الفصل الاول

3383 Words
الفصل الاول ------------- السلام عليكم ورحمة الله أنا ليساء الشهاوى فى منتصف العشرينات من عيلة متوسطة .. للأسف فقدتهم جميعا ولم يتبقى غير جدتى وأقيم معها ببلدى الجميلة الإسكندرية .. جامعية .. خريجة تجارة (قسم إدارة أعمال ) .. يقال عنى جميلة ولله الحمد ... يمكن علشان عيونى ملونة؟ هسيبكم إنتم تحكمو بنفسكم عليا .. المهم اليوم هحكيلكم حكايتى .. لكن الأول هعرفكم على كذا شخص هيكونو مهمين جدا فى حياتى والباقى هنعرفهم سوا فيما بعد .. أولهم .. شاهر الجبالى ... رجل أعمال يمتلك شركته الخاصة .. فى أوائل الثلاثينات يتسم بالرجولة وشهامة أولاد البلد .. الكل يحبه ويحترمه ... بنى الشركة بنفسه وأصبح له إسم معروف فى السوق التجارى .. الثانى ... سالم أبو النجا ... صديق شخصى لشاهر وشريك معه بنسبة محددة غير أنه محامى الشركة وكاتم أسراره ...  يعلم كل صغيرة وكبيرة عن صديقه انشأ الشركة سويا منذ عشر سنوات تقريبا .. الثالثة .... وفاء المهدى .. صديقتى الجميلة وهى زوجة سالم تعرفت عليها بعد عملى فى الشركة وأصبحت اخت غالية لي .. ..ااه نسيت أقولكم أنا وشاهر إتجوزنا بعد قصة جميلة بدون أى مشاكل أو عراقيل وعايشين حياة هادية .. هو من عيلة كبيرة صحيح ..لكنه إعتمد على نفسه وبنى ذاته بمجهوده وكون ثروة لا بأس بها ... ولنا شقة كبيرة وفاخرة على البحر .    .اختارنا كل أثاث فيها سويا وكل قطعة لها موقف بيننا دائما نتذكره ونضحك عليه... ودلوقتى أسيبكم مع الحكاية من أولها لأخرها  ...   " جائتنى بدون موعد .. " أسرتنى بلا وعد ... " كبلتنى بدون عهد .. " فاستسلمت لها دون قيود  .... **  شاهر  ** .. كان شاهر ينظر بإعجاب وسعادة لنفسه بالمرآة مرتديا بدلة العرس .. قائلا لصديقه  .. : " ظبطت كل حاجة ياسالم وبلغت الموظفين أنهم أجازة من بكرة ولمدة أسبوع .. وكمان كلهم معزومين على الفرح وعرفتهم المكان ؟ !! " .. أجابه وهو يهندم سترته .. :"  أيوة متقلقش اهدى كدا ياعريس علشان متتوترش وتقصر رقبتنا :" (  وغمز له بعينه ) .. .. ضحك شاهر وقال .. : " أنت بتقول فيها أنا فعلا متوتر جدا .. مش مصدق أن أخيرا هحقق حلمى اللى ياما حلمت به من حوالى تلات سنين.. من أول مرة شوفتها وهى جاية تقدم على الوظيفة اللى الشركة اعلنت عنها ..من لحظتها حسيت أنها الزوجة اللى بتمناها  : " .. سالم : " بصراحة ياشاهر لحد دلوقت مش قادر أصدق انك فضلت سنتين وأكتر تحب فيها من بعيد .. ولا حتى لمحت لها بأى طريقة .. مخوفتش حد يتقدم ليها أو يشاغلها.. بجد طلعت واد تقيل قوى .." ( وضحك بصوت عالى ) ... "..منا قلتلك قبل كدا.. لما سألت عليها وعلى ظروفها .. عرفت أنها بتساعد وبتصرف على علاج جدتها .. وبتجمع فلوس العملية ليها .. وخفت لو عرضت عليها الجواز ترفض .. علشان وقتها مش هتفكر غير انها مش هتقدر تساعدها .. ولا هتقبل انى اتحمل تكاليفها ... فقلت أساعدها بشكل غير مباشر بأنى أزود مرتبها  ؛؛  وأعطيها مكافأت على شغلها .. لحد ماقدرت تجمعهم وتعملها .. ولما بقت كويسة اتقدمت على طول .." .. وأكمل :" وبعدين كنت واثق فيها وفى أخلاقها وتصرفاتها لأنها كانت حاسة بمشاعرى ليها. وكل شىء بآوان .. المهم الحمد لله أنها بقت من نصيبى .." ..دعى له : "ربنا يسعدكم أنتم تستاهلو بعض وليساء بنت محترمة فعلا وأخلاقها عالية .. ومحدش يقدر يتكلم فى حقها بأى سوء.."   ؛؛ يوم الفرح ؛؛ ... الفندق .. جناح خاص يسمى جناح شهر العسل يتكون من غرفة كبيرة وريسبشن كله مزين بالبالونات الممتلئه بالهيليوم وملتصقة بالسقف.. .. أما غرفة النوم مزينة بورد الجورى لأنه المفضل عند العروس ... .. كانت الورود الحمراء منثورة على الفراش ولكنها ليست على شكل قلب كالمعتاد بل بكلمة أوصى بها العريس بشكل خاص لعروسه " " أحبك ليساء " " ... بعد إنتهاء الحفل الصاخب الذى جمع حشد من رجال الأعمال والأصدقاء والذى شهد على فرحة العروسان .. كانت سعادتهم طاغية على القاعة بأكملها . شعر بها كل من نظر لهم .. توجها للجناح الخاص بهما .... .. دخل شاهر يحمل ليساء التى غمرها الخجل وكانت تتعلق بعنقه بحركة تلقائية...ولكنها إنبهرت من زينة الجناح حتى وصل بها لغرفتهما. .. وأنزلها بجانب الفراش لتنبهر مما كتب عليه "أحبك ليساء  " "" ... إشتعلت الحمرة بوجهها أكثر فاخفضت رأسها للاسفل ... رفع وجهها بيده ونظر لها .. ثم تحدث .. :" مب**ك يا أحلى وأجمل عروسة فى الدنيا كلها  ..". ..تحاول أن تجد صوتها الذى اختفى من نظرات عشقه لها التى تراها فى عينيه .. رائحة عطره المميز بها.. والأكثر منه الخجل الذى تملكها لترد عليه ولكن دون جدوى ... .  .ضحك شاهر مقهقها .. محاولا أن يرفع عنها خجلها متحدثا :" يلا حبيبتى علشان نصلى وبعدها ناكل لأنى جعااان قوى  :" ... وبعد أن اتم صلاتهما ؛ وتناولا عشائهما ؛ جلس شاهر ليتحدث معها لتهدأ .. يبثها حبه بكلماته الرقيقة .. .." حبيبتى أنا مبسوط قوى انك بقيتى مراتى ياما حلمت باليوم دا .. ربنا حققلى حلمى بيكى وفرحنى بجوازنا.. كنت بحسب الأيام  .. لا أيام إيه !!  وغلاوتك الساعات لحد ما أخيرا إتجوزنا  :" ... هدأت ليساء تماما لقد احتوى خوفها من حياة جديدة قادمة عليها... شعرت بالراحة وتقبلت مشاعره وتبادلتها معه بكل حب وسعادة فإستجمعت شجاعتها قائلة ... :" انا كمان بحمد ربنا انه رزقنى راجل زيك.. بشاهمته ورجولته .. اوعى تفتكر إنى ماخدتش بالى من مساعدتك ليا من غير ما تحسسنى بيها أو إنك تجرحنى ... أنا كنت عارفة وكنت بلوم نفسى إنى بقبلها .. وأنا فاهمة أنك قاصد تساعدنى .. بس مكنش أدامى حل تانى علشان أعمل العملية لجدتى لأنها الوحيدة اللى ليا فى الدنيا .. مليش عيلة غيرها ... أنا أسفة بجد انى كنت بقبل وبسكت :" .. نظر لها شاهر نظرة عتاب وقال .. :" ليه بتعتذرى .. ياريت كنتى لمحتى بس بإشارة انك توافقى أقف جنبك وأساعدك على الاقل كان زمانا متجوزين من سنتين بدل ماعذبتينى ببعدك. عنى كدا .. واوعى بعد كدا تقولى ملكيش حد .. أنا حبيبك وجوزك وعيلتك من انهاردة ياقلب شاهر :" ... وهنا لم تستطيع ليساء التحكم بمشاعرها وإرتمت بص*ر زوجها وبكت بإعتذار لأنها تسببت فى وجعه طيلة السنتين الماضيين... ضمها بقوة واحتوى حزنها ثم أخرجها من احضانه ومسح دموعها وقال لها يمازحها  .. :" ايه دا انتى بتتلككى علشان أحضنك ..طب قولى وأنا كريم وهحضنك وأبوسك  و...  و...  و لا اقولك خليها عملى احسن .. .. احمرت وجنتيها فتحدث بجدية. :" إنسى كل اللى فات أهم حاجة دلوقت اننا مع بعض .. ومش هنبعد تانى أبدا إن شاء الله وهخلص تارى كله منك :" ( وغمز لها بعينيه ). .. توترت وأسدلت أهدابها وتمتمت بكلمات غير مفهومه فضحك بصوت عالى .. وأخذها مرة أخرى داخل أحضانه يقبلها برقة وحب ويسمعها دقات قلبه الهادرة بإسمها حتى ذابت معه بكل مشاعرها وإحساسها...فتمم زواجه منها وأصبحت زوجته فعليا ... ..إستيقظت ليساء صباحا وجدت نفسها تنام على ص*ر زوجها ويده تحاوط خصرها .. حاولت ان تنهض فتململ من نومه وفتح عينيه ببطء ثم ابتسم لها قائلا .. " : صباحية مباركة يا عروستى الجميلة .. تورد وجهها وزاغت بعينيها وهى ترد مباركته لها .. : " الله يبارك فيك .. طب انا هدخل الحمام وبعدها :" . قاطع حديثها : " حمام ايه بس  استنى عايز أقولك على حاجة مهمة جدا :" .. إنتبهت لحديثه جيدا فتفاجأت به يسحبها لص*ره يضمها بقوة يقول لها هامسا بأذنيها ... :"  وحشتينى قوى الكام ساعة اللى نمتى وسيبتينى فيهم يا قاسية .. ثم بدأ بتقبيلها وبثها شوقه الذى إستقبلته بسعادة تشعر بها من بعد ما عرفته وذهبت معه فى أحلام جميلة ... .. بعد يومين قضاها سويا فى الفندق سافر شاهر وليساء لقضاء أسبوع عسل بالخارج .. عادا بعدها لبداية حياة جديدة سعيدة.. ... الإسكندرية .. .. شاهر ".. حبيبتى أنا نازل عايزة حاجة  .".. ..". هو انا مش هنزل الشغل معاك ولا ايه ..." "..  لا ياحبيبتى انت لسه عروسة بعد شهر ان شاء الله ترجعى الشغل عايزك متفرغة ليا الشهر دا كله  :" ( وغمزها ) ... ضحكت .. ثم قبلها وغادر لعمله ... .. أجرت ليساء مكالمة هاتفية لصديقتها .." الو وفاء ازيك عامله ايه  .." .." حمد لله على السلامة ياعروسة اخبارك انتى ايه  .." "..  الحمد لله بخير ... بقولك ماتيجى تقعدى معايا شوية.. شاهر نزل الشركة وأنا لوحدى  . ."... ليه هو انتى مش هترجعى الشغل  :" "..  لا هرجع ان شاء الله بس بعد شهر أجازة زوجية.. أوامر الباشا  :" ( ضحكت هى وصديقتها ) :" خلاص هجيلك بعد ساعة ان شاء الله  : :" تمام هستناكى  :" ---------------------------- ..الشركة.. .... دخل شاهر وقوبل بكل الترحيب والتهانى من موظفين الشركة على زواجه ورد عليهم بكل محبة وإحترام حتى وصل مكتبه وكان فى انتظاره صديقه.... " ".. أهلا أهلا بعريسنا حمد لله على السلامة ياصاحبى وعانقه بكل ود ومحبة ..". :" الله يسلمك يا سالم اخبارك ايه: " "..الحمد لله ألف مب**ك ربنا يهنيكم ويسعدكم .. طمنى انبسطو فى رحلتكم ؟.." ".. الله يبارك فيك... اه الحمد لله انبسطنا قوى وأهم حاجة ان ليساء كانت سعيدة .. :" :" الحمد لله ربنا يخليكم لبعض .. خلى بالك منها .. ويلا إستلم شغلك ياعم :" .. مش محتاج توصينى عليها .. ماشى ياسيدى متزقش .. قولى ورانا شغل ايه ؟ .." ".. المناقصة الجديدة فيها شويه تحفظات عايزين نتكلم فيها ونظبطها...." ".. تمام يلا تعالى نشوف هنعمل ايه..".. ----------------------------- ...فى شقة شاهر .. ..وفاء وليساء جالسين بالشرفة ينظرون للبحر ويضحكون على تلك المواقف المضحكة التي تعرضت لها فى شهر العسل وكم كانت سعيدة وقضت أجازة ممتعة مع شاهر... وعلى كل الأشياء التى اصر على شراءها لها من ملابس وحلى وأدوات للزينة .. .. تمتمت رفيقتها بالدعاء :" ربنا يسعدكم ياحبيبتى وتفرحو دايما ببعض ويرزقكم ذرية صالحة..".... مر أكثر من شهران على زواجهم .. كان خلالهما يعيشان بسعادة وحب كأن كل يوم هو ليلة عرسهما... عادت للعمل معه مثل السابق.. يذهبا ويعودا سويا.. توجت سعادتهما عندما عاد شاهر من الخارج ووجدها تنتظره بإبتسامة جميلة وجو من الرومانسية .. بعدما طلبت منه أن تذهب قبله بساعتين بحجة أنها سوف تقابل صديقتها للخروج للتسوق .... ..شاهر :" ايه الجمال دا حبيبتى وحشتينى الكام ساعة دول .".. ..عانقته قائلة :" انت وحشتنى اكتر يا حبيبى... عندى لك خبر حلو !! .. :" خير إن شاء الله .:" ... أخذته من يده لغرفتهما ليفاجأ بحذاء أبيض صغير يتوسط طاولة الزينة.. فنظر لها باندهاش وفرحة.. ..لم يستغرق وقت طويل بالتفكير وسألها... :" ليساء انت حامل صح ؟!! .. إبتسمت بإحمرار خديها واومأت رأسها بالايجاب.. ... حملها ودار بها الغرفة من شدة سعادته وفرحته بالخبر وبها واخذ يدعى :" يارب تكون بنوتة حلوة زيك يا حبيبتى يارب :" ( ..وقبلها بشوق وسعادة ..) --------------------   بعد مرور ستة أشهر.. .." صباح الخير حبيبتى يلا يا **لانة كل دا نوم عايزين نلحق اليوم من أوله .." ..تمطت بفراشها .. .."..صباحك ياقلبى هى الساعة بقت كام ..شكلنا لسه بدرى قوى ..".. :" يلا يا ليساء بطلى **ل الساعة تسعة وقلتلك أنا عايز نقضى اليوم كله برة قبل ما تولدى ومنعرفش نخرج براحتنا بعد وصول أميرتنا الجميلة .. هو أنا بعطيكى أجازة من الشغل علشان تبقى **ولة كدا .." .."حاضر يا شاهر ربع ساعة وهبقى جاهزة أنا اصلا جهزت كل حاجة متقلقش .." .." طب يلا بسرعة هنزل الحاجة العربية تكونى خلصتى..".. .. صعدا الاثنين بالسيارة ..وقاد بها لوجتهما لبداية نزهتهما التى خطط لها بشكل جيد .. ..داخل منتزه كبير ملىء بالاشجار والورود جلسا العشاق يتبادلون كلمات الحب ويتمتعون بالطقس الربيعى ويتناولا وجبتهما الخفيفة التى حضرتها ليساء سابقا.. ..جلس ساندا ظهره لجذع الشجرة الكبيرة الذى اتخذها حامى من حرارة الشمس وضوئها .. يحتضن حبيبته بذراعيه مريحا ظهرها على ص*ره لتتفادى آلام الحمل الذى تشعر به باستمرار فى الآونة الأخيرة ... .. تفوه بإسمها ..".. ليساء :" .. أدارت رأسها له :" نعم :" :" ايه رأيك فى اسم تمارا ؟! :" الله حلو قوى يا حبيبى .." :". يعنى عجبك؟! :"طبعا عجبنى قوى.." :" خلاص ان شاء الله هنسمى أميرتنا القادمة( تمارا ).. :"اتفقنا إن شاء الله .." (.. ومالت برأسها على ص*ره وأطلقت تنهيده طويلة ..) :" مالك ياحبيبتى ليه التنهيدة الحارة دى ؟ ..انتى تعبانة ؟ ..تحبى نعدى على الدكتورة واحنا مروحين؟.. :" لا ياروحى انا كويسة متقلقش :" .. **تت .. وبعد قليل.. نادت بإسمه .."..شاهر.." :" أيوة ياحبى .:" ." أنا بحبك قوى بس مش عارفة ليه قلبى مقبوض وحاسة إن فى حاجة هتحصل .."... .." حبيبتى ليه بتقولى كدا إن شاء الله مفيش حاجة هتحصل .. احنا الحمد لله حياتنا هادية من أى مشاكل ومش لينا عداوة مع اى حد ..".. ..ثم قال يشا**ها ويزيد من غيرتها التى يعشقها منها فقال لها.. .."..يمكن إنتى قلقانة من العميلة الجديدة اللى جت امبارح تعمل معانا عقد جديد .. بصراحة هى صاروخ ارض جو ..".. .. أخذت تض*به على ص*ره وتزم شفتيها اعتراضا على حديثه لإثارة غيرتها .. فكانت تعلو ضحكته فى وجهها حتى أيقنت أنه يغيظها.. فضحكت له بعد ان لكمته فى ص*ره كعقاب على كلامه.. .." اوعى توصف واحدة تانية إنها حلوة ولا حتى بهزار لأنك بتوجع قلبى بجد .."..سلامة قلبك ياقلب شاهر وعقله وكل دنيته.. انتى الوحيدة اللى مالكة كل كيانى ..".. :" يعنى بتحبنى وعمرك ماهتبص لأى واحدة:" :" عمرى ياحبيبتى.. عارفة ليه .. لأنك عندى بكل بنات وستات العالم .. الله لا يحرمنى منك ولا من أميرة قلبى اللى مستنيها على نااار :" .. غمست نفسها فى ص*ره اكثر فطوقها بذراعيه بقوة ليطمئنها .. ولكن خوفها مازال مستمر من حدوث شىء سىء .. .. واستمروا هكذا ثم غادور الحديقة متوجهين لمكان آخر تناولا به غدائهما .. وأكملا يوما من أجمل أيامهما والذى تكرر كثيرا من قبل ... .. بعد انقضاء اليوم .. قرر شاهر أن يحضر المثلجات لحبيبته فهو يعلم بعشقها لها وقد طلبتها منه ... فوقف بالسيارة بجانب الطريق المقابل للمحل. .. " حبيبتى .. خليكى انتى هنا وأنا هنزل أجيب وارجع على طول .." .. خ*ف قبلة سريعة قبل نزوله غامزا لها .." راجعلك ياجميل :" .. ضحكت وقالت له :"هياخدونا تحرى :" ... قهقه عاليا وقرص خدها وغادر .. .. نظرت له بحب  :" متتأخرش يا حبيبى .." ... وأخذ يقطع الطريق بين السيارات للجانب الاخر .. ولكن المحل كان مزدحم وتأخر شاهر ... .. مازال القلق متملك منها ..ولكنها ظلت بالسيارة تحاول أن تتناسى خوفها بسماعها لأغنيتهما المفضلة ... وعندما شعرت أنه تأخر بالفعل.. انقبض قلبها اكثر .. وقررت أن تترجل من السيارة وتذهب اليه لتطمئن عليه .. .. وعند استعدادها لقطع الطريق لمحته يأتى اليها .. فتوقفت ولوحت له بيدها.. فرفع يده بإشارة لتنتظره ولا تأتى فهو قادم إليها .... .. فى نفس اللحظة وبغفلة من القدر !! تأتى سيارة متهورة فتخ*فه أمام عينيها .. .. هل ما تراه حقيقى أم محض كابوس سينتهى ؟ ..هل بخلت الحياة عليها بالشخص الذى أعانها عليها .. ووقف بجوارها وأسعد حياتها؟ لماذا الدنيا قاسية بهذا الشكل ؟ .. ... فاقت من تفكيرها على تجمع المارة على الجانب الأخر وقررت أن تسرع اليه.. .. كأنها كانت مغيبة .. فلا تبالى بالطريق وازدحامه .. تسرع لتقطع الطريق للوصول إليه ولا تعرف بأنها سوف تلقى نفس المصير من سيارة أخرى.. لأنها كانت الأقرب لها منه !!.. ...لولا اليد التى جذبتها بلمح البصر فتصرخ بإسم زوجها بل حبيبها و كل ما تعرفه بالحياة ..(شاااهر) .. شعرت أنها فقدت الحياه لتفقد الوعى بعدما أبصرت ملامح الشخص الذي أمسك بها مانعا إياها من عبور الطريق والذي كان دون أن تدري هو السبب في إنقاذ حياتها وحياة إبنتها ... ...لم ينتبه للحادث الواقع على الجهة الاخرى فهو كان يسير شارد الذهن فيما حدث معه وعلمه .. وفى مكالمة والده الذى يأمره بالحضور إلى البلد بشكل عاجل... .. فجاءة انتبه على صرخة فتاة وفى نفس اللحظة لمح سيارة قادمة بسرعة رهيبة ستلتهمها دون شك .. فبدون تفكير جذبها سريعا لتقع بين ذراعيه فاقدة للوعى..ولوهلة خاطفة سحرته ملامحها فانطبعت فى قلبه قبل عيناه ... .... نقلها سريعا للمشفى وبعد أن أطمئن عليها .. سدد المصاريف وترك بياناته ورقم هاتفه ثم غادر .. لأنه كان مضطر للعودة لبلدهم .. بعد إستدعاء والده له بشكل عاجل ولكنه لن ينسى قط عيونها التى خ*فته فى لحظة خاطفة. .. --------------- ..المشفى ...   ... وما إن تم إفاقتها حتى صرخت بدون أن تعي ... ".. انا فين وايه اللى حصل ؟ .. الممرضة  :" انتى فى المستشفى .. كان مغمى عليكى وفى واحد جابك هنا ودفع المصاريف ومشى :" ... شاهر ... صرخت بإسمه وظلت تنادى وتنادى حتى تأكدت أن ما حدث حقيقة وليس بكابوس  !!،، ... هدأتها الممرضة ببعض الكلمات الرقيقة والمريحة ... .... تحاملت على نفسها وطلبت منها أن تجلب لها حقيبتها ... اتصلت بالمحامى الخاص بزوجها وصديقه الصدوق... :" الو .. أيوة ياسالم ..الحقنى :" :" ليساء .. انتى فين وبتعيطى ليه وفين شاهر :" :" انا فى المستشفى وشاهر عمل حادثة واحنا راجعين ومعرفش هو فين وحصله ايه:" :" طب بس بالراحه عشان أفهم إحكيلى ايه اللى حصل وفين وامتى :" ... سردت عليه كل ماحدث حتى يعلم أين ذهب زوجها وما تعرض له .. ... .. اغلق معها وتوجه مباشرة للعنوان الذى أملته عليه وعلم ماحدث والمكان الذى انتقل له صديقه وانه نفس المشفى الموجودة بها زوجته ولكنها لا تعلم ... ... قابل الطبيب وعلم ان الحالة خطيرة بسبب وقوع شاهر وإصطدامه بقوة على حافة الرصيف وأن الأمل يكاد يكون معدوم .. ... فى غضون لحظات وجد الأطباء يهرولون لغرفة صديقه.. وما هى إلا دقائق ... وخرج الطبيب ليصدمه بفاجعة فقدان صاحبه..( البقاء لله) ...لحظات مرت عليه كأنها دهر.. يرفض التصديق ويمر أمام عينيه شريط سنوات معرفتهم وصداقتهم .. حتى ربت الطبيب على كتفه مطالبا منه بأن يتمالك نفسه ويدعو له بالرحمة ... ...حاول التماسك من أجل أن يكرم صديقه لمثواه الأخير .. وهو يفكر كيف سينقل الخبر المشؤوم. لزوجته .. .وأدرك منذ اللحظه أنه صار لزاما عليه الاعتناء بها لأنها أمانة صديقه التى أصبحت فى عنقه كما كان دائما يوصية شاهر ... ..انها زوجة صاحبه بل أخيه الحامل فى شهرها السابع وهى بمثابة الأخت له .. ..مكثت ليساء لمدة أسبوع كامل بالمشفى فى حالة صعبة منذ علمت بوفاة زوجها ... لكى تسترد بعض من عافيتها بعد أن أصيبت بحالة من الانهيار والوهن .. تحاول أن تتأقلم مع حياتها الجديدة وأنها عادت وحيدة مرة أخرى .. فهى يتيمة ليس لديها أحد غير جدتها التى توفت بعد زواجها بشهرين .. برغم تعافيها من مرضها بعد إجراء العملية ولكنه الأجل.. وكأن جدتها تعافت فقط وانتظرت أن تطمئن عليها حتى تغادر فى سلام .. ولكن الفرق كان وجود شاهر بجوراها فهون عليها مصابها .. أما الأن لقد ذهب من كان يضمها لص*ره ويحنو عليها .. تركها وغادر الحياة بأكملها.. ---------------------- ... بعد مرور أكثر من شهر على وفاة شاهر جاء سالم المحامى لزوجة صديقه بعدما أعلمها تليفونيا بالزيارة وطلب المقابلة لشىء مهم.... .. سالم :" ألو السلام عليكم .. ازيك ياليساء:" .. ردت :" عليكم السلام.. الحمد لله :" :" بقولك هعدى عليكى بعد شوية... عايزك فى موضوع مهم :" :" موضوع إيه خير؟ :" :" مينفعش فى التليفون .. لما أجى هتعرفى :" :" ماشى تشرف فى أى وقت .. مع السلامة :" ---------------------- كده كده يا قلبي يا حتة مني .. يا كل حاجة حلوة فيّ .. كده كده هتمشي وتسبني وحدي .. في الحياة والدنيا ديّكده .. كده يا قلبي يا حتة مني .. يا كل حاجة حلوة فيّ.. كده.. كده هتمشي وتسبني وحدي .. في الحياة والدنيا ديّيعني إيه .. يعني خلاص أنا مش هشوفك ثاني .. مش هلمسك .. مش هحكي ليك عن حاجة تاعباني .. يعني إيه .. يعني خلاص أنا مش هشوفك ثاني .. مش هلمسك .. مش هحكي ليك عن حاجة تاعبانيكنت روحي لما كان جوايا روح .. عمري ما إتخيلت إنك يوم تروح .. كنت روحي لما كان جوايا روح .. عمري ما إتخيلت إنك يوم تروح .. مش فاضل لي مني غير حبة جروحمع السلامة يا حبيبي وفي أمان .. عمري ما هقول يوم عليك ماضي وكان .. عمري ما أنسى مهما طال بيّ الزمان .. آه ... كانت تجلس وعينيها تنظر للفراغ وكأنها فى عالم اخر.. تنهمر دموعها كالشلال .. لا تشعر بها وهى تقوم بإعادة شريط حياتها القصير مع زوجها الذى شاء القدر أن تحرم منه مبكرا ولا يقدر له أن يرى إبنته التى كان يحسب الأيام على ولادتها .. .. وصل سالم فى الموعد المتفق عليه..استقبلته العاملة ودلفت به لمكان جلوسها .. وجدها شاردة فنادى عليها .. :" ليساء .. ليساء " (انتبهت..) :" ازيك عاملة ايه .. " :" الحمد لله اتفضل ... مجبتش وفاء معاك ليه ؟! :" معلشى أصل( تيام ) تعبان شوية وكمان لسه قايمة من ولادة ( تيا ) زى ما انتى عارفة  :" :" اه ربنا يعينها ويبارك لكم فيهم .." ..ثم سألته .."خير ياسالم قلقتنى ؟! " .. تحدث بشكل مباشر .. " شاهر الله يرحمه كان سايب وصية تخصك  !! ...  نظرت متسائلة .." وصية !! وصية ايه ؟  عمره ما جاب لى سيرة عن الموضوع دا  !!. نهاية الفصل
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD