاهده .. هل فتاة ذاكرته هى نفسها زوجة إبن عمته ؟ .. سكن لحظات ..إذن كان صراخها من أجله ! ..وكانت تريد أن تقطع الطريق بدون إنتباه لتصل إليه! .. فهل تذكرتنى واخفت ذلك؟ ..لكن الأكيد منه أننى لم انسى عينيها التى طبعت ملامحها بقلبى قبل عينى .. وتمنيت أن يجمعنا القدر مرة ثانية .. .واخذ يتحدث كأنه يتحاور مع نفسه... :" معقول معرف*نيش... دى بصت فى وشى كويس وقتها ... اكيد مش هتفتكرنى لأن كان كل تفكيرها فى شاهر ...طب هتصدقنى.. أنا لا يمكن أسيب ابويا يضحك عليها ولو الأول كنت هساعدها علشان كانت مرات شاهر .. لا أنا دلوقتى هساعدها علشان.... و**ت فجاءة..!! علشان ايه ياسنمار ؟!! .. معقول حبتها لحظة ماشوفتها يوم الحادث ؟! ... مش عارف بس هى مرحتش من بالى أبدا ... مش عارف .. مش عارف .. بس الأكيد لازم أحميها وأحافظ على حقها وحق بنتها حتى لو ابويا هو اللى هقف قصاده :" .. عاد سنمار من شروده على صوت النادل يسأله ماذا يريد لقد ذهب وجلس على كافيه بدون وعى لشروده فى ليساء وما حدث و أنها نفس فتاة ذاكرته .. ..لقد أطلق عليها هذا الإسم لأنه ما كان يعلم عنها شىء.. ..أجاب :" قهوة مظبوط لو سمحت :" .. عاد النادل بعد قليل يقدم له ماطلبه .. فاحتساه وغادر عائد لبلدته شارد الذهن .. ---------------------------- البلد .... .. عبدون :" اومال سنمار فين ياهدية؟ :" نزل إسكندرية ياحاج .. راح يطمن على صاحبه وراجع فى الطريق ان شاء الله ... يوصل بالسلامة يارب:" " لسه منشف دماغه برضو فى موضوع الجواز :" :"اه ياحاج ربنا يهديه ويريح قلبنا من ناحيته :" :" انا حاسس انه مخبى علينا حاجة.. يكونش بيحب واحدة من إسكندرية.. وهى اللى كل شوية بينزل علشانها ؟؟ :" ياريت ياحاج واحنا نجوزهاله على طول :" نهرها قائلا :" نجوز مين ياولية مش نعرف أصلها وفصلها وعندها ايه ..مش يمكن واحدة مش ولابد طمعانة فيه :" :"معقول ياحاج هو سنمار صغير علشان حد يضحك عليه .. طب ياريت بس يكون بيحب :" :" أكيد واحدة محلتهاش اللضى علشان مخبى علينا .. عموما أفوق بس من حكاية مرات شاهر.. وبعدين أعرف مخبى حاجة ولا لأ ؟؟ فدعت قائلة :" ربنا يصلح حالك يابنى ويرضيك باللى شاغل بالك.. لو كانت هى سعادتك :" ------------------------- ... عادت ليساء لمنزلها .. ونادت على مريم بلهفة وشوق لأبنتها .. التى تركتها لأول مرة منذ ولادتها... :" حمدلله على سلامتك يامدام ..تمارا لسه نايمة حالا بعد ما أخدت حمامها وغيرت وأكلت.:" :" كويس هدخل اخد حمام وأغير ..ولو سمحتى خلى عفاف تعملى فنجان قهوة :" :" طب مش تاكلى حاجة الأول يامدام :" :" لا معلش مش جعانة.. عايزة بس قهوة على ما اخد حمام:" :" حاضر حالا : " .. ذهبت لتطمئن بنفسها على طفلتها .. .. ثم جذبت ملابسها من خزانتها لكى تتوجه لأخذ حمام دافىء .. ولكنها جلست على فراشها ..أفكارها شاردة فيما حدث .. معقول شخص يفضل إنسان غريب على والده ؟! والأهم إن الموضوع يخص المال والميراث .. ولكنها تذكرت تفاصيل وجهه .. تحاول أن تقدح زيناد فكرها أين رآت هذا الشخص ؟.. ملامح وجه ليست غريبة عليها.. مؤكد تقابلا قبل ذلك .. جذبت أغراضها ودلفت للحمام لعله يهدىء من تفكيرها .. ولكنها مازالت تسأل نفسها.. أين ومتى رآته...؟!! ....البلد... .. وصل سنمار إلى البلد ومازال فكره مشغولا بفتاة ذاكرته.. الذى اكتشف هويتها اليوم وأنها أقرب له مما كان يتخيل .... ..هل يعتبر ظهورها له فرصة من القدر؟..أم محض أفكاره فقط الذى عاش فيها شهور عدة هى من تخيل له ذلك..فكر كثيرا كيف يجدها أو يستطيع أن يعلم عنها شيئا.. فجأة يعثر عليها اليوم بدون ترتيب.. ليكتشف أنها نفسها زوجة إبن عمته الراحل ... ..سنمار .."..السلام عليكم .." ..عبدون ..".. وعليكم السلام ..حمدلله على السلامة.. طمنى صاحبك بخير ؟ :" أيوة الحمد لله..".. :"..يعنى خلاص كدا ولا لسه هتروحله تانى ؟ :" عادى ياحاج يمكن ابقى اروح اشوفه تانى.. فى حاجة ولا ايه؟.." ... نظر له أبيه وقال :" لا أبدا أصلك بتسافر كتير الأيام دى .. وأنت عارف الشغل هنا فى حاجات كتير عايزة تتظبط ..".. :"..متقلقش ياحاج أنا هشوف كل حاجة.. وكله هيبقى مظبوط إن شاء الله .." :".. طيب ياولدى إن شاء الله هنزل إسكندرية أخر الأسبوع مش هتيجى معايا ؟..".. :".. لا ياحاج أنت عارف أنا مش موافق على تصرفك دا.. ومش ممكن أجى معاك أبدا..".. :".. يابنى تصرف ايه دلوقت هى خلفت بنت يعنى دا حقنا ...وكمان لازم نقف جنبها ونراعيها ... مش دا اللى إنت قلته وعايزنى أعمله ؟ :" ايوة هو دا اللى لازم نعمله.. لأن دا الصح .." ( قال سنمار ذلك وهو يعلم داخله أن والده يكذب.. ويجمل تصرفاته أمامه..حتى يقنعه بالمشاركة معه..).. ..عاد من شروده :" أه قلت كدا ياحاج .. ربنا يقدرك على فعل الخير والصح إن شاء الله ؛ معلش هروح اصلى و أنام لأنى تعبان من المشوار تصبح على خير..".. :" ماشى يا بنى روح ارتاح...وأنت من أهل الخير :" .. ثم حدث نفسه :" ياترى مخبى ايه يا ولدى وبتعمل ايه معرفوش ؟!! --------------------------------- ..الإسكندرية... .. تجلس ليساء على فراشها ..تحتضن أبنتها تحكى لها ماحدث خلال اليوم.. وكأنها صديقتها التى تؤنس وحشتها فى لياليها الباردة .... :" ادى يا ست تمارا اللى حصل إنهاردة .. بس لحد دلوقت مش قادرة افتكر شوفته فين قبل كدا.. الزهايمر يابنتى نعمل ايه ..".. ...وإبتسمت وهى تضم أبنتها لص*رها ثم خلدت للنوم لعلها ترى حبيبها بالمنام ..!.. -------------- ... صباح اليوم التالى.. ...ذهبت ليساء للشركة لتتابع عملها اليومى ... ..التقطت هاتف المكتب لترد على اتصال السكرتيرة.. :" ايوة يانهلة :" :". مدام ليساء الأستاذ سنمار على التليفون طالب حضرتك .." ... تلعثمت قليلا ثم قالت :" ماشى حولى الخط .." .." حالا حضرتك.." ..بادرت بالرد وهى تلقى التحية .."..الو السلام عليكم..".. .. رد عليها.. "وعليكم السلام ورحمة الله .. ازى حضرتك عاملة ايه..".. .." الحمد لله بخير .. اتفضل اى خدمة..".. .." ابدا انا حبيت اطمن عليكى وعلى تمارا .. واسألك لو محتاجة اى حاجة؟ .. احنا أهل دلوقت .. ..شعرت بالإرتباك ولكنها تماسكت قائلة.. :" طبعا أكيد أهل.. متشكرة قوى لذوق حضرتك :" .." لو حضرتك معندكيش مانع يعنى،.انك تقبلى انى ابقى على اتصال بيكى علشان اطمن عليكى.. قصدى عليكم دايما..".. .. تلعثمت بردها. :" ت ت ..تمارا بخير الحمد لله... مفيش مشكلة حضرتك تتصل فى اى وقت ..".. .. سنمار .." ..متشكر جدا اسيب حضرتك علشان معطلكيش..".. :" عادى مفيش عطلة.. وشكرا على السؤال مع السلامة..." ..نطق بإسمها مترجيا .."..مدام ليساء..".. :".. نعم ..".. ... ممكن اخد رقم موبايل حضرتك لو مفيش ازعاج.. ... قالت بتردد ..".. بس !!... ماشى اتفضل ......" :"..شكرا شكرا جدا مع السلامة ..".!!! ... راحت تتحدث مع نفسها... :" ايه دا !! انا ليه وافقت واديتو الرقم كدا على طول .؟.. عادى يعنى هيجرى ايه..كان ممكن ياخده من السكرتارية... بس هو طلبه منى بذوق ... ..خلاص ياليساء متشغليش نفسك.. وانسى وشوفى الشغل اللى وراكى ..".. ---------------------- .. البلد ... ... سنمار بعد المكالمة يحدث نفسه... .."..معقول وافقت تعطينى موبايلها ..معقول افتكرتنى بس مش عايزة تقول ...طب أنا اصلا ليه طلبت منها الرقم .. ..بس الحمد لله أنها مرفضتش و**ف*نى ..مش عارف كان هيبقى شكلى ايه وقتها... ...خلاص محدش عارف ايه اللى هيحصل فى الأيام الجاية ..كله على الله...".. ------------------------- ..منزل سالم ... .. وفاء ..".. مالك ياحبيبى من ساعة مارجعت وانت سرحان ... هو حصل حاجة ولا ايه .".؟! ..". مفيش حاجة حصلت ..بس بفكر فى موضوع خال شاهر.. واللى أبنه حكى عليه..".. :".. انت خايف يكون أبنه بيكدب صح ؟! وتكون لعبة هو وأبوه عاملينها سوا .!!؟ :".والله أنا فعلا خايف تكون لعبة.. بس نظرتى كمحامى بتأكدلى أنه صادق فى كلامه إلا إذا كان ممثل محترف! ..بس حصل حاجة كدا هى اللى قلقانى ..".!! .. قالت بقلق :" حاجة ايه ؟؟ :" أول مادخل المكتب وبص على ليساء..فجأة تسمر مكانه لحظات..وبعد كدا انتبه ودخل..وكانت نظراته مركزة قوى عليها .!! :"..طب مايمكن عجبته ولا حاجة ؟! مهما كان هى حلوة وصغيرة ..؟! :".. يعنى من أول نظرة ياوفاء !! .. لا لا نظراته كأنه عارفها وشافها قبل كدا . !!! :".. طب مسألتهاش يمكن فعلا تعرفو.؟! :".. سألتها طبعا.. وقالت لا.. وهى كمان كانت مستغربة ..!! ..وأكمل :" عموما انا هدور وراه وهعرف كل حاجة عنه وبالتفصيل كمان إن شاء الله..".. :" متقلقش ياحبيبى.. مش هيحصل حاجة وحشة ... وطالما نظرتك الاولى بتقول انه صادق .. يبقى الجاى خير وكله هيظهر باذن الله ..".. :".. ان شاء الله .. عندك حق يلا ننام علشان عندى محكمة بدرى ..تصبحى على خير..".. :" وانت من اهل الخير يا قلبى :".. ----------------------------- بعد ثلاثة أيام فى الشركة.... ..دلف شخص إلى مكتب السكرتيرة .." السلام عليكم ورحمة الله..".. .." وعليكم السلام .. اتفضل اى خدمة..".. ..الشخص ..". ممكن اقابل شاهر بيه لوسمحتى..." ... برقت عينيها وقالت... "..أفندم.." ..الشخص ..." لوسمحتى عايز شاهر بيه قولى له خالك عبدون.." ... قالت له .." لحظة واحدة ..".. ... ثم طرقت باب مكتب ليساء ودخلت حينما أذنت لها... ...رفعت وجهها ونظرت لها قائلة .." فى حاجة يا نهلة ؟ ." ..أيوة يافندم واحد برة عايز يقابل المرحوم وبيقول خاله..؟! .. برقت بعينيها ونظرت بذهول وقالت :" نعم يقابل مين ؟!! ... **تت قليلا تفكر ثم سألتها... .." سالم بيه وصل ولا لسه ؟! .." أيوة يافندم وصل من ربع ساعة..!! :" طيب خليه يجى على طول وعطلى الراجل اللى برة شوية .. ويدخل بعده بخمس دقايق مفهوم..." .." مفهوم يافندم ..".. ...خرجت نهلة واتصلت بسالم مباشرة وطلبت حضوره لمكتب ليساء بشكل عاجل ثم توجهت لعبدون قائلة ... :" معلش يافندم هنعطل حضرتك شوية الهانم معاها مكالمة مهمة .. اتفضل تحب تشرب ايه...؟! .. عبدون يتصنع الإستغراب.. .." هانم مين ..!!؟ ".. بقولك عايز شاهر بيه.." :" معلش حضرتك لما تقا**ها هتفهم.. قهوة حضرتك ايه.؟: رد و هو يتصنع الضيق .." مظبوط .."! ... دقائق ودلف سالم لمكتبها ... .." فى ايه خير .؟.. ... قالت بخوف .." خال شاهر برة وجاى يسأل عليه .؟ .." طب وايه المشكلة ..؟" .." انا خايفة قوى.!!".. .."خايفة !! خايفة ليه ؟ محدش له عندك حاجة .. وأنا معاكى اهو بس سيبينى أنا اتعامل معاه.." هدأت قليلا ..." ماشى حاضر وربنا يستر .." :" .. اطلبى نهلة تخليه يدخل.." ..رفعت ليساء الهاتف ... :" ..دخلى الضيف اللى عندك .." .. "حاضر يافندم.." :" اتفضل الهانم بانتظارك.." ... قام عبدون وتوجه لمكتب ليساء ودلف يلقى التحية ... .. "السلام عليكم .." ... ردو عليه التحية ..."وعليكم السلام .." ... ليساء .." اتفضل اى خدمة حضرتك..." ... تحدث وهو يتصنع الغباء والاستغراب ... .." انا عبدون المصرى خال شاهر ...اومال هو فين ..؟" ... ردت عليه باستغراب... .. " يعنى ايه هو فين..؟ حضرتك متعرفش ان شاهر اتوفى من أكتر 6 شهور.." ..تصنع الذهول والمفاجئة.. .."ايه بتقولى ايه ؟ امتى الكلام دا حصل وازاى ؟ وازاى محدش يبلغنا .."؟!! ... كان سالم يجلس صامتا حتى يدرس ردود أفعال هذا الرجل.. وتذكر حديث سنمار وتأكد من صدق كلامه فيما قاله.. وقرر ان يتماشى معه فى لعبته ف*نحنح وقال... .."اهدى ياحاج البقاء والدوام لله ... ودا قدره ونصيبه..هو عمل حادثة وقضاء ربنا نفذ .." ..عبدون .." لا حول ولاقوه الا بالله .. وازاى الحادثة حصلت.؟. بس لامؤاخذة يعنى مين حضرتكم..؟ .. تن*د سالم وهو يتمالك نفسه من الغيظ من استفزاز هذا الرجل الذى يتصنع عدم المعرفه بيهم... "..أنا سالم ابو المجد محامى الشركة وصديق المرحوم...ودى مدام ليساء الشهاوى زوجته.." ..عبدون :" اه اهلا وسهلا متأخذنيش يابنتى أنا اول مرة اشوفك... ودايما كنت بقابل المرحوم عندنا فى البلد.. لما يجى ياخد ريع ارضه.. ولما اتأخر قلقت وجيت وجبتله معايا نصيبه... .. وأكمل وهو يتصنع البكاء...".. بس مكنتش أعرف المصيبة اللى حصلت دى ... هى حصلت ازاى ؟ ..رد سالم ..".. حادثة عربية ... كان بيعدى الطريق وعربية سريعة خبطته..." .. رد عبدون سريعا :" ومسكتو اللى عمل كدا ولا لأ.؟؟... عايز اكلو بسنانى "!! ...رد عليه بتنهيده... للأسف هرب ومحدش لحق يشوف العربية او حتى رقمها..." ..لم تتمالك ليساء نفسها فتحدثت :" هيفيد بايه يعنى هيرجع الغالى ...مالغالى راح وخلاص !!.. (ولم تستطيع كبح دموعها.) ... قام عبدون واستدار حول المكتب واقترب منها واضعا يده على كتفها يتصنع حنان الأب وقال... :" عندك حق يابنتى الغالى راح بس البركة بحسك وحس ... (و**ت وقال ).." المرحوم كان قالى انك حامل ..هو انت جبتى ايه..؟... ..ردت ليساء ومازالت دموعها تنهمر على خديها... ..". جبت تمارا ..جبت بنت." .."ماشاء الله ربنا يباركلك فيها يابنتى وتبقى عوض أبوها وتفرحى بيها.." . .." شكرا ربنا يخليك .. اتفضل استريح.." ..وأشارت له بعد أن وقفت احتراما لكبره.. ليجلس على المقعد المقابل مرة أخرى.. ..عبدون.. .." طب يابنتى المبلغ دا حق المرحوم واصبح حقك انت وبنتك وان شاء الله كل سنة هجيبلك حقكم لحد عندكم.. بس انت لازم تيجى لنا البلد علشان تتعرفى على أهله اللى بقوا أهلك دلوقت ... ماشى اتفقنا... وكمان اكتبيلى رقمك علشان ابقى اطمن عليكو على طول... ...نظرت ليساء لسالم الذى أومأ لها بالموافقة... ..". حاضر اتفضل. ياعمى " ... واعطته كارت برقمها وأرقام الشركة .. ...قام عبدون ووقف وقال... .."طب انا همشى بقى علشان لسه ورايا سفر .. وهبقى اكلمك علشان نرتب تيجى تقعدى معانا يومين.. انا دلوقت خالك مفهوم ..؟! ..وقفت ليساء وردت التحية والموافقة برأسها وقالت باقتضاب ..."ان شاء الله.." .. ووقف سالم ايضا ومد يده بالمصافحة ورد التحية له .." شرفت ياحاج .." ------------------------ ... خرج عبدون وأغلق الباب خلفه فزفرت ليساء ونظرت لسالم وقالت ... .." ايه رايك فى اللى حصل دا ...عمر شاهر ماقالى حاجة عنه ..ولا على حكاية ريع الارض والكلام دا... رد عليها .." طبعا لأن كل كلامه كدب وانتى عارفة ان شاهر عمره ماخبى عنى حاجة حتى حبه ليكى لمدة سنتين قبل ما يصارحك ومتابعته ليكى انا كنت على علم بيها... يبقى هيخبى المعلومة دى..!!؟؟ .. أحمر وجه ليساء عند ذكر سالم لحب شاهر لها مدة طويلة قبل اعترافه وحزنت على فراقه أكثر وفرت دمعه من عينيها فجففتها وقالت... .." الله يرحمه... طب هنتصرف ازاى ..؟" ..".. ولا حاجة اذا كان هو بيعمل علينا ع**ط احنا هنعمل اعبط منه لحد ما نجيب أخره .. ومتقلقيش أنا معاكى.." .." ربنا يستر إن شاء الله .. معلش انا هروح لانى حاسة بتعب .." .. شعر سالم بإحساسها بإفتقاد شاهر بعد المقابلة وتفهم حالتها النفسية ... .." ماشى روحى انتى و ارتاحى .. وكويس بكرة وبعده أجازة الشركة تكونى ارتاحتى وبقيتى احسن.. ومتنسيش بكرة هعدى عليكى أنا ووفاء علشان نروح نقضى اليوم كله بالنادى .." .." بلاش أنا المرة دى ياسالم واخرج مع وفاء وقضو يوم حلو لوحدكم .." .." طبعا كلامك مرفوض ولا أنا ولا هى هنوافق على كدا وهنخرج كلنا يعنى هنخرج كلنا.. يلا اتوكلى على الله بدل مارجع فى كلامى والغى اذن الخروج :" (وضحك.) ... تصنعت ليساء الخوف وقالت... .." لا لا خلاص انا موافقة سلام يامتر .." ... وسحبت حقيبتها وخرجت سريعا تريد أن تذهب لأبنتها لتضمها فى ص*رها وتنعم ببعض الراحة ..لشعورها بأنها تحتضن زوجها فيها.. فهى قطعة منه بل وتشبهه كثيرا ... ..هبطت ليساء للاسفل لتجد السائق فى انتظارها بعدما أبلغته السكرتيرة بالاستعداد للمغادرة.. ..صعدت داخل السيارة وبدأ السائق فى القيادة .. وشردت هى كالعادة فى زوجها ويوم أن عادت من الأجازة التى قامت بها لمرافقة جدتها ورعايتها أثناء وبعد العملية.. ..طرقت باب مكتبه .. أذن بالدخول ..وحينما أبصرها أمامه .. انتفض سريعا ملتهما المسافة الفاصلة ملتقط يدها بيده بشكل تلقائى نابع من شوقه وفرحته لرؤيتها ... .. ارتبكت وتراجعت خطوة للوراء ناظرة ليده الممسكة بيدها ..انتبه وتركها واعتذر ..شاهر :" أسف.. والله من فرحتى لما شوفتك ادامى.. مكنتش متوقع انك هتيجى إنهاردة ..قلت اكيد هتكملى الأسبوع وتيجى من أول الجديد .. ..ليساء :" جدتى الحمد لله بقيت كويسة وأنا غبت كتير عن الشغل.. علشان كدا جيت .. ..حمدلله على سلامتها وسلامتك .. نورتى الشركة كلها .. لا نورتى حياتى كلها :" .. احمرت وجنتيها وأسبلت أهدابها :" ربنا يخليك ..الدنيا منورة بحضرتك ..وأنا متشكرة على كل حاجة عملتها معايا :" :" انا معملتش حاجة ..بالع** لسه هعمل :" ..رفعت عينيها بنظرة إستفسار :" لسه هتعمل ايه رد عليها :" ليساء ..أول حاجة لو سمحتى تعالى اقعدى.. علشان فى كلام مهم لازم نقوله :" ..أجلسها على المقعد المجاور لمكتبه.. وجلس على المقابل أمامها.. وبدأ حديثه .. :" أعتقد آن الآوان نأخد خطوة ايجابية ومباشرة .. وأنا متأكد انك عارفة شعورى ناحيتك .. وأنا صبرت كل دا بسبب ظروف مرض جدتك .. بس خلاص دلوقت مفيش تأجيل ...بصراحة انا عايز اتجوزك .. ايه رأيك ؟ .. ارتبكت واخذت تفرك كفيها ببعضها .. وحاولت أن تجد صوتها الذى ضاع فى خضم مشاعره التى اكتسحتها منذ دلوفها لغرفته ... :" بصراحة .. مش عارفة اقول لحضرتك ايه ؟ ..ضحك لكلامها :" تقولى لحضرتى انك موافقة وتحددى معاد مع جدتك علشان أجى اطلبك رسمى .. وياريت يكون المعاد امبارح لانى مستعجل :" ..ابتسمت بحمرة خديها .. وأومأت برأسها و هرولت سريعا لخارج المكتب .. ..انتبهت لسائقها يقول :" وصلنا يامدام .. تؤمرى بحاجة ؟ .. مسحت دموعها الجارية على وجهها ..وتمالكت نفسها.. وهبطت من السيارة ملقية الشكر والتحية لسائقها.. :" لا شكرا .. السلام عليكم :" ----------------------------- ... منزل ليساء ... ... دخلت شقتها فقابلتها مربية طفلتها فسألتها عن الاحوال.. .." ازيك يامريم اخبار تمارا ايه .." .. " بخير يامدام صاحية فى سريرها وكنت راحة اجهز لها الرضعة دا معاد اكلها .." :" لا أجلى الرضعة لبعدين هرضعها انا طالما انا جيت بدرى.." :" تمام حضرتك زى ماتشوفى .." :" طب خليكى معاها.. هاخد الحمام على السريع واجيلكم على طول.." :"حاضر .. تحبى اقول لعفاف تجهز لحضرتك الأكل :" :" لا .. مليش نفس .. بعدين :" .. ذهبت ليساء لتنعم بحمام دافىء وسريع لعله يهدأ ضغط أعصابها .. التى تعرضت لها اليوم من كل ماحدث وتذكرته.. ... عادت لصغيرتها .. ضمتها لأحضانها.. وقامت بإرضاعها حتى شبعت ونامت فى هدوء وسكينة بين ذراعيها... ...جلست على فراشها بجوار طفلتها النائمة.. تعيد ما حدث معها طيلة اليوم .. وزيارة خال شاهر وكلامه .. وأخذت تفكر ماذا سيحدث الأيام القادمة.... --------------------- ..... البلد ...  ليلا بغرفة والديه ... ...هدية .." حمدلله على السلامة ياحاج .." ..عبدون .." الله يسلمك ياحاجة.. سنمار فين؟ .." .."برة لسه مرجعش...طمنى عملت ايه  قابلتها ؟؟.." .." أه وفهمتها انى رايح ومعرفش إن شاهر مات و.......و....... .." ...هدية بعد ما سرد عليها زوجها كل ماحدث... .." يعنى هى صدقتك بجد ؟! :" أه طبعا صدقت ويومين كدا وهطلبها تيجى تقعد معانا كام يوم .." .." وسبت لها الفلوس ؟! .." أيوة طبعا.. كان لازم كدا علشان تصدقنى ... متقلقيش هناخد قصادهم ميت مرة .." .." معقول .. للدرجادى "!! ..." ايوة ما انتى مشوفتيش الشركة بتاعته اد ايه.. بس انا عايزك لما تيجى هنا. مش هوصيكى الحنية والسهوكة عايزك تاخديها تحت باطك ..فهمانى ياهدية ؟" .." حاضر ياحاج زى ماتشوف وتقول هعمل .." .." طب يلا طفى النور حاسس إن جسمى همدان وعايز أنام .." .... كان يسرد عليها كل ما حدث فى مقابلته مع ليساء وهما غافلان عن الواقف خارج الغرفة وتعمد أن يختفى حتى يعتقدو أنه خارج المنزل لكى يستطيع أن يستمع لهم.. لتأكده انهم سيخفون عنه حقيقة ما حدث أثناء مقابلتها .. ولكن ما أبهجه وأثلج ص*ره.. معرفته أنها سوف تأتى.. وستمكث معه تحت سقف واحد ويستطع أن يتكلم معها ويشبع من تواجدها بجواره... و هذا طبعا إن وافقت والده وأتت.. سائلا نفسه :" ياترى هتيجى ؟!!   نهاية الفصل    
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD