الفصل الأول

778 Words
الفصل الأول: قطرات العرق تغطي جبينها كزخات المطر والعبرات تنزل تباعا على وجنتيها، تلتف برأسها بحركة عنيفة يمينا وشمالا كأن وحشا ما احكم قبضته عليها، اشتدت قبضتها إحكاما على شرشف الفراش، تعالت وتيرة أنفاسها إلى أن اضحت أقرب إلى اللهاث من التنفس العادي كأنها قد ركضت إلى أن قطع نفسها، استيقظت فزعة تلمس عنقها المتعرق بأطراف اناملها تتحسس نبضها وتبتلع ريقها عدة مرات قبل أن تجهش في بكاء مرير تتقطع له النياط محاولة كتم شهقاتها التي باتت مسموعة نسبيا. بصوت مرتجف نخفض نسبيا قالت: إلى متى... إلى متى ستلاحقني هذه الذكريات، متى سأكون قادرة على تخطي هذا الكابوس واتخلص منه... كان من المفترض أن يكون هذا اليوم اليوم الموافق لعيد ميلادها ولكن هيهات انقلب إلى اسوء كابوس قد يواجهه المرء، فقد أضحى عيد ميلادها ذكرى وفاة اعز الناس على قلبها. بعد أن اخذت حمام دافئا تريح به اعصابها بعد ذلك الكابوس الشنيع الذي ما با يفارقها، ارتدت ثيابا سوداء تناسب ما تراه بعينيها تركت شعرها مسدولا بعد أن جففته. نزلت السلالم واتجهت إلى المطبخ مباشرة إلى الثلاجة أخرجت مربى الفراولة والجبن وخبز التوست ثم جلست على مائدة الإفطار تجهز شطيرتها... كانت تتناول افطارها غارقة في في بحر أفكارها حول ذلك الكابوس الشنيع الذي لا يفارقها عندما احست بيد على فخذها تلمسها بلمسات تقززت منها أوصال وتين، وقفت مبتعدة بضع خطوات إلى الوراء ليمسك ذلك الخبيث بيدها فتح فاهه ليرمي بسمه عليها كعادته مذ اضحت عمياء ولن صوت شقيقتها قاطعه... نسرين بصوت تشوبه الشكوك: ماذا يحدث هنا؟ جلال وقد رسم على وجهه إبتسامة مخادعة: لا شيء عزيزتي... أوقف كلامه واتجه نحو زوجته يحيط كتفيها بكفيه واقفا وراءها قائلا: لقد فقد وتين توازنها لبرهة فامسكتها من يدها خشية أن تقع. التفت نسرين ناحيته بنظرة مشككة ثم قالت: أليس لد*ك عمل اليوم؟ تنحنح جلال بخجل مسطنع وقال: كنت على وشك الذهاب انتظرتك لتنزلي كي اودعك واخذ طلباتك... غامزا إياها مكملا كلامه قائلا : للمساء... ثم غادر المكان يستشيط غضبا من مقاطعة زوجته له... وتين تحكي بعد أن غادر جلال البيت أحسست ببعض الراحة هممت بالجلوس فباغتتني نسرين بالسؤال قائلة: ماذا حدث لماذا اصبت بالدوار؟ جاهدت في رسم الإبتسامة على وجهي ثم اتبعت قائلة: بعد أن أقبل جلال أدركت انك ستنزلين خلفه فآثرت أن أجهز فنجان قهوة لك، ولكن بعد أن قمت بسرعة أحسست بدوار واختل توازني فامسك بي جلال ليساعدني خيفة أن اقع والباقي انت تعريفنه. ردت نسرين علي قائلة: فعلا من لا يعرفك قد لا يدرك انك لا تبصرين قلت بشيء من الحسرة: لقد مرت 3 سنوات بالفعل ردت نسرين بنفس النبرة: فعلا... عم ال**ت الارجاء لا**ره انا بكلامي: نسرين اريد ان أحدثك في موضوع مهم انتبهت نسرين وركزت ناظريها نحوي وقالت: ما الأمر؟ لم كل هذه الجدية في كلامك فجأة ؟ اجبت أنا قائلة: نسرين الأمر لم يعد خفيا البتة على اي احد منا.. قاطعتني نسرين بشي من الاستغراب في صوتها: ماذا تقصدين بكلامك وتين؟ لاكمل انا قائلة: جلال لم يعد يتحمل وجودي في البيت معكم ولا يتحمل مصاريفي ايضا، وانا الآن قد بلغت من الحادية والعشرين من العمر ساقوم بشراء شقة صغيرة وانتقل إليها في أقرب وقت. اجفلت بعد أن سمعت وقع قبضتي نسرين على الطاولة وهي تقول بصوت مرتفع: هل جننت ؟ ما هذا الهراء الذي تتفوهين به؟ انسيت بأنك عمياء؟ رددت بنبرة هادئة: كلا لم انسى، ولهذا يجب أن أغادر ... قاطعنا صوت جلال وهو يقول: دعيها تذهب لقد بلغت من العمر ما يمكنها من اتخاذ قراراتها بنفسها وكلانا يعلم جيدا اننا لم نعد نقدر على مصاريفها، وإذا ارادت البقاء معنا يمكنها أن تنقل ميراثها إلينا... لم تفاجئني نذالة جلال وطمعه الذي لا حدود له اخذت شهيقا عميقا ثم اجبته بابتسامة مستفزة على وجهي: لا تقلق سانتقل نهاية هذا الأسبوع سأجد شقة في غضون الايام القادمة وانتقل والآن استميحكم عذرا سأغادر. وقفت من مكاني وضعت نظاراتي وفتحت عصا المكفوفين وخرجت، وقفت مؤقتا إلى أن أتت سيارة الأجرة استقليتها وغادرت... السائق برسميه تامة: أين وجهتك يا آنسة؟ اجبته بهدوء: إلى شاطئ البحر لو سمحت. لم انتبه للمرور الوقت وانا شاردة في أفكاري إلى أن انتشلني السائق بكلامه قائلا: لقد وصلنا انستي. ابتسمت له وشكرته ثم أعطيته أجرته ونزلت فتحت عصاي وباشرت في المشي إلى أن أحسست بملمس الرمل تحت قدمي تقدمت بضع خطوات اخرى ثم جلست طويت العصا الخاصة بي ثم اخذت انصت لصوت الأمواج وهي ترتطم غي المنحدر الصخري، زقزقة النوارس، وضحكات الاطفال، إلى أن شردت بأفكاري كيف ستضحي حياتي كيف سأعيش بعيدة عن السند الوحيد المتبقي لي في هذه الدنيا اختي... مر الوقت سريعا دون أن ألحظ ذلك، ترجلت وقمت بنفض بقايا الرمل العالقة على ثيابي، فتحت العصا ثم اخذت اسير باتجاه الطريق أحسست بخطى شخصين خلفي أسرعت قليلا فإذا بهما يسرعان ثم فجأة ارتطمت باحدهم هببت بالاعتذار فإذا به يكمم فمي بقطعة قماش، حاولت أن أخلص نفسي لكن دون جدوى أحسست به يجرني إلى مكان ما ربما سيارة لا أعلم! أعضاء جسدي تخدرت عيوني تنغمض أنفاسي تثاقلت حينها فقطت أدركت أنني اختطفت ولكن لمَ؟
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD