صينية العشاء

1079 Words
أتى المهندس الذي طلبه سالم ليصلح المصعد و تم الإصلاح بنجاح و خرج العروسين من شقة مديحة رويتر و زوجها أمين بعد أن شكروهم على حسن ضيافتهم و ركبوا المصعد و صعدوا إلى الشقة الصغيرة التي استأجروها بالطابق السابع أي عش الزوجية و تبعهم كل الحاضرين و ذهب كل منهم إلى حال سبيله و تركوا مديحة رويتر مع زوجها أمين حيث عاد من عمله متعبا و قضى وقتا اخر في استقبال العروسين و بعد بضع دقائق من انتهاء ذلك التجمع جلست مديحة و زوجها أمين و أولادهم و أم أمين و أم مديحة لتناول الطعام فقالت مديحة - صدقي يا ماما شكل ام العروسة مشيت متعصبة و نسيت تسيب لبنتها صينية العشاء ردت أم أمين - يا عيني يا بنتي و هتتعشى أيه هي و عريسها - بقول سبحان الله لجل الحظ انك حشيتي لنا حمام و فراخ النهاردة رد أمين ضاحكا - يعني عايزة أيه يا مديحة - عايزة اطلعلهم جوز حمام و فرخة - و ما له يا بنتي الجيران لبعضيهم المفروض أن أي جار يجي يسكن جديد الجيران تبعتله صينيه غدا أو عشاء من اللي طابخينه ما بالك أن دول عرسان جداد - الكلام ده في شبرا يا ام أمين - و ما لها شبرا يا امين - ما لهاش يا ماما أم مديحة لكن العادات دي بطلت ثم إن دول عرسان ليلة دخلتهم و عيب نخبط عليهم - هما لسه طالعين زمانهم دلوقتي لسه بيصلوا نلحق نبعتلهم صينية العشاء بسرعة قبل ما الأمور ما تطور - هههههههه معاكي حق يا ام أمين - يا له يا بت يا مديحة أطلعي الاول و بعدين أبقى انزلي كملي اكل - حاضر يا ماما أم أمين تحركت مديحة سريعا و أتت بصينية وضعت فيها طبق كبير به زوج من الحمام المحشي بالفريك و طبق اخر كبير به دجاجة محشية بالفريك قال أمين متهكما - يا ريتك تهتمي ببيتك و ولادك كدة ردت عليه أمه - و ما له يا بني لما تخدم جيرانها و بعدين هو احنا مقصرين في حاجة مع العيال و معاك تركتهم مديحة يستكملون حديثهم و لم ترد و ذهبت لتفعل ما رأت أنه يجب عليها فعله تجاه جيرانها رد أمين على والدته قائلا - ما هو ما ينفعش تخدموها و هي قاعدة كدة يا جماعة المفروض تشركوها على الأقل في تربية ولادها و بعدين المفروض أن هي اللي تخدمكوا مش الع** ردت أم مديحة قائلة - أنت مستعجل ليه يا بني أنها تخدمنا احنا بنريحها دلوقتي عشان لما نتعبها بعدين نبقى قدمنا السبت - و بعدين يا بني مديحة بتنفذ اللي بطلبه منها و ما بتقصرش و أنا اللي من ساعة ما جيت و أنا عايزة اطبخ اللي على مزاجي و أربيلك عيالك زي ما ربيتك - يسلم بوئك يا ام أمين فهميه و النبي أن لما كنتوا بتدخلوا المطبخ و مديحة تقولك نعمل النهاردة بامية كنتي بتقوليلها لا نعمل ملوخية فبقت تسيبك تعملي اللي انتي عايزاه عشان ما تزعلكيش - حصل يا أم مديحة - فهميه يحمد ربنا أن مراته ما بتشتكيش من حماتها زي ما بيحصل في كل البيوت و لا بتتخانق معاها عشان معتبراك أمها مش حماتها - دا انتوا متفقين أنتي و هي بقى يا حماتي - لا يا بني مش متفقين و لا حاجة بس هو ده اللي بيحصل و مش محتاج حد ينبهك ليه ركبت مديحة المصعد و صعدت للطابق السابع و ضغطت زر جرس باب الشقة الصغيرة فتحت العروس و هي ترتدي أسدال صلاه ابيض من الواضح أنهم كانوا يصلون فعلا كما قالت أم أمين قالت مديحة بحياء - لمؤخذة يا ختي أعذريني أنا عارفة أنها قلة ادب مني أني أجي دلوقتي - لا ابدا و لا يهمك اتفضلي - ههه يا لهوي اتفضل ايه بس لا أنا بس قلت أن الست والدتك من العصبية بسبب موضوع الاسانسير يعني نسيت تسيبلك صينية العشاء فقلت اجيبلك أنا عشاء - ليه التعب ده مفيش داعي أنا كنت بسلق بيض و بحضر جبنه و سلطة . - يا دي العيبة تتعشي كدة ليلة دخلتك و اختك مديحة موجودة - مش عارفة اقولك ايه متشكرة ليكي جدا بجد - و لا تقوليلي و لا اقولك خدي يا ختي الصينية خليني انزل ما يصحش افضل واقفالكوا كده - حاضر هاخدها متشكرة جدا - لا شكر على واجب أخذت العروس علياء صينية العشاء من جارتها مديحة رويتر و دخلت بها إلى عريسها عماد و وضعتها على طاولة السفرة قال عماد لعروسته علياء - أيه يا حبيبتي مين قليل الذوق اللي جايلنا اليلة دي - لا متقولش كدة دي مديحة جارتنا جابتلنا صينية العشاء دي - ياااااه هو لسه في ناس بتعمل كده - واضح انها ست طيبة جدا - فعلا هما الناس هنا كلهم طيبين لكن برضوا واضح أن طبعهم في تطفل شويه ما شفتيش كانوا بييستجوبونا كأنهم بيحققوا معانا في القسم ازاي - ههههه يا عماد أنت في مصر و التطفل في مصر شىء عادي جدا جدا ما حدش بيعتبر أنه يقتحم حياة حد و يتدخل فيها بدون وجه حق جريمة بل بيعتبروه حق مكتسب و بيشوفوا أحيانا أن ده حب و أنهم في الوقت المناسب هيتدخلوا لمساعدته - فعلا و زي ما التطفل ده عيب احيانا بيكون ميزة - ازاي يعني - زي ما صينية العشاء دي جت في وقتها تمام - هههههههه يا سلام - يا له بقى يا روحي عشان أقعدك على رجلي و أكلك بأيدي - بجد - بحبك - و أنا كمان أندمج العروسين معا و أخذوا يتناولون الطعام و يتناولون معه الحب قطرة قطرة ، أما مديحة هبطت من الطابق السابع بالمصعد إلى شقتها بالطابق الثاني و دخلت لتجد النقاش بين زوجها و حماتها و والدتها محتدما كما هو فلم تتدخل و تركتهم و دخلت إلى الشرفة لتنسى كل شىء و تندمج في أي موضوع آخر يخص أي شخص آخر غير هذه الأشخاص التي تقيم معهم في نفس البيت . أصبح الصباح و قد قررت والدة مديحة أن تترك بيت ابنتها و ترحل إلى بيتها الذي احتله ابنها و تركها هكذا عالة على زوج ابنتها الذي بدأت تشعر أنه لا يشعر بحريته كاملة بسبب وجودها في بيته بل و ربما لا يرتاح أيضا لوجود أمه نفسها و يشعر أنهم يتدخلون في شئونهم أكثر مما ينبغي و لكن أمين مكلف برعاية و الدته و لكنه غير مكلف برعايتها فهي مهما كانت مجرد حماته . و ليست أمه كما تظن نفسها أن ولدها نفسه لم يتحملها فكيف لها أن تطالب زوج أبنتها أن يتحملها كل هذه السنوات بدون كلل أو ملل لقد تسببت في زيادة الازدحام بالبيت مهما كانت شقتهم واسعة أن أمين و مديحة لديهم خمسة من الأطفال و هو و زوجته سبعة أفراد يعيشون في بيت واحد و أتت أمه فأصبحت الثامنه ألا يكفي كل ذلك لتأتي هي الأخرى ليصبح ذلك البيت مأوى لتسعة أفراد أن أمين بالتأكيد معه حق أن يتضرر من وجودها . -
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD