منك حروفي وحركاتي وسكوني
كعادتي في الخريف أعيد ترتيب تفاصيلي وأنهك قلمي بحثا" عن أوراقي المبعثرة وعن الهاماتي المنتشرة واجاهد الفصول كي أعيش زمني مع الكآبة والمشاعر الصفراء والاحاسيس العميقة.
مررت بذاكرتي ووجدت بضع منك في كلماتي وعتبي على تجاهلك لكثير مني تركته يذهب معك ...
نظراتي وابتساماتي وكبريائي وحتى همساتي اما زالت تتردد بصداها في اعماقك وتخبرك عن الاشتياق وعن الحب وعن كثير من سعادتي وهنائي وعن حزني وآلامي..
افتح كيفيك سترى اسمي وانظر الى مرآتك تراني فوق جبينك العالي وانظرني في وتينك أسهر على قلبك وأرتب لك حنيني وحبي وودي وورودي .
أنظم لك دقاته ونبضاته لتكون قصيدتي التي تكتبها وروايتي التي تنثرها.
هل غفلت يا سيدي عن عبق فنجان قهوتي وهل نسيت زجاجة عطري وضاعت بين أغراضك مزينتي ومسرحة شعري و سواري وسلسالي وخاتمي وخلخالي...
و**رت فوق منضدتك دواتي وسقطت عن طاولتك نظاراتي وبقي قلمي بين يمينك معلقا" يخط ما تجلى له من كلمات ....
أحبك أعواما" وأشتاقك فصولا" وأحيا بك زمنا" طويلا" اذا ما نظرت الى المداد الازرق تراني السحاب واذا ما رأيت المداد الأخضر أكون ازهارا" واذا ما نحوت صوب المداد الرملي أصبح سرابا....
هيت لك نوني وحروفي لتبدع غزلا" ومديحا" وعشقا" وثابا هنا حبيبتك تكون جمعا" وافرادا....تنعم بعناق أبدي وتتحول جملا" فوق السطور
وفي حركات كلماتك تكمن روحي وفي سكونك هدأتي وشجوني..
يا رجلا" لم يعرفه تاريخ الهزائم ولم يكن الا في البطولات وحاضره أقحواني السيرة وناصع العنوان .
كن لي قصور الادب أو حتى كهوف الرسالات في كلا الحالتين انت الوحي الذي يطلب مني أن أكتب وان أقرأ وأن أنقش رسوماتك فوق شراييني وعلى الجدران وفي جذوع النخيل وعلى أوراق الياسمين.
أهد*ك أنملتي وليس لخاتم وانما لتكتب عنك حكاية حورية الكلمات بخواطر غنية بالسحر والبيان .
وانتظر ظلك في ليل حالك شمسه تسطع في ذاتي وألحق بركب الثائرين على التقاليد والأ.نظمة والقواعد المتحجرة في مزارات الآثار .
أراك يا هوائي ومائي ودائي ودوائي في مرآتي اخجل من ضحكاتي وأرجو أن أقف في نهاياتي أرتشف من معين حضورك رغد العشق وأقتات من كفيك حروفي وأنهل من أساطيرك أحلامي.
فراشة تتنقل تحت المطر وتسابق النحل الى رحيق الأزهار وعصفور يختبىء مبللا" بين وريقات صفراء فوق غصن سنديانة مقاومة للزوال.
ويبقى انتظاري وتوقي اليك سلطان أيامي لن تخر قواي ولن تهزل دواتي ولا ولن تشيب نواصي ريشاتي ...
لأنك وان كنت بعيدا" أقرب مني الي وإن كنت في كوكب آخر تع** لي أضواء" وتنير لي حياتي.
اكتبني أرسمني وفي كل ليل سوف أتلو محاضر الفرح مع النجوم وفي كل نهار سوف أخبر الشمس عن العشق المنثور لآلىء وعقيق ومرجان وياقوت ....
اذكرني في كهولتك ساكون عصاك التي تتوكأ بها وعليها ولاتنسني في زحام أفكارك لأبقى لك قاموس يحتوي حكايات سرمدية وبطلتها صبية من الطبقة الوجدانية تمارس طقوس الحياة الخالدة وتنعش فؤادك في شتاء عمرك القارس وتدثر روحك بمعطف من الجوري والزنبق الشامخ .
كن حبيبي طفلا" مدللا" في كل مراحل حياتك يكفيني أنك الحب والروح والعمر السالف والقادم والحاضر.