الفصل الثاني

2459 Words
الفصل الثاني  سمعت سميحة طرق علي الباب فقالت للطارق بهدوء سامحة له بالدخول " تفضل "  دلف فخار لغرفة والدته التي كانت جالسة علي فراشها تتصفح بعض المجلات لتبعد عنها الملل الذي تشعر به منذ سافر زوجها و أكد عليها أن تستريح جيدا لحين تبرء من الوعكة التي أصابتها , و لولا اضطراره للسفر ما تركها و هو يوصي عليها أم سامح السيدة التي تقوم علي الاهتمام بالمنزل منذ سنوات طويلة , ابتسمت سميحة فور رؤية فخار قائلة بحنان " حبيبي تعال لهنا , اشتقت إليك يا ولد لم لم تعد تأتي و تراني كل يوم كما كنت تفعل "  ابتسم فخار و جلس مكان أشارتها بجوارها علي الفراش و هو يمسك بيدها يقبلها و يقبل رأسها مجيبا " أسألي زوجك , لم لم أعد أتي لرؤيتك , فهو ترك علي كاهلي كل أموره بجوار عملي في المصنع أيضا , حتي لم أعد أجد وقت للنوم و ليس للمجيء و رؤيتك غاليتي "  ردت سميحة و هي تمسك بوجنته بمزاح " الأن زوجي المسكين هو السبب , أليس لتذهب ركضا لتري أمنيتك "  تلاشت بسمة فخار و ظهر الحزن يكلل عينيه لاحظته والدته فقالت بحنان " فخار , ألم تتحسن حالتها مع العلاج "  رد بحزن و هو يتهرب من النظر إليها حتي لا تكتشف كذبه " لا أمي , و لا أظنها ستتحسن و لكن لا تقلقي أنا راض بذلك و لا أشتكي " مدت والدته يدها لتدير وجهه لينظر إليها مباشرة " فخار أنت تتحدث إلي أنا أمك بني و لست أحدا غريب " قالتها بعتاب  زحف جوارها و وضع رأسه علي ص*رها لتضمه هي بذراعيها و راحتها تملس خصلاته " أنا متعب أمي , متعب كثيرا "  قالت سميحة بحزن علي حال ولدها وحيدها الذي لم يكد يفرح بزواجه لتقابله هذه الكارثة بعد فترة قصيرة فقط من بدء حياته  " فخار بني , لم لا تتزوج مرة أخري " قالتها بجدية و اهتمام  رفع رأسه بصدمة " أنت من تقولين هذا أمي " سألها مستنكرا لطلبها  أومأت برأسها قائلة " و لم لا أقول بني , لا تنس أنت أبني , إن كانت أماني ابنة شقيقتي فهذا لا يمنع أن أعترف بخطأها لإخفائها شيء خطير كهذا عنا "  قال فخار مستنكرا " لا , لا أمي , لا أستطيع فعل شيء كهذا , لا أريد أن أحزن أماني , لا أريدها أن تتأذي " قالت والدته بتروي " فكر في الأمر و إن وافقت سأبحث لك عن عروس و أتركني أنا لأتحدث مع أماني في الأمر " هز رأسه بعنف " لا , لن أفكر , الأمر مرفوض من بدايته "  ردت والدته بلامبالاة " حسنا كما تريد " نهض قائلا بضيق " أنا سأذهب الأن , حتي لا أتأخر على أماني فهي باتت تمل من غيابي لفترة طويلة عن المنزل "  ردت والدته باسمة " حسنا حبيبي أرسل سلامي إليها "  قبل رأسها و قال " حسنا , تصبحين علي خير " ردت باسمة بحنان " و أنت بخير حبيبي "  تركها و ذهب , تن*دت سميحة بحزن و شعور بالضيق من أماني لكونها سبب في عذاب وحيدها .. قال عبد الغني لابنته و هو يشير للمقعد أمامه لتجلس " أجلسي يقين , أريد الحديث معك " جلست يقين و هي تعلم ,في ماذا يريد أن يحادثها " تفضل أبي أنا أستمع إليك "  قال والدها باسما " لقد تقدم إليك أحدهم يقين , أنه أبن صديق لي , و أنا أراه شاب جيد , سيأتي بعد غد لتتعرفان علي بعضكما و تتحدثا قليلا " قالت يقين بدهشة " أبي متي جاء هذا منذ أيام فقط أخبرتك أني لست موافقة علي عماد أبن العم عبد الرحمن , كم صديق لد*ك و عندهم أولاد يا أبي " رد عبد الغني مازحا " كثير , في جعبتي الكثير منهم و من حسن حظك أنهم يحبونني كثيرا و يريدون مصاهرتي "  قالت يقين متذمرة " و ما ذنبي أنا أذا كنت و السيدة صباح لم تنجبا غيري "  سألها عبد الغني " يقين , هل أنت غ*ية "  ردت يقين بسخرية " نعم الجميع يظن ذلك " قال والدها ساخرا " غيرك تطير فرحا لكون الخاطبين يتلهفون للزواج بها " قالت يقين بحنق " المشكلة سيد عبد الغني أنهم لا يريدون الزواج بي , أنهم يريدون الزواج بك أنت , من منهم راني من قبل , حتي يأتي و يطلبني , أنهم يريدون مصاهرتك أنت و لو كنت منجب قردا و ليس فتاة " ضحك والدها و قال بمرح " تصدقين ليتني أنجبت قردا أفضل منك "  ابتسمت يقين غامزة والدها " إذن لقد حلت المشكلة . أخبرهم أنك لم تنجب فتاة و أنما قردا و أخذوها لحديقة الحيوان " قال عبد الغني ببرود " حسنا , ليس لدي قرود تمكث في حديقة حيوان وحدها , ليستعد القرد فالخاطب سيأتي و يشاهده بعد غد و سأوصيه بجلب الفول السوداني له ربما رق قلبه و وافق "  كانت تمسك بالهاتف و هي تتحدث بحنق و تخبر الفتاة علي الهاتف بما قاله والدها عن خاطبها الجديد و يدها الأخرى ترتب المكتب الذي تعمه الفوضى , سألتها الفتاة " و هل سترينه "  ردت يقين بحنق و هي ترفع يدها فوق رأسها بغضب " أجل , ماذا سأفعل غير ذلك , فوالدي مصمم هذه المرة و يخبرني أنه ليس به عيب واحد و يحذرني من التهرب "  ضحكت الفتاة " مسكين القرد , سيحبس في القفص سريعا قبل أن يحظى بحب حياته كما كان دوما يحلم "  قالت يقين بضيق " تعلمين , أنا مخطئة أني تحدثت معك , هيا أذهبي للجحيم حمقاء " أغلقت الهاتف و وضعته علي المكتب و هي تتمتم بضيق " و أنت أيضا ترتب و إلا أشعلت بك النار لأرتاح من هذه الفوضى , لا أعرف متي سيعود السيد رحيم فهو منظم عن ذلك الفُخار " سمعت صوت ساخر يقول " أخبرتك فَخَار بفتح الخاء , ألن تتعلمي ابدا "  ارتبكت يقين و وقفت منتصبة و قالت بتوتر " سيدي متي أتيت " رد فخار بسخرية " منذ أردت أشعال النار آنستي " شعرت يقين بالخجل فقالت بارتباك " أنا كنت أمزح " سألها فخار بسخرية " مع المكتب " ردت يقين باسمة " لا مع الورق سيدي فهو الغير مرتب و لا أعرف كيف يخرج من ملفاته بتلك الطريقة الفوضوية " رفع فخار حاجبه بسخرية " هل أشتم نوع من التوبيخ هنا آنستي "  ردت يقين مسرعة " لا سمح الله سيدي, تفضل أسترح شاي أم قهوة " رد فخار ببرود " بل حسم يومين " رفعت يقين نظرها لتنظر إليه بضيق " لدينا منه سيدي , شكرا لك فالشركة هنا توفر كل شيء للعاملين لديها " لم يتمالك فخار نفسه حتي أنفجر ضاحكا فهذه الفتاة حقا غريبة الأطوار , و لكنها حقا ممتعة , توقفت ضحكته و تتطلع علي وجهها المحتقن بغرابة ,سألها بهدوء " منذ متي تعملين هنا لدي أبي يقين " ردت يقين بتردد " منذ عام واحد سيدي " سألها فخار " كيف لم أرك هنا عندما كنت أتي لرؤية أبي " ردت بحيرة " لا أعرف سيدي أنا أيضا لم أرك من قبل , او أعلم أن السيد رحيم لديه أولاد " قال بهدوء " ولد واحد فقط " ابتسمت يقين بهدوء " جيد أنك رجل سيدي و إلا " قطعت حديثها حتي لا تخبره جيد أنه ليس فتاة حتي لا يحدث معه ما يحدث معها هي من والديها " و إلا ماذا " سألها بمكر فهو أستمع لبعض حديثها مع الفتاة و يعلم ما تقصده بكونه رجل .. قالت بخجل " لا شيء سيدي , بعد أذنك سأجلب لك بعض القهوة "  خرجت من المكتب و تركته علي حاله من الفوضى فارتسمت ابتسامة علي شفتي فخار يصاحبها بعض الشرود و عودة لحديث والدته يتردد في رأسه من جديد  شعر فخار بلمسات شفتيها علي وجنته و عنقه و جبينه , فتح عينيه ليجد أماني ترمقه بحب و هي تعاود غمره بقبلاتها من جديد , توتر جسده و حاول النهوض ليعتدل , ليتسأل ماذا تفعل بالضبط , و لكنها لم تترك له فرصة التفكير و هي تضع يديها علي ص*ره تمنعه أن ينهض , تمتمت بخفوت " فقط أتركني أفعل ما أريد فخار أرجوك دون أن تعترض " يعترض , هل تظن أنه يريد أن يعترض , هو يتمني ذلك , و لكن ليس بيده شيء يفعله غير أن يحذرها من عواقب فعلتها تلك " أمنيتي لا تفعلي , المرة الماضية كدت " وضعت يدها علي فمه توقفه عن الحديث و هي تخفض رأسها جوار عنقه تغمر وجهها به و شفتيها تلامسانه برقة " فقط أتركني أحبك أنا , لن أسبب التعب لنفسي فأنا أدري بصحتي أليس كذلك "  هل تظنه جماد لن يتأثر بأفعالها , أنه بشر و يحتاج الشعور بقربها منه مثلها تماما , " أماني " قالها باعتراض علي فعلتها تلك " أصمت , فقط فخار , أصمت "  كانت يدها تدفع تيشرته الخفيف فوق رأسه لتنزعه , لم يشأ أن يتسبب لها بالإرهاق من تشبثه بملابسه ليثنيها عن فعلتها بل تركها تنزعه و تلقيه بجانبها علي الفراش و يدها تعود و تمر علي ص*ره العاري , مرت بشفتيها علي ص*ره بقبلات محمومة لترفع حرارة جسده و يتنفس بصعوبة وقد استبدت به الرغبة و الشعور بها بين ذراعيه كما من قبل , قبل أن تسوء حالتها , " أماني " قالها بخشونة ربما تركته يلتقط أنفاسه و يتحكم بغرائزه التي أثارتها بقبلاتها فقط , رفعت وجهها عن ص*ره لتكتم أي اعتراض من قبله , ليصعد الدم لرأسه حتي كاد ينفجر فقط من مجرد ملامستها لشفتيه , هل حالته سيئة لهذا الحد لتثيره مجرد قبله علي شفتيه و أخري علي ص*ره , لا حالته سيئة لكونه يعلم أنه في النهاية لن يحظى بها و يطفئ رغبته ككل مرة مما يجعله يستاء و يريد الصراخ , و لكنها حقا تضغط عليه بذلك . " أحبك " همست بها جوار أذنه , سخر من نفسه و كأني لا أعلم و لكن ما النتيجة لذلك , فهو لا يستطيع أن يحظى بأي تقارب طبيعي معها منذ ذلك الوقت , عادت لتقبيل عنقه ليجد يديه ترتفع لتحتويها بقوة متناسيا كل شيء و كأن الأمور بينهما طبيعية , و عقله المشتعل يخبره أن كل شيء سيكون بخير ... " كيف حالها " سأل فخار الطبيب بعد أن وجد أماني متعبه في الصباح و هي تمسد ص*رها و وجهها شاحب و أنفاسها متقطعة  رد الطبيب بعملية " هي الأن بخير ستحظى بعدة ساعات من النوم , ستكون بخير "  شعر فخار بالذنب فهو لم يعطيها فرصة بعد أن احتواها بين ذراعيه أمس ليهاجم مشاعرها بضراوة و قد تناسي أمر مرضها مقنعا نفسه أنها بخير كأيام زواجهم الأولي , سأل الطبيب " ما مدي سوء حالتها دكتور , هل هناك ما نفعله غير التزامها بتناولها الدواء "  نظر إليه الطبيب بأسف " سيد فخار للأسف السيدة أماني أهملت العلاج في بداية مرضها ليتحول لحالة مزمنة معها و لا شيء نفعله غير الاهتمام بها و التزامها بتناول الدواء "  أومأ فخار بحزن " حسنا دكتور شكرا لك "  قال الطبيب بهدوء " بالطبع لن أنبهك أن تلتزم الحذر في التعامل معها " هل يظن سيجازف و يقترب منها مرة أخري , لا يظن ذلك " حسنا دكتور شكرا لك "  خرج الطبيب فعاد فخار لغرفته ليطمئن علي أماني التي كانت غارقة في النوم بوجه متعب , تن*د بحزن و جلس جوارها علي الفراش يقبل رأسها بحنان " حبيبتي , أسف , لم أعد أحتمل هذا الشعور بالذنب كلما حدث شيء معك " تركها و خرج غير قادر علي البقاء في المنزل لحين تفيق ... دلف للمكتب بدون أن يلقي التحية عليها ليغلق الباب خلفه بحدة .. نظرت للباب المغلق بحنق و تمتمت " ألا يكفي جاء متأخرا عن موعده ساعتين "  عادت للعمل و هي تظهر تذمرها من حين لأخر لشيء ما , القهوة بردت , ثوبها أتسخ من تساقط قطعة كريمة من قطعة الكيك التي جلبتها معها , عدم تمشيطها لخصلاتها حتي تأتي مبكرة و لا يحسم من راتبها ككل مرة , مهاتفة صديقتها لتسألها عن الخاطب الذي سيأتي اليوم لرؤيتها , سقوط ورقة من يدها أسفل المكتب , و كلما تذمرت من شيء ألقت نظرة علي الباب المغلق , نهضت لتزيح مقعدها و تنظر أسفل المكتب لتبحث عن القلم الذي سقط من يدها ليضاف تذمر جديد لشيء أخر في يومها العصيب هذا " يا له من يوم سيء " اعتدلت لتجد فخار يقف أمام مكتبها يكتف يديه ينظر إليها بضيق و توتر , ارتبكت يقين و سألته بقلق " هل هناك شيء سيدي"  رد فخار ببرود " هناك شيء , هناك أشياء , لا تعجبك القهوة و لا شعرك و لا ثوبك و لا العمل و لا القلم , مما أنت مصنوعة , من عجينة تذمر , كان لدي صداع خفيف عندما أتيت , أصبح لدي الشقيقة من كثرة سماعي لتذمرك , ماهي مشكلتك يا فتاة , العالم " أضافها بحدة  رمقته يقين بعتاب , قبل أن تنفجر باكية بحزن و هي تخفي وجهها بين راحتيها و تعود للجلوس علي مقعدها , نظر إليها فخار بدهشة , ماذا فعل , هل سبها , لتبكي هكذا , هو فقط كان يمازحها لعله يخرج من شعور الضيق الذي يشعر به " ماذا حدث يا فتاة هل ضربتك لتبكي هكذا "  مسحت دموعها و قالت بنفي " لا , لكني فقط غاضبة قليلا و أنت أتيت و صرخت علي من دون أن أفعل لك شيء اليوم , حتي أنت من جاء متأخرا و أنا لم أقل لك شيء " نظر إليها بدهشة , تقل شيء , هل تريد توبيخه مثلا لمجيئه لشركة والده متأخرا أم تريد أن تحسم من راتبه " أنها شركتي , أذا كنت نسيت " ردت يقين بخجل " أسفة لم أقصد ما فهمته و أني أحاسبك , أعتذر منك سيدي " لان قلبه و سألها باهتمام " أخبريني إذن , لم أنت غاضبة اليوم ليكون يومك سيء هكذا " ردت يقين بحزن " اليوم سيأتي إلي أحدهم ليخطبني من أبي , و لا أعرف كيف أتهرب من ذلك دون أن أزعج أبي و أمي " لا يعرف لم شعر بالسرور لكونها لا تريد الزواج من هذا الخاطب , و لكنه لم يعرف سبب شعوره هذا و سألها باهتمام " لماذا لا تريدين الزواج به ربما كان رجل جيد " رمقته بضيق و حزن " لا أحبه , هل هذا السبب يكفي لعدم رغبتي في الزواج منه " رد فخار و هو يمعن النظر لوجهها الأحمر من البكاء " ربما أحببته عند مجيئه "  قالت يقين بحدة " لن أفعل , لن أحبه " سألها فخار بسخرية " أراك متأكدة دون رؤيته حتي " ردت بتأكيد " نعم , لسبب بسيط , لأنه لا يحبني بدوره " سألها بتعجب " لم أنت متأكدة هكذا " قالت بتأكيد " لأنه لم يراني من قبل , هل تحب أحدهم دون أن تراه " قال فخار بسخرية " لهذا اسمها فترة خطبة لتتعرفا علي بعضكما و ربما أحببتما بعضكما "  سألته بتردد " هل تظن ذلك , و إن لم أحبه " سألته بتوتر  قال بجدية " أتركيه " انف*جت أساريرها و قالت براحة " حسنا , سأفعل ربما تقبلته كما تقول و عندها لن أغضب أبي ,و لكن " ماذا تقول أنها كانت تفضل أن تحب أولا  سألها بتوتر " و لكن ماذا " لم يكن يظن أنها ستقتنع بحديثه بسرعة هكذا  ردت باسمة " لا شيء , شكرا لك سيدي " تمتم بضيق و هو يعود لمكتبه " علي الرحب و السعة " نظرت بتعجب ثانيا للباب المغلق بعنف هذه المرة **********※***************※*********
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD