بدأ يزيد من ضغط يديه حول رقبتها حتي شعرت حياء بالهواء ينعدم من حولها فلم تعد تستطع التنفس فاخذت تض*به بقبضتها فوق يده المحيطه بعنقها محاوله جعله ان يبتعد عنها وافلاتها لكنه لم يتحرك من مكانه وظل يعتصر عنقها بقبضته القوية فلم تشعر بشئ الا وغمامه سوداء تكاد ان تبتلعها ولكن و قبل ان تستسلم لتلك الغمامه وصل اليها صوت نهي زوجة سالم شقيق عز الدين تصرخ بفزع فور رؤيتها لما يفعله عز الدين بها...
اندفعت نهي نحوه علي الفور تجذبه من ذراعه في محاولة منها ان تبعد اياه عن حياء التي كان وجهها قد تحاول الي اللون الازرق من شدة الاختناق ولكن فشلت محاولتها تلك فقد كان كالصخرة لم يتحرك من مكانه قيد انمله واحده....
اخذت نهي تصرخ باكيه وهي لازالت تجذبه من ذراعه
=سيبها يا عز ...سيبها هتموت في ايدك ..حرام عليك
دخلت ناريمان الي الغرفة بخطوات سريعه متعثرة عند سماعها صراخ نهي لكنها تجمدت بمكانها عند رؤيتها لابنتها تكاد روحها ان تزهق علي يد عز الدين الذي كان غضبه خارج عن السيطره لكنها افاقت من جمودها هذا عندما صرخت بها نهي
=انتي واقفة كده ليه يا طنط...ساعديني بسرعه
انتفضت ناريمان مسرعه نحوهم تساعد نهي في جذب عز الدين بعيداً عن حياء التي كانت مستلقيه بوجه محتقن وعينين جاحظه مختنقه تكاد ان تفارق الحياة
ابتعد عز الدين عنها يصيح بغضب منفضاً ايديهم التي كانت ممسكه به مبعداً اياهم عنه و ص*ره كان يعلو وينخفض بعنف مكافحاً لالتقاط انفاسه بحدة كانت عينيه مسلطة علي تلك الملقيه فوق الفراش وهي شبه فاقدة للوعي صرخ بغضب وهو يمرر اصابعه بين خصلات شعره بغضب
=انا هربيكي ...وهعرف هو مين وهجيبه و لو كان في اخر الدنيا
ثم غادر الغرفة بخطوات غاضبه وهو يسب و يلعن بافظع الالفاظ
وقفت ناريمان متردده تحاول الاقتراب من حياء والاطمئنان عليها لكن نهي اقتربت منها تهمس بصوت منخفض
=سبيها دلوقتي ..هي مش هتستحمل تشوفك بعد اللي حصلها
هزت ناريمان رأسها بتردد وعينيها مسلطة بقلق علي ابنتها التي كانت مستلقيه فوق الفراش بوجه ازرق مختنق وهي تسعل بشدة محاوله التقاط انفاسها بصعوبه
=بس ...بس .....
لكنها هزت راسها بالموافقه بنهايه الامر فهي تعلم بان حياء لن تتحمل رؤيتها لها..
غادرت ناريمان الغرفه علي الفور تلحق بعز الدين بينما توجهت نهي نحو حياء علي الفور وهي تهتف بذعر
=حياء ...حياء انتي كويسه ؟!
جلست حياء ببطئ علي الفراش تبكي بهستريه وهي تسعل بشدة بينما جلست بجوارها نهي تجذبها الي ص*رها تحتضنها بشدة وهي تمرر يدها بحنان فوق رأسها في محاولة منها لتهدئتها وهي تهمس لها مهدئة
=اتنفسي يا حبيبتي...اتنفسي براحه...
لكن علي ع** من ذلك اخذ انتحابها يزداد بشدة مما جعل نهي تشدد من احتضانها لها قائلة بصوت ضعيف وهي تبكي هي الاخري علي حال صديقتها
=اهدي يا .. اهدي علشان خاطري متعمليش في نفسك كده
ابتعدت عنها حياء وهي تمتم بصوت ضعيف من بين شهقات بكاءها
=شوفتي..شوفتي اللي حصلي يا نهي....
اجابتها نهي وهي تتأمل بألم وجهها المتورم من شدة الصفعات التي تعرضت لها
=انا لسه عارفة والله انتي عارفه اني كنت عند بابا و اول ما عرفت جيتلك علي طول
سألتها حياء من بين شهقات بكائها الحاده
=وانتي ..انتي كمان صدقتي زيهم ان ممكن اعمل حاجه زي دي ؟!
اجابتها نهي علي الفور بصوت قاطع
=لا طبعاً ...انا استحالة اصدق انك ممكن تعملي كده انا اعرفك اكتر من نفسي يا حياء انتي صاحبتي واختي
ارتمت حياء مره اخري بين ذراعيها تحتضنها بشدة وهي تبكي تشعر بداخلها بالامتنان لها علي ثقتها بها فهي الوحيده التي وثقت بها دوناً عن الجميع...
همست حياء بصوت ضعيف
=مش عارفه اعمل ايه يا نهي ..انا تعبت محدش مصدقني
اخذت نهي تربت علي ظهرها بحنان في محاولة منها لتهدئتها
=والله ربنا هيظهر الحقيقة ربنا مش هيسيبك.......
لتكمل وهي لازالت تربت علي ظهرها
= احكيلي ايه اللي حصل بالظبط يمكن نقدر نفهم ايه اللي حصل بالظبط و نلاقي حل
بدأت حياء تقص عليها كل ما حدث منذ دخول ذاك الغريب الي غرفتها وكذب والدتها بقولها انها رأت ذاك الغرب يقبلها وتعرضها للض*ب علي يدي عمها
وعندما وصلت الي ما حدث لها علي يد عز الدين بدأت تبكي وتنتحب بشدة...
ابعدتها عنها نهي تمرر يدها علي وجنتيها تزيل الدموع التي كانت تغرقها لكنها انتفضت مبعدة يدها عنها علي الفور عندما انطلقت من حياء صرخه متألمه حاده
=اسفه ..اسفه والله ما اقصد. معلش.....
لتكمل وهي تتأمل بحزن وجهها المتورم بشدة اثر تلاقيها لصفعات عز الدين
=انا مش عارفه عز الدين ازاي عمل كده ...
هتفت حياء بغل فور سماعها اسمه
=مش جديد عليه ما هو زيه زيهم اناني ومفتري.......
هتفت نهي تقاطعها باستنكار
=لا يا حياء ....عز الدين مش كده ولا زيهم انتي بس اللي متعرفهوش علشان متعملتيش معاه كتير عز حنين جداً ..هو يبان شديد بس والله اطيب واحد فيهم كلهم
ابتعدت عنها حياء تمتم بحقد وهي تمرر يدها ببطئ علي وجهها تتحسس تورم وجنتيها
=لا باين عليه انه حنين وطيب فعلاً
كلهم زي بعض انانيين مبيفكروش الا في نفسهم محدش فيهم حاول يفهم مني ايه اللي حصل
قاطعتها نهي قائلة بجديه
=متزعليش مني يا حياء ...بس بعد ما مامتك نفسها قالت عليكي كده متوقعه منهم ايه ...العيب مش عليهم العيل علي مامتك اللي مش عارفه لحد دلوقتي عملت فيكي كده ليه
لتكمل نهي باصرار
=بعدين عز روحه في جدته بيحبها اكتر من مامته نفسها اكيد لما عرف انك السبب في اللي حصلها اتجنن
هتفت حياء بغضب وهي تنتفض مبتعده عنها
=في ايه يا نهي..انتي بدافعي عنه كده ليه ..انتي مش شايفه عمل فيا ايه
اجابتها نهي بلطف
=متزعليش مني يا حبيبتي انا مبقولش انه مش غلطان لا هو طبعاً غلطان في اللي عمله معاكي
تمتمت بصوت منخفض متجهم
=خلاص يا نهي خلاص .....
لتكمل وهي تستلقي فوق الفراش
=معلش يا نهي انا عايزه انام شويه
هتفت نهي وقد التمعت عينيها بالدموع
=حياء والله ما قصدي تزعلي مني انا والله كنت اقصد افهمك هو عمل كده ليه......
قاطعتها حياء وهي تجذب شرشف الفراش فوق جسدها
=مش زعلانه منك والله يا نهي بس انا عايزه ارتاح حاسه جسمي كله مت**ر
وقفت نهي مبتعده عن الفراش قائله بحنان وهي تعدل من الغطاء حول جسدها
=خلاص يا حبيبتي نامي وارتاحي و انا هفضل تحت لو احتاجتي اي حاجه اندهي عليا
همهمت حياء بالموافقه وهي تغلق عينيها في محاوله منها ان تستغرق بالنوم والهرب من كل ما مرت به ..
********
في ذات الوقت...
خرج عز الدين من غرفة حياء بخطوات سريعة غاضبه و كأن هناك شياطين تلاحقه..
و هو لا يعلم كيف امكنه فعل ذلك بها فهو لم يض*ب امرأة من قبل طوال حياته ..حتي وان كانت حقيرة ما كان يجب عليه ان يض*بها ويصل به الامر الي خنقها فقد كانت علي وشك الموت بين يديه لكنه فقد شعوره فور تحديها له وقيامها بالدفاع عن ذاك الحقير ..
استمر عز الدين في طريقه الي خارج المنزل متجاهلاً نداء زوجة عمه التي كانت تلاحقه لخارج المنزل
لكنه توقف في نهاية الامر عندما لحقت به و جذبته من ذراعه قائله
=استني يا عز عايزاك..
استدار اليها وهو يهتف بنفاذ صبر
= مش وقته يا مرات عمي......
هتفت ناريمان تقاطعه قائلة
=انا مش هلومك يا عز علي اللي عملته ...لانك اكيد عندك حق ...انا لو طولت كنت اموتها بايدي كنت عملت كده وخلصت منها
وقف عز الدين يستمع اليها وهو يعقد حاجبيه باقتضاب مندهشاً من كلامها هذا
لتكمل علي الفور بصوت حاولت اظهار به الحزن علي قدر الامكان عند ملاحظتها لاندهاشه هذا
=اها هي بنتي ...و حته من قلبي
بس بعد اللي عملته ده انا مبقتش اعرف اعمل معها ايه...انا ياما حذرت ثروت وفخر كتير من عمايلها..البنت طول ما كنا في استراليا كانت مقضيها سهر وتعرف ده وتصاحب ده كأن مالهاش كبير وعمك كان مدلعها دايماً
لتكمل وهي تلاحظ اشتعال وجه عز الدين بالغضب
=حياء عنادية مش هتعدي اللي حصلها ده بالساهل...انا عارفة انها موصلتش بها انها تفرط في نفسها هي مش هبله و عارفه ان ممكن رقبتها تطير فيها لكنها متهورة و بتصاحب شباب كتير و مبتحطش بينها وبينهم حدود
لتكمل بخبث وهي تتأمل رد فعله علي كلماتها
=كل خوفي انها تهرب وتجبلنا العار وقتها جدتك مش هتتحم .....ِ
قاطعها عز الدين قائلاً بحدة وهو يجز علي اسنانه بغضب
=طيب تبقي تعملها ..وانا ادفنها حيه مكانها ك.........
قاطع حديثه صوت رنين هاتفه الذي صدع في ارجاء المكان ليجيب عليه فور رؤيته لاسم عمه يظهر علي شاشه الهاتف
=ايوووه يا عمي ...ايه فااااقت
طيب طيب انا 10 دقايق بالكتير وهكون عندك.....
ليكمل حديثه علي الهاتف وهو يستدير مغادراً المكان علي عجل تاركاً زوجة عمه تراقب خروجه وعلي وجهها ترتسم علامات الخبث والفرح...