مخيم اللاجئين

628 Words
خيمه بارده تتشاركها مع امرأه وولدين صغيرين ، ضحية اخرى من ضحايا الحرب فقدت زوجها و بقيه أفراد عائلتها و جاءت إلى هذا الملجأ الذي كان يقع على الحدود مع الاراضي التركية. نظرت الى الفراش الصغير الموجود في طرف الغرفة بغطاء رقيق بدون وسادة. فكرت قليلا بداخلها :" هل هذا ما سيقيني برد الشتاء القارس انا و اخي؟ كيف سنعيش هنا؟". لم تكن تملك الكثير من المال، بعض الورقات النقدية اعطتها لها الجاره ام إحسان. كم ترجتها ان تبقى معها :"خليكي يا بنتي و الله خايفه عليكي انت صغيره و اخوك كمان صغير كيف راح اتدبرو حالكن لك مفكره انها سهله عيشة المخيمات لك هون احسنلك". :" بس ياخالتو لامتى راح ظل هيك ليكي مثل مانك شايفك هون غربة و هناك كمان غربة ماراح تفرق بس امانه ادعيلي الله يسترها معي اذا الله راد و تسهلت اموري هنيك ماراح أنساكي و راح أبعثلك مصاري لأنه انت الوحيده البقيانه من اهلي". " الله يحفظك يا بنتي و سامحيني انا بعرف انك مانك لاقيه راحتك و بنتي و جوزها هون إنت بتعرفي هني كمان بيتون إتدمر بسبب الحرب ". صوت السيده التي تتشاركها الغرفه و هي تناديها أخرجها من شرودها:" اختي لين وينه اخوكي الدنيا عتمت و الجو برد كتير روحي جيبيه و انا راح شوف شو في عنا عشاء". اومات لها بايجاب ثم شدت الغطاء الاسود باحكام على وجهها و خرجت من الخيمه بروح خاويه تبحث عن أخيها الصغير الذي كان يلعب مع بعض الأطفال أمام الخيام المنتشره هنا و هناك،جذبته سريعا من يديه و دلفت الخيمة مره اخرى رغم إعتراضه فهو كان يريد البقاء مع رفاقه الذين تعرف عليهم ليلعب... وجدت الغرفة مضائه بقنديل كبير معلق في السقف. ترددت قليلا قبل أن تسألها.. " اختي ،كيف بقدر احصل على غطاء تاني و الله امبارح جمدنا انا و اوس من البرد ". أجابتها الأخرى لكن دون حماس :"المسؤولين هون كل فتره بيوزعوا غطاء و فراشي على الخيام بس لما بتروحي لعندهم بيظلوا يماطلوا راح يقولولك قدمي طلب و بعدين بتبقى تستنى و ماراح يعطوكي شي الا اذا هن بدون لان في اوقات معينه بيوزعوا فيها الاكل و الاغطيه و الفراش... اساليني انا صارلي 8 شهورعلقانه هون... ". أردفت من جديد و قد تسلل داخلها بعض اليأس : طيب شو الحل راح نموت هيك". " في خيمه كبيرة موجوده اطرف المخيم لما تشوفيها راح تعرفيها روحي و قابلي المسؤول هنيك بلكي بيحن قلبه و يعطيكي شي تدبري حالك فيه". لين: طيب انا من بكره الصبح راح روح لعنده ". وداد : طيب حبيبتي لاتنسي تحطي الغطاء على راسك و الله خايفه عليك و انت ماشاءالله كتير حلوه و الناس هون ما بترحم... الله يسترنا يا رب". لين :حاضر يا اختي ماراح انسى". -وداد : طيب تعي كليلك لقمه و الله انا من يوم ما اجيتي ماشفتك عم تاكلي". لين بامتنان :"كثر خير و الله انا لولاكي ماكنت راح اعرف اتصرف". تمددت على الفراش البالي تحتضن أخيها الصغير بقوه تفكر ماذا ستفعل كيف ستعيش هنا؟ خيمة بلاستيكة لا تحميهم من برد الشتاء و امطاره و ثلوجه البارحه استيقظت على انين احد الطفلين يعاني الحمى، السيدة وداد التي تتشاركها الخيمة حكت لها كثيرا عن عده أطفال ماتوا هنا بعده أمراض كالحمى بسبب بروده الطقس و لا أحد من المسؤولين يهتم فما يهمهم فقط مصالحهم الخاصة. اغمضت عينيها بتعب تتمنى في غد افضل. حل الصباح لتستيقط لين على أصوات اللاجئين في الخارج و أطفالهم الذين كانوا يلعبون غير عابئين بما يجري حولهم اوصت السيدة وداد بأن تهتم بأخيها ثم قصدت طريقها لتبحث عن خيمه احد المسؤلين على المخيم، وبعد طول انتظار سمح لها أن تقابل المسؤول عن حل مشاكل المخيم... حركت لين رأسها بيأس بعد أن خرجت من الخيمة و التي لم تستفد شيئا من هذا الاجتماع سوى بوعود فارغة إعتاد هذا الرجل ترديدها على كل من يأتونه من سكان المخيم... تن*دت بيأس داعية الله أن يف*جها قبل أن تأخد طريقها عائدة من جديد نحو خيمة السيدة وداد.... يتبع ❤️♥️❤️♥️?
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD