اندهاش وصدمة ظهرت علي ملامحه وهو يستوعب ما تقوله فرح لها ليقول بحيره :
- ازااي طيب ... معقوله تكون علاااا ... طب ازااي طيب ... انا مش فاهم حاجه .
نظرت له فرح وهي تتذكر ما كانت تفعله ش*يقتها معها بسبب انحياز والدهم لها هي وأخيها ووالدتها لعلا ، فتشرح له وتقص له وعينيها تتلئ لئ بالدموع :
- لما كنا صغيرين كانت ماما دايماً متحايزه لعلا في كل حاجه كبيرة اوي صغيرة ده غير بابا اللي كان بيتحايزلي انا وعمرو وعلا لا ، كنا عيلة اسم بس مش معني ، مكناش قريبين من بعض ولا بنخاف علي بعض ولا حتي بنحس ببعض ، ولما كبرنا كان عمرو قريب مني انا اكتر حد فيهم لأننا كنا غيرهم ، كنا دايما قريبين من بعض ونحس ببعض وقررنا اننا منبقاش زيهم مع ان بابا كان بيحبنا اوي بس كنا بنزعل من معاملته لعلا وماما كذلك الأمر ، وعمرو كان عارفني كويس وواثق فيا اني عمري مهفرق بينه وبين علا في المعامله لاننها اخوات ، بس علا كانت شايفه حاجه تانيه كانت شايفه اللي هي عايزه تشوفها ، كانت دايما زعلانه من عمرو ومني علي أساس اننا مش بنحبها زي بابا وكانت بتعاملنا وتكلمنا قدام بابا بوش والوش التاني بعد ما بابا يمشي يروح الشغل ، وده سبب انها تكون متكبرة ومغروره حتي مع اخواتها ، كانت بتكرهني ومازالت بسبب معملة بابا وعمرو نحيتي ، وانا مبلمهاش لان بابا وماما هما السبب في تفرقنا كأخوات ، لكن مع كل ده انا بشر وبحس وعندي مشاعر وهي كانت بتجرحلي مشاعري بأسلوبها وطريقتها معايا ، وفيوم لو فكره يعني ، لما اعترفنا بحبها لبعض .. .
- اكيد فاكر يا فرح .
خطت فرح خطواتان للأمام لتكون أمام عمود عالي لتستند برأسها عليه وهي تكمل ودموعها علي وجنتيها تتساقط :
- كان ساعتها اكتشفت اني تعبانه عندي ثقب في القلب ، وعمرو مسبنيش ده وداني لأكبر الدكاترة في البلد وكنت بتحسن واحده واحده بس التحسن ده كان نفسي مش جسدي ... كانت بتنتقم مني يا ماذن من غير ما اذنب أو اعملها حاجه ... انا وعمرو مالنا ذنبنا ايه .. هي كانت صغيرها وتفكيرها كان اصغر ... في اليوم اللي كان في اخر جلسه علاج ليا ، حطت في الميه دوا للجلطه مش للأمراض الثقب في القلب وياريت اكتفت بكدا لا دي حطته بكميه كبيره ، وانا طبعا شربت الدوا لاني اكيد مش هشك فاختي ولا حتي فكرت انها ممكن تعمل كدا ، ودا أثر عليا جدا وحالتي ابتدأ تسوء بدل ما هي كانت بتتحسن ، وعمرو كان عايزني اعمل العمليه بس انا كنت برفض لاني كنت عايزه اشوفه عريس وفي الكوشه مع حبيبته اللي اخترها كنت عايزه اشوفه مبسوط زي مبسطني ، والحمد لله امنيتي اتحققت يعني كدا انا هعمل العملية وانا مرتاحه ، حتي لو مت هموت مرتاحه .
اقترب منها ماذن بقلب حزين ينزف من منظر حبيبته وهي تحكي له كل ما عانته من دونه ، وضع يده علي كتفها وأبعدها عن العمود وأحتضن وجهها بين كفيه وهو يمسح دموعها بأصابعه قائلاً :
- متقوليش كدا يا فرح هتبقي كويسه ومش هتموتي بأذن الله ... يا فرح انتِ دنيتي وحياتي انا مقدرش ابعد عنك اكتر من كدا ... .
ارتمت فرح بين احضانه تعانقه وهي تبكي لتتن*د براحه وهي تقول :
- انا ارتحت يا ماذن ارتحت بعد ما حكتلك وقولتلك كل حاجه ... انا والله بحبك بس كنت مضطرة ابعد عنك علشان عارفه انك بتحبني وانك هتتعذب من غيري ، وانا قلتلك الكلام ده لاني كنت عيزاك تكرهني ولو حصلي حاجه متتأثرش منها ... بس انا بحبك وكنت بتعذب زيي زيك .
ابتسم ماذن من كلامها واعترافها له ليبتعد عنها ويمسح دموعها وهو يقول مازحاً :
- ايه ده هو احنا قلبناها نكد كده ليه ، يلا ندخل قبل ما اخوكي يجي هو ويقتلنا ده مجنون وانا عارفه .
ضحكت فرح وقالت هي ايضاً وهي تمسح دموعه :
- ههههههههه يلا علشان قمر هي اللي متقتلناش مش عمرو .
ابتسم لها ومد يده ليدها ، ليلتقطها بين يديها ويدخلها القاعه وهم علي ذلك الحال فقد تجمع هذا الثنائي الذي كانت نهايتهم قريبه .
***
كانوا واقفين الاربعه امام الجاتوه الكبير الذي يتكون من اربع طوابق بشكل جميل وكان كل منهم يمسك يد حبيبته ومن ثم يمسكوا السكين ليقطعوه ، اخذ اشرف قطعه واطمعها لمروة وايضا عمرو فعل نفس الامر واطعم حبيبته وقمره ،كاد عمرو ان يضع بقيه القطعه علي الطاوله فاسرعت قمر بمسك يده واخذت بقية القطعه واطعامته هو الاخر وهم ينظرون لبعض بحب وعشق متناهي ، ظلوا ينظرون في أعين بعض لا يشعرون بأحد ولم يستيقظوا الا علي صوت فرح وهي تقول بمرح :
- ياعيني ياعيني عليكم مش وقته رومانسيه خالص ... كلها ربع ساعه وهتكونوا لوحد*كم من غير ما حد يقاطعكم هههههههههه .
خجلت قمر من كلام فرح ونظرت للأسفل وهي تبتسم ، ابتسم عمرو من خجلها هذا ، أخفض رأسه عند اذنها قائلاً بهمس :
- مش هسيبك انهارده انتِ بتاعتي وبس يا قمري .
توردت وجنتيها خجلاً لكن هذا لم يجعلها ت**ت بل همست له :
- عارفه اني بتعاتك وبس يا قلب قمرك ، بحبك يا عمرو .
- وانا بعشقك يا قمري .
مسكها من خصرها ورفعها لتكون قدماها في الهواء ويدور بها بسعاده ، والجميع يصقف ويصفر لهذا الثنائي الرومانسي الذي لا مثيل له .
***
جال**ن هم الأثنان ، وهي تتأفف ومتضايقه منه ومن سزاجته فوقفت لكي ترحل ليوقفها هو بصوته الأجش الرجولي :
- رايحه فين يا علا .
نفخت علا في الهواء بضيق لتقول له :
- ملكش دعوه .
وقف هو الأخر وامسك يدها واجبارها علي مبادلته الأمر وهو يقول :
- اهدي بقا علشان في بنات جايين علينا اهو....متعوديش تلوكي كتير .
سحبت يدها بقوه منه قائلة :
- ابعد كدا وانا مش هعمل اي حاجه فاهم .
كانت سترحل لكن هو لم يدعها فمسكها من يدها وتقدم خطوتان عند ستاره تخفيهم عن اعين الناس يقول بخبث :
- قلتي ايه دلوقتي ... اسمعي بقي يا علا انتِ كدا بتخالفي اللي بقولوا ولو خالفتيه فأنتِ عارفه ايه اللي ممكن اعمله .
دفعته دفعه خفيفه عنها قائلة :
- مش هقدر تعمل حاجه فاهم ولا لا يا كـ...... .
ليسكتها بقبلة علي شفتيها ليقول بعدها :
- هااا .... عملتها ومعملتهاش ... ولو اتكلمتي تاني ومسمعتيش كلامي ... فانا مبشبعش واكيد هعملها تاني والقرار ليكي يا حلوه .
ثم غمز لها بمكر وهو يبتسم ، نظرت له بغضب وقالت :
- ماشي يا بارد .. بس هو انهارده وبس فاهم .
امسك يدها وهو ينظر لها لتقول هي بنفسها :
- عمل فيا ايه ده يا ربي ، ده حلو اووي .... مش عارفه ليه عايزه أقرب منه .
اما هو فيقول بنفسه :
- متقلقيش يا علا انا هنا علشان اساعدك انك تتخلصي من غرورك وحقدك لأخواتك وللناس كلها ... انا بحبك ومش هسمح لغرورك أنه يبوظ كل حاجه .
ليذهبوا هم الاثنان وبداخلهم اشياء يفكروا بها .
***
اتي موعد رحيل عمرو وقمره وأشرف ومروة مع توديع اكرم و سماح لبناتهم فكانت قمر تبكي في حضن والدها قائلة :
- هتوحشني اوي يابابا ... اتصل عليا كل يوم .
أبعدها عنه وقبلها من جبينه وهو يقول :
- متقلقيش يا قمري هتصل بيكي كل كل يوم ... بس اوعديني انك تخدب بالك من نفسك ومن جوزك .
ليتدخل عمرو :
- متقلقش يا عمي قمر في عينيا الأتنين .
لتذهب قمر لسماح وتقول لها بعيون باكيه :
- هتوحشيني اوي يا ماما .
لتقول لها سماح بوجه خالي من البسمه :
- بس انتِ مش هتوحشيني .
حزنت قمر من امها لتلتفت لكي تذهب لكنها توقفت علي صوتها :
- ده انا همووت من بعدك يا بنتي .
لتنظر لها قمر وتعانقها بقوه قائلة :
- بحبك اوي يا ماما .
- وانا بموت فيكي يا قمر ماما .
لتضحك قمر بسعاده ، ابتعدت عنها وذهبت احتضنت اختها ثم ركبت السيارة مع عمرو وكذلك الأمر مع اشرف ومروة ، لتنطلق السيارتان إليه حيث مكانهما .
***
بعد نصف ساعه في فندق جميل جدا وغرفه اجمل منه ليفتح الباب ببطء ويدخل عمرو وهو يحمل قمر بيديه وقمر انزهلت من الغرفه بجمالها فكانت غرفه واسعه كبيره علي اقصي الجانب اليسار يوضع السرير وبجانبه شرفه كبيره وتنسدل عليه الستائر الحريريه السوداء والتلفازه موضوع علي الحائط مقابل السرير وفي اقصي يمين الغرفه يوجد فتحه مستطيله الشكل تنتهي من فوق بنصف دائره وهو باب الحمام، لم تشعر بنفسها الا وعمرو ينزلها علي الارض وهو يقول بحزن مصتنع :
- ياريتني مخدت الأوضه دي .
نظرت له قمر بأستغراب قائلة :
- ليه هي معجبتكش .
ليقول عمرو وهو يقترب من وجهه قمر :
- عجبتني بس بغير .
- وليه بتغير .
- لانك انشغلتي بيها .
ضحكت قمر منه وهو مازال يقترب منها لتقول له بأبتسامتها السعيدة :
- خلاص مش هنشغل بيها انا انهارده ليك وبس .
وبعد ان **تت قبلها عمرو بحب شديد وهو يشعر بها بين يديه ومعه وهي ايضا تتجاوب معه بنفس الحب ،ليبتعدا عن بعضهم وتقول قمر بصوت خجول :
- انا هروح اغير هدومي .
- ماشي يا حببتي ... مستنيكي يا قمري .
ذهبت ودخلت الحمام ونظرت للمرآه وتزيح الشال الذي فوق راسها وهي تزيحه تشعر بعظمها يؤلمها وكانت ستقع لكن اسندت علي الحوض الذي اسفل المرآه وهي تقول :
- ااااي ، مش وقته خالص .
لتعتدل في الوقوف بمساعده الحوض ولكن تخونها رجليها وتقع وتصرخ من الألم ، ليسرع بارون لها ويفتح الباب ويراها تحاول النهوض ولكن لا تعرف فعظامها تؤلمها بشده ليقترب منها ويحملها بيديه القويه ويضعها علي الفراش وهو يقول بقلق :
- انتِ كويسه ... وقعتي ازاي يا حببتي .
لتقول قمر بألم يغذو جسدها :
- عضمي يا عمرو عضمي واجعني جدا يا عمرو جدا .
- متقلقيش يا حببتي دقيقه وراجع .
ليتركها ويدخل الحمام وقمر تنظر له بأستغراب ، دخل عمرو وكان هناك صندوق معلق في الحائط ليفتحه ويجلب منه ادويه ومن ثم يدخل الغرفه مجددا ويتجه للثلاجة الصغيرة التي تحتوي علي مياه معدنية ، جلب زجاجه مياه صغيره واتجه لقمر ثم وضعهم علي الطاوله الصغيره التي بجانب السرير وبعدها اتجه للحقيبه وفتحها واخرج منها منامة قطنيه التي تتكون من تيشيرت وهوت شورت ويذهب لقمر ويضعهم علي السرير ويمسك الادويه مره اخره ويجلس بجانبها قائلاً :
- خدي الأدوية دي دلوقتي ومن دلوقتي هتلتزمي بالأدويه والجلسات .. اتفقنا .
نظرت له بتعجب قائلة :
- أدوية ليه وعلاجات ايه .
وضع عمرو في فمها الدواء وسقاها الماء ثم وضع الادويه بجانبهم مع الماء ، وقال ممسكاً يدها :
- انهارده الصبح روحت للدكتور بعد ما عمل فحص لعينة دمك ، وهو اداني شويه ادويه تخديها بأنتظام ، وبكرا بأذن الله هنروح المستشفي علشان الفحوصات والتحاليل علشان قمري حببتي تخف وعلشان نحدد نوع العلاج اللي هتخضعيله يا حببتي .
بكت قمر من كلامه لتعانقه بقوه وهي تقول :
- انا بحبك اوي اوي يا عمرو اوعي تسبني ابدا يا عمرو انت كل حاجه في حياتي .
لف عمرو يده حول خصرها مبادلاً عناقها ، امسك شعرها ووضعه ع كتفها الاخر وهو ينظر لرقبتها البيضاء الناعمه ، طبع عليها قبله تحمل كل معاني العشق لها ، اغمضت قمر عينيها وهي تشعر بقلبها سيخرج من مكانه ليقول لها :
- متقلقيش انا اللي هغيرلك هدومك ..
فتحت قمر عيونها وقالت سريعا :
- لالا انا كويسه هغيرهم انا .
وكانت علي وشك الوقوف ليجذبها عمرو له وتقع عليه ، لتكون خصل شعرها فوق عينيها ،رفع عمرو يده حيث هذه الخصله ووضعها وراء اذنها ولمس وجهها بيده فتشعر قمر بالقشعريره تصيب جسدها لتفتح عينيها علي كلام عمرو :
- قولتلك انا اللي هغيرلك يعني اسكتي لاني هعمل اللي في دماغي يا قمري .
مد عمرو يده لسحاب الفستان وفتحه ثم تتجه يده ناحيه كتفها ليزيل الفستان من عليه ومد يه ناحيه التيشيرت الذي جلبه والبسه لها ثم امسك الشورت ولكن هي أوقفته قائلة :
- لا خلاص انا اللي هلبسه .
وقفت وهي تمسك الفستان الذي يخفي رجليها ودخلت الحمام وهي تقول بحب :
- بعشقك يا قلب قمرك .
ثم ارتدت الشورت وبعد ذلك خلعت الفستان وامسكت الفرشاه ومشطت شعرها ورفعته بتوكه لونها زهري ، خرجت من الحمام لتراه نائم علي السرير ، ذهبت باتجاهه وجلست بجانبه ، اقتربت منه وقات بصوت هامس :
- عمرو انت نمت يا حبيبي ... تصبح علي خير يا روحي .
نامت قمر بجانبه وهي معطياه ظهرها لتكون مبتسمه لتتلاشي ابتسامتها عندما شعرت بيده تحاوطها من خصرها ليقربها منه ليكون ظهرها ملتصق بص*ره ، لتقول له :
- انت كنت بتمثل بقي .
- هههه ايه زعلتي ولا ايه .
لم ترد عليه قمر ليقبلها عمرو علي رقبتها وقمر مغمضة العينين ، احساسه بالحب الذي احسه معها فقط ، فهي الان بين يديه يقبلها وهي ايضا حلمها تحقق فهي مع من احبته وبين يديه ، هما الأن يتحدو سويا ليكونو شخص واحد بروح واحده وقلب واحد
***
مع بذوغ الشمس تفيق وترتدي ملابسها وتنزل للاسفل وتدخل المطبخ وتحضر الفطور وتاخذ صينيه وتزين بها الورود وتضع بها طبقان وكوبان عصير وتضعهم علي جنب ، وصينيه اخري تضع بها كوب ماء وكوب اخر عصير واطباق الافطار وتاخذها وتذهب بها لغرفه حماتها وتطرق وتدخل وتقول بابتسامه :
- صباح الخير يا ماما ... انا جبتلك الفطار يارب يعجبك .
نظرت لها حماتها ولم ترد عليها لتقول مروة بأعماقها :
- مالها دي ... هي مش طيقاني كدا ليه .. بس مش هرحمها ده انا هخليها تتجنن مني هههههه .
ضحكت مروة لتضع يدها علي فمها عندما نظرت لها حماتها بصرامه لتقول بعدها :
- انا اسفه ... عن اذنك .
لتوقفها حماتها قائلة :
- متفرحيش اوي كدا يا مروة من بكرا حياتك هتبوظ لان ابني حبيبي هيتجوز اللي بيحبها .
نظرت لها مروة بصدمه قائلة :
- ايه!!!!! ... هيتجوز اللي بيحبها وبكرا ... ازاي طيب يعني هو خدعني .... ازاي يعمل فيا كدا .
فرحت والدة اشرف من ذلك ، لتقهقه مروة وهي تقول بسخريه :
- هو ده اللي كنتِ عايزه تسمعيه مني صح هههههه .
تفاجأت هي من ذكاء مروة قائلة :
- نعم !!! .
- حماتي حببتي اللي بعتبرك زي ماما حببتي .. انا بحبك وهعمل كل اللي عايزاه وبحب اشرف جدا جدا .... بس بالله عليكي اتقبليني زوجة ابنك ومتجبيش زوجه تانيه انا مش هتحمل .
نظرت حماتها لها بحزن وهي تقول :
- انتِ بجد بتحبي اشرف ولا بتضحكي عليه .
- ايوه بحبه اوي لا ده انا كمان بعشقه .
- يعني اثق فيكي ... يعني مش هتخدغينا زي ما البنت دي عملت فينا وفي اشرف .
- بنت!! بنت مين .
- البنت دي كانت حبيبة اشرف القديمه ، دي كانت بتدعي حبه ويوم فرحهم هربت بالفلوس لانها كانت نصابه ومنتحله شخصيه بنت تانيه غير شخصيتها ، عشان كدا انا كنت عايزه اشرف يتجوز عبير بنت خالته علشان انا واثقه فيها ، بس انا هثق فيكي انتِ يا مروة وياريت مت**ريش ثقتي فيكي .
فرحت مروة من حماتها بشدة ثم عانقتها وهي تقول :
- شكرا بجد يا ماما وانا هبقي اد ثقتك لاني بحبكم ومش هقدر ابعد عنكم اصلا .
***
احست بشيء مليئ بالعاطفه علي وجهها فتفتح عينيها وتراه يقبل وجهها بحنان و حب فتقول :
- صباح الخير .
ليقبل شفتاها برقه ويبتعد قائلاً :
- صباح الفل والورد والياسمين علي قمري الحلوه .
ابتسمت قمر بخجل منه ليقول هو لها :
- يا علشان تفطري وبعدها هنروح المستشفي علشان التحاليل والفحوصات .
ضمت قمر شفتاها بحزن حتي جعلت عمرو يبتسم لتقول له بحزن :
- يوووه .. مش انهاردة يا عمرو عشان خاطري مش عايزه اروح .
- ليه مش عايزه تروحي .
- انا خايفه يا عمرو خايفه .
تلاشت ابتسامته وقال :
- متخفيش يا حببتي وانا معاكي .
تجمعت دموعها بمقلتيها تقول بحزن :
- انا مش عايزه اتعالج ، مش عايزه شعري يقع واكون وحشه معضمه كل اللي يشوفني يخاف من شكلي ، هكون وحشه يا عمرو هكون وحشه اوووي وانت ممكن تشمأز مني وانا هستحمل كل حاجه إلا بعدك عني صدقني .
- مسح عمرو دموعها رافضا أن يبكي هو أيضا لكي لا يضعفها اكثر ، ليردف :
- اوعي تخافي طول مانا جنبك يا قمري ، وانت غلطانه علي فكره لاني مش هسيبك مهما حصل ومش هيحصلك اي حاجه وشعرك مش هيقع، انا يا ستي هقول للدكتور نشوف علاج غير الكيماوي ، صدقيني مش هتتعالجي كيماوي .
هزت رأسها موافقه كلامه ، وقف عمرو وهو يقول :
- يلا بقي علشان نروح المستشفي مش عايزين نتأخر من اولها .
***
- جاهزة يا مدام قمر .
قالها الدكتور وهو جالس علي مقعد مكتبه وقمر وعمرو جالسين أمامه علي المقعدين الجانبيين علي المكتب ، امسكت قمر يد عمرو خائفه ولم ترد ، نظر لها عمرو وهو يهز رأسه بطمأنينه ثم نظر للدكتور قائلة :
- ايوه هي جاهزه بس خايفه شويه .
نظر الدكتور لقمر قائلاً :
- متقلقيش يا مدام قمر .
تكلمت قمر اخيرا محدثة الدكتور :
- انا مش عايزة اتعالج بالكيماوي .
- لا مفيش علاج كيماوي ولا حاجه انتِ بس انتظمي في الأدوية اللي معاكي بجانب حاجه واحده بس .
قلق عمرو من ذلك وقال :
- وايه هي الحاجه دي .
- عملية زرع النخاع الشوكي .
شددت قمر قبضتها علي يد عمرو ليقول :
- طيب تمام بس عايز اعرف عنه معلومات اكتر .
- الغايه من زراعته هي أننا نستبدل الأنسجه المصابه ، والأنسجة دي عادتاً بتتصاب من مرض السرطان ، علي سبيل المثال " ابيضاض الدم أو اللي معروف بـأسم اللوكيميا " او بسبب أمراض تانيه بتصيب خلايا النخاع العظمي ، والنخاع العظمي بيتكوين من خلايا ، الخلايا دي هي المسؤولة عن عملية تصنيف خلايا الدم للأنواع المختلفه واللي معروفه بأسم " الخلايا الجذعية " ، والنخاع العظمي هو نسيج بيحتوي علي الخلايا الدهنية بالإضافة لسائل معين ، وهو موجود في القسم الداخلي لغالبية عظام الجسم ، وبيتم زرع النخاع العظمي في غالبية الحالات لاجل علاج مشاكل انتاج خلايا الدم وتصنفها وعلاجها نهائيا ، ابياض الدم علي اختلاف انواعه زي " ALL, AML ، Aplastic anemia ، Thrombocytopenia ، Multiple myeloma " وغيرها كتير ، وبتتيح عملية زرع النخاع العظمي للجسم أنه بيقوم ببناء مخزن خلايا الدم الخاص بيه من جديد ، وانتاج خلايا الدم بشكل سليم ، وموازنة مستويات الخلايا في الدم ، وفي حالات كتير ، وعملية زرع نخاع العظم بتكون ليها الأمكانيه الوحيده لعلاج الأمراض دي بشكل تام ، وبتم العمليه دي عبر نقل الخلايا الجذعية من المريض نفسه " زراعه النخاع العظمي الذاتي من الخلايا السليمة اللي تم حفظها " أو من متبرع ملائم ومتطابق الأنسجة ، ودي كل المعلومات للعمليه يا عمرو .
- طب و في ضرر للمتبرع .
- لا مفيش ضرر خالص ده علي الع** تماما .
- طيب انا اللي هتبرع .
نظرت له قمر بدهشه تقول بلهجة سريعة :
- لالا .
نظر لها عمرو قائلاً محاولاً اقناعها :
- لا علي ايه ، هو انت عايزه يحصلك حاجه ، انا مقدرش اعيش من غيرك يا قمر .
تركت قمر يده بغضب ووقفت قائلة بغضب وحزن :
- وهو انا يعني اللي هقدر اعيش من غيرك ، ليه كلكوا عايزين تبعدوا عني ليه .
وقف عمرو وعانق قمر قائلاً :
- لا يا قمر انا مش عايز ابعد عنك يا حببتي .
- طب واعمل ايه لو حصلك حاجه هاا .
- متقلقيش ، اد*كي سمعتي الدكتور بودنك أنه بيقول مفيش ضرر علي المتبرع .
- وعد .
- وعد يا قمري .
ضحكت قمر بفرح ومسحت دموعها قائلة بأبتسامه :
- موافقه .
كان الدكتور ينظر لهم بحب فيقول :
- ربنا يحميكم يا ولاد ، انا بصراحه مشفتش حب بين طرفين كدا ، ربنا يحميكم .
نظر له عمرو قائلاً :
- شكرا يا دكتور .
- العفو يا بني ، ودلوقتي يلا بينا نعمل التشعيع للجسم كله لان ده ضروري قبل العمليه ، وان شاء الله العمليه هتكون بكرا علي غروب الشمس كدا بأذن الله ، يلا تعالوا معايا .
ذهبوا ثلاثتهم من مكتب الدكتور ، وكانت قمر في قمة توترها وخوفها من ذلك فكانت تتشبت بذراع عمرو بشده .
***
جالسه علي الارجوحه الذي تشبه الاريكه وهي تضع السمعات باذنها ولكن ولاول مره تكون مع الاغاني بـجسدها واذنها ولكن عقلها يفكر بيه ، انه ساحر مثلما اطلقوا عليه هذا اللقب ، انه يوقع بالفتيات بحبه وهذا ما حصل معها ، لياتي هو وينزع السماعات من اذنها وهي لم تشعر به ، اقترب من اذنها يصرخ بها :
- توووووووووت .
فُزعت منه ووقعت من علي الأرجوحه لتلتوي قدمها صارخه :
- اااااااه رجلي .
اقترب منها هادي بسرعه وجلس علي ركبتيه قائلاً بقلق :
- انا اسف انا اسف مكنش قصدي والله ، طب رجلك مالها بتوجعني اوي يعني .
ابتسمت علا عندما رأته قلق عليها لتقول :
- انا كويسه متقلقش .
ليبتعد هو ويساعدها علي الوقوف ، لكن علا لا تستطيع الوقوف ، فيحملها ، تفاجأت علا منه وقالت :
- ايه ده نزلني ، الناس تقول ايه علينا نزلني .
لم يرد عليها بل اكتفي أن يذهب للداخل ويصعد بها حيث غرفتها ، وضعها علي الفراش وكان سيذهب لكنها امسكت بيده وقال له :
- هو انت ساحر لا ايه .
نظر لها هادي بأستغراب لتكمل :
- انا مش عارفه انت عملت فيا ايه يا هادي ، انا مكنتش اتوقع اني ممكن اتكلم مع حد بالأسلوب ده تاني واني متكلمش معاك بغرور زي الباقي ، مش عارفه ليه كل متقرب مني بحس ان قلبي هيطلع من مكانه ... انت ليه بتعمل فيا كدا .
جلس هادي بقربها ووضع يده علي وجنته وقال :
- اخيراً حبتيني زي مبحبك يا علا .
ابتسمت علا مما قاله ، ليقترب هادي منها ويقبلها علي جبينها ثم يبتعد قائلاً :
- بس في حاجه ناقصه .
نظرت له علا بعدم فهم ليكمل هو :
- عايزك ترجعي علا القديمه الطيبه اللي كانت بتخاف علي النمله من موتها .... عايزك تصلحي كل حاجه بينك وبين اخوتك وتعاملي مرات اخوكي كويس اتفقنا .
ابتسمت مرة اخري ثم عانقته وهي تقول :
- اتفقنا .
حاوط هادي بيده خصرها مبادلاً لها العناق ، وهو أيضا علي ثغره ابتسامه حب وسعاده بأنه اخيرا تمم ما جاء لأجله .
***
مع حلول المساء خرج من المستشفي وهو يحملها بين يديه ، كان وجهها شاحب من ذلك الاشعاع ، جلس بداخل السياره وهي بين احضانه وعلي رجليه ويداها الاثنتان تحاوط رقبته ، انطلق بالسياره وهما علي ذلك الحال ، وصل الي البيت لتكون نائمة علي ص*رة ومازالت يديها تحاوط رقبته ، ترجل من السيارة وهو يحملها ودخل للبيت ، رأته فرح وعلا ووالدته وهو صاعد لغرفته وقمر بين يديه ، صعدوا ورائه بعد أن بث القلق في قلوبهم من رأيتهم له وهو يحملها ، دخلوا الغرفة ورائه ورأوا عمر يضع قمر علي الفراش ويغطيها ، لتقول والدته بقلق :
- مالها يا بني ... ومال وشها مصفر كدا ليه .
ليقول عمرو :
- ولا حاجه يا ماما بس هي مرهقه شويه بسب جلسه الأشعاع .
نظرت علا بعدم فهم لفرح فتقول فرح لعمرو :
- اشعاع!!! ، اشعاع ايه يا عمرو ، ممكن تفهمني .
- انا اتفقت مع قمر يوم جوازنا اني هساعدها أنها تخف من المرض وهتعيش حياه مفيهاش اي تعب ولا مجهود ، وهي مش عايزه تتعالج بالكيماوي علشان كدا احنا هنعمل عملية زرع النخاع الشوكي ، والعملية دي لازم قبل ما نعملها نعمل اشعاع كامل للجسم ... وبس كده .
تن*دت فرح براحه أردف وهي تنظر لقمر وهي نائمه بوجهٍ شاحب :
- واخيرا يا قمر هتتخلصي من المرض ده .
ناظرهم عمرو بإرهاق وقال لهم بمرح :
- طيب انا تعبان وعايز انام ممكن كل واحد بيتك بيتك بقا .
لتقول فرح :
- ماشي يا عم هنسيبك مع موزتك شويه .
لتقول والدته لها :
- كتك نيله يا فرح ده اخوكي هينام .
خرجت فرح ووالدته وبقت علا مما ادهش عمرو ، فذهبت علا وعانقت عمرو وهي تقول :
- انا اسفه اوي يا عمرو اسفه علي كل حاجه عملتها ، سامحني يا عمرو ، مش انتو بتقولي ان الأخ الكبير بيسامح اخواته الصغيرة علي اي حاجه ، ممكن تسامحني يا عمرو .
أبعدها عمرو وتمسح دموعها قائلاً :
- انا عمري مزعلت منك انا بس كنت بتضايق شويه لكن عمري مزعلت أو غضبت ، ده انتِ حياتي يا علا ده انا اللي مربيكي يا بنتي .
- تسلملي يا احلي اخ في الدنيا ، وعلي فكره انا صالحت فرح انهارده ، وهي كمان سامحتني .
- كنت عارف انك هترجعي زي الاول ، البركه في ابن الحلال اللي طلع من تحت الارض فجأة ده هههه .
اخفضت علا نظرها للاسفل خجلا قائلة:
- احممم طب انا هسيبك علشان تنام بقا .
- ماشي يا اللي بتت**ـ.. .
لي**ت عندما رآها تعرج في مشيها ليقول بقلق وهو يتجه لها :
- ايه ده يا علا مال رجلك يا حببتي .
- متقلقش هي اتجزعت مش اكتر بس انا كويسه دلوقتي نام انت جنب مراتك .
خرجت علا بعد أن قبلها عمرو من جبينها ، ثم دخل الحمام بدل ملابسه ، خرج بعدها واتجه للفراش ونام بجانبها واضعاً يده علي خصرها يقربها منه ليكون ظهرها ملاصق بص*ره وتكون رأسها علي يده ، لينام علي ذلك الحال .
***
في صباح اليوم التالي مع شمس ضوئها صافي ينير غرفتهم لنري عمرو وهو مستيقظ وبين يديه قمر النائمة التي يلعب بخصلات شعرها ويداعبها بيده لكي تستيقظ ، بدأت قمر بالأستيقاظ من أثر مداعبته لها ولشعرها ، فتحت عينيها لتظر بؤبؤ عينيها الخضراء ، اخفض عمرو رأسة وقبلها علي جبينها يقول لها بجانب أذنيها :
- صباح الفل والياسمين يا قمري انا .
ابتسمت قمر بعيونها المرهقه من أثر النوم :
- صباح الخير يا حبيبي .
نظر لها بحب شديد ليري وجهها تغيرت تعبيره من الأبتسامه إليه الحزن ليسمعها تقول :
- انا خايفه اوي يا عمرو خايفه اوي بجد .
ملس علي شعرها يقول لها :
- متخفيش طول مانا معاكي يا قمر .
ترقرقت الدموع بمقلتيها تقول بصوت خائف حزين :
- لا يا عمرو انا حاسه اني هموت ، ولو ده حصل ابقي افـ.... .
اسكتها عمرو بقبله علي شفتيها يبتلع بها باقي كلامتها التي تحرق وتؤلم قلبه عليها من أثر هذه الكلمات ، ليعيشوا اجمل لحظات حياتهم ، ولتعيش هي هذه الليله مع حبيبها وعشيقها وأخيها وابيها وكل شيء بمعالمها هذا قبل أن تذهب للعالم الأخر حيث الصعود بروحها للسماء إلى رب الكون الذي خلقها ، ويكون جسدها في الأرض بين ترابها وطينها التي يمكث فيها زوجها الذي سيتعذب من فراقها ، هذا كل ما دار بمخيلتا وهي بين يديه تعيش معه كل لحظه قبل الوداع .
***
مع هروب شمس الصباح لكي يأتي القمر مكانها معه الليل الذي سيحدد مصير هذان العاشقان ، في المستشفي وبغرفة من غرفتها حيث يوجد قمر وهي ترتدي الملابس المخصصة للعمليات وبجانبها عمرو الذي لم يرتدي شيء مما ادي إلي دهشته ليقول للدكتور :
- وانا ليه ملبستش مش انا اللي هتبرع .
نظر له الدكتور وهو يرتدي ملابسه ايضاً :
- انا عرفت المدام قمر بتحبك اد ايه علشان كدا مش انت اللي هتتبرع مامتها هي اللي هتتبرع وهي اللي طلبت مني كدا .
- بجد حماتي هي اللي طلبت كدا .
- ايوه يا عمرو ... ويلا بينا بقي نبدأ علشان أي تأخير غلط علي المدام .
نظر عمرو لقمر التي كانت سعيدة مما سمعته ، هل يعقل أن والدتها ستتبرع لها وتنقذها ، هذا الأمر في حد ذاته يجعلها طائرة من السعادة ، حمل عمرو قمر بين يديه ووضعها علي السرير النقال ، دخلت غرفة العمليات وعمرو بجانبها ليحملها ويضعها علي السرير ثم يبتعد عنها وهو ينظر لها وهي كذلك الأمر تنظر له بعيون باكيه ، اغمضت عينيها بألم عندما شعرت بسن الأبرة يدخل في وريدها ، لتغمض عينيها شيءً فشيء لتقع تحت تأثير الم**ر ليقول الدكتور لعمرو الواقف أمام حبيبته عابث الوجه من منظرها أمامه :
- يلا اتفضل يا عمرو علشان نبدأ بعد اذنك .
نظر له عمرو وقال بترجي :
- لا لا انا مش هقدر اسبها وأخرج ... انا قلبي معاها هنا مش هقدر ارجوك يا دكتور مش هقدر .
- طيب يا عمرو امري لله اتفضل البس .
ارتدي عمرو هو أيضا الملابس ، بدأت العمليه بعد أن دخلت سماح علي السرير النقال وهي م**رة ايضا ، كان عمرو واقف أمامهم يري كل شيء يحدث لحبيبته وقمر ، اغمض عينيه عندما رأي المشرط يلمس جسد حبيبته ... شعر بوجع شديد يغزو قلبه ... لم يتحمله ليفتح عينيه اذا به يري حبيبته جسدها انجرح بالمشرط ويري احشائها ودمائها أمام عينيه .... قبض علي يده بشده من حزنه ووجعه علي زوجته وحبيبته واخفض رأسه الأسفل لكي لا يري ما يحدث بجسدها الذي هو جسده ، مر الوقت والأطباء يفعلون ما بوسعهم لكي ينقذوا حياتها بل حياته ، رفع رأسه بصدمه مما سمعه من صراخ الأطباء ... نظر عمرو للدكتور بصدمه ودهشه وهو يراه ممسك بجهاز صدمات القلب ويصعق به جسد حبيبته ... صعقه تلو الأخري , انتفاض جسدها , صراخ الأطباء , صدمة عمرو , انتفاض جسدها مرة اخري واخري واخري واخري ، وأخر شيء يظهر امام عمرو هو هذا الخط الذي استقام للأبد ومعه حبيبته .
" يليها الخاتمة "