وحش الذكريات

2046 Words
ارتسمت إبتسامة متلاعبة علي شفتي نور و هي تنظر ل روجين ... عرافة المملكه ... التي كانت تنظر لها بهدوء .. فتحركت نور بنفس الابتسامه و جلست مكانها تتمعن النظر بها ... كانت داخل غرفتها حين دخلت عليها روجين مع الخادمه و ثريا اخت الملك ... و همست بصوت خافت متلاعب به بعض النعومه : _« كيف حالك يا روجين .... لازلتي كما أنتي ... لا تتغير ملامح وجهك أبدا ، هل يا ترا السبب هو عدم تقدمك في العمر ... ام انها تعويذة سحرية من تعاويذك .... لتجعلك تبدين صغيرة و جميلة كما انتي .... » أبتسمت روجين بالمقابل و هيا تنظر بها ، ثم فتحت التواصل العقلي مع جاك و هيا تقول : _« الأمر ليس أنها مختلفة يا جاك ... بل إن ذكريات نور و نور نفسها تتلبس عقلها الآن ... ولا أعلم كيف حدث هذا الأمر حتي ... » همس جاك داخل عقله و هو يقول و ينهي الاتصال : _« أنا قادم ... » أتسعت ابتسامته نور و هيا تنظر للخلف باتجاه باب الجناح قائلة : _« اووووة .... زهره .... كيف حالك يا اميراتنا و ملكه مملكه سيسليا ... اوة اسفة ، انتي لم تصبحي الملكه بعد ... اليس كذلك ... » جزت زهره علي أسنانها و هيا تنزر باتجاه الجالسة بغيظ و هيا ترسم ابتسامه سخيفة علي و جهها مما أشعر زهره بانها تسخر منها ... ولاكنها يوجد بها شىء مختلف ... مهلا ، ماذا عنت بما قالتة ... ما الذي كانت تقصده .. و بتلك الأثناء اقتربت روجين و هيا تجلس علي الكرسي بجانب نور و هيا تتمعن النظر بوجهها الجميل .. و تلك الهالة المنيرة التي تشع من جسدها ... تكاد تخطف أبصارهم ... و خلال دقائق ... دلف جاك و من خلفة الحكيم نعمان الذي كان يتسأل عما يحدث ... و احتدت نظرات نور مره أخري وهيا تنظر لجاك .. مما جعل الحكيم نعمان مستغرب مما يحدث .. و ما سبب تلك النظرات الشريرة التي ترمق بها نور .. جاك .. و جلس الجميع من حول الطاولة الموجوده بأحدا جوانب الجناح ... و رفعت روجين يدها و هيا تفتحها أمام نور .. تطلب منها و ضع يديها داخلها ... مما جعل نور تعود بعيناها باستغراب باتجاهها مره أخري ... و لاكن روجين كانت مصرة علي أن تضع يدها بيدها ... مما جعل نور تتألف وهيا تضع يدها بيدها ... و بثواني أ**دت أعين روجين بالكامل بعد أن طلبت من نور أن تنظر بعينيها ... و بالمقابل ساد اللون الاسود بعين نور هيا الاخري باكملها ... و شعرت نور ببعض الاضطراب .. مما جعلها تبعد عينيها من عين روجين و حاولت انتزاع يدها و هيا تخبرها ان تترك يدها .. ولاكن روجين كانت لا تزال مصرة علي عدم ترك يدها .. و حين التقت اعينهم مره أخري ، عاد اللون إلاسود يسود اعين نور مره أخري ... و تكلمت روجين وهيا تقول : _« أين و ضعتي الكأس يا نور ... » غضب جاك جدا .. مما تحاول روجين هيا الأخري الوصول له ... يعلم جيدا أن حلم الجميع منهم هو الوصول لكأس الخلود ... و إن يكونو خالدين ... و لاكن قبل أن يتحدث .. أبتسمت نور بهدوء و هيا تقول : _« وهل تتوقعين مني أن أخبرك يا .... روجين ..» كأنت نبرتها مختلفة ... نبرتها الهادئه .. اخبرته أن من تتحدث الآن هيا نور زوجته التي توفيت ، او قتلت قبل 300 مئة سنة ... بنفس تلك الغرفة الجالسين بها الآن ... ذادت اتساع ضحكه نور و هيا تلتف برأسها تنظر لزهره ... التي قشعر جسدها بخوف و هيا تنظر لاعين نور السوداء بالكامل .. دون أي نقطه بياض واحده حتي .. و همست نور و هيا تستشعر خوفها ... : _« و انتي ... يا زهره ... دخلتي نفس الغرفة مره أخري. ... نفس الغرفة التي قتلت أنا بها ... و كنتي انتي السبب ... الستي تبحثين أيضا عن الكأس ... لتكوني خالده يا زهره ... » والتفت برأسها ل جاك و هيا تقول بنفس الابتسامه : _« اوووة ... انظرو من هنا الآن .... جاك العظيم بنفسة .... بنفس الغرفة التي شاهدني أقتل بها أمام عينيه و رغم هذا لم يأخذ أي إجراء تجاه القاتل ... بل بالمقابل كرمه و سامحه و وضعه بجانبه ... » صمتت لثواني و هيا تتأمله بعينيها ثم عادت تقول مره أخري ببعض الحزن ... : _« .. لم أكن أعرف ... أن موتي رخيص عندك .. لتلك الدرجه يا جاك ... صدقني لم أعرف ... كل ما كنت اعرفة و اقسمت به يوميا .. هو أن جاك الملك العظيم للمملكه .. ليس ظالم ... يعاقب القاتل و كل مخطأ .... و لأكن انظر ... ها أنا هنا ... خسرت الرهان الذي راهنت به عليك ... و مت أنا فدأ لكم جميعا ... و عشتم جميعا حياتكم بكل هدوء ، وكأن شيء لم يحدث ... و كأني لم أقتل ....و كأن وجودي من عدمه لا يفرق أي شيء ... » أبتسمت بهدوء و عينيها السوداء امتلئت ببغض البلورات الشفافة و عادت تقول بنفس الصوت الحزين : _« أنت أيضا تبحث عن الكأس ... اليس كذلك .. داعني اخبركم شيء ... انتم لن تجدو الكأس ابدا ما حييتم ... حتي أن و جدتوه ... لن تستطيعو الحصول علية ابدا .... و لن يستطيع اي شخص منكم أن يجعل نور تتذكر ... لأنه ببساطه .. ذكرياتي تم اطعامها ... لوحش الذكريات ...و لن يستطيع اي أحد منكم الحصول عليها ابدا ... » صمتت و هيا تنظر ل حكيم نعمان الذي امتلئت عينيه بالدموع ... : _« كيف حالك ايها الحكيم .... لقد كبرت يا رجل ، تبدو لي بصحه جيده أيها الحكيم .... أنا افتقدك جدا صدقني ... و لاكن أعلم أنني دائما حولك .. » كاد يتحدث ... و لاكن صوت زهره الخبيث هو من عاد يصدح في المكان و هيا تقول : _« ولاكنك اقسمتي ذات يوم ... علي أن تحمي الملك جاك بحياتك يا نور ... » نظرت لها نور بهدوء و هيا تقول : _« أقسمت .... و نفذت قسمي لآخر ذرة بحياتي ، حمايتة ...و حمايت مملكته، و عرشة الذي كنتي تحاولين الحصول علية ... و حميت الشعب من أن يفقد ملكهم الذين يحبونة ... نفذت وعدي يا زهره ، ولاكن يجب أن تعلمي .. أن حماية الملك لم تكن من أولوياتي .... كانت من أولويات حراسة ، ولاكن مع هذا ، فعلت و حمايتة .... و لأكن ما الذي قدمتية انتي بالمقابل للمملكه و الملك يا زهره ..» وصمتت ثواني و هيا تتمعن النظر ل زهره و كأنها تنتظر منها اي أجابة ...و لاكن زهره كانت غاضبة و لم تتحدث او تفتح فمها باي شيء ... و عادت نور تقول بصوت خافت :. _« دعيني أخبرك ماذا قدمتي ... لا شيء ، بالمقابل لا شيء ... انتي مجرد ملكه بالاسم يا زهره ، لستي الملكه فعليا و لا تمتلكين اي سلطه من سلطات الملكه لمملكه سيسليا ... تلك هي الحقيقية .... » وقفزت زهره غاضبة و هيا تحاول أن تشد نور من وجهها علها تضربها ... و لاكن يد نعمان التي أمتدت تمسكها و تمنعها من الوصول ل نور ... و لتلك اللحظه ... اختفا اللون الاسود من أعين نور ، التي نظرت ل ثوره زهره باستغراب و خوف ... ثم ترنح جسدها قليلا و هيا جالسة ... و شعرت ببعض الدوار و التعب يعصف بها ... تريد فقط النوم ... ثم ستسألهم عن سبب اجتماعهم ب جناحها عندما تستيقظ ... ووقفت بهدوء وترنح و هيا تحاول الوصول للسرير .. و لاكن قبل الوصول ترنح جسدها و كادت تسقط نائمه .. و التقت جاك جسدها بهدوء بين يديه ... ثم حملها و أقترب ووضعها داخل سريرها .. و طلب منهم الخروج ، و جلس هو بجانبها علي السرير يتمعن النظر بها بملامحها البريئة .. ببعض الذنب الذي يتأكل بداخله ... /______________________ فتحت نور عينيها بهدوء و هيا تتثأب .... واعتدلت جالسة .. لا تعلم كم مر من الوقت وهيا نائمه ... ولاكنها حين استيقظت كان المساء قد حل ... فتحركت وارتدت فستانها و تحركت للحديقة بالخارج ... جلست علي أحدا المقاعد ... بهدوء حزين ، أجل حزينة ... تفتقد عائلتها ، ابيها و أمها و صديقتها .. و اخيها أيضا .... لا تتذكر ما حدث بالصباح مع العرافة ... كل ما تتذكره أنها ذهبت للتمارين ... ثم وجدت نفسها جالسة بالغرفة أمامهم .... اليست مهتمه بما يحدث ... تريد فقط الذهاب للمنزل ... تريد العوده لمكانها الطبيعي بعالمها الطبيعي ... شعرت فجأه و كأنها تشعر وتحدد نقاط ضعف أحد و نقاط قوة ... نظرت حولها بهدوء .... سبحث عن صاحب تلك النقاط ، ولاكنها تعلم جيدا أنه هناك شخص ما يقف بالجوار ، مهلا ... هل حددت الآن نقاط قوة الشخص و و ضعفة ... تبا كيف حدث هذا ، كيف شعرت به .... همست بصوت خافت وهيا تقول : _« يمكنك الخروج ... لا داعي للأ ختباء ...» مرت دقائق وهيا لا تزال مكانها ، ولا تجد أحد حتي ظنت أنها مخطئة ... ولاكن بتلك اللحظه خرج .. أجل خرج و أقترب منها بهدوء وهو يتمعن النظر بها .... ثم تجمد مكانه للحظات وهمس بصوت أجش خشن : _« نور .... كيف .... كيف هذا ؟....» أجل كانت نور هيا الجالسة ... نفس الفتاه التي التقاها منذ 300 مئه سنه ... ولاكن كيف ، لقد قتلت ، كيف لا تزال أمامه .... نفس البشرة البيضاء الشاحبة ، الشعر الاسود المنسدل ک سواد الليل ، عينيها الكحلية .... نفس الملامح .... تبا له ، ... أقترب ببطء و لازالت نظراتة تلفح صفحه وجهها ، و بتلك الحظه ... تخللت انفة رائحه ذكية جدا ، مثيرة و فاتحه للشهيه ... ظهرت اسنانة بتلك اللحظه و التفت ينظر حولة و كائنة يبحث عن تلك الرائحه ... ولاكنها أجل كانت هيا رائحه نور ، ولاكن بسبب تلك ال قلاده التي حول عنقها ، كانت الرائحه بعيده عنها جدا ، وكائنها ليست قادمه منها هي ... و حاول الآخر السيطرة علي شهيتة و اقترب منها بهدوء بعد أن سيطر علي نفسة ، و اختفت أسنانه المدببة .... : _« هل يمكنني الجلوس .... سيدتي ؟!...» نظرات له نور و هزت رأسها بنعم ... و أقترب ببطء ، علي الرغم من خوفها ، ولاكنها كانت بتلك اللحظه تشعر بأنها قادره علي حماية نفسها ولا تعلم كيف ، ولاكنها كان تشعر بهذا الأمر ... و جلس بجانبها بعض الشيء وهو يناظر وجهها الجميلة : _« أنتي حرم من هنا يا سيدتي .... » نظرت له و هيا تعقد حاجبيها باستغراب ، لم تفهم سؤالة ... لذا فضلت عدم الإجابة و ظلت ترمقة وهيا تقلب السؤال برئسها علها تفهم ما يسألة : _« يبدو انكي لستي من هنا .... » ثم وقف واخفض رأسة و هو يقول : _« أهلا بكي سيدتي الجميلة .... أنا جاكوب ، طبيب المملكه ... و تلميذ للحكيم نعمان ... » ابتسمت ما أن شعرت بالطمئنينه و هيا تحيية برأسها و شارت له بالجلوس ... : _« انتي هيا إذن الأسطورة .... » صمت وهو يتمعن بها اكثر ، وحين تمعنت النظر به ، كان شاب طويل القامه ، مفتول العضلات و كائنه بال تلاثنيات من عمره تقريبا ، هذا من شكله و لأكن بالحقيقة لا تعلم عمره الحقيقي و كم يبلغ من الالف او المئات سنه .. و فضلت عدم السؤال ، و عاد يقول : _« هل تعلمين أنكي تشبهين الملكه السابقة للمملكه ... » هزت نور رأسها و همست بخفوت ناعم : _« أجل أعرف .... » وعادت لتصمت مره أخري و هيا تبعد وجهها عنه و نظرت للحديقة حولها و التي كانت منارة فظهرت الورود الجميلة بمختلف ألوانها حولهم .... : _« عذرا لم أفهم سؤالك منذ قليل ... عن حرم من أنا ... لم أفهم ، هي يمكنك أن تشرح لي رجاءا ..» هز رأسها و قال و هو لا يزال ينظر لها ...: _« حسنا ساخبرك بعض الاشياء عنا ... هي ... اولا نحن لا ننام كثيرا ... إذ عدد ساعات كافية لنا ، نسائنا من المقدسات ، كل ذكر منا عنده انثاة التي يعتبرها أثمن شيء بعالمنا .... ، نحترمها و نحتويها و نعشقها بكل كياننا ، نعتبرها تؤائم روحنا ونصفة الثاني التي في حال فقدها سيغمره خواء يستحيل علي اي انثي أخري ملئه ... » صمت يبتلع ريقه و عاد يقول بصوت هادئ : _« لدينا غيرة غريزية بحتة ، روح التملك عندنا تغيب عنا عمل العقل و المنطق و لهذه الاسباب بالذات يستحيل لذكر أن يرفع بصره بأنثي ذكر آخر .... ، وإلا ستقع علية كارثة لن تنحل إلا بمقتلة ، اذا سيسعي شريكها لفرض سيطرتة و إثبات ملكيتة و القضاء علي التهديد الذي لا يزول إلا بمقتل الدخيل ، و لهذا السبب لا يجرأ اي ذكر كان علي ابتغاء انثي غيرة وإلا العواقب لن تكون حميده أبدا. .... هل تفهمين ما أقصده ... » هزت رأسها بهدوء و هيا تستوعب ما يقولة ذلك الرجل ....
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD