دخل الحمام مباشره بعد رحيل زهره هاربا من مواجه نور و هي عادت الي السرير طامرة رأسها تحت الشراشف تدعي النوم ، تظن بانة رفض القوت منها لأنها تثير اشمئزازة ، و تمنحه الحق بذلك ..........
و لكن لما يجلس بغرفتها الي الآن ؟! .....
و زهره ما علاقتة بها ؟!! ...
و هل يحق سؤاله عنها ؟ معاتبتة ؟!! ....
لا ، لا يحق لها ذلك .... و بأي حق تسألة ....
ابحق تلك القبلة في الحمام ؟! ....
و التي لم يثنيها حتي الآن ....
لابد أنه ندم عليها ، لهشا السبب لم يكررها !
و لكنها أحبتها ، أحبت قبلتة و النوم بجوارة ،
تشعر بة يحتويها ، يعري مشاعره أمامها فيعزز حس انوثتها المطعونه ، تشعر بالفخر عندما تفكر بانة اختارها هي بالرغم من كل الفروقات التي تفصلهما ، ضاربا مكانتة و التقاليد عرض الحائط ...
مندفعا نحوها هي بالذات بالرغم من وجود كل تلك الاناث ذات الجمال الخرافي تحت تصرفة و أمره ينتظرون اشارة من اصبعه ......
و لكن كل تلك الأمور ذهبت مهب الريح أمام حقيقة أنها أبدا لن تتمكن من أن تعطية حاجتة بالقوت ، لن تتمكن من منحه ا**ير الحياة ، و دائماً سيحتاج زهره .....
مرغت وجهها بالوساده تكتم تنهيداتها و تندب حظها العاثر الذي كتب عليها أن تعاني الأمرين ....
_ وقف جاك تحت المياة البارده التي بسياطها الابرية ، يعاقب نفسه علي ما أقدم علي فعلة بلحظه ضعف غيبت عنه عقلة ، عاجز عن محو نظرة نور الم**ور و الحزينة من عقلة ، ما كان يجب أن يقتات من زهره أمامها ، ماذا حصل لة ليفقد رشده بتلك الطريقة ، و هو الذي في حياتة كلها لم يفقد السيطره علي نفسة حتي و هو بأقسي و أعظم حالاتة عتيآ ... ؟!! .......
و المسكينة زهره ، لقد أذاها ، زهره الرقيقة لا تستحق منه تلك المعاملة القاسية و ا***ذه ، أنه حقير دوني لا يستحق حبها و شغفها و أخلاصها لة لطوال تلك القرون رافضة التخلي عنه و اختيار شريك آخر غيرة ، اربعه مئة سنة و هي بقربة ، لا تشكو اهمالة ولا رفضة المشين لها علي أمل أن يرضخ للأمر الواقع و يقبل اختيار و الدية لة ، غافلين أجمعين عن أنه طوال ذلك الوقت کان بانتزار نصفة القابعه في سريرها تبكي بمرارة ، يشعر بشهقاتها كخناجر تمزق و جدانة .....
خرج من الحمام مترددا ايعود الي السرير أو يغادر الجناح متحاشيا مواجهتها ، و لكنه قرر بعد في نهاية الأمر ... و خرج من الجناح .....
و هي بدورها إحتضنت نفسها مسترسلة في البكاء المرير ، بكت و بكت الي أن غلبها النعاس بغفوة مضطربة ..........
*. *. *.
دلفت المكتبة تفتش عنه ، فهي لم تراه منذ أيام .....
ما تزال توظب علي التدريب في غرفة رفع الاثقال كل ليلة بعد مغادره الجميع لصيد تلك الح*****ت الخاصة بالساحره ......
اذا أنهم يستعملونهم نهارا لتمرير الوقت بينما ينتظرون غروب الشمس للخروج من منازلهم و متابعه أمور حياتهم اليومية .....
لقد تعلمت بعض الأساسيات عنهم خلال تلك الفترة المنصرمه .....
انهم لا ينامون كثيرا ، اذا عده ساعات كافية لهم ...
ما تزال هي و جاك يتفاديان مناقشة ما شهدت علية ذلك اليوم ، يدعيان بانة لم يحدث .....
لقد علمت انه يحتاج للدماء مره او مرتين في الشهر حسب نسبة استعمالة لقوتة و اهدارة لقوتة ......
و زهره ، زهره قصة أخري ، لقد اخبرها جاكوب بأنها خطيبتة !!! .... خطيبتة المصون التي تنظر زواجهما منذ اربع مئة قرون !! حسنا ، لا تعليق !...
لا ل هناك تعليق ، خطيبتة تنام في غرفة لوحدها ولا تتجراء علي رفع بصرها او صوتها بحضورة ، ولا تمتلك حق معاتبتة لوجود امرأة أخري تشاركه السرير ، حتي وان كان هو من يأتي لينام بجانبها و لم تذهب هي !! ......
و اخيرا نأتى إليها هي التي لا تزال تجهل حتي الان ما هي مكانتها في هذا كلة ، و ما هو سبب أستمرارية وجودها في نفس الجناح معه الي هذه اللحظه .....
هل يملك مشاعر اتجاهها ؟! ....
نعم ، هذا أمر غير مشكوك فية ، إذ مشاعره أتجاهها تنفضح بوضوح بكل تصرفاتة و تعاملة معها ...... و تجاوزاتة علي تمردها ، بشرط علي أن يبقي هذا الأمر بينهما ......
و لكن بالرغم من كل هذا فأنها لا تسعر بالاكتفاء بل تريد المزيد ، المزيد من كل شيء ......
رفع بصره اليها لحظه دخلت علية تنف*ج اساريرة لرؤيتها ، لقد افتقدها في الفتره الاخيره لكنه ما يزال يأثر الهرب من مواجهتها بعد تلك الحادثة المشؤومه ، فيكتفي باللجوء الي جناحه بعد أن يتأكد بأنها تغط بنوم عميق ، و يستلقي بجوارها مكتفيا بمراقبتها نائمه و يغادر قبل أن تستيقظ ...
توغلت داخل المكتبة ...... تسمرت بارضها لحظه رفع وجهه الوسيم اليها يبتسم لها ، حاكت ابتسامتة الفاتنة تشعر بها تسرق نبض قلبها للحظات ، تتمني إستمرارية هذه اللحظه للأبد ، لحظه انساتها غضبها و حنقها منه ، تتأمل جسده الضخم يحتل نصف الطاولة أمامه ، الكتب مفروشة فوقها بكل مكان ، منها المفتوح و منها المغلق .....
أقتربت منه تتعانق نظراتهما ، نفتونة بعينية التي تشبة لون الشمس و معالم وجهه الجذابة الموشحه بالقسوة و الجديه .....
أتسعت ابتسامته لاقترابها يكشف عن اسنانة اللؤلؤية و انيابة المسننة فعبست تستعيد ذكرايات تلك الليلة مجددا و غذائة من زهره ، تسمرت بننتصف الغرفة رافضة التقدم الية ، ترغب بالهرب ، تشعر بقلبها ينقبض ، و روحها تئن ......
ترك المقعد يسارع اليها بنفسة ، يلاحظ تبدل مزاجها و تهجم ملامحها ، مستشعرا غضبها ، حزنها و خوفها .......
و من دون اي تعليق اخذها بين ذراعية برفق تام ، يحتوي جسدها الضئيل مقابل جسده الصلب ، رفعها عن الارض فأحاطت عنقة بيدها تلقائيا ، و قبلها دون مقدمات ......
بدت لطيفة و خجولة شمسة و نصفة الثاني ، تعطية ما يحتاجه منها ، تبرهن له انها مناضلة ، محاربة ، شجاعه .... وقادره علي ان تكون علي قدر المسؤولية التي سيلقيها علي عاتقها ، غافل عن انه سيصل لمرحله سيرفض المخاطره بها لاي سبب من الأسباب .....
اجليها بحضنة كطفلة صفيرة يداعب شعرها بيد و يقرأ كتابا باليد الاخر ....
تن*دت تشعر بسكينة عميقة و كأن الكون قد توقف عن الدوران و لم يعد لغيرهما وجود علي هذا الكوكب .............
*. *. *.
_ دلفت ثريا الغرفة بعد أن طرقت و سمحت لها بالدخول .... فابتسمت نور تلقائيا ما أن شاهدت وجه ثريا البشوش مقبل عليها ..... و كم كانت تمتلك نفس ملامح وجه أمها ، التي سبق ورأت صورتها. .... فهمست ثريا برقة و نعومه بعد أن جلست :-
_« ماذا تفعلين ؟!! ..... »
ؤفعت نور يدها بكتاب كانت رواية قديمه تاريخيه ، استعارتها من مكتبة جاك الخاصة و التي سمح للحكيم باعطائها رواية منها ، و أخبرها الحكيم أن هذه المكتبة خفية لا يعلم مكانها سوي ثلاثة أشخاص فقط .... و لم يسمح جاك لاحد من قبل دخولها ... لوجود و ثائق سرية بها ، تخص المملكه و الساحرات ..... و همست بهدوء و ارتسمت علي شفتيها ابتسامه جميلة اظهرت اسنانها اللؤلؤية :-
_« كما ترين ..... اقراء قليلا ...... »
*. *. *.
و بتلك الاثناء كان جاك يتحدث مع الحكيم ببعض الاشياء المهمه عن وجود خائن و حينها انفتح الباب بقوة .... وهب جاك من مقعده ....و صرخ بالحارس :-
_« كيف تجرؤ علي الدخول دون استئذان .... »
ارتجف الحارس و هو ينحني قائلا بخوف :-
_« مولاي أعذرني علي وقاحتي لكن هناك مصيبة حدثت ...... »
فسألة جاك باستغراب و هو يراه علي وشك الاغماء :-
_« ماذا هناك .... »
_« علي جلالتك التوجه إلي منزل حكيم القرية بسرعه ..... »
وسقط بالفعل مغما علية .... فتحدث الملك للحكيم قائلا و هو يعدل من عبأتة علي كتفة :-
_« سأرب ما الذي يحدث ..... »
تحدث الحكيم نعمان و هو يراه يتحرك باتجاه الباب و هو ياخذ معطفة هو الاخر :-
_« جاك أنتظر ، سأتي معك .... »
بعد مشا**ات كثيرة بين الحكيم نعمان و جاك ، جاك يطلب منه الجلوي و نعمان يخبرة ببرود الا يتخذ اي قرار يخصة بالنيابة عنه ......
انتها بهم الحال بأخذ الملك للحكيم و ااتوجه نحو حكيم القرية بسرعه و خلال لحظات كانو امام عتبة منزلة و صدم مما رأى .....
كانت البلده تضج بالصراخ و الدخان يمليء المكان ، عقد الملك حاجبة و اقتحم منزل حكيم القرية ....
وصاح بصوت عال بغضب .... مما ادي الي صمت الجميع و الانحناء له :-
_« ما هذه الفوضي ؟! ..... »
قال حكيم القرية و هو ينحني :-
_« مولاي ، الملك جاك ..... »
اوميء له جاك براسه ، و تحرك و اتخذ مقعد الحكيم علي رأس المائده و اشار لهم بالجلوس .ط، فجلس الجميع برهبة ....و سأل بهدوء :-
_« ما هذا ..... »
فتحدث حكيم القرية بهدوء و هو يتحرك ليقف امام الملك :-
_« مولاي ..... بركان سيولا بدأ بقذف حمم بركانية في أماكن متفرقة بالعاصمه .... »
فاقترب الحكيم نعمان بتفاجأ و هو يهمس بدهشة :-
_« كيف هذا ؟!! ..... بركان سيولا محاط بالجبال العالية و طوال قرون لم تستطع الحمم البركانية بأن تتجاوز تلك الجبال لتصل للعاصمه و بهذه السرعة .... فماذا حدث الآن ؟!! .... »
تحدث حكيم القرية بقلق ظاهر علي ملامح وجهه المسنة و هو يمسح عرق وهمي عن جبهته :-
_« هذا صحيح حضره الحكيم .... ولكن الأمر أختلف الآن .... فقد أصبح البركان في حالة ثوران مخيف حيث ان حممه استطاعت الوصول للعاصمه و القذف علي الشعب ..... »
ساد صمت هادء الغرفة قبل أن يتحدث حكيم القرية مره اخري :-
_« لا نعلم ماذا يجب أن نفعل ..... لم نعرف كيف نعالج هذه المشكله لانها من الكوارث الطبيعية لذا اضطررنا لاستدعاء الملك ..... »
عقد الملك حاجبة قليلا و ساد صمت كئيب الغرفة و بالخارج كان لا يزال الصراخ قائم .... لثواني معدوده قبل ان تنفك عقد حاجب جاك و وقف و هو يقول بهدوء مطمئن الجميع :-
_« لا داعي للقلق ... سأتدبر الأمر ..... »
و تحرك خارج البيت الصغير و من خلفه الحكيم نعمان و انحني الجميع لهم ، و عرف حكيم القرية ان الملك وجد حل بالنهاية ، لذا تنفس بهدوء وهو يطمئن الجميع ......
*. *. *.
جلس جاك علي كرسي مكتبة داخل غرفتة ، و تحرك الحكيم بهدوء وهو يتمشي بالغرفة وهمس و هو يسأل جاك :-
_« بماذا تفكر ؟!! .... »
قال جاك بهدوء و هو يشبك يديه اسفل ذقنة :-
_« كان هناك خائن داخل غرفة الاجتماع .... »
فتوقف نعمان و هو ينظر اليه بغرابة و همس :-
_« و كيف هذا ؟! .... ما شأن هذا بالخيانة ؟!.. انه ثوران طبيعي بالنهاية ...... »
رمقه جاك بهدوء لثواني و قال ببرود :-
_« لا تنخدع ک الآخرين ، احدهم يمتلك قوة التراب ..... »
فهمس الحكيم نعمان بتعجب وهو ينظر الي ابن اخته بذهول :-
_« هل عرفت من الجاني بهذه السرعه ؟!! ... »
هز جاك راسها بهدوء و هو يقول :-
_« يمكنه شق جبل كامل أن أراد هذا .... »
صمت لثواني و عاد يقول بهدوء و هو يفكر :-
_« يبدو أن لدية حكمه في قراراتة ، أى أنه يفكر عده مرات قبل أن يتخذ هكذا خطوة و هو يعلم بعواقبها جيدا .... لذا جعلتة أحدا وزرائي لاسيطر علي قواة .... و لاكنه أختار الطريق الخطأ بالنهاية ، اعطيتة فرصة ...... و هو استغلها بطريقة خاطئة ..... »
ثم ابتسم بسخرية وهو بهمس قائلا :-
_« يبدو انه ليس بالذكاء الكافي ..... »