الفصل الخامس
تأزمت العلاقة بين نهى ومحمود زوجها الذي تمادى في التقليل من احترامها ولم يفكر ولو للحظة ان الخلفة هو رزق من عند الله وان الله الذي جعل نهى لا تستطيع الانجاب قادر على اي يجعلها تنجب اذا شاء وقادر على ان يمنع محمود من الانجاب حتى وان كان معافي وسليم فكل شئ مكتوب ومقدر
ولاول مرة بعد فترة كبيرة تقرر نهى ان تواجهه مخاوفها من المجتمع ونظرته لها كمطلقة حتى تعيش حياتها بسعادة اصبحت لا تشعر بها مع زوج لايراها ولا يشعر بها وللاسف لا يلبي رغبته بل رغبة والدته
قررت ان تتطلب الطلاق وبسبب مافعله في الفترة الاخيرة وقف جميع عائلتها معاها وخاصة نور التي نسيت كل الخلافات واكتر ما فكرت به هو انها كان يمكن ان تكون مثل نهى لولا ارادة الله
وكانت حالة نهى النفسية سيئة لكنها لاتقارن بسوء حالة والدة مهند التي لم تستطع تحمل الذي حدث في حياتها وحياة نهى في الفترة الماضية
وبعد طلاق نهى بيومين كانت حالة والدة مهند سيئة للغاية ولكن حدث ماجعل حالتها تزداد سوء انها تلقت تليفون من مهند واخبرها بما جعلها تدخل في حالة بكاء هسترية ثم فجاة اغمي عليها كانت نور في المستشفى فؤجئت بنهى تتصل بها وهي تصرخ ان حماتها اغمى عليها ولا تعرف كيف تتصرف اخبرتها نور ان تجهزها لانها طلبت من الاسعاف ان ياتوا بها الي المستشفى حتى تتطمن عليها وبالفعل بعد نص ساعة كانت الاسعاف قد وصلت المستشفى ومعهم والدة مهند وقال المسعف لنور : مش عارف يادكتور احنا حاولنا نفوقها ومعرفناش
لم تستمع لباقي كلامه وادخلتها مسرعة لغرفة الكشف وبدا في فصحها الطبيب الموجود وقتها الدكتور سيف
وبعد الفحص المبدائي قال سيف : زي ماانتي شايفة يانور هي عندها جلطة في المخ والحمد لله انها اتنقلت بسرعة المستشفى احنا هنديها محلول يدوب الجلطة وهتفضل تحت الملاحظة 24 ساعة ومتقلقيش باذن الله خير
ذهبت نور الي نهى التي كانت تبكي بحرقة على والدتها الروحية التي ربتها كابنتها وتحملت الفترة الماضية فوق طاقتها وطمأنتها انها بخير وحالتها مستقرة وعندما حاولت سؤالها عما حدث لتنهار والدة مهند بهذا الشكل
اجابت نهى :صدقيني انا معرفش بس هي كانت بتكلم مهند ومرة واحدة لقيتها بتصوت ليه كدا ليه كدا ؟ وبعدين اغمى عليها
استغربت نور من كلام نهى وازداد قلقها من مهند وقررت انها لابد ان تواجهها بمخاوفها والتي اصبحت شبه مؤكدة فاتصلت به وهي تشعر ان هذا الاتصال سوف يحول مسار حياتهم رد مهند عليها: ازيك يانور انا كنت لسه هتصل بيكوا انا قلقان على ماما الصبح كلمتها وهي قفلت بسرعة قلقتني
نور بحدة : ايوة وانا كمان عايزة اسالك ايه اللي قولته خليتها تزعل كدة مهند بخوف :هي حصلها حاجة ؟
لم ترد نور تقلقه فقالت كاذبة :ايوة ضغطها ارتفع جامد وتعبت وانت عارف ظروفها النفسية وحوار نهى بس انت مجوبتش على سؤالي ايه اللي حصل ؟
مهند بتردد :عادي يعني يانور كان فيه مشكلة عندي وهي لما سمعت كدا قفلت ومخلتنيش اكمل اني حليتها
اجابته بعصبية :ولما انت عندك مشكلة انا معرفهاش ليه ؟ مش انا اللي كنت دايما بتقولي انا لو خبيت مشاكلي عن اي حد مش هعرف اخبيها عنك ؟
مهند حاول استجماع افكاره وقال :انا عارف انك زعلانة بس صدقيني الموضوع ده كان صعب اوي عليا ومعرفتش اقوله
نور : الموضوع ليه علاقة بالخلفة ؟
صدم مهند من كلام نور واجاب : انتي عرفتي؟ اكيد ماما هي اللي قالتلك بس متقلقيش انا اتعالجت وبقيت كويس
اجابته نور بعصبية : ليه يامهند تكدب عليا؟ انا مش زعلانة انك كنت تعبان اللي مزعلني انك معرف*نيش ليه يامهند؟ انا امته موقفتش جمبك ؟امته سيبتك لوحدك في اي موقف وحش؟
مهند لم يستطع الرد ولكنه حاول استجماع افكاره قائلا : يانور انا مكنتش قادر اقولك خفت يانور خفت
لم تستطع نور السيطرة على عصبيتها : وانا عملتلك ايه عشان تخاف منى ؟انا طول عمري بسندك وحتى قبل نتيجة التحليل قولتلك اهم حاجة نكون مع بعض وانت وقتها كنت بتاكدلي ان مفيش حاجة لكن تعمل عليا فيلم عشان متعرفنيش ليه يامهند ؟
مهند بعصبية ممزوجة بخوف وقلق : يانور انا كنت مصدوم صدقيني اصعب حاجة على الراجل انه يحس ان رجولته ناقصة عمره مابيتقبل الوضع بسهولة ولو اتقبله عمره ما بيتكلم عنه ولا بيعرف حد
اجابته نور بعصبية وهي تصرخ : وانا دلوقتي بقيت بالنسبة لك اي حد ؟ وبعدين انا كنت في نفس الموقف بتاعك وصدقني احساس الامومة اقوى 100 مرة من احساس الابوة ومع ذلك عمري مافكرت اخبى عليك
سكتت نور فترة ثم تحدثت بمرارة : عارف يامهند انا حاسة انك خنت ثقتي فيك لما شكيت للحظة اني ممكن ابعد عنك واسيبك عشان الحوار ده ولما خبيت عليا وحرمتني مااني اكون جمبك
مهند برجاء: يانور متكبريش الموضوع انا غلطت لما خبيت عليكي بس مكنش قصدى
اجابته : مهند معلش بس انا مش عايزة اتكلم دلوقتي ورايا شغل في المستشفى
مهند : ماشي يانور بس انا هرجع مصر في اقرب وقت وباذن الله هفهمك كل حاجة
اغلقت نور الهاتف وهي تشعر بالحزن فهي كانت تتوقع ان علاقتها مع مهند اقوى من اي شئ وانه لا يمكن ان يخبئ شئ عليها ولكن الان اصبحت تري ان لكل شئ بداية وان بدأ مهند في اخفاء سر واحد عنها سوف تكون بداية اخفائه لاسرار مادامت الحجة موجودة دائما وهي كونه رجل شرقي
ولكنها وعلى الرغم من غضبها منه الا انها كانت تجلس دائما مع والدة مهند تعتني بها وتهتم بادويتها واكلها وهو ماجعل حالة والدة مهند تتحسن بشكل كبير
اما بالنسبة لسلمى وفيصل فبمجرد عودته من السفر حاول ان يتكلم مع سلمى ليعرف منها اسباب تغييرها وبالفعل بعدما تناولوا الغذاء وذهب اطفالهم الي اللعب اخدها فيصل الي حجرة النوم حتى يتحدثوا بحرية
وهناك بدأ حديثه وهو يحاول ان يدعى الهدوء : الحين بدى اعرف شو اللي صاير ؟ ليش اتغيرتي ؟
اجابته بهدوء : ليش شايف اني اتغيرت ؟ انا مثل ماانا
اجابها بعصبية : لا اتغيرتي ياسلمى صايرة كتير باردة ماعم تهتمي فينى مثل الاول
اجابته سلمى : شو هي مشكلتك ؟ انت كنت دائما بتزعل من غيرتي وعصبيتي وتقول اني مابفهمك الحين انا الغلطانة لاني حاولت اتفهمك وانفذ اللي تبغاه ؟
اجابها بعصبية : ومين قال اني كنت بزعل احنا كنا كتير مرتاحين في حياتنا
لاول مرة سلمى تنفجر في وجهها : انت متخيل ان حياتنا هيك صح؟ واننا كتير مرتاحين؟ لا يافيصل عم نمثل للكل اننا مرتاحين بنمثل على الناس وعلى اهلنا بنمثل حتى على نفسنا بعد هذا كله انت شايف اننا مرتاحين!
فيصل بنفس العصبية : وانتي من متى شايفة اننا مو مرتاحين ؟ صارلنا 10 سنين ولاول مرة تحكي بهذا الاسلوب
سلمى بعصبية وقهر : لاني تعبت يافيصل حياتنا كتير باردة وانا تعبت من كتر ماعم امثل اننا مرتاحين مع بعض تعبت من البرود اللي في علاقتنا وانت شايف اننا كتير حلوين ليش ما تشوف كيف احمد عم بيعامل مريم
فيصل بعصبية ظاهرة : ايوة هيك القصة هي مريم اللي خليتك تحكي هيك انتي كنتي مرتاحة وبحياتك مااشتكيتي من شئ الا الحين لما مريم فاتت على حياتك وصارت تخرب في علاقتنا
ضحكت سلمى بسخرية ظاهرة : تخرب علاقتنا! ليش؟ شو الميزة اللي في علاقتنا لحتى تخرب؟ ولحتى مريم تحسدني وتحاول تخربها ؟وبعدين بدى اقولك شئ صدقني يافيصل في مرة قريت شئ انه مينفعش تخرب شئ خربان من الاساس
فيصل بصدمة : للدرجة دي ياسلمى ؟ ليش كل هذا ؟
سلمى : لاني طول عمري ساكتة وبقول يمكن تتغير او تحس فيني شوى لكن صارت حياتنا صعبة (واكملت وهي تقول بحزن كبير ): تعرف يافيصل صرت عم حس اننا بنعيش مع بعض بدافع الواجب بنتعامل قدام الناس لانه واجب علينا بناكل مع بعض لنفس السبب حتى علاقتنا مع بعض مستمرين فيها بدافع الواجب
فيصل كان ينظر لها بصدمة من انفجارها الغريب وقبل ان يتكلم تكلمت سلمى هي تحاول منع دموعها من النزول : لاول مرة يافيصل فكر شوي من بداية علاقتنا لحد اليوم انا عم بالغ ولا اللي عم ب*عر فيه صح ؟ بترجاك يافيصل فكر في علاقتنا لان ولادنا عم بيحسوا بالمشاكل اللي بينا وانا مابدى اضرهم واكيد انت كمان نفس الشئ
غادرت سلمى وهي تشعر على الرغم من الحزن الكبير الذي تشعر به بالراحة لانها عبرت لاول مرة عن رايها ولان حبها لفيصل يستحق محاولة لجعل حياتهم افضل وهو مالم يتحقق الا اذا تكلمت وحاولت تصحيح مسارهم
كانت سلمى تؤمن بمبدأ ان( مهما مر الوقت على العلاقة بين الزوجين كل يوم يعتبر بمثابة فرصة لاصلاح العلاقة ويجب استغلالها بشكل صحيح فانت لا تعلم ربما تكون الفرصة الاخيرة لتصحيح العلاقة )
اما بالنسبة لي انا واحمد كانت علاقتنا رائعة خاصة بالرغم من القلق الذي كان في داخلى بسبب الوصية ولكني كنت على ثقة بان القادم لان يكون اسوء من السابق
ولكن لاول مرة يخطئ احساسي وستعرفون مااقصد فيما بعد
بعد ذهاب احمد للاجتماع اتصل به عمه يطلب رؤيته بسرعة فاخبرني احمد انه سيتاخر ووقتها لم اطمئن لطلب عمه المهم ذهب احمد اليه وبمجرد رؤيته وجد المحامي معه بعدما سلم عليه تكلم عمه بهدوء :انا جيبتك الحين لان في جزء في الوصية انت ماقريته
تكلم المحامي : فعلا ياشيخ انا كان بدى اكمل بس انت ماسمعت الملك الله يرحمه ويغفر له يارب كان كاتب في وصيته انك لازم تكون متزوج رغد قبل مرور عام على وفاته والحين مر 6 شهور واذا مانفذت الشرط بتتحرم من كل شئ
عمه تحدث وهو يحاول ان يبدو حزينا على الرغم من احساسه الكبير بالنصر :انا اتفاجت مثلك يااحمد مابعرف شو اللي خلى اخى يفكر بهذا الشئ
كان احمد مصدوم من الموقف وهو يفكر كيف يكون والده بهذة القسوة ويجبره على الزواج بهذة الطريقة فقال لعمه :انا كمان مابفهم ليش صار هيك ؟ انا بعتذر ياعمي انا مابقصد اقلل من رغد بس انا بحب زوجتي كتير وراح اظلمها معي وراح اظلم رغد اكيد لاني ماراح اقدر اسوي بينتهم حبي لمريم هيصعب على رغد الحياة
اجاب عمه بمكر وهي بدعى التفهم:صدقني انا بفهمك الحين بس وصية ابوك شو راح تعمل فيها ؟
احمد شعر بالعجز فهو لا يتخيل نفسه زوجا الا لمريم وحبه لوالده يجعل من وصيته دين في رقبته ويجب ان يوفيه
وسكت عمه قليلا ثم قال وهو يدعى الطيبة : شوف يااحمد انا بقولك على فكرة راح تكون حل وسط لهذا الموضوع اخطب رغد الحين تكون حقق نصف الوصية والزواج بعد ولادة زوجتك حتى ما تتاذى كتير هذة الفترة
احمد :يصير خير ياعمى راح افكر وبعدها بقرر
استئذن احمد في الذهاب وترك عمه شارد في افكاره والابتسامة تعلو شفتيه ولكنه افاق على صوت المحامي وهو يقول : اعذرني ياطويل العمر لكن الوصية كتير قاسية على الشيخ احمد
اجابه : فعلا الوصية صعبة انا بستغرب كيف اخوى يعمل هيك؟ ومع مين مع احمد بالتحديد؟
بعدها استئذن المحامي في الذهاب وترك الشيخ سعيد الذي كان على وجهه ابتسامة سعادة لانه اقترب من تحقيق حلمه وتذكر وقتها كيف اقنع والد احمد بالموافقة على كتابة تلك الوصية
كان الشيخ محمد يتكلم مع اخيه عن احمد وانه مازال رافض للزواج : احمد هو دراعي اليمين وهو اللي راح يكمل طريقي طول عمره بيسمع كلامي الا الحين هو مثلي ع**د كتير ورافض الزواج الحين وبيقول لما راح القي البنت اللي احبها راح اتزوجها وانا خايف انا بدى احمد يتزوج واحدة تليق فيه وبمكانته
اجابه اخوه: انا فاهمك ياخوى طب بقولك على شئ انا كنت زمان بقول رغد بنتي لفيصل شو رايك لو احمد يتزوجها ؟
اجابه والد احمد : لكن احمد ع**د مابده يتزوج الحين من الاساس كيف راح يوافق بسهولة
اجابه اخوه بمكر : حتى تضمن هيك اجبره لحتى يتزوج رغد انت اكيد بتتمنى تحمل ابن احمد حتى يكون استمرار وامتداد ليك ولاحمد هدده انه لو ماسمع كلامك راح ينحرم من كل شئ
قطعه الشيخ محمد بسرعة : لا انا ماراح اقدر اذي احمد بهي الطريقة
اجابه اخوه بسرعة : لا ياخوي انا ما قولت تأذيه هي مجرد كلام راح تقنع احمد بيه ؟
اجاب الشيخ محمد بتفكير : طب واذا ما اقتنع ؟
اجابه اخوه بهدوء: اكتب وصية انه لازم يتجوز رغد والا راح ينحرم من كل شئ
الشيخ محمد ظل صامتا ولكن اخوه استمر في حديثه : انا بعرف انك ماكنت تتمنى تعمل هيك بس صدقني هذا هو الحل الصح يعني تخيل اذا احمد قرر يتزوج واحدة مابناسبه ومن بره عيلتنا ما راح تقدر تحافظ على السلطة والمنصب اللي تعبت سنين لحتى تبنيهم لانها ماراح تقدر تعبكم
وبالفعل وافق والد احمد على الفكرة لانها اقتنع بكلماته بعدما شعر باهمية الحفاظ على المنصب والسلطة التي جمعها بجهد وتعب واحمد هو وسيلته للحفاظ عليها ولذلك قرر الاستماع الي كلام اخيه على الرغم من عدم اقتناعه لانه لم يجبر احد من اولاده على شئ بهذة الطريقة واحمد بالتحديد يكن له معزة وحب خاص ولكن ما باليد حيلة
رجع من افكاره وهو يضحك بسعادة وفي عيونه نظرات خبث وحقد ووعيد : هيك اللعب ابتدى يااحمد اللي مر مابيكون شئ بالنسبة للي جاي وانا اللي راح اربح في الاخير وبكرة بتشوف
.................
الجزء الاول من الفصل السادس
بعدما استقرت حالة والدة مهند واطمئن الطبيب عليها حتى اصرت على الخروج من المستشفى وبالفعل وافق الطبيب على ذلك
وقبل ان تخرج والدة مهند من المستشفى كانت قد تحدثت مع نور : بصي يابنتي اعتبريني زي مامتك انا عايزة اقولك حاجة بلاش تفكري بعصبية وتزعلي من مهند معلش يابنتي بس الموضوع ده بالذات صعب على اي راجل
اجابتها نور : ياطنط انا فاهمة وعارفة انه صعب على مهند بس والله وانا مقدرش ازعل من الحاجة دي لانها بتاعه ربنا بس اللي قهرني انه معرفنيش كذب عليا وعمل عليا حوار عشان يسافر يتعالج , ليه ياطنط انا عملت معاه ايه عشان ميوثقش فيا في موقف زي ده ؟
كانت والدة مهند تستمع صامتة لكلام نور ثم اجابت : انتي معاكي حق بس اقولك مهند طول عمره بيكره احساس الضعف وقت اما يكون مخنوق وتعبان اوي بيضحك ويهزر عشان بيكره ان حد يشفق عليه وانتي عارفة ده كويس وصدقيني ده اكتر حاجة تعبته انه لازم يداري ضعفه عنك انتي بالذات
اجابتها نور بعصبية لم تستطع اخفائها : طب ويداري ليه ياماما انا وهو المفروض اتجوزني عشان نكون مع بعض وكنا كويسين مع بعض من غير الخلفة يعني كنا ممكن نصبر ونستحمل انا زمان كنت واثقة لو كان العيب فيا كان هيستحمل انما دلوقتي بدات اشك في ده مهند دخل الشك بينا
اجابتها والدته باستغراب : شك ايه؟ يانور ليه كل ده ؟
اجابتها نور وهي تحاول منع دموعها من السقوط : لاني كنت فاكرة حبنا كبير وهنقدر نواجه اي حاجة بيه بس للاسف طلعت غلطانة لان اول اختبار بجد اكتشفت اني ولا حاجة عند مهند او على الاقل مش زي ماكنت فاكرة
ثم حاولت نور تصنع الابتسام وهي تقول : وبعدين خليينا نكمل كلامنا بعدين في البيت لما تروحي وترتاحي
وبالفعل غادرت والدة مهند المستشفى وهي خائفة من حالة نور التي لا تبشر بالخير
وقبل يوم من رجوع مهند لمصر قررت نور ان تترك المنزل وتذهب الي منزل والدتها الامر الذي اثار قلق والدة مهند التي حاولت ان تثنيها عن هذا القرار خوفا من رد فعل مهند ولكنها لم تقتنع بذلك وقد اتاخدت قرارها
بمجرد وصول مهند اتجه الي منزله وهو يأمل ان تكون نور قد هدأت قليلا حتى يستطيع ان يتفاهم معها ولكن بمجرد وصوله للمنزل وعلمه بانها ذهبت لمنزل والدتها حتى شعر بالغضب الشديد واصر على الذهاب اليها
كانت نور تجلس تشاهد التلفاز وهي تحاول ان تشغل نفسها عن التفكير في مهند والذي من المفترض ان يكون قد وصل من السفر الان وتسائلت كيف ستكون رد فعله عندما يعلم انها تركت المنزل
افاقت من افكارها على صوت جرس الباب فذهب لتفتح لتفاجأ بمن كانت تفكر به امامها فقالت متلعثمة : مهند ....انت ...انت هنا ازاي؟ انت لسه واصل ؟
اجاب مهند بلهجة لا تخلو من العتاب : فعلا انا لسه واصل بس اما وصلت ملقتش مراتي في البيت ليه كدة يانور ؟
لم تستطع نور الرد وظلت تعاتبه بنظراتها وهو كذلك ظللت نظرات العتاب بينهم حتى جاءت والدتها وقالت : اتفضل يامهند مينفعش الكلام على الباب
اجاب : ماشي ياطنط
ودخل مهند وبدا الكلام : كدة ياطنط نور تسيب البيت طب على الاقل كانت تستناني بدل ما تاخد القرار انها تسيب البيت كدة
نور : انا كنت محتاجة ابعد شوية
كانت والدة نور قد انسحبت من الحوار حتى تتركهم يتحدثوا مع بعضهم على انفراد قبل ان تتحدث هي معه حول هذا الامر
وكان مهند اول من بدأ الحديث عندما قال : عارفة يانور انا الفترة اللي فاتت كانت اصعب فترة في حياتي كنت خايف ومعرفش هتصدقيني ولا لا بس انا مخفتش اني ممكن مخلفش خفت انك ممكن تسبيني يانور
نور انفعلت : ليه فكرت كدة بدل ماانا اكون اكتر حد بيطمنك كنت اكتر حد خايف منه ليه ؟
مهند : صدقيني انا واثق في مشاعرك بس كلام الناس وحش اوي يانور وصدقيني ممكن من كتر كلامهم تزهقي وتسبيني
نور بنفس انفعالها : ياسلام ده حب ايه ده اللي في بيتهز من كلام الناس ؟ انت لو واثق في حبي ليك عمرك ما كنت هتفكر كدة ؟ وبعدين يامهند مامتك فضلت اكتر من 7 شهور بتقولي كلام صعب عن الحمل لكن انا قبل مااخد اي قرار كلمتك وسيبتك تاخد القرار عني ولما سألتلك قولتلي عمري ماهسيبك انا وثقت فيك وفي حبك ليا انما انت ماوثقتش لا فيا ولا في حبي ليك
مهند : يانور متصعبيش الموضوع
نور قطعته بحزن : يامهند صدقني الموضوع نفسه بالنسبة لي مكنش مشكلة انما اللي قهرني انك كدبت يامهند وعملت قصة وفيلم عشان متعرفنيش وده خوفني منك يامهند اللي يكدب مرة عشان يدراي على حاجة غلط هيكدب تاني وتالت لان مفيش انسان مبيغلطش ومادام بدأت تدور على الحل الاسهل وهو انك تكدب عمرك ماهتعرف ترجع تاني للحل الصعب وهو انك تعترف
مهند بحزن : يانور صدقيني انا معرفتش اتصرف ازاي ؟ حسيت ان كل احلامي بتهدد وخفت يانور حتى ماما معرفتش اقولها ازاي ؟ انا اسف صدقيني مكنش قصدي اجرحك بس انا كنت تعبان اوي وقتها
نور : عارفة يامهند بس صدقني يامهند انا حاسة ان في شرخ حصل في علاقتنا ومش عارفة افكر دلوقتي
بعد هذة الجملة جاءت والدة نور التي طلبت ان تتحدث مع مهند على انفراد وبعد ذهاب نور قالت له : بص يامهند انت ابني مهما عملت بس صدقني المرة دي انت جرحت نور قوي خصوصا لما سيبتها تواجهه كلام الناس لوحدها وسافرت لدرجة ان حماة نهى غلطت فيها بس كلمة حق مامتك وقفتها عند حدها لكن هي حسيت انك خذلتها
مهند حاول ان يتكلم : ياطنط صدقيني .....
اجابته والدتها بتفهم : انا فاهمة يامهند بس معلش لو سمحت حاول تسيبها تهدي شوية وصدقني هتسامحك الزمن كفيل انه ينسى يامهند بس سيبها شوية بلاش تضغط عليها
مهند : ماشي ياطنط بس انا عمري ماهتنازل عنها ولا اسيبها وهي لازم تبقى فاهمة ده كويس
غادر مهند وكانت نور تستمع الي كلامه مع والدتها وسعدت كثيرا بتماسكه بها ولكنها قررت انها لن تعود اليه قبل ان يدرك خطئه
اما بالنسبة لسلمى وفيصل فكان الوضع بينهما متأزم خاصة بعد انفجار سلمى الاخير الذي اغضب فيصل الذي حمل مريم مسئولية ما حدث وانها سبب التغيير بينها وبينه فسلمى كانت متقبلة لشكل علاقتهم ولم تعترض الا بعدما جاءت مريم
وزاد غضبه من سلمي خاصة عندما كثرت زيارتها لمريم ومبيتها عند اخيها بحاجة ان مريم متعبة من الحمل وهي تساعدها
وقرر فيصل انه سيذهب الي احمد كي يتكلم معه ويخبره بهدوء انه مثلما احمد يحب الا يتدخل احد في علاقته مع زوجته لا يجب ان تتدخل مريم في علاقته مع سلمى
وبالفعل ذهب الي هناك وانتظر احمد في الحديقة بعدما ذهب الخادم ليناديه وبينما هو ينتظره شاهد مريم تجلس امام حمام السباحة فلم يستطع منع نفسه من الذهاب اليها وبمجرد وقوفه امامه قال غاضبا :انتي ايش بدك منى ومن سلمي ؟ احنا كنا كتير مرتاحين من غيرك
كنت متعبة وقد قررت ان انزل اتمشي قليلا واجلس كي استرخى واقلل من توتري بسبب قرب موعد ولادتي وبينما انا جالسة فؤجئت به وهو يتكلم معي بتلك الطريقة وعندما نظرت اليه كانت نظرته توحي بالغضب الشديد الذي اخافني لكني شعرت انني امام الفرصة التي انتظرها لكي اواجهه بالحقيقة : مرتاحين ؟ متحاولش تقنع نفسك بحاجة انت نفسك من بتحسها انتو عمركم ماكنتم مرتاحين انتو بتمثلوا على بعض وعلى الناس عشان مينفعش الامير والاميرة يكونوا مش فاهمين بعض
فيصل بعصبية : وانتي شو دخلك فينا ؟
اجابته وقد بدأت اتعصب : دخلى ان سلمى صاحبتي واختي وانا بحبها وعايزاها تكون مبسوطة
فيصل بصراخ : وهي عشان تكون مرتاحة ومبسوطة تخسريها زوجها ؟ انتي مالك دخل فينا ؟
فؤجئنا بصوت يأتي من بعيد وهو يقول بعصبية شديدة صارخا : فيصل ! انت ازاي تحكي مع مراتي هيك؟ الزم حدودك والله لولا حبي لسلمي كنت اتصرفت معاك بطريقة مختلفة
فيصل بارتباك : انا ماكنت بقصد يااحمد بس .....
احمد قطعه بعصبية : مهما كان الموقف مراتي خط احمر مايصير تعلى صوتك عليها من الاساس واذا بدك شي احكي معي انا لكن هي لا يافيصل
فيصل : بعتذر يااحمد منك بس الوضع صاير خطير مع سلمي وانا مابعرف ليش هيك ولا بعرف كيف اتصرف ؟
شعرت بمدى الفخر والسعادة لدافع احمد عني وحمد ربي على كونه زوجي ونظرت الي احمد : معلش لو تأذنلي يااحمد بس انا عايزة اقول على حاجة عارف يافيصل انا مش زعلانة انك اتعصبت انا زعلانة انك بتحملني الغلط كله وبتحاول تتضحك على نفسك عشان متواجهش الحقيقة انك بالرغم انك سياسي ناجح وليك معجبين بس للاسف انا اسفة يعني انت فاشل كزوج
فيصل شحب وجهه وبدا عليه العصبية وقبل ان يتكلم اخبرته : اسمعني للاخر لو سمحت انت عارف انت فاشل ليه لانك لما بتروح البيت بتتعامل مع سلمى على انك الامير فيصل وهي الاميرة سلمى مش فيصل وسلمى ودي اكتر حاجة عملت حواجز بينكم وللاسف حتى بين ولادكم واقولك على حاجة صدقني واضح لناس كتير انكم بتتصنعوا اللي بينكم ربنا خلقنا مش كاملين عشان كدة كدبنا مش بيكون كامل يعني لو ركزت هتلاقي حاجة تعرفك ان اللي قدامك بيكدب فيه اللي هيعرف انك بتكدب ويطنش وفيه اللي هيقولك انك بتكدب وده اللي انا عملته
اجابته بهدوء : مرة واحدة بس يافيصل واجه نفسك بالحقيقة وحاول تصلح العلاقة لانك بتحبها وانا متاكدة وصدقني ممكن دي تبقى فرصة ليك عشان تعرف تعيش مرتاح وسعيد فعلا معها فكر في كلامي كويس يافيصل صدقني حبكم يستاهل انكوا تحاولوا تصلحوا علاقتكم
صعدت الي اعلى وقد بدات اشعر بالتعب لانني كنت متوترة وانا اتحدث مع فيصل ولكني في نفس الوقت شعرت بالراحة فلقد شعرت من نظرة فيصل انه سينظر للمشكلة بشكل مختلف وتمنيت ان تتغير حياتهم وتصبح اسعد لانهم يستحقوا السعادة
وبينما احمد كان لا يزال غاضب من فيصل فقال:شوف يافيصل انا مش قادر اتخيل انك تعمل كدة وتيجي تزعق لمراتي وفي بيتي وده مش هعتبك عليه دلوقتي هعتبك لما تتحل المشكلة اللي بينك وبين سلمى وبما ان مريم فتحت الكلام ان لازم تغير نظرتك وتعترف ان فيه مشكلة انا هسالك سؤال وانت وقتها اللي هتشوف اذا كان الموضوع سهل ولا لا ؟
كان فيصل يستمع اليه باهتمام بعدما لمس كلام مريم الحقيقة اللي كان يخبئها في ص*ره ولا يقدر على التص**ح بها حتى لنفسه
واكمل احمد متسائلا : فكرت امتى اخر مرة قولتلها بحبك ؟ اخر مرة قولتلها وحشتيني هتلاقي من بدري اوي ومتقوليش هي عارفة ومش محتاجة اقولها, صدقني يافيصل الست مهما كانت ومهما كان عمرها بتحب تحس بحب الراجل ليها بتحب يتقلها كلام حلو لكن الراجل لما يختزل الحب في العلاقة بينه وبينها بيقلل من قيمتها اوي وبيحسسها انها زيها زي اي واحدة مرتبط بيها وخلاص وقتها بتوصل علاقتهم لادني مراحلها وبتحس مع الوقت انها حاجة تقهر
فيصل تحدث هامسا وكأنه يحدث نفسه: لا مو لهي الدرجة يااحمد مابعتقد سلمى بتفكر هيك ؟
اجابه احمد مستنكرا : لا يافيصل انت مش بتفكر كدة لانك راجل انما هي لانها ست بتفكر كدة ويمكن ده سبب حزنها , وصدقني هي معها حق لان ربنا سبحانه وتعالي قال في كتابه لما اتكلم على الجواز ( وجعلنا بينكم مودة ورحمة) وصدقني يافيصل هتحس بسعادة فظيعة لو مشيت بالمبدأ ده في حياتك هتحس انك انسان بجد بس لازم الموضوع يبقى متبادل يعني انت وهي والا مكنش ربنا قال بينكم
تفهم فيصل كلام احمد ولكنه لم يستطع منع نفسه من الاستغراب : انت كيف بقيت هيك ؟ انا طول عمري بحس انك هتبقى اصعب من هيك لما تتجوز شو اللي اتغير ؟
احمد وعيونه تلمع بحب : اللي اتغير اني حبيت مريم وانا احمد بس مش الامير احمد زي ماهي بتقول عشان كدة شفت معاها الحب بدون اي تصنع صدقني يافيصل لو غيرت معاملتك واتعملت كدة كأنك هتحس بسعادة كبيرة اوي تخليك تندم على كل سنة ضيعتها وانك بتخبي مشاعرك ورا مسئولياتك ومنصبك وحياتك العملية على حساب بيتك ومراتك
فيصل : فهمت عليك يااحمد وصدقني هالمرة انا راح افكر واتغير وبعتذر مرة تانية على تعاملي مع مريم
احمد نظر اليه بعصبية وقال: لا صلح علاقتك بمرتك وبعدها اعتذر من مريم بنفسك وصدقني ماراح انسالك الموقف ده ولولا معرفتي بتوترك بسبب المشكلة مع سلمى ماكنت عذرتك ابدا
فيصل : انت اخوي واتمنى تتقبل اسفى وباذن الله كل شئ راح يتحسن ويمكن تكون هي فرصتنا لحتى نعيش في سعادة مع بعض انا وسلمى وولادنا
وبالفعل غادر فيصل وهو يفكر في الكلام الذي سمعه وقد اعترف بينه وبين نفسه ان كلام احمد ومريم صحيح