تاريخ يعيد نفسهُ

1000 Words
بكل انبهار كإنها يحفظ ملامحها، ثم قبلته الحانية علي جبينها وكإنها قبلة ام لصغارها، واستفاق من تركيزه مع ابنه علي صوت مهاب وهو يدلل جميلة - مهاب. جميلتي، اهلا بيكي ف الدنيا معايا، انتي عارفه؟ انتي هتكوني صاحبي بدل الولد اللي محدش راضي يجيبهولي ده، وهدخلك المدرسة كمان معايا(وتكون جميله ناظرة اليه وتص*ر اصوات اعتراض وكإنها تناقشه، ليدر عليها مهاب) مش عايزه تروحي المدرسة؟ ليميل عليها ويحدثها بأذنها بصوت عال نسبيا خلاص بصي احنا هنروح نحضر الطابور وبعدين نهرب من الكلاس نروح نلعب كورة، لتضحك جميلة مرة اخري، ويكمل حديثه وهو يقول، وعارفه كمان هدخلك معايا الكلية، انا عايز ادخل كلية الهندسة عشان ابقي مهندس بترول زي خالو توفيق، عارفه ليه، لانه بيسافر كتير وبياخد فلوس كتيير اوي، وانا مش عايز اسافر واسيبك فهتطلعي مهندسة ونسافر سوا، ثم يعود ليقبلها مرة اخرى - كل هذا وسط دهشة محسن وفايزة ومجدي ومريم، فمهاب اقترب علي ساعة وهو يحدث جميلة وهو لا يجلس هذة المدة بمكان واحد ابدا دون ان يجد شئ يشغل به نفسه للعب، نظروا جميعا الي بعضهم بنظرة تعجب ولكن ضحكوا ضحكة يفهموما جميعا، فحدثوا انفسهم بأن مهاب قد وقع بحب جميلة منذ اول نظرة، فضحك مجدي قائلا.. يلا علي بركة الله وانا موافق، ليضحكوا جميعا ضحكات عالية حتي مريم التي ارهقها تعب الولادة انتابها احساس بالراحة لانها شعرت بأن جميلة وجدت سندها في هذة الدنيا ومن سيعاونها علي حياتها في المستقبل ويحميها اذا لاقدر الله اصابهم مكروة، فاتجهت فايزه ناحية ابنها قائلة - فايزة:ممكن ياهوبا ياحبيبي تديني جميلة عشان طنط مريم تأكلها - مهاب. انا هأكلها ياماما - فايزه. هتأكلها ايه بس ياحبيبي - مهاب. هنزل اجيبلها بسكوت وكيكة - فايزة. لا هي ماتنفعش تاكل الحاجات دي - مهاب. خلاص ياماما انا شوفت كوكو في البيت عندنا في التلاجة هروح اجبلها واحطلها الكوكو علي الرز والملوخية زي ماانا بحب - فايزة. لا ياحبيبي هي لسه نونو هي دلوقتي تاكل لبن هتدهولها طنط مريم لو اكلت الاكل ده هتتعب - مهاب بفزع. لا لا بعد الشر عليها خديها اكليها ولما تخلص هشيلها تاني - ولكن المفاجأة حين اخذت فايزه جميلة من حضن مهاب انطلقت جميلة باكية بصوت اشبه بالصريخ، فازدادت دهشتهم حتي قال مجدي. لا بقي انت سحرت البت ولا ايه دي معيطتش لما خدوها من حضنا انا وامها -فصاح مهاب قائلا. خلاص ياعمو ايه رأيك تديني جميلة تعيش معايا في البيت وماما تديها اكل، فمسكه مجدي من ياقته وهو يضحك قائلا. ولا انت عايز ايه من بنتي بالظبط -فرد مهاب بعفوية. بصراحة كدة انا عايزها تعيش معايا زي مابابا وماما عايشين معايا وزي ماانت عايش مع طنط مريم، فرفعه مجدي وهو يمسكه من كتفيه قائلا، لما تكبر يابابا ابقي تعالي انت وابوك اتحايلوا عليا وانا اجوزهالك واديهالك خالص - محسن. تعالي هنا يااهبل اد*ك هتخليهم يتفردوا علينا، كل هذا وسط ضحكات فايزة ومريم ونظراتهم لبعض، وفرحتهم بأن هناك احتمال ان تستمر صداقة العائلتين وتتطور الي مااكثر من ذلك بالمستقبل - فذهب مهاب بحزن الي والده قائلا. بابا ممكن تيجي معايا نتحايل علي عمو مجدي يديني جميلة - فضحك محسن ورد. بص ياحبيبي انت دلوقتي تقعد معاها زي ماانت عايز ولما تكبر هجيبهالك تعيش معاك علي طول اتفقنا؟ - مهاب بفرح وعيون لامعة. اتفقنا يابابا - وانتهي اليوم وذهب محسن وفايزة الي شقتهم واخذت مريم قسط من الراحة ونامت جميلة وظل مجدي بجوارها ولكن هل من الممكن ان يترك مهاب جميلته بمفردها؟ بالطبع لا، فقد اصر علي الجلوس بجانبها حتي اخبرت مريم فايزة بانه سيبيت معهم الليلة وظل طوال الليل جالس علي كرسي بجانب سريرها لا يريد النوم وكلما يأتي اليه مجدي ليحمله الي السرير يخبرة مهاب انه لن ينام حتي الصباح لتكبر جميلته ويأخذها معه الي شقتهم، فيضحك مجدي ويتركة ويذهب ليجلس بجوار مريم وهم يطالعوهم - مجدي. تفتكري الواد حبها بجد - مريم. انا مش مصدقة ده الواد ولا عاشق عنده تلاتين سنة - مجدي. العشق مالوش سن ولا معاد يامريم، انا حبيتك من اليوم اللي اتولدتي فيه وفتحتي عينك عالدنيا لقيتي نفسك علي ايدي وكبرتي وكنت زي ضلك كنت انا صاحبك واخوكي وحبيبك لدرجة ان فوزية اختي كانت بتغير من ممعاملتي ليكي ولكن ابويا كان فاهم كويس وراح كلم جوز عمتي من يوم ماكملتي العشر سنين وشاف حبك في عنيا ان مريم لمجدي ومجدي لمريم ولو كان حد من الولاد او حتي البنات قرايبنا قربوا منك كنت بنزل فيهم ض*ب لحد ماحركوا كلهم يلعبوا معاكي - مريم. وجيتلك في يوم بعيط كنت انت مشغول في امتحانات الثانوي وقولتلك ان محدش في البلد راضي يلعب معايا، يومها مسكتني من ايدي وبوست راسي وقولتلي ان محدش ينفع يلعب معايا غيرك انت وبس، وقعدتني جنبك عالمكتب وكنت بتاخد راحة بين كل ساعة مذاكرة تلاعبني فيهم وترجع تاني تكمل، لحد ماانا كبرت وانت كنت هنا ف جامعتك وسبتني لوحدي ف البلد وجه محمد ابن خالتي يتقدملي، وانا رفضت وقولتلهم اني هستناك، خالتي يومها قالتلي مجدي خلاص نسيكي وراح لبنات مصر الحلوين وانتي هتفضلي قاعدة هنا. حاطة ايدك علي خدك وهو هيتجوز من بنات البندر اللي معاهم جامعة مش هيبصلك انتي بالدبلوم بتاعك، وقعدت شهر لا باكل ولابشرب وبس قاعدة في الشباك مستنياك تيجي لحد ماتعبت ودخلت المستشفي وانت اول ماعرفت جيت من مصر جري،ولما عرفت السبب اتخانقت مع ابويا وهو قالك انه كان فاكر ده كلام عيال وان انت هتشوف حالك بعد عني وفضلت قاعد جنبي في المستشفي لحد ماروحنا البيت وقولتلي سيبيلي بقي محمد ده انا هتصرف معاه عشان يتعلم مايمدش ايده علي حاجة متخصوش، واختفي محمد من حياتنا وخالتي قالت لامي انهم صرفوا نظر عني ومعرفش ليه لحد دلوقتي، ولما سألتك انت عملتله ايه قولتلي معملتش حاجة انا مش فاضيله، ورجعت علي مصر عشان تكمل اخر سنه في الجامعة -محسن. اللي متعرفيهوش بقي اني روحت لبيتهم اليوم ده ومسكته وانا كلي غيظ انه بصلك وكان بيحاول ياخدك مني وض*بته علقة موت وكل مااتخيل اني كان ممكن معرفش ويجوزوكي ليه اض*به اكتر لحد وبعدها رميته ف الترعة بس لحظه جم شباب البلد وخرجوه علي طول واول ماكملتي عشرين سنة وانا اتخرجت رجعت البلد وطلبت ايدك من جوز عمتي رسمي وخطبتك ست شهور بالظبط لحد مالقيت شغل في مدرستي القديمة ورجعت اتجوزتك وجينا علي مصر، وعيشتي معايا عالحلوة والمرة وكان مرتب المدرسة الحكومية مابيقضيناش لنص الشهر ومع ذلك كنتي بتتصرفي بعدها ربنا فتحها عليا من وسعه واتعينت في مدرسة دولية وجينا الشقة الكبيرة دي - مريم. واهو التاريخ بيعيد نفسه
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD