مديحة و أمين

1396 Words
عاد أمين من عمله كعادته منهكا جائعا ليجد والدته و حماته يجهزون الطعام و يعدون السفرة و مديحة تجلس امام التلفاز فدخل أمين إلى غرفته لتبديل ملابسه حتى ينتهون من وضع الأواني على طاولة السفرة فدخلت مديحه خلفه إلى الغرفة ثم أغلقت الباب قائلة - أقلع هدومك على ما أطلع ترنج من الدولاب - و ما طلعتيهوش قبل ما أجي ليه و لا الهانم مش فاضية - هههههه أنت م**وف تقلع قدامي و لا ايه يا أمين و لا بردان ده الجو حر حتى - لا يا ختي مش م**وف بس ده مش وقت اللي في دماغك أنا جعان - هههههه هو أيه اللي في دماغي يا راجل أنت بتتلكك - لا يا ختي ما بتلككش اخلصي و هاتي أي ترنج و لا بيجامه - حاضر يا اخويه خد الترنج اهه أخذ أمين الترنج من يد مديحة و ارتداه سريعا ثم خرج من الغرفة و جلس أمام طاولة السفرة ليتناول الطعام و حين تذوقه قال - تسلم أيدك يا ماما - ماما بس يا امين - ما هو انتوا الاتنين ماما هههههه - هههه صحيح يا بني . مش عارفة أيه حكاية السفرة دي اللي طلعتلنا جديد كان مالها الطبلية يعني ردت أم أمين على ام مديحة قائلة - أنا و انتي عندنا الغضروف و ما بقيناش نقدر نقعد في الأرض كل الناس دلوقتي بقت تجيب سفرة و اللي معندوش سفرة بياكل على اي ترابيزة - صحيح معاكي حق يا أم أمين قال أمين - أنا عارف أن الداخل بينكوا خارج - هو أنت و مراتك زي بعض نفس الكلام - بمناسبة مراتي يا ماما أم مديحة أنتوا ما بتخلوهاش تطبخ هي ليه مالكوا كده مدلعينها و مستتينها - ههههه عشان تفضالك يا أمين بدل ما أنت سايبها ليل و نهار لوحدها كدة يا بني - هو أنا سايبها بلعب أنا بشتغل الصبح و بالليل ردت أم أمين على ابنها قائلة - و يوم أجازتك يا امين - يعني بلاش أرفه عن نفسي شوية مع اصحابي - رفه عن نفسك مع مراتك و ولادك يا امين دول ليهم حق عليك يا ابني - هناكل بنفس و لا اسيب الاكل و ادخل أنام احسن قالت مديحة بأسى - سيبيه يا ماما على راحته الرجل تدب مكان ما تحب - أيوه بدأنا أسطوانة النكد يبقى النوم احسن - لا ما تشيلنيش ذنبك كل براحتك و أنا مش هفتح بوئي بكلمة تاني - هو أحنا قلنا ايه يا بني لكل اللي عملته ده - خلاص و النبي يا ماما أم أمين سيبيه ياكل بنفس - انتوا أحرار أستأنف أمين تناول طعامه و أنهت مديحة طعامها سريعا و دخلت إلى غرفتها ، استبدلت ملابسها و أرتدت سروالا احمر اللون و وضعت بعض المساحيق و ذهبت سريعا و تمددت على سريرها و أغمضت عينيها و كأنها نائمة ، دخل أمين إلى غرفته لينام لبعض الوقت قبل أن يذهب الى عمله الليلي فوجدها ممدده على السرير هكذا فنام بجوارها متجاهلا وجودها تماما ، و نام ظهره مواجها لها و حين تقلب في فراشه فوجد دمعه على خدها و هي مازالت مغمضة العينين فهز جسدها ففتحت عينيها فقال لها - مالك يا بت يا مديحة انتي نايمه و لا صاحية - ملاكش دعوه بيا نام عشان تلحق ترتاح قبل ميعاد شغلك - أنام ايه في النكد ده انتي بتعيطي - ما أنا كل يوم بنام و دمعتي على خدي كنت حسيت بيا - يا دي الليلة النكد - و لا انكد عليك و لا تنكد عليا أنا هقوم و اسيبلك الاوضه و ما تزعلش نفسك - لا مش هتخرجي غير لما افهم في ايه - هو أنت بجد مش فاهم في ايه - اعدمك لو فاهم حاجة - أنت اتجوزت عليا يا امين - أنتي ع**طة يا بت - أخر مرة كنت معاية كانت امتى يا امين - ما أنا معاكي كل يوم - انت فاهم كويس أنا أقصد ايه و ما تستعبطش - يعني انتي عايزة تقولي ايه - مفيش راجل يقعد بالاسابيع و الشهور ما بيسألش في مراته الا لو كان متجوز واحدة تانية أو بيعط يا سي امين - أو ما لوش نفس الكلام ده يا ختي - يعني أنا ساديت نفسك يا امين - مش أنتي لوحدك الدنيا كلها ساده نفسي - ليه كل ده يا راجل عملتلك ايه لده كله - ما هي المصيبة انك ما عملتيش حاجة و ما بتعمليش حاجة - أنا ما بعملش حاجة - تقدري تقوليلي مين بيغسلي هدومي مين بيحضرلي أكلي مين بيشوف طلباتي و كل ده كوم و تربية ولادك كوم أنتي ما تعرفيش عن ولادك حاجة يا مديحة هانم مشغلة أمي و أمك خدامين عندك - أخص عليك يا امين أنا مشغله ماما أم أمين و ماما عندي و الله العظيم عمري ما طلبت منهم يعملوا حاجة هما اللي بيزهقوا من القاعدة و بيقولوا ادينا بنسلي نفسنا - و أنتي يا مديحة ما زهقتيش من الرحرحة يا ختي - كنت فاكرة أن دي حاجة تبسطك أني أكون فاضيالك و ريقالك يا أمين بدل ما ترجع يا اخويا تلاقيني ناكشه شعري و بجري و أسوط ورا العيال ، هما نفسهم بيعملوا كده عشان أنا ابقى فاضيالك و ادلعك - فين الدلع ده دا انتي ما بتناولينيش كباية ميه - هي دي فكرتك عن الدلع يا أمين اني اكون الشغالة اللي جبتهالك امك ليك و لعيالك هي دي قيمتي عندك - أمال تقعدي كده ما وراكيش حاجة غير نقل الاخبار و قعدات الحريم و التطفل في اللي ليكي فيه و اللي ما لكيش فيه - أنا ما بقتش كده غير لما انت بعدت عني و اهملتني - يا سلااااام في واحدة يبقى عندها خمس عيال تبقى عندها وقت ترمش حتى يا ست هانم - اللي بيربوا عيالك دول هما اللي ربوني و ربوك يا امين - و أنتي لزمتك ايه لما حد يربيلك عيالك يا هانم و بعدين في فرق بين التربية و الرعاية هما لما يأكلوا و يشربوا و يدلعوا يبقوا كده بيربوا فين دورك كأم يا متعلمة يا بتاعة المدارس - أنا ما كنتش اعرف أني وحشة أووي كدة في نظرك يا أمين - يا ريتك وحشة كنتي ريحتيني أنما أنا مش قادر حتى ازعل منك و مش قادر أشوفك كدة - تشوفني كدة ازاي يعني - أنتي كنتي في أول جوازنا فراشة بتطير حواليا أول ما أمي جت قلت ما يجراش حاجة أنها تساعدك شويه أنتي برضوا بتتعبي بعدها امك جت شيلتي ايدك خالص بدل ما انتي اللي تخدميهم في كبرهم هما اللي بيخدموكي - أد*ك جبت الفائدة هما دلوقتي بيقدموا السبت يا أخويا عشان يلاقوا الحد هما دلوقتي بصحتهم بكرة أنا اللي هشيلهم لما ما يقدروش يشيلوا نفسهم - هي اللي تتعود ع الرحرحه و الراحه هتعرف بعد كدة تخدم حد - مش بقولك أنت ما يهمكش غير اني أكون خدامة ، أسمع يا أمين أحمد ربنا انك عايش وسط كل أهلك و حبايبك أمك و أولادك و مراتك كلهم جمبك و دول اهم الناس في حياة أي حد أي راجل بيبقى محتاس بين أمه و مراته يرضي مين فيهم على حساب التانية لكن أنا امك دي امي و عمري ما زعلتها و لا اقدر ازعلها بدل ما تحمد ربنا اني سايباها واخده راحتها في بيتي عشان هو بيتها قبل ما يكون بيتي يا ما ستات بتخانق حماتها عشان عملت أكله مش على هواها أنما امك بتأكلنا كلنا على مزاجها و على قلبنا زي العسل بتقول يمين نمشي يمين عشان خاطرها و خاطرك يكون ده جزائي في الاخر اني اطلع ست مهمله و ما ليس لازمه عموما كتر خيرك و أنا مش هفرض نفسي عليك تاني أخرج من البيت براحتك و ما ترجعش براحتك . أنهت مديحة كلامها مع زوجها أمين و خرجت و تركت له السرير بل و خرجت من الغرفة كلها و ذهبت إلى الحمام لتغسل وجهها من أثر الدموع ثم ارتدت الروب و دخلت إلى البلكونة كعادتها و لكن هذه المرة لم تكن تجلس لتتابع حركة المارة و تتابع الاخبار كما تفعل بل كانت صافنه شاردة الذهن تفكر في الحديث الذي دار بينها و بين زوجها أمين و تراجع كل ما حدث بينهم منذ أن تزوجته و كيف تغير تماما بعد أن كانت تشعر أنها تحبه . أما أمين ظل ممددا في سريره و كلما حاول النوم جفاه و لم يغمض له جفن و مرت أمام عينيه تفاصيل حياته كلها و كأنها شريط سينمائي و ظل يفكر كثيرا في كل ما دار بينه و بين زوجته مديحة و شعر أنه كان قاسيا في كلامه معها و أنه أيضا قاسيا جدا في تجاهله لها و بعده عنها فكيف لرجل أن يترك زوجته هكذا دون أي عاطفة لفترات طويلة ، ظل يتذكر ايام خطبتهم و أول أيام زواجهم و كم هي حنونة دافئة المشاعر ، تذكر كم مرة دخل عليها بغرفتهم ليجدها في أبهى زينتها فيتجاهل كل هذه الأ***ة الطاغية و ينام . - - - - -
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD