بدأت العلاقة بينهن و بين سالي تتوطد أكثر و أكثر و حين أنهوا جلستهن نزلت كل منهن إلى شقتها و قد أخذت نصيبها من المحشي .
كانت تلك هي ليلة يوم الجمعة حيث سيصبح يوم الجمعة إجازة لكل الرجال و لسامية أيضا ، أما منال أطعمت أولادها المحشي و حين انتهوا من طعامهم خلد كل منهم إلى سريره لينام كي يستطيعوا الاستيقاظ مبكرا ليذهبوا جميعا إلى النادي مع منال و بعد أن ناموا جلست منال تشاهد التلفاز لمتابعة الحلقات المجمعة من المسلسل الهندي التي تتابعه بانتظام هي و جاراتها و لكنها شردت بأفكارها بعيدا و مر شريط حياتها أمام عينيها و كأنه فيلم سينمائي و لم تعد تنتبه لأحداث المسلسل ، تذكرت أول لقاء لها بعبد الحليم حيث قدمه لهم أحد أصدقاء والدها على أنه شاب ابن ناس و بتاع جواز و مسئولية و رغم أنها كانت ترفض أن تتزوج بهذه الطريقة التقليدية إلا أنها وعدت أمها هذه المرة أنها ستلتقي بذلك العريس و لكنها ستحتفظ بحقها في القبول أو الرفض دون أن يتدخل أحد و وافقت امها داعية الله أن تحدث المعجزة و توافق ، حين التقت به طلبت من الجميع أن يتركوها مع ذلك العريس وحدهم انبهر عبد الحليم بجرأتها و شعر كم هي مختلفة فتأثر بما فعلته و شعر أنها ستكون أمرأة قوية في مواجهة مصاعب الحياة و حين تحدث معها شعرت كم هو تأثر بشخصيتها و اعجب بها و لهذا السبب وافقت بشكل مبدأي أن تتم خطبتهم .
حين انصرف الجميع بدأت منال تسأل عبد الحليم عن كل شىء عنه و بدأت قائلة
- معلش هما محدش قالي أسم حضرتك أيه
- عبد الحليم القصاص
- ههههه كمان عبد الحليم
- هو اسمي بيضحك حضرتك ليه
- مش ضحك سخرية بالع** لكن أنا أصلي بحب أسمع عبد الحليم حافظ جدا
- دا واضح أن حضرتك رومانسية
- حضرتي أسمي منال
- هههههه و كمان منال
- ههههه أنت بترد هالي
- بصراحة اه
- هههههه
- حضرتك ما شاء الله جريئة كده و قوية جدا
- حكيم روحاني حضرتك
- هههههه لا حكيم عيون بفهم في العيون الجريئة الحلوة
- دا أنت بتعا** بقى
- هو حد برضوا يروح بيوت الناس عشان يعا**
- عمو أسماعيل صاحب بابا قال انك شاب كويس و بتاع جواز
- فعلا دي حقيقة
- طيب ليه عايز تتجوز بالطريقة التقليدية دي
- هههههه أمال حضرتك عايزاني اتجوز ازاي
- أكيد قابلك بنات كتير غيري معقول مفيش واحدة فيهم عجبتك و فكرت تتقدملها
- أكيد حصل
- و بعدين
- محصلش نصيب
- و أستسلمت كدة ببساطة
- هي اللي أستسلمت
- يمكن عشان ما دعمتهاش
- هههههه كلام حضرتك زي كلام الافلام و المسلسلات العربي
- اعتبر دي سخرية
- لا بالع** لكن هي الطريقة دي مش مناسبة شوية للجرأة و القوة اللي شايفهم في عينيكي
- ليه يعني عشان رومانسية
- الرومانسية و الخيال شىء كويس و لكن مش دايما الحياة محتاجة اللي يواجه بواقعية أي شئ يقا**ه من مصاعب الحياة
- شكلنا مش زي بعض
- فعلا أحنا لنكمل بعض
اعجبت منال بطريقته و قدرته على تحويل مسار الحديث لصالحه و اقتنعت فعلا أنها تحتاج إلى رجل واقعي عملي ليكمل شخصيتها و يستطيعوا معا مواجهة الحياة و وافقت و تمت الخطبة و رغم أنه لم يكن رومانسي منذ البداية و لم يكن يتصرف معها بالشكل الذي تتمناه إلا أنه كان ذكيا جدا في التعامل معها و حين يشعر أنه على وشك أن يفقدها يغير طريقته في التعامل معها فورا و حين كانت تشكو جفاءه لوالدتها كانت تنصحها قائله لها أن من يتحدث كثيرا لا يفعل شئ و أن الرجال الذين يحسنون الكلمات المعسولة لا يعتمد عليهم و لكن عبد الحليم رجل يعتمد عليه يعمل ليلا و نهارا كي يتمكن من تأسيس بيت و يكون أسرة سعيدة ناجحة لا يحتاج أيا منها إلى أي شئ لا يتمكن من تحقيقه لهم و لكن عبد الحليم حين ذهب إليهم هو و أهله للاتفاق على المهر و الشبكة و الجهاز و خلافه تحاملوا على أهل منال كثيرا و وافق والديها على ذلك و استفز هذا الأمر منال كثيرا و لكن والدتها عللت ذلك بأن هذه هي ظروف كل الشباب و ليس عبد الحليم وحده هذا غير أن أهله لن يساعدوه تماما في أي شئ و سيعتمد على نفسه تماما و هذا أمر يستحق منهم كل تقدير فهو بذلك شخص يعتمد عليه و سيكون أمينا على أبنتهم أقتنعت منال أو أرادت أن تقنع نفسها لأنها رغم كل شىء شعرت بقلبها ينبض لعبد الحليم ببعض المشاعر التي تنمو سريعا رغم أنه كثيرا ما يحبطها .
عاد عبد الحليم من المقهى فتح الباب بمفتاحه ربما تكون منال نائمه و يرتاح من حديث كل يوم ، دخل فلم تشعر به منال بتاتا كانت صافنه في أفكارها و ذكرياتها ، تعجب كثيرا لما يراه فقال لها
- مندمجه مع المسلسل الهندي للدرجة دي يا منال
- عايز أيه يا عبد الحليم
- مش هتحضريلي العشاء
- لا مش هحضر حاجة
- أيه اللي بتقوليه ده يا منال
- زي ما سمعت
أيقن عبد الحليم أن الطوفان قادم لا محالة فقرر أن يحول مجرى الحوار تماما
-
ما لك يا منال أنتي تعبانة
- أه تعبانة مش من حقي أتعب
- ألف سلامة عليكي يا حبيبتي
- أنت قلت أيه
- بقولك ألف سلامة عليكي
- يا أيه
- يا حبيبتي
- يااااااااه بقالك كتير اووو وووي ما قلتليش الكلمة دي
- هههههه هو انا لازم اقولها
- أه طبعا لازم تقولها
جلس عبد الحليم بجوار منال قائلا بدفء
- ما لك يا منال
- أول مرة تشغل دماغك بيا و تسألني مالك
- أنا شايفك مش طبيعية النهاردة
- لازم تشوفني مش طبيعية عشان تسأل عني و تقولي ما لك
شرد عبد الحليم و تذكر حين كانت تغضب منال أيام كان يعاملها بجفاء فترة خطوبتهم و تصر على فسخ الخطبة كان يشعر شعورا غامضا أنه سيفقد شيء غالي مهم لن يعوضه ابدا ، فكان يغير طريقة تعامله معها تماما و يحاول أن يرضيها قدر استطاعته ، و كانت ترضى عنه منال سريعا فهي طيبة القلب تلتمس الأعذار دائما و منذ هذه الفترة و قد عرف عبد الحليم كل مفاتيحها و كيف يرضيها ، حين يشعر عبد الحليم أن منال قد وصلت إلى حد الانفجار من فرط إهماله لها يحاول سريعا أن يتدارك الأمر و يمتص ذلك الغضب المكبوت دا خلها ، فهو رغم أن السنين قد خلقت الكثير من الحواجز بينهم و قد فترت تلك المشاعر التي كانت تجمعهم إلا أنه مازال يخشى أن يفقدها و يشعر أنه إذا فقدها سيفقد شئ غالي مهم جدا في حياته و ذلك الشعور يجعله يخاف أن يفقدها و يفقد ذلك البيت الذي بناه بكده و تعبه ، يعرف عبد الحليم جيدا أن منال شخصية خيالية رومانسية حالمة دافئة لا تسعى سوى للحب و الحنان و الدفء و رغم أن طبيعتها تخالف طبيعته تماما كرجل واقعي عملي يعرف أن الحياة لم تعد تحتمل تلك الرومانسية لكنه يشعر في كثير من الأحيان أنه يتأثر بدفئها رغم انفه و ذلك يساعده أن يرضيها ببعض الكلمات الرومانسية التي تأسر قلبها و لو لبعض الوقت .
**ت عبد الحليم طويلا شاردا في تلك الأفكار فضحكت منال بصوت عالي متعجبه من شروده هكذا فهو بطبيعته دائما ما يلومها على شرودها فقال عبد الحليم حين استفاق على صوت ضحكاتها
- الله ضحكتك حلوه أوووي يا منال
- يا نهار ابيض أنا مش مصدقة وداني
- هههه ليه يعني كل ده عشان بقولك ضحكتك حلوة
- أنت اللي مش طبيعي كده يا عبد الحليم
- هههه أصل صوت ضحكتك وحشني أوووي
- لا و الله أنت مش طبيعي خالص سرحان و بوئك بينقط شهد من ساعة ما دخلت و أنا مش واخده منك على كده
- هههههه هو انا لازم أغنيلك كل يوم لعبد الحليم حافظ يا منال يعني
- شكلك رجعت لأيام الخطوبة تاني
- كويس أنك لسه فاكرة أيام الخطوبة
- و أول مرة أتقابلنا
- كان أحلى يوم في حياتي
- يا نهار ألوان
- ههههه ما لك يا بت يا منال
- أنت اللي مالك يا عبد الحليم أنت سخن يا حبيبي
- لا يا حبيبتي بس شكلك عديتيني و بقيت حنين ذيك
- و لا بتثبتني زي أيام الخطوبة
- ههههه يعني انتي كنتي عارفة اني بثبتك
- أه طبعا أمال أنا ها**ه
- لا انتي مش ها**ه انتي عارفة أني بحبك
- لا لا مش معقول
- ليه مش معقول
- جرعة الحنان زيادة أووي النهاردة يا عبد الحليم أنا مش واخده على كده
- تفتكري اتجوزتك و مكمل معاكي ليه العمر ده كله يا منال
- طيب ليه ما بتقلش يا عبد الحليم
- هو الحب كلام يا منال
- الحب فعل و كلام يا عبد الحليم تعبير
- ما أنا بعبر اهه
- أنت أول مرة تقولي الكلام ده حتى أيام الخطوبة
- ما أنا بقولك أهه الحب مش كلام
- لكن برضوا
- فاكرة يا منال أول جوازنا
- هي دي أيام تتنسي يا عبد الحليم
- كانت أيام حلوة
- أوووي
- مع انك خا**تيني بعد ست شهور من جوازنا و قعدتي فترة كبيرة ما بتكلمنيش و بعدها كنتي م**مه على الطلاق
- أه فعلا أصلك بتعمل حاجات مستفزة أووي يا عبد الحليم
- طيب فاكرة أنا عملت ايه عشان أصالحك
عادت منال إلى تلك الواقعة التي تشعرها بالوجع الشديد رغم أن عبد الحليم فعل كل شىء ليرضيها و اثبت لها أن ظنونها ليست في محلها سكتت منال و تغيرت ملامحها و تذكرت المشهد و كأنه يحدث الأن تذكرت عبد الحليم حين أتى إليها قائلا
- ما لك يا منال اليومين دول
- مفيش
- أنا سايبك براحتك بقالي اسبوع و بقول يمكن زهقانه و محتاجة تبعد شويه
- جاي تسألني مالك بعد أسبوع يا عبد الحليم
- ما حبتش أضايقك مش اكتر خصوصا أني مش شايف أن في حاجة حصلت
- ما دمت نظرك ضعيف و مش شايف خلاص يا عبد الحليم
- ليه الغلط ده يا منال
- لا و لا حاجة ما تشغلش بالك بيا
- طيب بس فهميني ما لك أنا غلطت في ايه
- خلاص يا عبد الحليم ما دمت مش حاسس من نفسك خلاص
و تركها عبد الحليم فإذا بها مستمرة في غضبها تتركه و تنام وحيدة بغرفة أخرى و لكنها لم تقصر في تنظيف المنزل و طهي الطعام و خلافه و ظلت لمدة أسبوع و هو يشعر بحيرة قاتلة و لا يعرف ما هو سبب غضبها و لكنه مقتنع أنها هي المخطئة على الأقل لعدم تصريحها بسبب غضبها .
هذه المرة أتت هي إليه وقفت أمامه أثناء مشاهدته للتلفاز قائلة
- لو سمحت طلقني
- أيه
- زي ما سمعت
- شكلك مجنونه النهاردة و لا حاجة
- لو سمحت طلقني مش عايزة اعيش معاك يا اخي
- ليه كل ده انا عملتلك ايه
- بالضبط كدة أنت ما عملتليش حاجة عرفت عايزة أطلق ليه
- أيه الألغاز دي اتكلمي بوضوح
- المصيبة انك فعلا مش حاسس بحاجة
- طيب بس فهميني أنا زعلتك في ايه يا بنت الناس
- كل ده و مش عارف بجد مش عارف انك بتعاملني زي اللي جايب معزة يربيها عشان يدبحها ع العيد هو انا مش بني ادمه يا اخي
- معزة ايه الكلام الفارغ ده
- هو أنت لما تشتري طلبات البيت و تسيبليش و لا جنيه لأي ظروف دا أنا لما بيخلص كارت الغاز و لا الكهرباء بفضل قاعدة في الضلمة لما تيجي
- ليه انا سايبلك ٢٠٠ ج في الدرج لأي ظروف
- عندك زي ما هما ما جيتش ناحيتهم
- هو انتي طلبتي مني حاجة و أنا ما جيبتهاش
- يا أخي دا الاطفال في الحضانة بتاخد مصروف و انت تقولي شوفي عايزة ايه
- أنا ما بستخسرش فيكي حاجة يا منال لما بقصر في حاجة بيكون غصب عني يا حبيبتي المفروض تلتمسيلي العذر
- هو أنا أعرف عنك حاجة عشان التمسلك اعذار
- أنا لسه بسد في جمعيات من ساعة الجواز غير اقساط الشقة دي
- يا اخي اشركني معاك يمكن أساعدك يمكن أقف جمبك يمكن ارتبلك امورك احسن منك حسسني اني شريكة حياتك
- بس كده من عيني اللي هقبضه هجيبهولك و انتي نظمي الدنيا براحتك و ورينا همتك على الاقل تشتري أنتي طلبات بيتك
- يا سلام ثبتني يا اخويا زي عادتك
- فاضل يومين ع القبض يا شملوله هجيبهولك و يا دوب هاخد مصروفي و ابقي ورينا يا اختي همتك و شطارتك
- أنا حتى معرفش أنت بتقبض امتى
- أد*كي عرفتي يا اختي
- لما نشوف خلينا ورا الكداب
- اغلطي براحتك بكرة تندمي
انتهى الحوار بينهم عند هذا الحد و ظل ال**ت يخيم على البيت في انتظار أن يمر اليومين المقبلين حتى يأتي يوم قبض المرتب الشهري ، و أتى الموعد المتفق عليه و حين عاد عبد الحليم إلى البيت بعد أن قبض راتبه أول ما دخل بيته نادى منال قائلا
- منال
- نعم
- تعالي عايزك
- جيت
- اقعدي
- قعدت
- خدي يا فالحة
- أي ده
- المرتب
- ٢٠٠٠ جنيه
- أمال أنتي فاكراني بقبض كام حضرتك
- ده مرتب شغل الصبح
- ده الوصل اللي بقبض بيه خديه يا اختي اقريه ما دام مكذباني
- لا أنا مش مكذباك أنا بس مستغربة
- لا يا اختي ما تستغربيش
- طيب ....
- عايزة تسألي عن شغل بالليل صح
- لا أنا بس
- شوفي يا اختي شغل بالليل ده قبضه بالأسبوع و كل أسبوع مش زي التاني يعني الاسبوع ده رزقك واسع و قبضت ٧٠٠ جنيه
- يعني ...
- ما يعنيش مش كل اسبوع نفس القبض
- طيب ده أعلى قبض في الاسبوع أقل قبض بيبقى كام
- ٣٠٠ جنيه
- يااااااه
- أنتي دلوقتي يا اختي عرفتي اللي داخل
- أه
- أعرفي بقى اللي طالع
- أه قول
- في ألف جنيه جمعية
- و بعدين
- و المفروض أن قسط الشقة دي ٦٠٠٠جنيه كل ثلاث شهور
- يا نهار ألوان يعني المفروض طالع ٣٠٠٠ جنيه كل شهر ده يعتبر اكتر من اللي داخل
- ههههه ورينا شطارتك بقى
- يعني انت عايز تفهمني انك بتتصرف كده ازاي بقى
- ماشي بالدين طبعا
- ربنا يقويك
نظر عبد الحليم إلى منال قائلا
- عرفتي اني مش مستخسر فيكي حاجة
- أنا ما قلتش انك مستخسر
- لا معنى كلامك اني مستخسر
- لا معنى كلامي انك اشركني في كل حاجة و ترمي عليا حمولك مش هتلاقي اجدع مني تقف جمبك
- أنا عارف أنك جدعة لكن ما كنتش عايز احملك فوق طاقتك بس
- لا ما تخافش عليا
- طيب في غدا و لا مفيش
- طبعا في
جلست منال في اليوم التالي تفكر ما العمل في هذا المأزق الذي وضعت نفسها فيه و لم تجد حل سوى أن تحكي لأمها و حين علمت أمها ضحكت قائلة
- هههه و لا يهمك المهم أنك عرفتي عنه كل حاجة و اطمنتي
- أيوه يعني و بعدين ايه الحل
- أول حاجة اشتري كل طلباتك بالجملة زي ما انا بعمل ده هيوفر معاكي كتير
- طيب و بعدين
- الخضار خديه من هنا أنا كده كده يشتريه برضوا بالجمله و بيفيض كتير
- بس يا ماما
- ما بسش كده كده كنت بجيب لك خضار و لحمه و أنا جايالك
- طيب برضوا كل ده مهما وفر يا دوب هنصرف ال ٢٠٠٠ جنيه اللي بيقبضهم
- لا انتي نسيتي فلوس شغل بالليل
- أه هو جاب الاسبوع ده ٧٠٠ جنيه اخد ٤٠٠ جنيه مصروف لغاية ما يقبض الاسبوع الجاي و بعدين بيقول في اسبوع بيقبض ٣٠٠ جنيه مثلا
- يعني تقريبا بيقبض ٢٠٠٠ جنيه تاني
- أه تقريبا
- طيب كده أنتي بتقولي المفروض بيدفع جمعية و قسط ٣٠٠٠
- أه
- طيب يبقى أنتي كده لازم تمشي بيتك ب ١٠٠٠ جنيه
- يا لهوي هو ده يكفي ايه
- اللي هتحتاجيه هجيبهولك
- لا يا ماما أنا لازم امشي على أد فلوس جوزي مش عايزاه يحس أني بقلل منه
- يا بت ما تقوليلوش خليكي ناصحة
- يعني أيه
- اعملي ناصحة و شملولة و مشيتي بيتك زي الساعة بالفلوس اللي ادهالك
و كانت هذه النصيحة التي نصحتها بها أمها رحمها الله و لم تنساها ابدا و لم يعلم عبد الحليم عنها شىء حتى الآن فحكت له الأن فقال ضاحكا
- الله يرحمك يا حماتي
- كانت بتحبك قوي
- و أنا و الله بحبها و يترحم عليها هي و حمايا
- كل ما اشتكي منك كانت بتفرسني و تقف في صفك
- عشان أم بمعنى الكلمة
- هي السبب أننا نتجوز الله يسامحها
- برضوا الله يسامحك أنتي
- ماما ماتت
- الله يرحمها
- و بابا كمان مات
- الله يرحمه
- كان نفسي تعوضني عنهم بحبك و حنيتك
- طيب ما أنا بحبك يا منال
- ما بقتش أصدق أنك بتحبني
- ليه بس
- أنت قلت الحب مش كلام صح
- أه مش كلام
- لو كنت بتحبني كنت تخلص شغلك تيجي تجري ع البيت مش تجري ع القهوة يا عبد الحليم
- يعني مهما أتاخرت هروح فين باجي البيت ليكي
- دا النهاردة الخميس جاي اخر الليل يا عبد الحليم
- ما أنا قاعد معاكي اهه و هكمل السهرة معاكي للصبح مبسوطة
- يعني مش هتنام و تسيبني زي كل يوم
- لا طبعا انتي وحشاني أوووي
- بجد وحشتك
- أه و الله وحشتيني يا منال
- أنت مالك حنين على غير العادة ليه كده
- يعني انا قاسي يا منال
- لا مش قاسي بس كمان مش حنين
- بس اتعلمت منك
- مني انا
- حنيتك تخلي الحجر ينطق يا منال
- هههه لا أنا بجد مش مصدقه ايه حكايتك النهاردة
- و لا حاجة قلتلك وحشتيني
- طيب بالمناسبة عايزة أطلب منك طلب
- اطلبي
- سالي بتقول أن عندها شركة سياحة و هتنظم لنا رحلة كلنا بسعر كويس أووي و هي يومين بس
- أنتي م**مه
- بقالي فترة بتحايل عليك
- مش قلتي ما تكلمش سالي دي خالص و لا ليك دعوة بيها
- أيوه أنا بس اللي اكلمها
- طيب ايه اللي حصل عشان الحب ولع في الدرة فجأة كده
- لا مش مسألة ولع في الدرة عادي أنا ما بكرهاش و لا حاجة بس من حقي اغير عليك و لا مش من حقي
- من حقك يا ستي لكن ما دام كده عايزة نطلع معاها رحله ليه
- أنا أصلا قايلالك الكلام ده من الاول و بعدين هي قالت هتعمل خ** كبير عشان الجيرة
- ما تخليها في حالها و احنا في حالنا
- لو بتحبني بجد ما ت**فنيڜ معاها
- و هي مالها بينا أصلا ت**فك ليه
- أنا قلت انك مش هتوافق قالت أكلمهولك أنا و اقنعه
- خلاص لما تكلمني مش هقتنع
- لكن أنا عايزاك تقتنع بكلامي أنا
- خلاص يا منال مش هزعلك عشان بس تعرفي انك ما تهونيش عليا
- تسلم لي يا عبده
- يااااااه بقالي كتير أوووي ما سمعتش الكلمة دي منك يا منال
- خليك كدة على طول و أنا هقولك كدة على طول
- هحاول
- ههههه أنا عارفة أن عمرك ما هتتغير
- يا منال يا حبيبتي قدري الظروف
- ظروف ايه
- أنا ببقى مسحول طول النهار و أنتي مستنياني اتسهوك و اسبل
- أنا كنت فاكرة أن حبي ليك بيخفف عنك مش بيضايقك
- أنتي بتخففي عني فعلا
- ما أنت متضايق أهه
- مش متضايق لكن .....
- لكن أيه
- لكن ما ببقاش حاسس بالدنيا و لا مركز في أي حاجة و انتي عايزة تقولي كلمة حلوة أرد عليكي بأحلى و أنا مش رايق
- أنت على طول مش رايق يا عبد الحليم
- ما أنا رقتلك النهارده اهه
- وحشتني يا عبد الحليم
- أنتي اكتر يا حبيبتي