حبي الوحيد

597 Words
حبي الوحيدلا تلمني ،ولا تسلني، ولا تتلمس شغاف قلبي ،الهجر الجميل سبيلي،والوصول الى عالمي الآخر مطلبي، لن أتجرع النسيان ،ولن اكون نسيا" منسيا،اخترت الرحيل،وقراري كان بلا وداع ولا تأجيل،عذرا" مني وليس منك ،ولا عتب على نهاية محتمة لغرور مسنون،أخذت منك زجاجة ومرآة ،وتركت لك قلم وممحاة،عساني أنصف ذاتي بعد كم هائل من التهكمات والافتراءات،الغربة قدر وقضاء ،والفراق جواز سفر لقلوب الاوفياء،الغدر كان مس من شياطين الانس والجان ،أصبت به وأمعنت بصدقي الايذاء والضرر وعن اصرار وبلا سابق انذار. انحرفت مع دراما الأفلام العربية ،وجاهرت بواقعية الأفلام الغربية،ووضعت نفسي أمام صومعة وموقد وقنديل ورزمة أوراق ،وكنت أنت في مكان لا يشبهني ولا أخال نفسي أتصور معك هناك،رميتني بالتهم جذافا" مع انني جاهرت مرارا" تكرارا" ان كل كلماتي للأدب وكل نصوصي بعيدة عن قلبي وعن خصوصيتي ،وألحيت مع حفنة من الثرثارات الكهلات أن تقذفوني كما قذفت امنا البتول ،ورحلت غير مبالية بكم فقط عتبي على وقتي الضائع مع مجموعة ضالة شاردة ،تصفق للهفوات وللهنات ،وتابعت المسير ووصلت الى بر الأدب بعد جهاد وتعب وصعود شاق. ورائي لا بل في أسفل الدرج بقيت واكملت طريقي والارتقاء واليوم أنا أمتطي جوادي وأدب فوق كل التراب ،أستسقي مداد لدواتي وأشهر قلمي في كل حين وزمان. أطيب الهواء لتصبح العواصف نسائم عليلة ،وأجمل الحروف لتكون كلمات منعشات، وألون الصباح بألوان الطيف ،فأغزل مع شعاعات الفجر وشاح المحبة ،ليكون هدية لكل حامل قلم ينبض بفصاحة ويهف الى بلاغة وينطق بسحر البيان. سحاباتي الرمادية كأنها تذكرني بأحوال وأحداث ،وتمطرني رذاذات ترتاح فوق بتلات الورود ،وتغفو فوق خدود الزهور،تناضل لتبقى أكثر ولكن سرعان ما تتبخر وتترك وراءها الزهو والألق ورسالات للملأ. كفى هزيان يا قلمي ،وانطق عن الحب ولا تحزن ان لك قراطيس لا تنفذ وحبر لا يجف ولا ينضب. اليه بساتين وحدائق ومروج وسهول وجنات ،وله ميادين قصائد شعراء العصور الذهبية ،ولك يا غائبا" عني وحاضرا" في مزهريتي وعلى شرفتي وفي مزينتي مجالس يومية في مو**يت زاهية كالعيد ،براقة لماعة ماسية ،ومعك انملتي الذكية ،تكتب ما يحلو لك من كلمات راقية سرمدية. هذا هو الهوى يصفني بالجنون ويسمني حورية في أشكال السطور ،تارة في البحر وتارة في البيداء وتارات في الهواء مع عصافير الربيع ،ونوارس الشتاء. أهمس لك يا وطني الأصيل لا يشبهك مكاني هنا ولا يليق بك هذا الزمان ،أنت الفارس والفائز والحائز على قلب فتي لا يشيخ ولا يعتل ،يستمر بفرحه ويبقى على ديمومته ، ولك أن تجيب وأن تخيب ،اذا أجبت نلت واذا خبت حرمت. أحجمت عن أسراري ورميت لك سرائري وتوضأت بدموع العذارى ،وصليت في محراب الأعذار التمست لك مئة ولنفسي عشرة وقسمت بيني وبينك الكبرياء والاعتزاز والآباء فلك ثلث ولي الثلث والباقي لمن نراه مناصرا" ومنصفا" ويحكم بين آدم وحواء ليس بتفاحة ولا بالاغواء وإنما بغرام والتقاء. تتساقط أوراقي والعمر يمضي بدونك قصيرا" يشبه أقزام قصة بيضاء الثلج واما معك فيصبح عملاقا" عظيما" مديدا" كأنه انسان ما قبل كل زمان . حياتي بلا ليل في وطني الدائم الشروق للشمس ،وبنهاراته المتتالية العديدة،هو لي وحدي ولا شريك معي الا قلمي ودواتي وأوراقي ،وظلالك المترامية من حولي وفي وجداني. قدومك هين وبقاؤك حيث انت انتحار ،فلا تختر الا حقيبتي وسفينتي وشراعي ،الموج مسخر لك في هوجائه والمطر يسيرك كأنه أغان رومانسية تهدىء من روعاتك وتؤنس ودعاتك وتشي لك بحنيني وتحدثك عن أشو**ي وتسمعك يقيني كل ما كان في مهب الضياع والقادم أجمل والعناق قريب واليمين تلوح لك واليسار تحمل لك مكرمات جسام وقلب ينتظر وتينه فلا يصلح الا به ولا تستمر الدنيا الا معه. أخبرك اليوم كم أنت رائع وخطاء ،وكم ارتكبت من جنح بحق الحب وكيف تسألني عن حكم الحبيبة المتوارية وأنت الحكم والدفاع والمرتكب في آن. سامحتك لأجلك وعفوت عن كثير لأجلي وها أنا اليوم أحضر لك أمسياتي المضيئة بالبرق والومض والخواطر والأشعار . لا أقول أنتظرني بل أكتب انظرني الى يوم الحب وخذ مني الوجد والود وكل المجد.        
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD