تسكن مديحة بالطابق الثاني هي و زوجها أمين و أولادها و والدتها و حماتها
دائما ما تقضي معظم الوقت بالشرفة كي تستطيع معرفة كل شىء عن جيرانها بل و أحيانا تتمكن من الحصول على اخبار جيرانها بالشارع الذين يسكنون بالعمائر المجاورة ، و حين يأتي أي جار من غير المقيمين بالعمارة يأتي ليطمئن على شقته تستقبله هي فورا و تعلن عن مساعدتها و خدماتها فيتركون لها أرقام هواتفهم و يكون بينهم تواصل دائم و هكذا تستطيع معرفة كل شيء عن كل ما يدور حولها بالعمارة و تنقل كل هذه الأخبار لجارتها من ساكنات العمارة .
تقوم والدة مديحة و والدة أمين زوجها بمعظم الأعمال المنزلية و تربية الأبناء أيضا مما جعل مديحة تعاني من فراغ شديد و حين لجأت لزوجها أمين ليملأ ذلك الفراغ خذلها و أثر عليها مجالسة أصدقائه بالمقهى مما جعلها تبحث عن شىء أخر يملء ذلك الفراغ لتشعر أنها ما زالت حية فانغمست في حياة الآخرين و اخبارهم و حكاياتهم و من هنا أصبحت مديحة معروفة لدى الجميع باسم مديحة رويتر .
والدة مديحة و والدة أمين كانتا جارتين بحي شبرا و بينهن صداقة قوية مما جعل وجودهن معا في بيت واحد أمرا طبيعيا ، تربى أمين في بيت ام مديحة و ولدت مديحة بين يديه و هو طفل في السابعة من عمره و قررت أم أمين أن تكون تلك المولودة الجديدة هي نصيب ولدها و يجب أن تصبح زوجته فهي بالتأكيد ستكون طيبة مثل والدتها و ستصون ولدها و بيته و أولاده ، و لم يعترض أمين على قرار والدته و رأى أنها على صواب و ربما احب مديحة فهي كبرت أمام عينيه ، تزوج أمين مديحة في بيت والدته و فرحت مديحة بذلك لأنها ستكون مع والدتها في نفس البيت و بعد فترة قرر أمين شراء شقة بالقسط كي يتزوج أخوه الأكبر مع والدتهم بالشقة و أتت أم أمين لتقضي بعض الوقت مع أمين كي يقضي أخوه نعمان بداية زواجه مع عروسه على راحتهم و قد أصرت مديحة أن تظل حماتها التي تعتبرها كوالدتها معها خاصة أنها وجدتها عون لها في تربية أبناءها و أعمالها المنزلية و لكنها لم تستطع أن تبتعد عن بيتها و حيها الذي عاشت فيه طوال حياتها و لكنها حين عادت لبيتها وجدت زوجة أبنها تعاملها معامله لا تليق بها و تتعمد مضايقتها كي تعود إلى بيت أمين مرة أخرى و كانت أم أمين تلجأ لأمين لحل تلك المشكلات فكان يطلب من والدته أن تأتي للعيش معهم بشكل دائم فرفضت في البداية لتمسكها ببيتها و لكنها شعرت أنها بذلك ربما تخرب بيت ابنها نعمان لأنه رفض معاملة زوجته لأمه بهذه الطريقة السيئة و هددها بالطلاق و رغم ذلك لم تتغير فقررت ام أمين أن تعيش مع مديحة التي تعتبرها ابنتها و تعاملها معاملة حسنة و كانت أم مديحة تأتي لزيارتهم للاطمئنان على ابنتها و جارتها و صديقة عمرها حتى قرر عبد الفتاح اخو مديحة الزواج فلم تجد أم مديحة ملجأ تذهب إليه في فترة زواج ابنها الأولى سوى بيت أبنتها مديحة و زوجها أمين الذي رحب كثيرا بحماته التي يعتبرها والدته الثانية و حين عادت لأبنها شعرت أنه مثقل بوجودها معه رغم أنها كانت تساعده و لو بالقليل المتاح لديها و لكن ذلك الشعور أذاها كثيرا فلم تحتمل فذهبت للعيش مع مديحة و زوجها أمين لبضعة أيام حتى تهدأ نفسها و تعود لحياتها في بيتها و لكن أمين و أم أمين أصروا أن لا تتركهم مرة أخرى و أنها يجب أن تعيش معهم دائما ، شجعت مساحة شقتهم الواسعة على وجودهم جميعا في بيت واحد دون أن يتأفف أحدهم من الأخر حيث أن الشقة مكونة من أربعة غرف و صالة واسعة للاستقبال و دورتين مياه و مطبخ واسع جدا يساع أم مديحة و أم أمين حين يدخلونه معا لإعداد الطعام ، وجدت السيدتين اللتين يتمتعن بصحة جيدة نسبيا في أعمال المنزل و الطهي ما يملء فراغ حياتهن مع أحفادهن ، هذا غير انهن صديقات عمر مهما حدث بينهن لا تغضب أحداهن من الأخرى ابدا فربما تخا**ا و تصلحا في اليوم عدة مرات بل حين أصبحا معا في بيت واحد قرر أمين أن تبيت والدته مع أبنته چودي و أختها چيلان في حجرتهم و تنام أم مديحة مع ابنهم محمود و اخوته مازن و مروان بغرفته فرفضت ام أمين إلا أن تبيت هي و أم مديحة بنفس الغرفة بل و على نفس السرير .
تسعد مديحة جدا بوجود كل احبائها بجوارها أبنائها و أمها و زوجها و حماتها التي هي بمثابة أم ثانية لها و لكن والدتها و حماتها لم يدخرا جهدا في التدخل في حياتها في كل صغيرة و كبيرة حتى أمين نفسه أحيانا يشعر بالضيق من ذلك و لكنهم لا يستطيعون أن يلمحوا مجرد تلميح بذلك خشية أن يجرحوا مشاعرهن خاصة بعد أن أصبحتا بلا مأوى سوى بيتهم ، قرر أمين أن يترك البيت ليقضي معظم وقته بالمقهى مع أصدقائه و قررت مديحة أن تترك لأمها و حماتها شئونها و شئون بيتها تماما و أصبحت هي متفرغة لشئون الآخرين و إذاعة أخبارهم. .
جلست مديحة أمام التلفاز تشاهد برنامج الطهي المحبب لها بينما أمها و حماتها يجلسن معها أيضا لمشاهدة البرنامج بعد أن انتهين من اعداد الطعام و انتهوا من كل أعمالهن المنزلية و تجلس أم أمين چودي بجوارها و تطعمها حيث چودي هي اصغر أبناء مديحة و هي في الثانية من عمرها أما مروان فهو يكبرها بعام و نصف و يجلس بجوار أم مديحة لتطعمه أيضا قالت أم أمين لأم مديحة
- بتحبي أنتي الصبيان من زمان و بتفرقي بينهم و بين البنات
- يا ختي كله محصل بعضه و لا صبيان و لا بنات
- هههه لا قولي الحقيقة بزمتك ما كنتيش بتفرقي بين عبد الفتاح و مديحة
- و أديني خدت جزائي مبسوطة كدة
- يقطعني و النبي ما اقصد
- و لا تقصدي يعني لازم تفكريني و تحرقي دمي ع المساء
قالت مديحة لتنهي النزاع بينهن
- ما بتتف*جوش ع البرنامج ليه أنا هنزل بكرة اجيب مقادير الاكل ده عشان تعملهولنا
قالت أم أمين
- أنتي هتتأمري علينا يا ختي و بعدين هو الأكل اللي بيعملوه في التليفزيون ده أكل أصلا
قالت أم مديحة
- أهو تجديد نجربه فعلا
- يا ختي جربي أنتي و بنتك براحتكوا
- لا أنا مش هطبخ غير معاكي أنتي أنا ماليش دعوة ببنتي
قالت مديحة ضاحكة
- هو أنتوا كده الداخل بينكوا خارج
قالت أم أمين ضاحكة
- اه يا ختي الداخل بينا خارج طبعا احنا عشرة عمر قبل ما نشوف وشك أنتي و امين
- ههههه عارفه أنك هتقولي كدة يا حماتي
- أي يا بت حماتي دي من امتى بتناديها كده
- ما أنتوا لخبطوني أقول لمين فيكوا ماما
- في واحدة تزعل أن ليها أمين
- مش كلمه يا ماما أم أمين اللي هتخليكي مش ماما أنتي أمي غصب عني
- بقولك ايه يا مديحة
- نعم يا ماما أم أمين
- بقالي فترة حالك أنتي و امين مش عاجبني
- مش عاجبك أزاي يعني
- هو ليه مبقاش يقعد في البيت خالص كده يا بنتي انتوا زعلانين مع بعض و لا أيه
- هو أنا أقدر أزعل أمين يا ماما
- أمال في أيه
- و الله ما عارفة هو أتغير مرة واحدة كده
- أكيد يا بنتي في سبب
- يا ريتني اعرفه
- لو مكنتيش أنتي سألتيها كنت أنا هسألها الموضوع ما يتسكتش عليه يا أم أمين
- ما تكبريش المواضيع يا أم مديحة
- مش بكبرها بس لازم نلحقها قبل ما تكبر
- يا ختي ما تقوليش كده هما كويسين و بخير أي راجل بيجي عليه وقت و بيزهق عادي
- بس هو مزودها أووي يا ام أمين
- ما هي شطارة مديحة بقى أنها ترجعه يحب قاعدة البيت تاني
- هحاول يا ماما مع اني حاولت كتير و هو ما أتغيرش برضو
- حاولتي عملتي ايه دا انتي قاعداله في البيت على طول بالبيجامة دي ما بتغيريهاش
- ليه يعني يا ماما هو انتي بتشوفي أنا بعمل ايه في أوضة نومي .
- لو بتعرفي يا اختي تعملي اللي الحريم بتعمله مكانش يسيبلك البيت و يهرب ع القهوة
-. رجالة العمارة كلهم كده هو أمين لوحده يعني
-. لا بس الناس خيبتها السبت و الحد و أنتي يا اختي خيبتك ما وردت على حد
- هو انا قصرت في ايه بس يا ناس هو كل الحكاية متضايق أنكوا مريحني عرفتوا ايه اللي مزعله
-. بقولك ايه يا ام أمين
-. قولي يا ام مديحة
-. ما تكلميه يا اختي بينك و بينه
-. هههههه بيني و بينه ليه هو في بينا أسرار
-. لا مش مسألة اسرار بس افهمي منه يا اختي يمكن في حاجة جواه من ناحية مديحة مش هيقولها قدامنا كدة
-. هشوف يا اختي أبقى أكلمه
-. أهم الاتنين ولادك
-. ما هي دي المشكلة انه عارف أن مديحة عندي في غلاوته و يمكن غلاوتها اكتر
- ربنا يخليكي ليا يا ماما
- يا اختي ما هو أمين برضوا ابني و حبيبي
-. لا مديحة هي اللي قاعدة معانا هو احنا بنشوفه
-. يا اختي ما هو شقيان في شغله عشان العيال و عشانا حمله تقيل ربنا معاه
-. هههههه يا اختي يا أم مديحة على طول واقفة معاه في الصح و في الغلط
-. غلط ليه بس ربنا ما يجيب غلط
-. أيوه طبعا غلط مش حتى يوم إجازته مستخسر يقعده معانا
-. مش مستخسر بيفك عن نفسه يا ناس هو احنا خلاص يعني اشتريناه
-. طيب يا أختي خليكي واقفة معاه علينا على طول كده
-. هههههه أيوه و الله يا ماما بتحبه اكتر من عبد الفتاح أخويا
-. ما أنا اللي مربياه
-. يعني مش أنا اللي مربية عبد الفتاح و مديحة مع نعمان و أمين
-. أه و الله يا ماما فعلا ربنا يخليكوا لينا و اهو انتوا اللي بتربولنا ولادنا زي ما ربتونا
-.
-
-