العروسين

1618 Words
صباح يوم الاحد أثناء وقوف مديحة بالشرفة لمحت سيارة نقل تحمل أثاث جديد توقفت أمام العمارة و كان مع السيارة ونش و عمال و بعض الأشخاص نساء و رجال بالتأكيد لن تحتمل مديحة أن لا تخرج من شقتها لتسأل عن حقيقة ما يحدث لتكون أول من يعرف الاخبار و ذهبت بالطبع و عرفت أن هذا هو الاثاث الخاص بالعروسين الجدد و هؤلاء النساء و الرجال أتوا لترتيب ذلك الاثاث حيث يشرف الرجال على عمل العمال و يساعدوهم في حمل الاثاث إلى الونش من السيارة و إلى الشقة بالطابق السابع من الشرفة ثم يجمعون الاثاث الخشبي و تعمل النساء على ترتيب و تنظيف الشقة و تنظيمها و فرشها و ما الى ذلك و لم تتردد مديحة في مساعدتهم في كل شىء كي تطلع على كل شىء و تعرف كل شئ لتكون أول من يعرف الاخبار و ينقلها فهذه هي هوايتها المفضلة . قبيل غروب يوم الثلاثاء سمع كل ساكني العمارة صوت زغاريد و غناء و هرج و مرج بمدخل العمارة فخرجت بالتأكيد مديحة لتبحث الأمر و تعرف ماذا يجري غير أنها لمحتهم و هي واقفة بالشرفة فهبطت فورا لتتأكد مما ظنته و أول ما وصلت إلى مدخل العمارة وجدت عروسين و حولهم الكثير من البشر من النساء و الرجال يزغردون و يهللون و يغنون قالت مديحة - أهلا و سهلا رد العريس - أهلا بحضرتك احنا جيرانكم في السابع - اهلا اهلا يا ألف نهار ابيض يا ألف نهار مب**ك انتوا العرسان الحداد اللي مأجرين الشقة الصغيرة اللي في السابع ردت العروس - أه احنا - و النبي عريسك زي القمر و انتي قمرين - ربنا يخليكي ده من ذوقك - طب اتفضلوا عندنا شوية نعمل معاكوا الواجب رد العريس - متشكرين جدا احنا بس ينفتح الاسانسير ما بيشتغلش - يا دي الحوسه هو عطل تاني ردت العروس منزعجة - هو بيعطل كتير - هههه لا لا ما تقلقيش مش كتير و لا حاجة نزلت هدى و معها منال يهبطون الدرج و حين وصلوا إلى مدخل العمارة قالت هدى - أيه الزغاريط و الهيصة دي يا رويتر خير ردت مديحة - العرسان الحداد جيرانا اللي مأجرين الشقة الصغيرة اللي في السابع - و الله أهلا و سهلا شرفتونا ردت سيدة يبدو أنها أم العروس - تسلمي يا حبيبتي انتوا نازلين على رجليكوا هو الاسانسير كده خلاص عطلان مش هيتصلح - لا هنلم من بعض و نجيب طبعا حد يصلحه الصبح بقى - الصبح يعني هنطلع سبع ادوار على رجلينا رد العريس - ما فيش داعي تطلعوا يا حماتي احنا نطلع احنا و على مهلنا و انتوا روحوا وتعالوا الصبح يكون الاسانسير اتصلح - هتطلع علياء يا عماد سبع ادوار ليلة دخلتها ردت مديحة - اسمك عاليا و اسمه عماد عاشت الاسامي ما تقلقيش عليهم يا ست أم عليا هما يطلعوا دور و يريحوا عندي شويه و يطلعوا دور و يريحوا عند منال شوية احنا هنا في العمارة كلنا أهل ما تقلقيش يا اختي ردت منال - اه طبعا يشرفوا مديحة ساكنة في التاني و أنا ساكنة في الثالث و لما يطلعوا الرابع نخبط على الاستاذ صابر يريحوا عنده شوية بالمرة يكلمهم عن محاسن الجواز - يعني هو ده اليوم اللي أنا مستنياه يا عليا هو ده يوم فرحك نطلع السابع على السلم ردت سيدة أخرى يبدو أنها أم العريس - يعني هو كان بيشم على ضهر أيده أن الاسانسير هيعطل النهاردة يا أم عليا - و بنتي ذنبها ايه مش كفاية واخدلها شقة في اخر دور و في اخر الدنيا ردت هدى - لا يا ختي أنا اللي في اخر دور في الدور التامن ردت أم عماد العريس - شفتي بقى أنك ظالماه و طلع فوقيهم دور - طب و الله كتر خيره أتى سالم و أمين من الخارج و يبدوا أنهم تقابلا على باب العمارة و حين دخلوا إلى المدخل تفاجئا بما يحدث و أتى صابر أيضا بعدهم ليجد ذلك التجمع الحافل قال أمين - أيه يا مديحة خير في أيه - أبدا يا اخويا دول العرسان الجداد اللي مأجرين الشقة الصغيرة اللي في السابع - أهلا و سهلا شرفتونا رد عماد - الشرف لينا يا أستاذ بقول لحضرتك ايه - أؤمر يا عريس - هو الاسانسير مش هينفع يتصلح النهاردة رد سالم منزعجا - هو الاسانسير عطلان يا هدى - اه يا اخويا أنا نازلة ع السلم أنا و منال قال أمين - مش معاك رقم تليفون الشركة يا سالم اللي بيبعتوا عامل يصلح الاسانسير - الشركة زمانهم قفلوا دلوقتي رد صابر - هو حد يتجوز الايام دي لازم الاسانسير يعطل - أهدى يا صابر يا اخويا كدة و روق الناس لسه جداد مش عايزين فضائح اعمل معروف - هو أنا قلت حاجة يا سالم يا افندي أنا بس بقول الخير على قدوم الواردين - افندي طيب نقطنا بسكاتك أنا هشوف كده رقم موبايل المهندس يمكن يرضى يجي دلوقتي يصلحه رد عماد بعصبية - قصدك ايه يا جدع أنت رد أمين محاولا تهدئة الموقف - حصل خير يا جماعة ايه اللي موقفكوا بس كدة في مدخل العمارة اتفضلوا معانا ارتاحوا لغاية المهندس ما يجي يصلح الاسانسير - متشكرين جدا لذوق حضرتك - لا و الله يا عريس لتيجي ترتاح أنت و كل معازيمك كمان احنا ناس ولاد بلد و نفهم في الأصول ردت أم العريس - واضح أن المواضيع هتطول احنا نروح احنا و نجيلكوا الصبح عشان ما نزحمش الشقة للناس ردت مديحة - و لا زحمه و لا حاجة احنا شقتنا واسعة و تساعد من الحبايب الف اتفضلوا ردت أم العروس قائلة - أنا فعلا هروح قبل ما ضغطي يعلى اكتر من كده خليكي أنتي بقى يا ام عماد - لا يا ختي ماشيه قبلك و منذ أن رأى بقية المعازيم ما يحدث بدأوا ينسحبوا في هدوء واحدا تلو الآخر و اضطر عماد و علياء للصعود إلى الطابق الثاني كضيوف في بيت مديحة و أمين بشكل مؤقت بدلا من الصعود إلى الطابق السابع على السلم بدون مصعد . دخل جميع السكان لفضولهم لمعرفة حكاية العروسين فيبدوا أن أم العروس لم تكن موافقة على هذه الزيجة و يبدوا أن العلاقة بينها و بين العريس و عائلته ليست على ما يرام ، هذا غير أن العروسين أتوا إلى بيتهم في وقت مبكر جدا يبدوا أنهم لم يقيما حفل زفاف من الواضح أن ظروفهم المادية ليست احسن ظروف بل غالبا هي نفس ظروف الكثيرين من الشباب و بالتأكيد كانت أم العروس تطلع إلى زيجة افضل من هذه لأبنتها و ربما كان هناك عريس اخر ظروفه المادية افضل كثيرا و ربما و ربما و ربما ..... أفكار كثيرة تدور بعقل الجميع و ينتظرون أن تسمح لهم الفرصة ليستجوبوهم و يعرفون كل تفاصيلهم و يرضون فضولهم و لا يهم أن تكون هذه شئون خاصة بأشخاص هذه هي المرة الأولى التي يرونهم فيها و لا يجب أن يبدأوا علاقتهم بهم بكل هذا التطفل و بعد أن جلسوا و استقروا تركت مديحة باب البيت مفتوح كي يدخل للصالة الكبيرة المكتظة بالزائرين قدرا مناسبا من الهواء و قامت ام أمين و أم مديحة بتقديم المياه الغازية للجميع و زغردت أم أمين ترحيبا بالعروسين و أثناء حدوث كل ذلك أتت سامية و ممدوح زوجها ليكتمل ذلك الجمع الهائل أما صابر فهو الوحيد الذي قرر أن يصعد إلى بيته و لا ينتظر معهم . وقفت سامية بالباب هي و ممدوح متسائلة - خير يا جماعة مين بيتجوز قال ممدوح ضاحكا - هو صابر قرر يتجوز و لا ايه ردت مديحة - صابر ايه بس يا ممدوح دول جيرانا الجداد العرسان اللي مأجرين الشقة الصغيرة اللي في السابع رد أمين بعصبية - الشقة الصغيرة . الشقة الصغيرة هو ما حدش عايش في شقة كبيرة غيرك ما تتلمي يا مديحة أدخل يا ممدوح أنت و ساميه انتوا واقفين على الباب ليه مدايننا يا اخي . - يوه هو أنا قلت حاجة . رد عماد ضاحكا - سيبها براحتها يا استاذ احنا ما بنزعلش من الكلام ده احنا اصلا نقررين أن ما حدش يأثر علينا بطريقة تفكيرة و لا رأيه ثم الصغير مسيره يكبر - يا استاذ عماد أنا أول ما اتجوزتها أتجوزنا في بيت أبويا مع أمي في شقة أوضتين و صالة و مطبخ و عفشة ميه ردت العروس علياء - جميل جدا ردت مديحة باندهاش - هو ايه يا ختي ده اللي جميل جدا - جميل أنكوا بدأتوا صغيرين لكن ما شاء الله حققتوا كتير من أحلامكوا المادية أردف عماد - مش مهم بدأتوا بأيه المهم وصلنا لأيه قال سالم - جميل جدا أنكوا متفقين في الرأي و طريقة التفكير رد عماد - طبعا هو ده اللي قرب بينا و خلاني حبيتها احنا كنا زملاء في الجامعة و فضلنا نحب بعض حتى بعد ما اتخرجنا و افترقنا لفترة سألت منال علياء قائلة - لكن واضح أن والدتك مش مبسوطة - المهم أنا مبسوطة أنا اللي هتجوز مش هي دي حياتي أنا رد عماد ضاحكا - من يوم ما اتخرجنا اتقدمتلها ٣ مرات و والدتها ترفضني رد سالم ضاحكا - ياااااه ٣ مرات دا انت بالك طويل أووي - مش مسألة طولة بال لكن ما ينفعش اضيع من ايدي الإنسانة الوحيدة اللي حبيتها - و كرامتك ما نقحتش عليك يا اخي - كرامتي تنقح عليا يا استاذ أمين لو علياء نفسها هي اللي رافضاني و أنا بفرض نفسي عليها قالت مديحة - لكن يا ختي انتوا جايين بدري أووي انتوا معملتوش فرح و لا ايه - لا عملنا طبعا لكن حجزنا القاعة بالنهار - بالنهار و يوم التلات دي حاجة كويسة خالص جديدة دي - حضرتك يا مدام ..... - هدى يا ختي ساكنة فوقيكم في الدور التامن - أحنا لقينا قاعات الافراح بيعملوا خ** على حجز القاعات بالنهار و أيام غير الخميس و الجمعة و السبت و الاحد فاختارنا يوم الثلاثاء عشان نوفر ده بيبقى بنص التمن بس - يااااااه يا استاذة علياء جميل جدا انك مقدرة ظروف عريسك كده - علياء دائما معايه على الدنيا عمرها ما كانت مع الدنيا عليا أبدا يا استاذ ممدوح . - يا ترى بقى أنت كمان معاها على الدنيا و لا عليها - لا طبعا يا مدام سامية أنا اكيد معاها و بابدلها الحب بحب و الوفاء بوفاء - ربنا يخليكوا لبعض ، مش عارفة عبد الحليم مجاش ليه لغاية دلوقتي . - زمانه جاي يا منال يا اختي الغائب حجته معاه - عادي بقى يا مديحة . - -
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD