و ذهب أمين إلى شبرا

2001 Words
طهت مديحة طعام الغداء و أعدت السفرة وضعت الأواني على طاولة السفرة و ارسلت ابنتها جيلان لتنادي أبيها ليتناول طعام الغداء ، جلسوا جميعا على السفرة ليتناولوا الطعام قال أمين - هاتي الميه دي يا مديحة ناولته مديحة المياه و هي صامته تماما لم تنبس ببنت شفه فاردف قائلا - فين الملح وضعت الملاحة أمامه دون أن تفتح فمها بكلمة فقال بعصبية ,- ما لك يا بت يا مديحة فلم ترد فاردف - بقالك يومين جايلك خرس و بتكلميني بلغة الإشارة - يا ريت ما تتكلمش كدة قدام العيال - طيب يا أختي مش هكلمك خالص لا قدام العيال و لا غيره خلي لغة الإشارة دي تنفعك - احمد ربنا اني بكلمك أصلا - بقى كده طيب انا فعلا مش هكلمك تاني قال له مازن أبنه - أنا عارف يا بابا ماما زعلانه ليه - ليه يا روح امك - عشان تيتا و تيتا مشيوا عشان انت زعلتهم - و أنا كنت زعلتهم قالت چيلان - أه يا بابا زعلتهم - بقى كده يا أم ل**ن طويل - الحمد لله أن ولادك هما اللي نطقوا بالحق - هو ده اللي ما تتكلمش قدام العيال - يعلم ربنا و لا كلمتهم و لا نطقت هما اللي عارفين كل حاجة - ماما ما قالتلناش حاجة يا بابا - طيب يا أختي أنا سايبهالك أنتي و أمك و ابقي هاتيلي الشاي - حاضر يا بابا ترك أمين البيت كله لزوجته و أولاده و دخل البلكونه و جلس على المقعد المفضل لديه ليجلس جلسته المفضلة. أما مديحة أخذت تحمل الاواني إلى المطبخ بعد أن فرغوا من تناول طعامهم ثم أعدت الشاي لها و لزوجها أمين و أخذت الصينية التي وضعت عليها الكوبين ثم ذهبت إلى البلكونة و وضعت الصينية على المنضدة المقابلة لأمين و جلست على المقعد المواجه له و ظلت صامته فقال لها - يعني سيبتلك الدنيا كلها و انتي اللي جايه ورايه برضوا - لا أنت اللي مسابقني ده مكاني و لا نسيت - لا يا اختي ما نسيتش يعني عايزة أيه انتي - هعوز منك ايه يا اخويا من امتى بعوز منك حاجة و بتعملها - دا أنتي مفترية أووي عمرك ما طلبتي حاجة و عملتها لك - قصدك انك بتديني مصروف البيت يعني هههه - بتتريقي يا مديحة - مشيت أمي و أمك من البيت ليه يا أمين - أنتي أتجننتي أنا اللي مشيتهم - تصرفاتك و كلامك كان معناهم كده هو انت ايه كنت عايزهم يستنوا لما تطردهم فعلا - أنتي أتجننتي حد يطرد أمه يا مديحة - يعني كل ده عشان أمي أنا اللي تمشي - من أمتى في أمي و أمك - معرفلكش بقى شوف انت كان مالك و لو ما كنتش تقصد و كنت عايزهم ما كنتش سيبتهم كل الوقت ده من غير ما تروح تصالحهم و تجيبهم - أصالحهم .. ايه الكلام الفارغ ده هو أنا كنت زعلتهم - كل ده و ما زعلتهمش - كل ده عشان قلتلهم أنك أنتي اللي المفروض تشوفي أمور بيتك - صعبان عليك أوووي أنهم بيريحوني عشان افضالك يا امين - و انتي كنتي فاضيالي يا رويتر و لا فاضية للناس اللي حوالينا تشمشمي على اخبارهم و تتحشري في حياتهم - لو كنت فاضيلي و لا ينشغل دماغك بيا مكنتش بقيت كدة بدل ما تفرح أن وقتي كله ليك ما بقتش طايقني - مبقاش في عقلك حاجة غير السرير و بس متهشكة و متزوقة ٢٤ ساعة و مستعدة السرير في أي وقت - و عشان أنا متاحة في أي وقت ليك حق تزهق مني - مفيش في عقلك حتى مصلحة عيل من العيال و لا مذاكرة و لا تربية أمي و أمك هما اللي بيربوا و شاغلين دماغهم - لما كنت بتدخل امك كانت بتزعل و بتحسني اني متضايقة منها بطلت اتدخل عشان ما أزعلهاش عشانك قبل ما يكون عشان بحبها يكون ده جزاءي - كبرتي دماغك و سيبتي كل حاجة و فضيتي - و هو ده اللي مزعلك أووي اني فضيتلك و أديهم مشيوا و بقيت مشغولة طول النهار و مدهولة ارتاحت كدة يا امين - أه أرتحت حسيت انك ست بيت - هو أنا لازم أبقى الشغالة عشان أبقى ست بيت - هي اللي تخدم جوزها و عيالها تبقى شغاله - مرتاح أنت كدة لما خليتهم مشيوا زعلانين و انت عارف انهم ما بقوش يرتاحوا في شبرا و يا ريتك اتغيرت معايه و بقيت تعاملني زي الناس - أنا ما طردتش حد و لا زعلت حد - طيب أسمع بقى يا امين ماما و ماما أم أمين لازم يرجعوا في ظرف يومين ماذا و الا همشي أنا كمان و اسيبلك عيالك و أبقى اخدمهم أنت بقى و ربيهم أنت - ده تهديد بقى - لا انا ما بهددش أنا هروح أقعد معاهم فعلا - يا سلااااا اااااام - مش بس كدة الجيران كلهم طالعين رحلة الاسبوع الجاي و احنا هنطلع معاهم و لازم حد يقعد بالعيال - و مين بقى اللي قرر أننا هنطلع الرحلة دي - أنا يا أمين و برضوا لو منفذتليش طلباتي هسيبلك البيت و العيال و كل حاجة يا امين سمعتني - أيه يا بت يا مديحة الطريقة اللي بتكلميني بيها دي أنتي ازاي بتتكلمي كده - أهو هو انا كده من هنا و رايح و مش مصدق جرب ترفض خرجت مديحة من البلكونة و تركت أمين يجلس وحده و ظل أمين يرتشف الشاي البارد و يفكر في ما حدث بينه و بين مديحة طوال اليوم و تفاجأ من تغير مديحة المفاجئ بهذه الطريقة و شعر أنها مختلفة عن ذي قبل و قد أثار هذا إعجابه فلم تعد مديحة خانعة كما كانت بل أصبحت من أصحاب القرار ، و قد شعر فعلا أنه مخطئ بشأن والدته و حماته بل ازداد إحساسه أن البيت ينقصه الكثير بدون وجودهم فيه بل ازداد شوقه لهن جدا و قد قرر أن يذهب إلى شبرا في الصباح بدلا من الذهاب لعمله . أصبح يوم السبت فخرج أمين من بيته و ركب سيارته و أدار عجلة القيادة متوجها إلى شبرا و اخيرا وصل توقف أمين أمام بيته القديم و مسقط رأسه شعر بحنين غريب كالمسافر الذي أتى من الغربة بعد أن مضى فيها وقتا طويلا جدا ، دائما ما يشعر أمين أن ذلك الشارع الذي يسكن فيه له عبق غريب و مختلف دخل أمين إلى البيت و صعد السلم حتى وصل إلى شقتهم بالطابق الثالث طرق الباب فتحت له زوجة أخيه نعمان فقالت له بفرحة لشعورها أنها حتما ستتخلص من حماتها - أهلا سي امين عاش من شافك يا اخويا - أذيك يا ام محمد - الله يسلمك يا اخويا - و اخويا نعمان فين - راح الشغل لو يعرف انك جاي و النبي مكانش نزل - أمال أمي فين - جوه مع العيال في أوضتهم - ما تندهيهالي - - عينيا يا اخويا حاضر - يا ام نعمان .. يا حماتي - عايزة أيه يا بت مين اللي جه - أبنك أمين خرجت أم أمين من حجرتها قائلة - يا اختي يا ألف خطوة عزيزة عاش من شافك يا سي امين قام أمين إلى والدته ليعانقها و يقبل يدها قائلا - وحشتيني أوووووي يا أم أمين - أم نعمان بقى يا سي امين - أنتي لسه واقفالنا يا اختي ما تروحي تعملي لأمين حاجة يشربها - حاضر يا حماتي انصرفت ام محمود لتحضر لأمين الشاي قالت أم مين - مديحة و العيال عاملين ايه يا امين - هيموتو نفسهم عليكي انتي و ماما أم مديحة - لا بعد الشر عليهم بكرة هيتعودوا - يتعودوا ايه بس انا جاي اخدك معايه أنتي و ماما أم مديحة - ههههه ايه فاكر يا امين - أنا قلت اسيبكوا شوية لما نفسيتكم تهدى من ناحيتي و لو غلطت في حقكم حقكم عليا و ادي راسك أبوسها - لا يا بني أنا مش هسيب بيتي تاني و اللي مش عاجبه هو اللي يمشي - بزمتك مرتاحة مع الحيزبونة اللي مشيت دي - هههههه هو انا هغلب فيها - ما تنسيش أن المشاكل المرة اللي فاتت وصلت للطلاق - و المرة دي نعمان اخوك حالف عليها بالطلاق اني مخرجش عرفت بقى - أنتي متأكدة من الكلام ده يا ام أمين - أه متأكدة - طيب ابوس رجلك تيجي معاية - يا واد قلتلك ما ينفعش - و حياة عيالي اللي روحهم فيكي ما تزعلي مني - يا واد مش زعلانه - ما دام مش زعلانة تعالي معاية - صدقني ما هقدر - خلاص هقعد أنا معاكي خليكي بقى - ههههه أقعد يا اخويا كانت ام محمود تقف بعيدا تمارس هوايتها المفضلة في التجسس و سماع كل كلمة يتحدثون بها معا حتى انتهت من إعداد الشاي و أتت إليهم به قائلة - و النبي يا سي امين ما تاخد مننا الحاجة دي بركتنا و اخوك حالف عليا يمين طلاق لو مشيت زعلانة مني اكون طالق - يعني هو حالف لو مشيت زعلانة منك بس مش لو مشيت من نفسها - لا لو انا السبب انها تمشي بس - و حياة امك لأخليه يطلقك عشان تحرمي تتصنتي عليا تاني - شاهد يا سي امين أنا زعلتها قدامك دلوقتي - لا ما زعلتيهاش بس هي هتقوم دلوقتي و تيجي معاية و ألا هقعد أنا معاها - أقعد يا اخويا و ماله تنور دا حتى الشقة شرحة و برحة مطرحين و صالة و مطبخ و حمام - هههههه بتتريقي يا ام محمود - لا يا اخويا هتريق ليه نام أنت و أمك في الآوضة و أنا هنيم العيال في المطبخ - بقى كده ماشي استني عليا - يا أما قومي و اقصري الشر و خلاص هي معاها حق برضوا - ما شي يا امين هقوم ألبس و جاية معاك - هسبقك و أخبط على ماما أم مديحة - ربنا يستر و ترضى تيجي خرج أمين من بيته ليطرق باب جارتهم و حماته ام مديح. ، طرق الباب ففتح له عبد الفتاح قائلا - امين أهلا يا جوز اختي أهلا - أهلا يا عبد الفتاح ماما فين - أنت متلخبط في الشقة و لا ايه - ماما أم مديحة فين يا عبد الفتاح - أه ماما أم مديحة حاضر يا اخويا هندها لك دخل عبد الفتاح لينادي والدته من غرفتها خرجت أم مديحة مفزوعة قائلة - أمين . خير يا ابني مديحة كويسة و العيال كويسين - ما تقلقيش يا ماما احنا كويسين و مش ناقصنا غيرك - هههه أنتوا كويسين يعني - الحمد لله - طيب يا ابني خضتني - ليه يعني خضيتك هو أنتي مفكراني هسيبك لعبد الفتاح اكتر من كدة - لا يا بني دا عبد الفتاح ماسك فيا هو و مراته بصراحة ربنا يبارك لها مش راضية تسيبني - و أنا مش هسيبك يا تيجي يا هقعد أنا معاكي - صدقني يا ابني عبد الفتاح هيزعل - أه أمال أيه دي امي أزاي أسيبها لك يا أمين - و أنا مش هسيبها يا عبد الفتاح خرجت زوجة عبد الفتاح من المطبخ قائلة - أذيك يا سي امين - الله يسلمك يا ام ساجدة - كويسة يا اخويا عاش من شافك - الله يكرمك أبقى هاتي العيال و تعالي - ما تجيبهم أنت يا اخويا - أن شاء الله - خطوة عزيزة - الله يعز مقدارك - أوعى تكون بتفكر مجرد تفكير تاخد نينه و الله أزعل منك أووي - طبعا هاخدها - و الله ما يحصل خروجها من هنا على رقبتي - لا و الله من امتى - من زمان يا اخويا هو احنا ما لناش نصيب فيها و لا أيه - خلاص احنا نخيرها - و لا تخيرها و لا تخسرها اللي عايزها يجي يزورها هنا - لا و الله - أه و الله هي مديحة احسن مني و لا احسن مني و لا يعني انت احسن من عبد الفتاح - لا يا اختي مش احسن بس هي مكانها معانا في بيتها العيال هيموتوا نفسهم عليها - ما هم عيالنا ليهم نصيب فيها برضوا يا سي أمين - يعني و بعدين معاكي يا أم ساجده -. و بعدين معاك انت يا سي امين - ما تقول حاجة يا عبد الفتاح - هما متفقين مع بعض يا اخويا الداخل بينهم خارج -. و هو أمين أولى بيها منك يا عبد الفتاح -. لا طبعا أنا أولى بيها -. خلاص بقى يا امين يا أبني -. بقى كده يا ماما دي أخرتها عايزة تسيبينا - هبقى أجي أشوف العيال عشان ما يزعلوش ظل هذا العراك طويلا و انتهى بعدم خروج ام مديحة من بيت ابنها عبد الفتاح بسبب تمسك زوجته بها . شعرت ام ساجدة زوجة عبد الفتاح أن وجود ام عبد الفتاح في بيت زوج ابنتها لا يليق بهم و قد سمعت كلام الجيران بأذنها عنها و عن زوجها و الاهم من ذلك أنها سمعت أن حماتها تخدم أبنتها فرأت أنها هي الأولى بخدمتها لها .
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD