طهت مديحة طعام الغداء و أعدت السفرة وضعت الأواني على طاولة السفرة و ارسلت ابنتها جيلان لتنادي أبيها ليتناول طعام الغداء ، جلسوا جميعا على السفرة ليتناولوا الطعام قال أمين
- هاتي الميه دي يا مديحة
ناولته مديحة المياه و هي صامته تماما لم تنبس ببنت شفه فاردف قائلا
- فين الملح
وضعت الملاحة أمامه دون أن تفتح فمها بكلمة فقال بعصبية
,- ما لك يا بت يا مديحة
فلم ترد فاردف
- بقالك يومين جايلك خرس و بتكلميني بلغة الإشارة
- يا ريت ما تتكلمش كدة قدام العيال
- طيب يا أختي مش هكلمك خالص لا قدام العيال و لا غيره خلي لغة الإشارة دي تنفعك
- احمد ربنا اني بكلمك أصلا
- بقى كده طيب انا فعلا مش هكلمك تاني
قال له مازن أبنه
- أنا عارف يا بابا ماما زعلانه ليه
- ليه يا روح امك
- عشان تيتا و تيتا مشيوا عشان انت زعلتهم
- و أنا كنت زعلتهم
قالت چيلان
- أه يا بابا زعلتهم
- بقى كده يا أم ل**ن طويل
- الحمد لله أن ولادك هما اللي نطقوا بالحق
- هو ده اللي ما تتكلمش قدام العيال
- يعلم ربنا و لا كلمتهم و لا نطقت هما اللي عارفين كل حاجة
- ماما ما قالتلناش حاجة يا بابا
- طيب يا أختي أنا سايبهالك أنتي و أمك و ابقي هاتيلي الشاي
- حاضر يا بابا
ترك أمين البيت كله لزوجته و أولاده و دخل البلكونه و جلس على المقعد المفضل لديه ليجلس جلسته المفضلة. أما مديحة أخذت تحمل الاواني إلى المطبخ بعد أن فرغوا من تناول طعامهم ثم أعدت الشاي لها و لزوجها أمين و أخذت الصينية التي وضعت عليها الكوبين ثم ذهبت إلى البلكونة و وضعت الصينية على المنضدة المقابلة لأمين و جلست على المقعد المواجه له و ظلت صامته فقال لها
-
يعني سيبتلك الدنيا كلها و انتي اللي جايه ورايه برضوا
- لا أنت اللي مسابقني ده مكاني و لا نسيت
- لا يا اختي ما نسيتش يعني عايزة أيه انتي
- هعوز منك ايه يا اخويا من امتى بعوز منك حاجة و بتعملها
- دا أنتي مفترية أووي عمرك ما طلبتي حاجة و عملتها لك
- قصدك انك بتديني مصروف البيت يعني هههه
- بتتريقي يا مديحة
- مشيت أمي و أمك من البيت ليه يا أمين
- أنتي أتجننتي أنا اللي مشيتهم
- تصرفاتك و كلامك كان معناهم كده هو انت ايه كنت عايزهم يستنوا لما تطردهم فعلا
- أنتي أتجننتي حد يطرد أمه يا مديحة
- يعني كل ده عشان أمي أنا اللي تمشي
- من أمتى في أمي و أمك
- معرفلكش بقى شوف انت كان مالك و لو ما كنتش تقصد و كنت عايزهم ما كنتش سيبتهم كل الوقت ده من غير ما تروح تصالحهم و تجيبهم
- أصالحهم .. ايه الكلام الفارغ ده هو أنا كنت زعلتهم
- كل ده و ما زعلتهمش
- كل ده عشان قلتلهم أنك أنتي اللي المفروض تشوفي أمور بيتك
- صعبان عليك أوووي أنهم بيريحوني عشان افضالك يا امين
- و انتي كنتي فاضيالي يا رويتر و لا فاضية للناس اللي حوالينا تشمشمي على اخبارهم و تتحشري في حياتهم
- لو كنت فاضيلي و لا ينشغل دماغك بيا مكنتش بقيت كدة بدل ما تفرح أن وقتي كله ليك ما بقتش طايقني
- مبقاش في عقلك حاجة غير السرير و بس متهشكة و متزوقة ٢٤ ساعة و مستعدة السرير في أي وقت
- و عشان أنا متاحة في أي وقت ليك حق تزهق مني
- مفيش في عقلك حتى مصلحة عيل من العيال و لا مذاكرة و لا تربية أمي و أمك هما اللي بيربوا و شاغلين دماغهم
- لما كنت بتدخل امك كانت بتزعل و بتحسني اني متضايقة منها بطلت اتدخل عشان ما أزعلهاش عشانك قبل ما يكون عشان بحبها يكون ده جزاءي
- كبرتي دماغك و سيبتي كل حاجة و فضيتي
- و هو ده اللي مزعلك أووي اني فضيتلك و أديهم مشيوا و بقيت مشغولة طول النهار و مدهولة ارتاحت كدة يا امين
- أه أرتحت حسيت انك ست بيت
- هو أنا لازم أبقى الشغالة عشان أبقى ست بيت
- هي اللي تخدم جوزها و عيالها تبقى شغاله
- مرتاح أنت كدة لما خليتهم مشيوا زعلانين و انت عارف انهم ما بقوش يرتاحوا في شبرا و يا ريتك اتغيرت معايه و بقيت تعاملني زي الناس
- أنا ما طردتش حد و لا زعلت حد
- طيب أسمع بقى يا امين ماما و ماما أم أمين لازم يرجعوا في ظرف يومين ماذا و الا همشي أنا كمان و اسيبلك عيالك و أبقى اخدمهم أنت بقى و ربيهم أنت
- ده تهديد بقى
- لا انا ما بهددش أنا هروح أقعد معاهم فعلا
- يا سلااااا اااااام
- مش بس كدة الجيران كلهم طالعين رحلة الاسبوع الجاي و احنا هنطلع معاهم و لازم حد يقعد بالعيال
- و مين بقى اللي قرر أننا هنطلع الرحلة دي
- أنا يا أمين و برضوا لو منفذتليش طلباتي هسيبلك البيت و العيال و كل حاجة يا امين سمعتني
- أيه يا بت يا مديحة الطريقة اللي بتكلميني بيها دي أنتي ازاي بتتكلمي كده
- أهو هو انا كده من هنا و رايح و مش مصدق جرب ترفض
خرجت مديحة من البلكونة و تركت أمين يجلس وحده و ظل أمين يرتشف الشاي البارد و يفكر في ما حدث بينه و بين مديحة طوال اليوم و تفاجأ من تغير مديحة المفاجئ بهذه الطريقة و شعر أنها مختلفة عن ذي قبل و قد أثار هذا إعجابه فلم تعد مديحة خانعة كما كانت بل أصبحت من أصحاب القرار ، و قد شعر فعلا أنه مخطئ بشأن والدته و حماته بل ازداد إحساسه أن البيت ينقصه الكثير بدون وجودهم فيه بل ازداد شوقه لهن جدا و قد قرر أن يذهب إلى شبرا في الصباح بدلا من الذهاب لعمله .
أصبح يوم السبت فخرج أمين من بيته و ركب سيارته و أدار عجلة القيادة متوجها إلى شبرا و اخيرا وصل توقف أمين أمام بيته القديم و مسقط رأسه شعر بحنين غريب كالمسافر الذي أتى من الغربة بعد أن مضى فيها وقتا طويلا جدا ، دائما ما يشعر أمين أن ذلك الشارع الذي يسكن فيه له عبق غريب و مختلف دخل أمين إلى البيت و صعد السلم حتى وصل إلى شقتهم بالطابق الثالث طرق الباب فتحت له زوجة أخيه نعمان فقالت له بفرحة لشعورها أنها حتما ستتخلص من حماتها
- أهلا سي امين عاش من شافك يا اخويا
- أذيك يا ام محمد
- الله يسلمك يا اخويا
- و اخويا نعمان فين
- راح الشغل لو يعرف انك جاي و النبي مكانش نزل
- أمال أمي فين
- جوه مع العيال في أوضتهم
- ما تندهيهالي
-
- عينيا يا اخويا حاضر
- يا ام نعمان .. يا حماتي
- عايزة أيه يا بت مين اللي جه
- أبنك أمين
خرجت أم أمين من حجرتها قائلة
- يا اختي يا ألف خطوة عزيزة عاش من شافك يا سي امين
قام أمين إلى والدته ليعانقها و يقبل يدها قائلا
- وحشتيني أوووووي يا أم أمين
- أم نعمان بقى يا سي امين
- أنتي لسه واقفالنا يا اختي ما تروحي تعملي لأمين حاجة يشربها
- حاضر يا حماتي
انصرفت ام محمود لتحضر لأمين الشاي قالت أم مين
- مديحة و العيال عاملين ايه يا امين
- هيموتو نفسهم عليكي انتي و ماما أم مديحة
- لا بعد الشر عليهم بكرة هيتعودوا
- يتعودوا ايه بس انا جاي اخدك معايه أنتي و ماما أم مديحة
- ههههه ايه فاكر يا امين
- أنا قلت اسيبكوا شوية لما نفسيتكم تهدى من ناحيتي و لو غلطت في حقكم حقكم عليا و ادي راسك أبوسها
- لا يا بني أنا مش هسيب بيتي تاني و اللي مش عاجبه هو اللي يمشي
- بزمتك مرتاحة مع الحيزبونة اللي مشيت دي
- هههههه هو انا هغلب فيها
- ما تنسيش أن المشاكل المرة اللي فاتت وصلت للطلاق
- و المرة دي نعمان اخوك حالف عليها بالطلاق اني مخرجش عرفت بقى
- أنتي متأكدة من الكلام ده يا ام أمين
- أه متأكدة
- طيب ابوس رجلك تيجي معاية
- يا واد قلتلك ما ينفعش
- و حياة عيالي اللي روحهم فيكي ما تزعلي مني
- يا واد مش زعلانه
- ما دام مش زعلانة تعالي معاية
- صدقني ما هقدر
- خلاص هقعد أنا معاكي خليكي بقى
- ههههه أقعد يا اخويا
كانت ام محمود تقف بعيدا تمارس هوايتها المفضلة في التجسس و سماع كل كلمة يتحدثون بها معا حتى انتهت من إعداد الشاي و أتت إليهم به قائلة
- و النبي يا سي امين ما تاخد مننا الحاجة دي بركتنا و اخوك حالف عليا يمين طلاق لو مشيت زعلانة مني اكون طالق
- يعني هو حالف لو مشيت زعلانة منك بس مش لو مشيت من نفسها
- لا لو انا السبب انها تمشي بس
- و حياة امك لأخليه يطلقك عشان تحرمي تتصنتي عليا تاني
- شاهد يا سي امين أنا زعلتها قدامك دلوقتي
- لا ما زعلتيهاش بس هي هتقوم دلوقتي و تيجي معاية و ألا هقعد أنا معاها
- أقعد يا اخويا و ماله تنور دا حتى الشقة شرحة و برحة مطرحين و صالة و مطبخ و حمام
- هههههه بتتريقي يا ام محمود
- لا يا اخويا هتريق ليه نام أنت و أمك في الآوضة و أنا هنيم العيال في المطبخ
- بقى كده ماشي استني عليا
- يا أما قومي و اقصري الشر و خلاص هي معاها حق برضوا
- ما شي يا امين هقوم ألبس و جاية معاك
- هسبقك و أخبط على ماما أم مديحة
- ربنا يستر و ترضى تيجي
خرج أمين من بيته ليطرق باب جارتهم و حماته ام مديح. ، طرق الباب ففتح له عبد الفتاح قائلا
- امين أهلا يا جوز اختي أهلا
- أهلا يا عبد الفتاح ماما فين
- أنت متلخبط في الشقة و لا ايه
- ماما أم مديحة فين يا عبد الفتاح
- أه ماما أم مديحة حاضر يا اخويا هندها لك
دخل عبد الفتاح لينادي والدته من غرفتها خرجت أم مديحة مفزوعة قائلة
- أمين . خير يا ابني مديحة كويسة و العيال كويسين
- ما تقلقيش يا ماما احنا كويسين و مش ناقصنا غيرك
- هههه أنتوا كويسين يعني
- الحمد لله
- طيب يا ابني خضتني
- ليه يعني خضيتك هو أنتي مفكراني هسيبك لعبد الفتاح اكتر من كدة
- لا يا بني دا عبد الفتاح ماسك فيا هو و مراته بصراحة ربنا يبارك لها مش راضية تسيبني
- و أنا مش هسيبك يا تيجي يا هقعد أنا معاكي
- صدقني يا ابني عبد الفتاح هيزعل
- أه أمال أيه دي امي أزاي أسيبها لك يا أمين
- و أنا مش هسيبها يا عبد الفتاح
خرجت زوجة عبد الفتاح من المطبخ قائلة
-
أذيك يا سي امين
- الله يسلمك يا ام ساجدة
- كويسة يا اخويا عاش من شافك
- الله يكرمك أبقى هاتي العيال و تعالي
- ما تجيبهم أنت يا اخويا
- أن شاء الله
- خطوة عزيزة
- الله يعز مقدارك
- أوعى تكون بتفكر مجرد تفكير تاخد نينه و الله أزعل منك أووي
- طبعا هاخدها
- و الله ما يحصل خروجها من هنا على رقبتي
- لا و الله من امتى
- من زمان يا اخويا هو احنا ما لناش نصيب فيها و لا أيه
- خلاص احنا نخيرها
- و لا تخيرها و لا تخسرها اللي عايزها يجي يزورها هنا
- لا و الله
- أه و الله هي مديحة احسن مني و لا احسن مني و لا يعني انت احسن من عبد الفتاح
- لا يا اختي مش احسن بس هي مكانها معانا في بيتها العيال هيموتوا نفسهم عليها
- ما هم عيالنا ليهم نصيب فيها برضوا يا سي أمين
- يعني و بعدين معاكي يا أم ساجده
-. و بعدين معاك انت يا سي امين
- ما تقول حاجة يا عبد الفتاح
- هما متفقين مع بعض يا اخويا الداخل بينهم خارج
-. و هو أمين أولى بيها منك يا عبد الفتاح
-. لا طبعا أنا أولى بيها
-. خلاص بقى يا امين يا أبني
-. بقى كده يا ماما دي أخرتها عايزة تسيبينا
- هبقى أجي أشوف العيال عشان ما يزعلوش
ظل هذا العراك طويلا و انتهى بعدم خروج ام مديحة من بيت ابنها عبد الفتاح بسبب تمسك زوجته بها .
شعرت ام ساجدة زوجة عبد الفتاح أن وجود ام عبد الفتاح في بيت زوج ابنتها لا يليق بهم و قد سمعت كلام الجيران بأذنها عنها و عن زوجها و الاهم من ذلك أنها سمعت أن حماتها تخدم أبنتها فرأت أنها هي الأولى بخدمتها لها .