الحلقة السابعة

3716 Words
لوحة فنية        الفصل السابع                  لا اعلم ما الخطب لكن علي البقاء بعيدا عن اليف وعلي وضع حاجز بيننا لكن لقد كانت جميلة جدا ! جميلة ككونتيسة سكوتلندية        ساحرة كاميرة هربت من رواية فرنسية خيلاؤها كبرياؤها له طابع ارستقراطي قاتل ! يسلب الانسان القدرة على التنفس ! اليف الرقيقة التي تسحرك بجمالها لكنها تقتلك بنظرتها (ارتفعت يد جسور بتلقائية الى فرشاة الرسم و قد بدأ يخط على اللوح بحماس) (سيد جسور ؟ هل انت بخير ؟ تبدو متعبا هل نمت في هذه الغرفة ؟) تكلمت اليف و هي تقف أمام جسور الذي خرج من المرسم مرهقا من الارق فقد قضى كل الليل يرسم دون توقف حتى اذا حاول النوم تسللت اليف الى احلامه فيستيقظ مقطوع النفس و يتجه الى مرسمه ليرسم ما راه                    اقسم انك ان اقتربت مني سيكون مصيرك مثل ذلك الرجل ! (كان جسور ينوي ان يجعلها تثور و تغضب منه ليجد سببا لاهانتها و التشاجر معها و بالفعل نجح بذلك        لكنه لم يستطع ان يتمالك نفسه عندما راى منظرها الطفولي المتذمر الذي سرعان ما بعث فيه ضحكا لم يستطع السيطرة عليه و زاده الامر سوءا عندما راى خوفها من ضحكه الهستيري و نزعها لكعبها مشهرة اياه بوجهه و تشميرها لفستانها الطويل ناوية الهرب الى الشارع) قال ماسحا دموعه من عينيه : لقد اكلتك ! افلتت ذ*ل ثوبها و تساءلت : ماذا ؟ رد جسور : لقد اكلتك ! اتذكرين ؟ ذلك اليوم في تلك الغرفة ؟ سخرت مني و قلت انك اكلتني اردت ان اردها لك بنفس طريقتك لكن اظنك تحبذين ان تاكلي و لا تؤكلي القت بكعبها ارضا متنفسة الصعداء ثم اردفت -اذا اظن انك فهمت من ردة فعلي موقفي تجاه ذلك الموضوع يجب ان تعدني انك و خلال الخمسة اشهر التي سامكثها معك لن تلمسني ابدا همس جسور بخبث: وهل استطيع فعل ذلك بعد خمسة اشهر ؟ -عفوا ؟ ماذا قلت ؟ هل لد*ك اعتراض ؟ -احم قلت انني اساسا لا اموت من اجل لمسك اصلا في حالتك هذه لن افكر في النظر حتى وضعت اليف يدها على خصرها بغضب و قالت : عفوا ؟ ما بها حالتي ؟ لا تدفعني لان امدح نفسي ارجوك لكن الجميع يشهد بجمالي انت محظوظ بي ! -حسنا ساتفق معك في انك جميلة (ثم قال مستدركا) نسبيا طبعا لست خارقة الجمال لكنك مقبولة لكن ما لا اتفق معك فيه هو انني محظوظ بك ! هه بربك كل ما قظيته معك هو عشر دقائق ثم وجدت نفسي خلف القضبان!! -اسمع سيد زادا لقد بدا هذا النقاش يأخذ منحى اخر و لا اظنك تريد مواجهة غضبي لذلك ارجوك ساعدني لنجد طريقة نتعايش فيها معا بالنسبة لي كل ما اطلبه هو غرفة و حماما مستقلين طبعا و الموضوع الاخر الذي وافقتني فيه للتو هذان شرطاي الوحيدان و الان قل ما تريد قوله بسرعة و ارني غرفتي اريد ان اخذ قسطا من النوم!! -طبعا لدي ما اقوله !! اولا كوننا نتقاسم البيت نفسه سنتقاسم مسؤوليته ايضا        يعني سنكون مثل اي زوجين عاديين (ثم استدرك بعد نظراتها الحادة ) اقصد كاي زوجين من ناحية متطلبات البيت يعني سنتقاسم الأعمال المنزلية كزميلي سكن لا تقلقي لن تتعبي كثيرا ستقتصر مسؤوليتك فقط على الطهي و طبعا عندما اكون موجودا بالبيت اساعدك في ذلك في الحقيقة انا لا احب الاطعمة السريعة و اهتم دائما بتغذيتي لذلك طعامي يكون منزليا اما بالنسبة للتنظيف هناك من يهتم بذلك كل يوم ثانيا مهما حدث و مهما كانت الظروف لن تقتربي من هاتين الغرفتين (اشار بيده الى بابين متجاورين )و خاصة الغرفة التي على اليسار لاغذي فضولك فالغرفة الاولى اعقد فيها اجتماعاتي الخاصة بالصفقات المهمة و السرية جدا والتي لم اجد لها مكانا اأمن من تجسس اعدائي الا في بيتي اما الغرفة الثانية فهي خاصة بي وحدي اقوم فيها برسم تصاميمي لذلك اياك و الاقتراب من عالمي !! ثالثا و الاهم من هنا الى موعد طلاقنا يمنع عليك دخول علاقة عاطفية مع اي كان كما يمنع علي ايضا لان في ذلك اهانة لكلينا و أخيرا اريد ان اطلب منك التوقف عن العمل كونك زوجتي و تحت وصايتي و مسؤوليتي من واجبي ان اوفر لك كل ما تطلبين لا تفكري في العودة للغناء في ذلك الملهى لانه ان اكتشف امرنا سوف يتم اتهامي بالتقصير في الاعتناء بك        ايضا لا اريد اهتزاز صورتي و سمعتي بين الناس لذا أرجو منك تقبل هذا الامر على الاقل هذه الفترة -حسنا استطيع ان اتفهمك لكنني لن اتوقف عن العزف سأمارس هوايتي في المنزل ايضا شروطك الاخرى مقبولة تستطيع الاعتماد علي و الان اين غرفتي ؟ -من هناك ؛ تصبحين على خير -تصبح على خير استلقى جسور في سريره بتعب بعد يوم شاق و قرر الاستسلام للنوم في تلك اللحظة دخلت اليف غرفته بفستان الزفاف و استلقت بجانبه ثم اخذت تقترب منه ببطئ قاتل و بنظرات جريئة حتى اصبحت تقريبا فوقه مررت وجنتها الباردة على وجنتيه المشتعلتين مداعبة باناملها شفتيه ثم اقتربت من اذنيه بهمس مغر : ارايت عواقب العبث مع اليف يا عملاقي ؟ ستكون هذه الجرعة الاولى من لهيبي لكن التالية ستكون قاتلة فلتستعد جيدا ثم قبلت شفتيه بعنف لذيذ جعله يفقد القدرة على التنفس        افاق جسور من حلمه مذعورا و مقطوع النفس مسح العرق عن جبينه الساخن و هو يسحب الهواء الى رئتيه بصعوبة كان جسده مشتعلا و يرتعش بشدة نظر حوله متفحصا المكان بفزع ثم قفز من فراشه و توجه الى غرفة اليف حيث وجدها نائمة بسلام راقب وجهها البريء و ملامحها الفاتنة فتذكر حلمه و عاد جسده الى الاشتعال فسارع الى مغادرة غرفتها        بعد ساعات من الارق تاكد جسور ان لا مجال للنوم غادر سريره و نزل الى مرسمه شغل اغنيته المفضلة و جلس امام لوح كبير و وضع امامه ادوات الرسم أغمض عينيه مثلما يفعل دائما عندما يريد جمع افكاره المشوشة حاول ان يتخيل بحرا هادئا في غروب الشمس        حاول ان يسمع صوت مياهه و يشم رائحة ملوحتها القى بنفسه فوق الرمال البيضاء و القى ببصره نحو الافق البعيد الى حمرة السماء التي تعانق ما بقي من الشمس تامل و تامل لكن للحظة تشوش بصره و دارت به الدنيا حتى وجد نفسه امامها لمحها تمد بيدها الى السماء لتسرق لونها البرتقالي و تضعه كشعر لها ثم تمد بيد الى الرمال البيضاء و باخرى الى المياه فتتخذ منهما بشرة نقية ناعمة الملمس راها تستمد من نور الشمس خيوطا ذهبية تغطي بها جسدها استدارت نحوه ودنت منه هامسة : اياك و العبث معي ستحترق يا عملاق الأناقة !        فتح جسور عينيه مذعورا و قد تعالى صوت انفاسه ( يا الهي ما الذي يحدث معي ؟ لقد جننت !! جننت حقا !! مالذي فعلته بي تلك الشمطاء ؟! تسللت الى حياتي غصبا و الى منزلي و الان الى احلامي و الى لاوعيي لقد كنت منذ يومين اتوعدها بالعذاب ارى ان السحر انقلب عل الساحر لا اعلم ما الخطب لكن علي البقاء بعيدا عن اليف وعلي وضع حاجز بيننا لكن لقد كانت جميلة جدا ! جميلة ككونتيسة سكوتلندية        ساحرة كاميرة هربت من رواية فرنسية خيلاؤها كبرياؤها له طابع ارستقراطي قاتل ! يسلب الانسان القدرة على التنفس ! اليف الرقيقة التي تسحرك بجمالها لكنها تقتلك بنظرتها        (ارتفعت يد جسور بتلقائية الى فرشاة الرسم و قد بدأ يخط على اللوح بحماس) (سيد جسور ؟ هل انت بخير ؟ تبدو متعبا هل نمت في هذه الغرفة ؟) تكلمت اليف و هي تقف أمام جسور الذي خرج من المرسم مرهقا من الارق فقد قضى كل الليل يرسم دون توقف حتى اذا حاول النوم تسللت اليف الى احلامه فيستيقظ مقطوع النفس و يتجه الى مرسمه ليرسم ما راه (سيد جسور ؟ هل كل شيء على ما يرام ؟ لقد حضرت الفطور والطقس اليوم جميل جدا اتساءل ان كنت تسمح لي بالاعتناء بالحديقة ؟ -لن اتناول شيئا اليوم ساذهب للعمل هذا المساء لدي ضيوف مهمون هنا لذلك أنا ارجوك الا تفسدي الامر -حسنا سيد جسور لكن على الاقل تناول شيئا لا يجوز هكذا -لا شأن لك !! لا تتدخلي في اموري لو سمحت لا احب المتطفلين الذين يدسون انوفهم في كل شيء !! و الان عذرا علي الذهاب -الله الله ! مالذي فعلته انا الان ؟ هل رايتني في حلمك ؟ بالله عليك مالذي كنت افعله ؟ هل كنت اخنقك ؟انتظر لماذا تهرب ؟ هل قلت شيئا خاطئا ؟ غريب امر هذا الرجل!!) اتكأ جسور على باب غرفته و هو يسترجع كلام اليف له منذ دقائق عندما فضل الهرب من امامها قبل ان يقع اكثر كان مدركا ان لها تاثيرا قويا عليه لكنه لم يعرف ماهيته لذلك فهو سيسلك استراتيجية جديدة معها الا و هي الكره المتبادل لا يعلم ان كان سيستطيع كرهها لكنه سيختبئ وراء قناع القسوة حتى يجعلها تمقته نظرت اليف الى الطعام الموضوع امامها بملل وكان يشغل تفكيرها جسور كم انه غامض احيانا ترى فيه رجلا طيبا و حنونا و احيانا رجلا قاسيا و شريرا لقد رمقها بالامس في حفل الزفاف بنظرات لم ترى لها مثيلا في حياتها جعلتها تشعر بدفئ غريب و امان يغمرها لكن هذا الصباح تغير كل شيئ رات فيه رجلا وقحا و متعجرفا اتهمها بما لا ذنب لها فيه و رجلا غير مؤدب غادرها قبل ان تنهي حديثها نفظت راسها محاولة التخلص من افكارها المشوشة ثم وقفت و نظرت حولها بحماس هذا البيت الجميل يحتاج الى ايد خبيرة للاعتناء به امامها العديد من الاعمال المنزلية التي تهوى القيام بها عليها تنظيف كل زواياه و كل غرفه بعناية و عليها تحضير عشاء لذيذ ل"زوجها" المزعوم حتى لا تترك له مجالا للتذمر وضعت قدر الطعام فوق النار حتي يطبخ ثم شمرت سروالها المنزلي و شرعت في التنظيف و هي تدندن اغنية تحفظها           روحي يا عيني    قلبي اللي بيحييني    أيامي وسنيني    أنادي عليك بإيه؟    طب أقولك يا واحشني    ولا أقول يا معيشني    قوللي حبيبي و غششني    ساعدني هيجرى ايه    يادي الحيرة    في أساميك الكتيرة    بناد*ك بيها    أنا بلاقيها    أجمل من بعضيها    ليلي قمري    الفرحة اللي في عمري    الدم اللي بيجري    في قلبي من سنين    طب أقول يا مفرحني    ولا أقولك يا جارحني    معلش حبيبي سامحني    ناسيتني أنا أبقى مين    روحي يا عيني    قلبي اللي بيحييني    أيامي وسنيني    أنادي عليك بإيه؟    طب أقولك يا واحشني    ولا أقول يا معيشني    قوللي حبيبي و غششني    ساعدني هيجرى ايه    يادي الحيرة    في أساميك الكتيرة    بناد*ك بيها    أنا بلاقيها    أجمل من بعضيها    ليلي قمري    الفرحة اللي في عمري    الدم اللي بيجري    في قلبي من سنين    طب أقول يا مفرحني    ولا أقولك يا جارحني    معلش حبيبي سامحني    ناسيتني أنا أبقى مين       انتهت من التنظيف و نفض الغبار فجمعت ملابسها و ملابس جسور المتسخة و اخذتها الى غرفة الغسيل ثم نظرت حولها بفرح و رضى عن عملها فتذكرت انها لم تنته من تنظيف غرفة جسور صعدت بسرعة بقدر ما سمح لها دلو الماء الثقيل بذلك ثم شرعت في تنظيف الزجاج حين وقعت عيناها على ملف اسود كبير موضوع على سريره لم تستطع التغلب على فضولها فاخذت تتفحص محتواه بحماس راقبت تلك الرسوم التي يبدو ان يدا محترفة و خبيرة قد خطت خطوطها لامست باناملها تفاصيل تلك الاثواب الراقية باندهاش و اعجاب شديدين غاصت في اعماق انحناءات خطوطها محاولة استشفاف روح جسور        و قد نجحت في ذلك انه يرسم بروحه كما تكتب هي اغانيها بروحها واشتقات لرؤية المزيد لكن الكارثة حولت شوقها الى هلع و رعب لم تنتبه الى ان اوراق الملف لم تكن مثبتة فسقطت كلها في لحظة غفلة فوق الارض المبللة بالماء و الكلور للحظة احست قلبها ينتفظ و بصرخة مفجوعة تخرج من ص*رها مر امامها شريط شنيع لما قد يفعله جسور بها و بتلقائية اخذت تجمع الاوراق بسرعة قبل ان تمتص الماء بالكامل لكن ذلك كان عبثا فقد سالت الالوان الجميلة و محيت الخطوط المتناسقة بمفعول الكلور زاد رعبها اكثر فاكثر و تاكدت ان ايامها اصبحت معدودة لم تعلم ما عليها ان تفعل فقررت تنظيف المكان اولا حتى يتسنى لها التفكير في حل او كذبة مع ان ذلك يبدو مستحيلا        جلس جسور في مكتبه يطالع اخر الاخبار في جريدته و التي تص*رت عناوينها اخبار زفافه و ملئت بصور له مع اليف و التي اصبحت تعرف بالحسناء زادا احس بقلبه يعتصره لرؤية صورها التي تجلب انتباه الجميع فاخذ يطالع اخبارا اخرى حيث قرأ مقالا عن استعداد شركات الت**يم لاصدار مجموعات الصيف و حدة المنافسة لهذا العام ابتسم ابتسامة جذلى و اغلق الجريدة كالعادة فمنافسوه الحمقى يبذلون الان ما في وسعهم للتغلب عليه و اصدار المجموعة الافضل او بالتجسس عليه و محاولة سرقة مجموعته التي جهزها منذ شهرين لكن ذلك يثير في نفسه شفقة و ضحكا في ان واحد فهو حريص كل الحرص على ان يكون الفائز دوما مهما كلفه الثمن لذلك فعليه الاستعداد جيدا لاجتماع هذا المساء و لاستمالة مديري الشركة الفرنسية للعمل معه (-لا اعرف ان كنت ابليت بلاء حسنا لكن اظنها تشبه الاخرى التي اتلفتها يا الهي على السيد جسور ان يكون ا**قا و اعمى كي لا يلاحظ الفرق و هو ما اشك فيه ! اه اليف اه ! حقا في هذه اللحظة اتمنى لو انني تعلمت الرسم بدلا من العزف !! او ان تنشق الارض و تبلعني حتى لا اواجه غضب السيد جسور ! علي ان اعترف!! الرجل محق        انا لا اجلب سوى الحظ السيء ) تمتمت اليف و هي تضع اللمسات الاخيرة على التصاميم التي رسمتها على عجلة بعد تجفيفها بمجفف الشعر محاولة قدر الامكان اتباع اثر خطوط جسور التي محيت بالماء فجأة سمعت جلبة بالخارج فتاكدت ان جسور قد وصل مع ضيوفه دخل جسور بيته مصحوبا بوفد فرنسي مكون من ثلاث اشخاص ثم هم باصطحابهم الى غرفة الاجتماعات الخاصة لكن للحظة تشنج و ارتبك لم يصدق عينيه اصطبغ لون وجهه بالاحمر و تشنجت اطرافه لكنه قرر تدارك الموقف و ذلك باغلاق باب الغرفة و تغيير وجهة الوفد نحو الصالون متوعدا اليف و منتظرا اختلاءه بها حتى يذيقها اضعاف ما احس به في تلك اللحظات        مر اجتماع جسور بسلام باستثناء تشنجه الواضح عند دخول اليف المرتبكة لتقديم الضيافة فقد تبادلا نظرات حارقة ونظرات الخائف و المتوعد لكنه بالرغم من ذلك تمكن من استمالة الوفد و اقناعهم بالعمل معهم و هو ما سيضمن له اكتساح اسواق فرنسا بالكامل ليس عليه الا ان يقدم ملف المجموعة الصيفية غدا عند القيام بالاجراءات الرسمية لتوحيد الشركتين جابت اليف غرفتها ذهابا و ايابا قاضمة اظافرها بتوتر و هلع تلك النظرات التي بادلها بها جسور جعلتها تتمنى الموت على ان تنتظر مصيرها كم احست بالضعف و الياس لكن ما من مهرب فجأة انتفض جسدها بعنف اثر سماعها صرخة جسور باسمها عرفت ان العاصفة الهوجاء قد حلت وركزت نظرها نحو باب غرفتها منتظرة الاقتحام الذي لم يدم طويلا راته يتوجه نحوها كاسد اذا ما افتكت فريسته        -انت ! هل تنوين قتلي ها ؟ هل تريدين ان تجعليني اتذوق كل انواع المصائب التي لم اذقها في حياتي ؟ من انت ها ؟ من انت ؟ من ارسلك بحق السماء من ارسلك ؟ هل ارسلتك شركة توناي للتجسس علي ؟ ام ديجو ؟ هل ارسلوك لتقضي علي ؟ هيا تكلمي ا****ة تكلمي تكلمي تكلمي (كان جسور يض*ب الحائط بقبضته مع كل كلمة لاحساسه بالدنيا تظلم من حوله)        -سيد جسور توقف ارجوك اقسم لك لم اقصد ذلك ولم يرسلني احد انا اقسم اعلم انني اخطأت لكنني لم اقصد اتلاف تصاميمك -تصاميم ماذا بحق السماء ؟ الم اقل لك لا تدخلي الى غرفتي الخاصتين ها ؟ الم احذرك ؟ فعلت اليس كذلك ؟ ثم ماذا ؟ ادخل فاجد حمالة ص*رك ملقاة امامي -ماذا ؟ عن اي حمالة ص ؟ اوف يا الهي ! من كل الثياب الوسخة التي حملتها لم تقع الا حمالة ص اوف اتمنى ان تنشق الارض و تبلعني(احمر وجهها فاحتظنته بيديها المرتعشتين تنوي اخفاء خجلها منه) و انا التي كنت اظن انك اكتشفت امر التص ا ميم -ماذا ؟ مهلا لحظة هل قلت منذ قليل انك اتلفت تصاميمي ؟        -احم ماذا ؟ هل قلت هذا ؟ متى قلت هذا ؟ هل سمعت هذا ؟ اقصد هاا سيد جسور هل كان ذلك الوفد فرنسيا ام ايطاليا ؟ س سيد جسور انتظر سيد جسور اين تذهب ؟ (لم تنته من محاولاتها الفاشلة في الهائه حتى توجه مهرولا نحو غرفته داعيا ربه ان يكون ما سمعه خاطئا لمح الملف الاسود في مكانه فامسكه بيدين مرتعشتين و اخذ يتفحصه -اخ اليف اخ ! اقسم ان كمية الادرينالين التي افرزها جسمي اليوم تكفي بلدا باكمله يا الهي لا بد انه انهار من الصدمة الان اخاف ان اذهب للاطمئنان عليه فيقتلني (احست بحركة حولها فالتفتت لتجده واقفا بهدوء مخيف )             لكن هذا الصباح تغير كل شيئ رات فيه رجلا وقحا و متعجرفا اتهمها بما لا ذنب لها فيه و رجلا غير مؤدب غادرها قبل ان تنهي حديثها نفظت راسها محاولة التخلص من افكارها المشوشة ثم وقفت و نظرت حولها بحماس هذا البيت الجميل يحتاج الى ايد خبيرة للاعتناء به امامها العديد من الاعمال المنزلية التي تهوى القيام بها عليها تنظيف كل زواياه و كل غرفه بعناية و عليها تحضير عشاء لذيذ ل"زوجها" المزعوم حتى لا تترك له مجالا للتذمر وضعت قدر الطعام فوق النار حتي يطبخ ثم شمرت سروالها المنزلي و شرعت في التنظيف و هي تدندن اغنية تحفظها                                انتهت من التنظيف و نفض الغبار فجمعت ملابسها و ملابس جسور المتسخة و اخذتها الى غرفة الغسيل ثم نظرت حولها بفرح و رضى عن عملها فتذكرت انها لم تنته من تنظيف غرفة جسور صعدت بسرعة بقدر ما سمح لها دلو الماء الثقيل بذلك ثم شرعت في تنظيف الزجاج حين وقعت عيناها على ملف اسود كبير موضوع على سريره لم تستطع التغلب على فضولها فاخذت تتفحص محتواه بحماس راقبت تلك الرسوم التي يبدو ان يدا محترفة و خبيرة قد خطت خطوطها لامست باناملها تفاصيل تلك الاثواب الراقية باندهاش و اعجاب شديدين غاصت في اعماق انحناءات خطوطها محاولة استشفاف روح جسور         و قد نجحت في ذلك انه يرسم بروحه كما تكتب هي اغانيها بروحها واشتقات لرؤية المزيد لكن الكارثة حولت شوقها الى هلع و رعب لم تنتبه الى ان اوراق الملف لم تكن مثبتة فسقطت كلها في لحظة غفلة فوق الارض المبللة بالماء و الكلور للحظة احست قلبها ينتفظ و بصرخة مفجوعة تخرج من ص*رها مر امامها شريط شنيع لما قد يفعله جسور بها و بتلقائية اخذت تجمع الاوراق بسرعة قبل ان تمتص الماء بالكامل                                لكن ذلك كان عبثا فقد سالت الالوان الجميلة و محيت الخطوط المتناسقة بمفعول الكلور زاد رعبها اكثر فاكثر و تاكدت ان ايامها اصبحت معدودة لم تعلم ما عليها ان تفعل فقررت تنظيف المكان اولا حتى يتسنى لها التفكير في حل او كذبة مع ان ذلك يبدو مستحيلا جلس جسور في مكتبه يطالع اخر الاخبار في جريدته و التي تص*رت عناوينها اخبار زفافه و ملئت بصور له مع اليف و التي اصبحت تعرف بالحسناء زادا احس بقلبه يعتصره لرؤية صورها التي تجلب انتباه الجميع فاخذ يطالع اخبارا اخرى حيث قرأ مقالا عن استعداد شركات الت**يم لاصدار مجموعات الصيف و حدة المنافسة لهذا العام ابتسم ابتسامة جذلى و اغلق الجريدة كالعادة فمنافسوه الحمقى يبذلون الان ما في وسعهم للتغلب عليه و اصدار المجموعة الافضل او بالتجسس عليه و محاولة سرقة مجموعته التي جهزها منذ شهرين لكن ذلك يثير في نفسه شفقة و ضحكا في ان واحد فهو حريص كل الحرص على ان يكون الفائز دوما مهما كلفه الثمن لذلك فعليه الاستعداد جيدا لاجتماع هذا المساء و لاستمالة مديري الشركة الفرنسية للعمل معه (-لا اعرف ان كنت ابليت بلاء حسنا لكن اظنها تشبه الاخرى التي اتلفتها                                يا الهي على السيد جسور ان يكون ا**قا و اعمى كي لا يلاحظ الفرق و هو ما اشك فيه ! اه اليف اه ! حقا في هذه اللحظة اتمنى لو انني تعلمت الرسم بدلا من العزف !! او ان تنشق الارض و تبلعني حتى لا اواجه غضب السيد جسور ! علي ان اعترف!! الرجل محق انا لا اجلب سوى الحظ السيء ) تمتمت اليف و هي تضع اللمسات الاخيرة على التصاميم التي رسمتها على عجلة بعد تجفيفها بمجفف الشعر محاولة قدر الامكان اتباع اثر خطوط جسور التي محيت بالماء فجأة سمعت جلبة بالخارج فتاكدت ان جسور قد وصل مع ضيوفه دخل جسور بيته مصحوبا بوفد فرنسي مكون من ثلاث اشخاص ثم هم باصطحابهم الى غرفة الاجتماعات الخاصة لكن للحظة تشنج و ارتبك لم يصدق عينيه اصطبغ لون وجهه بالاحمر و تشنجت اطرافه لكنه قرر تدارك الموقف و ذلك باغلاق باب الغرفة و تغيير وجهة الوفد نحو الصالون متوعدا اليف و منتظرا اختلاءه بها حتى يذيقها اضعاف ما احس به في تلك اللحظات                                مر اجتماع جسور بسلام باستثناء تشنجه الواضح عند دخول اليف المرتبكة لتقديم الضيافة فقد تبادلا نظرات حارقة ونظرات الخائف و المتوعد لكنه بالرغم من ذلك تمكن من استمالة الوفد و اقناعهم بالعمل معهم و هو ما سيضمن له اكتساح اسواق فرنسا بالكامل ليس عليه الا ان يقدم ملف المجموعة الصيفية غدا عند القيام بالاجراءات الرسمية لتوحيد الشركتين جابت اليف غرفتها ذهابا و ايابا قاضمة اظافرها بتوتر و هلع تلك النظرات التي بادلها بها جسور جعلتها تتمنى الموت على ان تنتظر مصيرها كم احست بالضعف و الياس لكن ما من مهرب فجأة انتفض جسدها بعنف اثر سماعها صرخة جسور باسمها عرفت ان العاصفة الهوجاء قد حلت وركزت نظرها نحو باب غرفتها منتظرة الاقتحام الذي لم يدم طويلا راته يتوجه نحوها كاسد اذا ما افتكت فريسته -انت ! هل تنوين قتلي ها ؟ هل تريدين ان تجعليني اتذوق كل انواع المصائب التي لم اذقها في حياتي ؟ من انت ها ؟ من انت ؟ من ارسلك بحق السماء من ارسلك ؟ هل ارسلتك شركة توناي للتجسس علي ؟ ام ديجو ؟ هل ارسلوك لتقضي علي ؟ هيا تكلمي ا****ة تكلمي تكلمي تكلمي (كان جسور يض*ب الحائط بقبضته مع كل كلمة لاحساسه بالدنيا تظلم من حوله)                                -سيد جسور توقف ارجوك اقسم لك لم اقصد ذلك ولم يرسلني احد انا اقسم اعلم انني اخطأت لكنني لم اقصد اتلاف تصاميمك -تصاميم ماذا بحق السماء ؟ الم اقل لك لا تدخلي الى غرفتي الخاصتين ها ؟ الم احذرك ؟ فعلت اليس كذلك ؟ ثم ماذا ؟ ادخل فاجد حمالة ص*رك ملقاة امامي -ماذا ؟ عن اي حمالة ص ؟ اوف يا الهي ! من كل الثياب الوسخة التي حملتها لم تقع الا حمالة ص اوف اتمنى ان تنشق الارض و تبلعني(احمر وجهها فاحتظنته بيديها المرتعشتين تنوي اخفاء خجلها منه) و انا التي كنت اظن انك اكتشفت امر التص ا ميم ماذا ؟ مهلا لحظة هل قلت منذ قليل انك اتلفت تصاميمي ؟                                -احم ماذا ؟ هل قلت هذا ؟ متى قلت هذا ؟ هل سمعت هذا ؟ اقصد هاا سيد جسور هل كان ذلك الوفد فرنسيا ام ايطاليا ؟ س سيد جسور انتظر سيد جسور اين تذهب ؟ (لم تنته من محاولاتها الفاشلة في الهائه حتى توجه مهرولا نحو غرفته داعيا ربه ان يكون ما سمعه خاطئا لمح الملف الاسود في مكانه فامسكه بيدين مرتعشتين و اخذ يتفحصه -اخ اليف اخ ! اقسم ان كمية الادرينالين التي افرزها جسمي اليوم تكفي بلدا باكمله يا الهي لا بد انه انهار من الصدمة الان اخاف ان اذهب للاطمئنان عليه فيقتلني (احست بحركة حولها فالتفتت لتجده واقفا بهدوء مخيف )                                -سيد جسور ها قد عدت ! ارجوك المرة القادمة لا تذهب دون انهي كلامي لا يروقني هذا ابدا ! احم سيد جسور ؟ لماذا تنظر الي هكذا ؟ (همس بهدوء)-حقا ؟ -لم تنطلي عليك اليس كذلك ؟ (قال محافظا على هدوئه السابق)-يجب ان اكون اعمى او ا**ق ليحدث ذلك -هاه و هذا بالضبط ما فكرت فيه ! لكن ما شاء الله لد*ك بصيرة خارقة(قالت بمرح زائف و بمحاولة حمقاء لاخفاء رعبها و لتخفيف جنونه)                        (اردف بصوت مرتعش هادئ و عيناه مركزة في عينيها تخترقها بنظرة حارقة) -اتعلمين شيئا ؟ اقسم لولا ان صدمتي شلت اطرافي لقمت بقتلك حالا ! -انا اعتذر ! -اليف ! اخرجي من امامي (اشار براسه الى الباب و قد بدات نبرة صوته تكتسب خشونة) -سامحني ارجوك -اليف عليك ا****ة اخرجي و الا ساقتلك( اغمض عينيه و شد قبضته)  
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD